سفينة نوح بحجم 40 سفينة عملاقة في الوقت الحالي

عن «جوانب الاعجاز العلمي في سفينة نوح» أعد الربان طه أحمد رفعت بحثا علميا عن تلك المعجزة الخشبية التي جرت في موج كالجبال في ظروف لو كانت فيها أعتى حاملة طائرات أو أضخم ناقلة بترول لتحطمت ودمرت برغم صنعها من حديد أو من أي مواد أخرى وبأحدث ما وصل اليه الانسان في العصر الحديث بكل ما يملك من التقدم العلمي.


يقول الباحث ان سفينة نوح معجزة كبيرة لأنها حملت مخلوقات الأرض جميعا على ظهرها. من كل زوجين اثنين وجرت بهم في موج كالجبال .


واعجاز صنع السفينة هو أنها تمت بوحي الله وبعلمه . وهو الذي أعطاها من الاسباب ما جعلها قادرة على مقاومة هذا الطوفان وتجري وهي تحمل كل هذا الحمل الثقيل. فالله سبحانه وتعالى هو الذي أوحى الى نوح وعلمه أن يزرع الشجر ويقطعه ويصنع الألواح ويبني لها مركز ثقل ومركز طفو حتى تكون متزنة تماما ، وعلمه كيفية تقسيمها من الداخل ، وعمل أماكن الايواء للناس والمخلوقات وعمل عنابر للأطعمة والوقود وصهاريج للزيوت والمياه العذبة.


وبين سبحانه وتعالى لنوح قوة الدفع اللازمة لحركة السفينة وشيئا من علوم الملاحة. ويضيف الباحث: ان سفينة نوح قابلت حالة خاصة لم تحدث اطلاقا على الأرض فقد كانت تجرى في موج كجبال بعد أن فتح الله أبواب السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيونا.


يقول الباحث ان أقوى الاعاصير والعواصف أو ما يسمى «الدوامات الاستوائية الدوارة » التي تحدث على الأرض يكون فيها ارتفاع الموج ما بين 15 ـ 20 مترا أو أكثر وتكون سرعة الريح بين 250 ـ 300 كيلو متر في الساعة. والعلم يقول ان السفن التي تبحر في هذا في هذا الاعصار فانها غارقة لا محالة. فما بالنا بأمواج ارتفاعها كالجبال.


واذا علمنا أن أصغر جبل ربما يزيد على الألف متر، فلنا أن نتصور كيف تكون قوة البحر وغزارة الأمطار اذن.


اننا نستطيع أن نقول أن الذي حدث لسفينة نوح يعادل مئات الأضعاف لما يحدث الآن. وبالرغم من ذلك فانها حملت مخلوقات الأرض من كل زوجين اثنين ولم تفقد شيئا من شحنتها على الاطلاق. بل جرت بهم في هذا الموج الجبلي الهائل. دون أن تنوء أو تشكو.


الاعجاز في هيكل السفينة


يقول الباحث: ان الله تعالى يقول عن السفينة «وحملناه على ذات الواح ودسر» فهي اذن قد بنيت من الالواح أي من الخشب كما قال المفسرون والوارد في أقوالهم عن طول السفينة وعرضها يشير الى أن طولها كان ثلاثمئة ذراع وعرضها مئة أو ثمانون وعرضها خمسون أو ألفي ذراع وعرضها مئتي ذراع.


وأنه كان ارتفاع ثلاثية ذراعا في شكل ثلاث طبقات. وجميع الاوصاف توحي بأن عرض السفينة يساوي تقريبا ثلث أو نصف طولها . كما أن الاطوال تتغير من جيل لجيل واعتمد الباحث في مقادير طول وعرض وارتفاع السفينة على ما ورد عن ابن عباس من أن طول السفينة كان 1200 ذراع و 600 ذراع عرض و30 ذراعاً ارتفاع. ومع الاخذ في الحسبان بأن طول الذراع = 80 سم.


فان طول السفينة يصبح ألف متر وعرضها خمسمئة متر وارتفاعها 25 مترا. وحتى يستطيع القراء مقارنة ذلك بطرق صناعة السفن الحديثة فقد أتى الباحث بنبذة في هذا الخصوص فقال ان هيكل السفينة يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي القرينة والعيدان وألواح البدن والقرنية هي بمثابة العمود الفقري للسفينة.


