منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   منتدى النقاش الديني (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   من هم الصحابه ادخلو لتعرفو (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=104830)

ahmadz 29-11-07 03:24 PM

من هم الصحابه ادخلو لتعرفو
 
هذا موضوعي الاخير عن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بل نبدا في

أبي بكر إبن أبي قحافة


فرار أبي بكر من الزحف

يوم أحد



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا إبن المبارك عن إسحاق عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله أخبرني عيسى بن طلحة عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة ، ثم أنشأ يحدث قال : كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل في سبيل الله دونه وأراه قال حمية ، قال فقلت : كن طلحة حيث فاتني ما فاتني ، فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي .......



الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...3&SW=فاتني#SR1



إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 51 )



يوم أحد



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- وقال البيهقى في الدلائل : بإسناده عن عمارة بن غزية ، عن أبى الزبير ، عن جابر قال : انهزم الناس عن رسول الله (ص) يوم أحد وبقى معه أحد عشر رجلا من الانصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل.




--------------------------------------------------------------------------------



إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 58 )



يوم أحد



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا إبن المبارك ، عن إسحاق ، عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، أخبرني عيسى بن طلحة ، عن أم المؤمنين عائشة قالت : كان أبو بكر إذ ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة ! ثم أنشأ يحدث قال : كنت أول من فاء يوم أحد ، فرأيت رجلا يقاتل في سبيل الله دونه ، وأراه قال : حمية ، قال : فقلت : كن طلحة ، حيث فاتني ما فاتني .......




--------------------------------------------------------------------------------



إبن كثير - تفسير إبن كثير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 425 )



يوم أحد



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- وقال أبو داود الطيالسي حدثنا إبن المبارك عن إسحق بن يحي بن طلحة بن عبيد الله أخبرني عيسى بن طلحة عن أم المؤمنين ( ر )

قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة : ثم أنشأ يحدث قال : كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله (ص) دونه وأراه قال : حمية فقلت : كن طلحة حيث فاتني ما فاتني فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين المشركين رجل

لا أعرفه ........
________________________________________________________
ولان أبوبكر يتطاول على النبي (ص)




صحيح البخاري - تفسير القرآن - لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية - رقم الحديث :( 4467 )



‏- حدثنا ‏ ‏يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏نافع بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏إبن أبي مليكة ‏ ‏قال : كاد الخيران أن ‏ ‏يهلكا ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏( ر ) ‏ ‏رفعا أصواتهما عند النبي ‏ (ص) ‏ ‏حين قدم عليه ‏ ‏ركب ‏ ‏بني تميم ‏ ‏فأشار أحدهما ‏ ‏بالأقرع بن حابس ‏ ‏أخي ‏ ‏بني مجاشع ‏ ‏وأشار الآخر برجل آخر قال ‏ ‏نافع ‏ ‏لا أحفظ اسمه فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لعمر ‏ ‏ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله ‏ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم ‏ الآية ( الحجرات - 2 ) ، ‏قال ‏ ‏إبن الزبير ‏ ‏فما كان ‏ ‏عمر ‏ ‏يسمع رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه ‏ ‏يعني ‏ ‏أبا بكر .



الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=4467&doc=0

__________________________________________________
مسند أحمد - أول مسند المدنيين ( ر ) - حديث عبدالله بن الزبير ( ر ) - رقم الحديث :( 15548 )



‏- حدثنا ‏ ‏وكيع ‏حدثنا ‏نافع بن عمر الجمحي ‏عن ‏إبن أبي مليكة ‏‏قال ‏كاد الخيران أن يهلكا ‏‏أبو بكر ‏‏وعمر ‏لما قدم على النبي ‏(ص) ‏‏وفد ‏بني تميم ‏ ‏أشار أحدهما ‏‏بالأقرع بن حابس الحنظلي ‏‏أخي ‏‏بني مجاشع ‏ ‏وأشار الآخر بغيره قال ‏أبو بكر ‏لعمر ‏ ‏إنما أردت خلافي فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي ‏ (ص)‏فنزلت ‏ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ‏ ‏إلى قوله ‏ عظيم ‏قال ‏ ‏إبن أبي مليكة ‏ ‏قال ‏ ‏إبن الزبير ‏ ‏فكان ‏ ‏عمر ‏ ‏بعد ذلك ولم يذكر ذلك عن أبيه ‏ ‏يعني ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏إذا حدث النبي ‏ (ص) ‏ ‏حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه.



