[25 فبرايـــــر]

[rainbow]




إذا كان مشهودا للمرأة بمهارة الكيد للرجل، وبما تمتلك من حيل تمكنها من تحقيق رغبتها في الانتقام منه، فهناك أيضا رجال يتمتعون بهذه المهارة الفريدة، ويجيدون حرق دم النساء المتمردات بهدوء أعصاب يُحسدون عليه.
سالم نموذج لهذا النوع من الرجال الذين يحملون قلباً من فولاذ وأعصابا قوية ودهاء وخبثا وعنادا. تعرف سالم على هبة من خلال عمله، وأحبها حباً شديداً. تقدم للزواج بها وفي غضون أشهر قليلة كانا يقضيان شهر العسل في إحدى الدول الأوروبية. منذ اليوم الأول لحياتهما الزوجية، سعى سالم لإسعاد هبة، فقد عاهد نفسه على أن يهب حياته وقلبه وممتلكاته لشريكة حياته التي يحبها حبا يفوق الوصف.
عاش الزوجان عدة سنوات في سعادة حسدهما عليها كل المحيطين بهما.. لكن مع الأيام زادت طلبات الزوجة الشابة المدللة عن الحد، وأصبحت أكثر طمعا في الحصول على مزيد من المال من زوجها، واستخدمت سلاح الدلال والأنوثة للوصول إلى هدفها.
لم تجد هبة صعوبة في دفع زوجها إلى إيداع مبلغ كبير في حسابها، في لحظة تخيل فيها بأن حياتهما ستستمر حتى آخر نفس في عمريهما. لكن هبة أصابها الملل فبدأت في إثارة المشاكل مع زوجها على أتفه شيء، حتى أنها هجرت المنزل بعد مشاجرة بسيطة وتركت عش الزوجية.
هنا أدرك سالم أنه سقط في الفخ الذي نصبته له زوجته الشابة بذكاء شديد. لم ينم لأيام طويلة يواصل الليل بالنهار، يفكر ويعصر أفكاره بحثاً عن حيلة يثأر بها لكرامته، ويسترد من خلالها المبلغ الكبير الذي استولت عليه زوجته بالحيلة والدهاء.
بعد تفكير طويل توصل سالم الى فكرة شيطانية. فقد تذكر ان إحدى قريباته قريبة الشبه من زوجته هبة إلى حد كبير جداً، فاستغل عشق تلك الفتاة للمال وحاجتها الماسة له وعقد معها صفقة العمر.. وعدها بان يمنحها مبلغا كبيراً مقابل مساعدته في انتحال صفة زوجته.
لعبت الفكرة في رأس الفتاة الشبقة للمال، فوجدتها فرصة العمر التي لن تتكرر مرة أخرى حتى تحقق أحلامها بسهولة. تواعد معها سالم واصطحبها إلى البنك. كان يحتفظ بصورة ضوئية ملونة لبطاقة زوجته المدنية، فاستخدمتها الفتاة الشبيهة لها ونجحت في سحب المبلغ كاملاً وإغلاق الحساب.
فرح سالم بنجاح خطته ونفذ وعده بمنح شريكته في تنفيذ الخطة المبلغ المتفق عليه، واعتقد في قرارة نفسه أنه استرد كرامته ولقن زوجته درساً لن تنساه. لكن الزوجة الشابة هبة اكتشفت الأمر حين توجهت إلى البنك لسحب مبلغ من المال، فوجدت الحساب مغلقا والرصيد غير موجود.
على الفور توجهت إلى جهات الاختصاص للإبلاغ عن زوجها لأنه الوحيد المستفيد من تلك اللعبة. وبمراجعة كاميرات البنك وصورة البطاقة تم القبض على سالم الذي أنكر ثم اعترف، ودل على شريكته شبيهة الزوجة، فتم القبض عليها هي الأخرى.
قدم سالم إلى المحاكمة بتهمة النصب والاحتيال وخيانة الأمانة، وشريكته بتهمة انتحال صفة وتزوير في أوراق رسمية. وأصدرت المحكمة حكما بالسجن خمسة أعوام لكل منهما.[/rainbow]