وتصنع من أجود أنواع الخشب الصلد الصنوبري الشكل مثل أشجار البلوط أو الزان أو الأرو، ويجب أن تكون هذه القرنية من قطعة خشبية واحدة متصلة دون كسر أو توصيل. كما تكون بدايتها في أعلى مقدمة السفينة من الأمام ثم يتم تقويتها وأحناؤها بطول السفينة حتى المؤخرة. أي تأخذ الشكل الطولي للسفينة.


أما العيدان فتصنع من نفس نوع خشب القرنية. ولكنها أقل منها في كل من الطول والحجم، وهي عبارة عن مجموعة من أعواد الخشب تخرج على جانبي السفينة متراصة بجوار بعضها البعض على مسافات مختلفة ومتقاربة . والغرض منها «مع تقويسها واحنائها لأعلى لتأخذ الشكل العرضي للسفينة »، أنها للسفينة كالقفص الصدري بالنسبة للانسان والحيوان. فالقرنية تشبه العمود الفقري والعيدان تمثل القفص الصدري.


وبعد بناء الهيكل تجري كسوته بالألواح من الخارج والداخل وهذه الألواح تسمى ألواح البدن. وتثبت بجوار بعضها البعض على جانبي السفينة بطريقة أو بأخرى. ويمكن وضع الألياف المقطرنة في الفوارق وذلك لمنع تسرب الماء. كما يمكن تقسيم السفينة من الداخل بألواح عرضية أو طولية لتقسيمها الى أماكن اعاشة وعنابر شحن وصهاريج للمياه والزيوت والوقود. كما يوجد في قاع السفينة ما يسمى بالسطح المزدوج وذلك لملئه بالمياه لاحداث توازن السفينة وقت ابحارها.


ولعمل العيدان على المسافة العرضية للسفينة وهو 500 متر مع ارتفاع 25 مترا فاننا بحاجة الى عدة أشجار صنوبرية أصغر من القرينة. يكون طول الشجرة ما بين 400 الى 500 متر في محيط يصل الى عشرات الامتار ، قطعة واحدة «أي ليست عدة قطع موصولة. حتى لا يكون فيها ضعف من خلال نقاط الوص ».


أما بالنسبة لألواح البدن فالمطلوب هو عدة ألواح من الخشب لكسوة الهيكل بها حتى يتم بناء البدن. ولكي نتصور مقدار حجم هذه السفينة المباركة وحجم جذوع الاشجار التي بنيت منها نقول : لو كان محيط هذه الشجرة الصنوبرية التي صنعت منها القرنية ينمو بمعدل نصف متر لكل عشر أمتار مثلا لأصبح محيط هذه الشجرة العملاقة مئة متر ومحيط شجرة العيدان 25 متراً وأكثر.


ونتعجب من هذه المعجزة النباتية وكيف قام نوح عليه السلام بقطعها وتقليمها وأحنائها وتثبيتها ببعضها البعض ؟ وكيف نقلت من مكان منبتها الى مكان تصنيعها ؟


أن حجم السفينة كان 5,12 مليون متر مكعب أي أنها تستطيع أن تحمل 10 ملايين طن حجمي. أي أنها تستطيع حمل حمولة 35 ـ 40 سفينة عملاقة من عابرات المحيطات التي هي فخر الصناعة الاميركية واليابانية والأوروبية.


ـ هل أغرق الماء الأرض كلها أم قوم نوح فقط ؟


يتساءل الباحث بعد استعراضه للآية الكريمة «ففتحنا أبواب السماء بهاء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ». هل أغرق الماء الأرض عن آخرها بمن عليها حتى قمم الجبال أم أغرق القرى التي عاش فيها قوم نوح فقط دون سائر الأرض ؟


ويجب بأن هناك من الأدلة ما يؤكد اغراق الأرض كلها حتى علت المياه قمم الجبال. فقول الله تعالي «حتى اذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا أحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول » دليل على اغراق الأرض. ولذلك أمر الله نبيه نوحا عليه السلام أن يحمل في السفينة من كل زوجين أثنين انقاذا لأنواع الاحياء واستمرار الحياة على الارض.