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...um=15548&doc=6

__________________________________________________

أبوبكر يعترف بكشف بيت الزهراء ( ع )

إبن تيمية - منهاج السنة - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 291 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- ........ نحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى ، بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وآخرا، وغاية ما يقال: إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه ، وأن يعطيه لمستحقه ، ثم رأى أنه لو تركه لهم لجاز ، فإنه يجوز أن يعطيهم من مال الفيء .........



الرابط:

http://arabic.islamic***.com/Books/t...ok=365&id=4127




--------------------------------------------------------------------------------



الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 62 )



41 - حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، ثنا سعيد بن عفير ، حدثني علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، قال : دخلت على أبي بكر ( ر ) ، أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت ، فاستوى جالسا ، فقلت : أصبحت بحمد الله بارئا ، فقال : أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية ، وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ، ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذري ، كأن أحدكم على حسك السعدان ، ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه ، في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا ثم قال : أما إني لا آسى على شيء ، إلا على ثلاث فعلتهن ، وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله (ص) عنهن ، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق علي الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، فكان أمير المؤمنين ، وكنت وزيرا ، ووددت أني حيث كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة ، أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءا أو مددا ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه يكون شر الإطار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاة السلمي لم أكن أحرقه ، وقتلته سريحا ، أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل ، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله (ص) : عنهن ، فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ، ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ ، فإن في نفسي منهما حاجة .



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=461102



_________________________________________

أبوبكر يحرق الفجاءة السلمي حيا




إبن عبد ربه - العقد الفريد - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 29 / 51 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- تحب ولا نعلمك اردت الا الخير ولم تزل صالحا مصلحا مع إنك لا تاسي على شيء من الدنيا‏.‏ فقال‏:‏ اجل اني لا اسى على شيء من الدنيا الا على ثلاث فعلتهن وودت اني تركتهن وثلاث تركتهن ووددت اني فعلتهن وثلاث وددت اني سالت رسول اللّه (ص) عنهن‏.‏ فاما الثلاث التي فعلتهن ووددت اني تركتهن‏:فوددت اني لم اكشف بيت فاطمة عن شيء ]وان كانوا اغلقوه على الحرب ووددت اني لم اكن حرقت الفجاءة السلمي واني قتلته سريحا او خليته نجيحا ووددت اني يوم سقيفة بني ساعدة قد رميت الامر في عنق احد الرجلين فكان احدهما اميرا وكنت له وزيرا .



الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...29&SW=اكشف#SR1




--------------------------------------------------------------------------------



إبن الأثير - الكامل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 350 )



- وأما خبر الفجاءة السلمي وإسمه إياس بن عبد ياليل فإنه جاء إلى أبي بكر ، فقال له : أعني بالسلاح أقاتل به أهل الردة ، فأعطاه سلاحا وأمره أمرة فخالف إلى المسلمين ، وخرج حتى نزل بالجواء وبعث نخبة بن أبي الميثاء ، من بني الشريد وأمره بالمسلمين ، فشن الغارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فأرسل إلى طريفة بن حاجز يأمره أن يجمع له ويسير إليه ، وبعث إليه عبد الله بن قيس الحاشي عونا فنهضا إليه وطلباه فلاذ منهما ثم لقياه على الجواء فاقتتلوا ، وقتل نخبة ، وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره ثم بعث به إلى أبي بكر ، فلما قدم أمر أبو بكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمي به فيها مقموطا.




--------------------------------------------------------------------------------



الطبري - تاريخ الطبري - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 492 )



- قال السرى قال شعيب عن سيف عن سهل وأبى يعقوب قالا كان من حديث الجواء وناعر أن الفجاءة اياس بن عبد يا ليل قدم على أبى بكر فقال أعنى بسلاح ومرني بمن شئت من أهل الردة فأعطاه سلاحا وأمره أمره فخالف أمره إلى المسلمين فخرج حتى ينزل بالجواء وبعث نجبة بن أبي الميثاء من بنى الشريد وأمره بالمسلمين فشنها غارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن وبلغ ذلك أبا بكر فأرسل إلى طريفة بن حاجز يأمره أن يجمع له وأن يسير إليه وبعث إليه عبد الله بن قيس الجاسي عونا ففعل ثم نهضا إليه وطلباه فجعل يلوذ منهما حتى لقياه على الجواء فاقتتلوا فقتل نجبة وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فاسره ثم بعث به إلى فقدم به على أبى بكر فأمر فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ثم رمى به فيها مقموطا.




_______________________________________________

( أبوبكر لا يعرف الأحكام الشرعية )



عدد الروايات : ( 5 )



سنن الترمذي - الفرائض... - ما جاء في الميراث.... - رقم الحديث : ( 2027 )



- حدثنا ‏ ‏الأنصاري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عثمان بن إسحق بن خرشة ‏ ‏عن ‏ ‏قبيصة بن ذؤيب ‏ ‏قال ‏جاءت الجدة إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏تسأله ميراثها قال فقال لها ما لك في كتاب الله شيء وما لك في سنة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏شيء فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏حضرت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأعطاها السدس فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏هل معك غيرك فقام ‏ ‏محمد بن مسلمة الأنصاري ‏ ‏فقال مثل ما قال ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏فأنفذه لها ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏قال ثم جاءت الجدة الأخرى إلى ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏تسأله ميراثها فقال ما لك في كتاب الله شيء ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏بريدة ‏ ‏وهذا ‏ ‏أحسن وهو أصح ‏ ‏من حديث ‏ ‏إبن عيينة .



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=2027&doc=2


______________
مسند أحمد - مسند الشاميين - حديث محمد.... - رقم الحديث : ( 17297 )



نفس الحديث السابق



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...um=17297&doc=6




--------------------------------------------------------------------------------



سنن أبي داود - الفرائض - في الجدة - رقم الحديث : ( 2507 )



نفس الحديث السابق



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=2507&doc=4




--------------------------------------------------------------------------------



سنن أبن ماجة - الفرائض - ميراث الجدة - رقم الحديث : ( 2714 )



نفس الحديث السابق



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=2714&doc=5




--------------------------------------------------------------------------------



موطأ مالك - الفرائض - ميراث الجدة - رقم الحديث : ( 957 )



نفس الحديث السابق



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...hnum=953&doc=7

____________________________________________
( أبوبكر لا يعرف معنى ( و إ بّا ) )



عدد الروايات : ( 8 )



السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 317 )



- وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد عن إبراهيم التيمي قال‏:‏ سئل أبو بكر الصديق ( ر ) عن قوله‏:‏ ‏ ‏أ بّا‏ ‏ فقال‏:‏ أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مال لا أعلم ‏.‏



الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...3&SW=تقلني#SR1




_____________________________
( إعراض النبي ( ص ) عن مشورة أبوبكر )



عدد الروايات : ( 11 )



صحيح مسلم - الجهاد والسير - غزوة بدر - رقم الحديث : ( 3330 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- حدثنا أبو بكر بن ابى شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس ان رسول الله (ص) شاور حين بلغه اقبال ابى سفيان قال فتكلم أبو بكر فاعرض عنه ثم تكلم عمر فاعرض عنه فقام سعد بن عبادة فقال ايانا تريد يا رسول الله والذى نفسي بيده لو امرتنا ان نخيضها البحر لاخضناها ولو امرتنا ان نضرب اكبادها إلى برك الغماد لفعلنا .........



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3330&doc=1




--------------------------------------------------------------------------------



مسند أحمد - باقي مسند المكثرين - باقي المسند السابق - رقم الحديث : ( 12819 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- حدثنا ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏شاور الناس يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏فتكلم ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأعرض عنه ثم تكلم ‏ ‏عمر ‏ ‏فأعرض عنه فقالت ‏ ‏الأنصار ‏ ‏يا رسول الله إيانا تريد فقال .........



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...um=12819&doc=6



_________________________________________

( شجاعة أبوبكر )


أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - فضائل علي عليع السلام



975 - حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا زيد بن الحباب قال : حدثني الحسين بن واقد قال : حدثني عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي يقول : حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله (ص) : إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ، أو يحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له ، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غد ، فلما أصبح رسول الله (ص) صلى الغداة ، ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له ، قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها .



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=129535

ahmadz 29-11-07 03:24 PM

ولان عمر بن الخطاب

فرار عمر يوم حني

صحيح البخاري - المغازي - قوله تعالى يوم حنين - رقم الحديث : ( 3978 )



- حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن كثير بن أفلح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي محمد ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏قال ‏ ‏خرجنا مع النبي ‏ (ص) ‏ ‏عام ‏ ‏حنين ‏ ‏فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فضربته من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فقلت ما بال الناس قال أمر الله عز وجل ثم رجعوا وجلس النبي ‏ (ص) ‏ ‏فقال ‏ ‏من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي ‏ (ص) ‏ ‏مثله فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست قال ثم قال النبي ‏ (ص) ‏ ‏مثله فقمت فقال ما لك يا ‏ ‏أبا قتادة ‏ ‏فأخبرته فقال رجل صدق وسلبه عندي فأرضه مني فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ‏ (ص) ‏ ‏فيعطيك ‏ ‏سلبه ‏ ‏فقال النبي ‏ (ص) ‏ ‏صدق فأعطه فأعطانيه فابتعت به ‏ ‏مخرفا ‏ ‏في ‏ ‏بني سلمة ‏ ‏فإنه لأول مال ‏ ‏تأثلته ‏ ‏في الإسلام ‏ ‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏حدثني ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن كثير بن أفلح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي محمد ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏أن ‏ ‏أبا قتادة ‏ ‏قال ‏ ‏لما كان يوم ‏ ‏حنين ‏ ‏نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين ‏ ‏يختله ‏ ‏من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي ‏ ‏يختله ‏ ‏فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك ‏ ‏فتحلل ‏ ‏ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا ‏ ‏بعمر بن الخطاب ‏ ‏في الناس فقلت له ما شأن الناس قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏كلا لا يعطه ‏ ‏أصيبغ ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ‏ (ص) ‏ ‏قال فقام رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأداه إلي فاشتريت منه ‏ ‏خرافا ‏ ‏فكان أول مال ‏ ‏تأثلته ‏ ‏في الإسلام.



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3978&doc=0

________________________________________

--------------------------------------------------------------------------------
( فرار عمر من الزحف يوم أحد )






إبن كثير - السيرة النبوية - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 89 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- قال إبن هشام : وكان ضرار بن الخطاب لحق عمر بن الخطاب يوم أحد ، فجعل يضربه بعرض الرمح ويقول : انج يا بن الخطاب لا أقتلك . فكان عمر يعرفها له بعد الإسلام ( ر )

--------------------------------------------------------------------------------



عبدالرحمن أحمد البكري - عمر بن خطاب - رقم الصفحة : ( 28 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- قال الفخر الرازي : ومن المنهزمين عمر ، إلا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ، ولم يبعد بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص) . ومنهم : عثمان انهزم مع رجلين من الانصار يقال لهما : سعد ، وعقبة . إنهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام.

--------------------------------------------------------------------------------



الفخر الرازي - التفسير الكبير - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 51 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- ومن المنهزمين عمر ، الا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يبعد ، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص).



________________________________

( لولا علي لهلك عمر )

أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي ( ع )



1065 - حدثنا عبد الله قثنا عبيد الله القواريري قال : نا مؤمل قثنا إبن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .



الرابط :

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=129626




--------------------------------------------------------------------------------



سنن أبي داود - الحدود - في المجنون يسرق أو يصيب حدا - رقم الحديث : ( 3823 )



‏- حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي ظبيان ‏ ‏عن ‏ ‏إبن عباس ‏ ‏قال : ‏أتي ‏ ‏عمر ‏ ‏بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسا فأمر بها ‏ ‏عمر ‏ ‏أن ترجم مر بها على ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏رضوان الله عليه فقال ما شأن هذه قالوا مجنونة بني فلان زنت فأمر بها ‏ ‏عمر ‏ ‏أن ترجم قال فقال ارجعوا بها ثم أتاه فقال يا أمير المؤمنين أما علمت ‏ ‏أن القلم قد رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يعقل قال بلى قال فما بال هذه ترجم قال لا شيء قال فأرسلها قال فأرسلها قال فجعل يكبر . ‏


- حدثنا ‏ ‏يوسف بن موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏نحوه وقال : أيضا حتى يعقل وقال وعن المجنون حتى يفيق قال فجعل ‏عمر ‏‏يكبر


الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3823&doc=4



______________________________
متفرقات عن السوبر عمر

..

عدد الروايات : ( 13 )



المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 579 )



32748 - رضا الله رضا عمر ، ورضاعمر رضا الله .



32750 - يا عمر ! إن غضبك عز ورضاك حكم .



32754 - أصاب الله بك يا إبن الخطاب .



32755 - الصدق والحق بعدي مع عمر حيث كان .


الرابط :

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...7&SW=32748#SR1

_________________________________________
مغامرات عمر مع الشيطان

..

عدد الروايات : ( 22 )



الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 68 )



باب خوف الشيطان من عمر



14442- عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله (ص) إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه . رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة . ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب ، وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا .


الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...2&SW=14442#SR1



--------------------------------------------------------------------------------



الطبراني - المعجم الأوسط - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 191 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



4090 - حدثنا علي بن سعيد الرازي قال نا عبد الرحمن بن الفضل بن موفق قال حدثني أبي قال نا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي عن سالم عن سدسية مولاة حفصة عن حفصة قالت سمعت رسول الله (ص) يقول وقد نذرت أن أدفن بالدف إن قدم من مكة فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر فانطلقت بالدف إلى جانب البيت فغطيته بكساء فقلت أي نبي الله أنت أحق ان تهاب فقال إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم الاخر لوجهه .........


الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=453998

______________________

عمر يجري النيل بالريموت كونترول

..

عدد الروايات : ( 1 )



القرطبي - تفسير القرطبي - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 103 )



- وقال قيس بن الحجاج : لما افتتحت مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بئونة من أشهر القبط فقالوا له : أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها ، فقال لهم : وما ذاك ؟ فقالوا : إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها ، أرضينا أبويها ، وحملنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل ، فقال لهم عمرو : هذا لا يكون في الاسلام ، وإن الاسلام ليهدم ما قبله . فأقاموا أبيب ومسرى لا يجرى قليل ولا كثير ، وهموا بالجلاء . فلما رأى ذلك عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب ( ر ) ، فأعلمه بالقصة ، فكتب إليه عمر بن الخطاب : إنك قد أصبت بالذي فعلت ، وأن الاسلام يهدم ما قبله ولا يكون هذا . وبعث إليه ببطاقة في داخل كتابه . وكتب إلى عمرو : إني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي ، فألقها في النيل إذا أتاك كتابي . فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها : من عبد الله أمير المؤمنين عمر إلى نيل مصر ، أما بعد فإن كنت إنما تجرى من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك . قال : فألقى البطاقة في النيل قبل الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها ، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلا بالنيل . فلما ألقى البطاقة في النيل ، أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله في ليلة واحدة ستة عشر ذراعا ، وقطع الله تلك السيرة عن أهل مصر من تلك السنة.



مصادر الرواية :



- القرطبي - تفسير القرطبي - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 103 ).

- إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 44 ) - رقم الصفحة : ( 336 ).

- الطبري - كرامات الأولياء - رقم الصفحة : ( 118 ).

- إبن حيان الإصبهاني - العظمة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1424 ).

- المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 560 ) - الرقم : ( 35759 ).

- إبن كثير - تفسير إبن كثير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحو : ( 472 ).

- إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 1 / 7 ) - رقم الصفحو : ( 28 / 14 ).

- جلال الدين السيوطي - تنوير الحلك - رقم الصفحة : ( 13 ).

- إبن شبة النميري - تاريخ المدينة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 754 ).

- القرشي المصري - فتوح مصر وأخبارها - رقم الصفحة : ( 264 )

__________________________

سيرة عمر مع الخمر والنبيذ



مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين - أول مسند عمر - رقم الحديث : ( 355 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- حدثنا عبدالله حدثني أبي ثنا خلف بن الوليد ثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب ( ر ) قال لما نزل تحريم الخمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير قال فدعي عمر ( ر ) فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان منادي رسول الله (ص) إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر ( ر ) فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا نزلت الآية التي في المائدة فدعي عمر ( ر ) فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال فقال عمر ( ر ) انتهينا انتهينا .......



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...hnum=355&doc=6

_____________________________________
( عمر مدمن خمر بالجاهلية )



عدد الروايات : ( 3 )



أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - إسلام عمر بن الخطاب



355 - حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح المكي ، عن أصحابه عطاء ومجاهد ، أو عمن روى ذلك عنه ، أن إسلام عمر بن الخطاب كان فيما تحدثوا به عنه أنه كان يقول : كنت للإسلام مباعدا ، وكنت صاحب خمر في الجاهلية ، أحبها وأشربها ، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة عند دار عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، قال : فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسنا ذاك ، فلم أجد منهم أحدا ، قال : فقلت : لو أني جئت فلانا ، خمارا كان بمكة ، رجل يبيع الخمر ، لعلي أجد عنده خمرا فأشرب منها ، قال : فجئته فلم أجده ، قال : فقلت : لو جئت الكعبة فطفت بها سبعا أو سبعين ، قال : فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ، فإذا رسول الله (ص) قائم يصلي ، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام ، كان مصلاه بين الركنين : الركن الأسود والركن اليماني ، قال : فقلت حين رأيته : والله ، لو أني استمعت بمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ، قال : فقلت : لئن دنوت منه أسمع منه لأروعنه ، قال : فجئت الكعبة من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويدا ، ورسول الله (ص) قائم يصلي يقرأ القرآن ، حتى قمت في قبلته ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة ، قال : فلما سمعت القرآن رق له قلبي ، فبكيت ودخلني الإسلام ، فلم أزل قائما في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله (ص) صلاته ثم انصرف ، وكان إذا انصرف خرج على دار بني أبي حسين ، وكانت طريقه حتى خرج إلى المسعى ، ثم يشتد بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار إبن أزهر بن عبد عوف الزهري ، ثم على دار الأخنس بن شريق ، حتى يدخل بيته ، وكان مسكنه (ص) في الدار الرقطاء التي كانت بيد معاوية بن أبي سفيان ، قال عمر : فتبعته ، حتى إذا دخل بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار إبن أزهر أدركته ، فلما سمع رسول الله (ص) حسي قام ، وعرفني ، فظن رسول الله (ص) أني إنما اتبعته لأوذيه فنهمني ثم قال : ما جاء بك يا إبن الخطاب هذه الساعة ؟ قال : قلت : أن أؤمن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله عز وجل ، قال : فحمد رسول الله (ص) الله وقال : قد هداك الله يا عمر ، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات ، ثم انصرفت عن رسول الله (ص) ، ودخل رسول الله (ص) بيته ، والله أعلم أي ذلك كان.



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=128911

____________________________________

..

عدد الروايات : ( 7 )



صحيح البخاري - المناقب - قصة البيعة - رقم الحديث : ( 3424 )



[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]



- ‏حدثنا ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن ميمون ‏ ‏قال رأيت ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏( ر ) ......... فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل يقول أخاف عليه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه .........

الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=3424&doc=0


____________________________________________

( كل الناس أفقه من عمر )

.

عدد الروايات : ( 19 )



أحمد بن حنبل - الزهد - زهد عمر



600 - حدثنا عبد اللّه ، حدثنا محمد بن غيلان ، حدثنا سفيان ، عن ابن جدعان قال : سمع عمر رجلا يقول :اللهم اجعلني من الأقلين فقال : يا عبد اللّه وما الأقلون ؟ قال : سمعت اللّه يقول : وما آمن معه إلا قليل ، وقليل من عبادي الشكور وذكر آيات أخر ، فقال عمر : كل أحد أفقه من عمر.



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=126698



____________________________________

( قصة عمر مع الطهارة والنظافة )



عدد الروايات : ( 21 )



البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 102 )



465 - أنبأني أبوعبدالله الحافظ إجازة أنبأ أبوبكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن محمد ثنا إسحاق أنا سفيان عن مطرف عن سعيد بن عمرو بن سعيد قال قال : عمر ( ر ) : البول قائما أحصن للدبر .


الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=579756




--------------------------------------------------------------------------------



البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 111 )



505 - أخبرنا أبومحمد عبدالله بن يحيى بن عبدالجبار السكري ببغداد نا إسمعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبدالله الترقفي نا يحيى بن يعلى نا أبي غيلان عن أبي إسحاق عن مولى عمر يسار بن نمير قال : كان عمر ( ر ) إذا بال قال ناولني شيئا أستنجى به قال فأناوله العود والحجر أو يأتي حائطا يتمسح به أو يمس الأرض ولم يكن يغسله . وهذا أصح ما روى في هذا الباب وأعلاه .



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=579805

________________________________

--------------------------------------------------------------------------------



المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 625 ، 632 )



35929 ـ عن السائب بن يزيد قال : ربما تعشيت عند عمر بن الخطاب فيأكل الخبز واللحم ثم يمسح يده على قدمه ثم يقول : هذا منديل عمر وآل عمر.



35928 ـ عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم أن عمر كان يمسح بنعليه ويقول : إن مناديل آل عمر نعالهم .



35949 ـ عن ثابت قال : أكل الجارود عند عمر بن الخطاب ، فلما فرغ قال : يا جارية ! هلمي الدستار يعني المنديل يمسح يده فقال عمر : امسح يدك بإستك أو ذر .



الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...3&SW=35929#SR1




--------------------------------------------------------------------------------

( عمر يجهل أحكام الغسل والوضوء والتيمم )



عدد الروايات : ( 14 )



صحيح البخاري - التيمم - المتيمم هل ينفخ فيها - رقم الحديث : ( 326 )



- حدثنا آدم قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا الحكم ، عن ذر ، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أصب الماء ؟ فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب : أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل ، وأما أنا فتمعكت فصليت ، فذكرت ذلك للنبي (ص) فقال النبي (ص) : إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي (ص) بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه .



الرابط:

http://hadith.al-islam.com/Display/D...hnum=326&doc=0

_______________________________________


--------------------------------------------------------------------------------
( عمر يأتي النساء في المحيض )


البيهقي - السنن الكبرى - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 316 )



1412 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود السجستاني ، وروى الأوزاعي ، عن يزيد بن أبي مالك ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ، أظنه عن عمر بن الخطاب ، ( ر ) عن النبي (ص) قال : أمره أن يتصدق بخمسي دينار . وهذا اختلاف ثالث في إسناده ومتنه رواه إسحاق الحنظلي عن بقية بن الوليد عن الأوزاعي بهذا الإسناد عن عمر بن الخطاب ( ر ) أنه كانت له امرأة تكره الرجال فكان كلما أرادها اعتلت له بالحيضة فظن أنها كاذبة فأتاها فوجدها صادقة فأتى النبي (ص) فأمره أن يتصدق بخمسي دينار وكذلك رواه إسحاق عن عيسى بن يونس عن زيد بن عبد الحميد عن أبيه أن عمر بن الخطاب ( ر ) كانت له امرأة فذكره وهو منقطع بين عبد الحميد وعمر.



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=580900




--------------------------------------------------------------------------------



المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 16 ) - رقم الصفحة : ( 565 )



45888 - عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ إنه كان له امرأة تكره الرجال ، فكان كلما أرادها اعتلت له بالحيضة ، فظن أنها كاذبة فوجدها صادقة ، فأتي النبي (ص) فأمره أن يتصدق بخمسين دينارا‏.



45889 - عن عمر أنه أتى جارية له فقالت‏:‏ إني حائض ، فوقع بها فوجدها حائضا ، فأتى النبي (ص) فذكر له ذلك ، فقال‏:‏ يغفر الله لك يا أبا حفص‏!‏ تصدق بنصف دينار .



الرابط:

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...2&SW=45888#SR1

_________________________________________
عمر يسأل حذيفة هل أنا من المنافقين ؟؟!!



عدد الروايات : ( 8 )



إبن أبي شيبة - المصنف - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 637 )



36724 - حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : مات رجل من المنافقين فلم يصل عليه حذيفة ، فقال له عمر : أمن القوم هو ؟ قال : نعم ، فقال له عمر : بالله منهم أنا ؟ قال : لا ، ولن أخبر به أحدا بعدك .



الرابط:

http://feqh.al-islam.com/Display.asp...86&Diacratic=0

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=120861




--------------------------------------------------------------------------------



الطبري - جامع البيان - سورة التوبة



15743 - حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة سنعذبهم مرتين عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم

ذكر لنا أن نبي الله (ص) أسر إلى حذيفة باثني عشر رجلا من المنافقين ، فقال : ستة منهم تكفيكهم الدبيلة ، سراج من نار جهنم يأخذ في كتف أحدهم حتى يفضي إلى صدره ، وستة يموتون موتا ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رحمه الله كان إذا مات رجل يرى أنه منهم نظر إلى حذيفة ، فإن صلى عليه وإلا تركه . وذكر لنا أن عمر قال لحذيفة : أنشدك الله أمنهم أنا ؟ قال : لا والله ، ولا أؤمن منها أحدا بعدك .



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=318177

لا يعرف اذا كان مسلم يا سلام

______________________________

إضحك مع مغامرات عمر هههههه


عدد الروايات : ( 4 )



إبن سعد - الطبقات الكبرى - طبقات البدريين من المهاجرين



3555 - قال : أخبرنا المعلى بن أسد قال : أخبرنا وهيب بن خالد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سالم بن عبد اللّه : أن عمر بن الخطاب كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول : إني لخائف أن أسأل عما بك .


الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=65604




--------------------------------------------------------------------------------



البيهقي - السنن الكبرى - كتاب الطهارة



590 - وبإسناده قال : ثنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كان يقول : من مس ذكره فقد وجب عليه الوضوء وروينا في ذلك ، عن عائشة ، وأبي هريرة . وروى الشافعي في كتاب القديم عن مسلم ، وسعيد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، أن عمر بن الخطاب بينا هو يؤم الناس إذ زلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا ثم خرج فتوضأ ثم رجع فأتم بهم ما بقي من الصلاة.