ومن الأدلة أيضا قول الله تعالي «ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني أركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال سآوى الى جبل يعصمني من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله ».


وبحسب نظرية الاستطراق للسوائل فلا يجوز ارتفاع الماء مكان دون آخر. بل لابد أن يكون سطح الأرض السائل أفقيا. وهذا في حالة عدم وجود حواجز. فالآية تخبرنا أن الجبال لم تمنع قوم نوح من الغرق.


كمية الماء المنهمر


يقول ابن عباس عن الماء الذي نزل في ذلك اليوم «بماء منهمر » أنه كثير لم تمطر السماء مثله من قبل ومن بعد. أن المياه المنهمرة على قوم نوح لم تكن في حساب الكمية الثابتة للمياه الموجودة على الأرض، ولكنها مياه زائدة أنزلها الله من السماوات العليا.


لكن هل كان الماء مثل السيول التي تجرف كل شئ والعيون المتفجرة من الأرض ؟ أم كان مثل العيون المنبثقة في الصحارى ؟ أنه رغم غزارة ماء السيول المصاحبة للأعاصير الاستوائية والمنخفضات الجوية التي تغرق مساحات شاسعة من الأرض. لكن في النهاية فان ارتفاع الماء الناتج عن السيول لا يزيد على بضعة سنتيمترات الى المتر الواحد على الأكثر في مساحة صغيرة من الأرض. كما أن الماء ـ كما في أقوال المفسرين ـ نزل من فتحة المجرة بدون سحب، والسبب أنه لو أنزل من سحب.


لكان هذا كفيلا بتحطيم الغلاف الجوي واذابته. ولكن في أمر قوم نوح أنهمر الماء حتى غطى الأرض في ساعات أو أيام قليلة وغطى رؤوس الجبال بارتفاع ثلاثين ذراعا. ولكن نحسب كمية المياه. لقلنا أن أكبر ارتفاع للجبال هو 15 كيلومتراً وكمية المياه المطلوبة تساوي هذا الارتفاع مضروبا في مساحة سطح الأرض.


بمعنى أن نصف قطر الأرض سيزيد بمقدار ارتفاع الجبل. بمعنى أنه يساوي نصف قطر الأرض الموجودة حاليا مضافا اليه طولا مساويا لارتفاع الجبل. أي يساوي نصف قطر الأرض الطبيعية مضافا اليه 15 كيلو متراً وبالاستمرار في الحسابات نجد أننا بحاجة الى كمية من الماء تعادل ما هو موجود فعلا على الأرض في بحار ومحيطات بمئات الاضعاف.


مدة الطوفان


أن هذا الوقت كما يقول الباحث كان قصيرا فلم يتعد عدة ساعات أو بضعة أيام أو أسابيع على الأكثر.


والماء نزل على شكل شلالات وليس سيولاً وأمطاراً. مثل شلالات نياجرا الواقعة بين الولايات المتحدة وكندا. فالماء يزيد على خمسين ألف متر في الدقيقة الواحدة. وقد يكون هذا الحجم غير كاف لأحداث ذلك وقد يكون الماء نزل عل يشكل بحار متدفقة دفعة واحدة وتفجرت الأرض بالمحيطات.


وتحدث الباحث عن الغطاء اللازم لحماية السفينة من هذا الماء المنهمر والا لامتلأت وغرقت هي الأخرى. كما أن الغطاء ضروري لكي يحمي ركابها من التخلخل الذي حدث في الضغط الجوي.


والواضح أن الغطاء صنع من مادة منيعة ليستطيع تحمل البحار الساقطة عليه. أن غالب الظن أن السفينة كانت تشبه الغواصات. وهناك نقطة أخرى وهي اهتمام نوح عليه السلام بتجديد الهواء حتى لا يختنق الركاب. وهذه تكنولوجيا عاليه وصناعة فعلا بعين الله ووحيه.

[السيف البتار]

رائع يا روبن .

مشكور وجزاك الله خير .

[نوره العجمى]

روبن هود


جزااااااك الله خير

وياكم يالسيف البتار ونورة العجمي