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=65604




--------------------------------------------------------------------------------



البيهقي - معرفة السنن والآثار للبيهقي - رقم الحديث : ( 291 )



الرابط:

http://www.sonnhonline.com/Hadith.aspx?HadithID=604391




وهكذا نكون قد انتهينا من ما فعلو وبقي كثير من الصحابه وكن مع السلامة

ابو عماد الزهراني 29-11-07 03:30 PM

هذ الوقح وضع الشبهات لانه هارب وهذ تجهيز حقائب ولكن لن تفلح يا وقح
وساجعل حذائك افضل من وجهك
وساريكم كذب المجوسي وساسود وجه ودينه بما يكتب هذ القذر
فانا واثقا انه لن يحاور ولكن
هم هكذا المجوس فوالله لن يعلو قدرهم ابناء القرعه ابناء المتعه ولي عوده يا ابن القرعه

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:31 PM

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم نبداء بكذب هذ الرافضي وساورد لكم
دراسه عن ابو بكر الصديق رضي الله عنه وعن عمر رضي الله عنهما اجمعين
وسنرد على هذ المجوسي بما اورد وهرب ولكن لابين ان[glow=FF0033] الرافضه بلا مذهب ولا اخلاق
ولا قيم ودينهم دين يهود [/glow]هذ المجوسي يقل
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmadz (المشاركة 1136701)
انا اتبع المرجع فضل الله اذا كنت تعرقه

وانظروا ماذا يقل من يقلده هذ المجوسي عن الخليفه ابو بكر رضي الله عنه لتعرفواا نهم اتباع فرج فقط بشر بلا دين
فهذه تسجيل لفضل الله بعد دقيقتين واربعين ثانيه يترضى على ابو بكر وهذ المقلد يتعدى على ابو بكر رضي الله عنه
http://www.youtube.com/watch?v=0DaxuQVbm1c&feature=user
وهاهو فضل الله الرجل بدى يشغل مخه ياجماعه وهاهو ينسف دين الرافضه
وينسف معتقد كسر ضلع الزهراء فهو يبري عمرا رضي الله عنه بانه لا يوجد منطقا لكسر الزهراء
اذا لا متهم ان كان لا يوجد قضيه فعمرا بري وهذ المجوسي يتهمه
http://www.frqan.com/khlaf.php?artid=33
وهاهو فضل الله يكفر الرافضه ويقل نادي عليا مضهر [glow=CC9933]العجائب شرك مخرج من المله[/glow]

[rams]http://www.ansaaar.com/ForrQ8/fdlALLAH.mp3[/rams]

هذ هو رابط المحاضره لمن لم يعمل لديه المقطع اعلاه مباشره
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وما دفع الرافضي احمد لكتابه هذ الموضوع لانه يريد ان يطرد من المنتدى وكنما هو محاور والله انه
طفل في محاوراته
وانظروا هنا الى مشاركاته [url=http://www.hwazn.com/vb/search.php?searchid=3571]هنــــــــــــــــا[/url

وانظروا اخواني واخواتي الى دين المجوس فعائله واحده لكلا مرجع سبحان الله
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmadz (المشاركة 1136731)
على ما اظن اجبتك لماذا نكفر بقيه الفرق

واما عن سؤلك السيستاني فهل يوجد به شيئ لا يعجبك

اما الخميني فانا لم اقرا له كتابا من قبل لانني لا اتبعه ولكن لا يعني هذا انه ليس جيد

[mark=99FF66]واما السيستاني لاني معظم عائلتي تتبعه لذا يوجد لدي بعض الكتب [/mark]
اما الكتب فيما بعد ويوجد كتب التفسير والحديث وغيرها ايها تريد ؟؟؟؟

وهذ الطفل المسكين غير مقتنع بدينه ولكنه مجبرا به نسأل الله ان يخرجه من بين الكافرين
وهنا اقتباس له بعدم قناعته بدينه فالرد يطالب بموضوع عن الصحابه وان تغير المذهب ليس بالشي السهل
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmadz (المشاركة 1136746)
فتغير مذهب ليس لعبة

وهذا اهم من كل تلك المواضيع التي

وما جعل هذ الصغير يفتح هذ الموضوع ويهرب هو هذ
هنـــــــــــــــا

فعندما عرف انه بين المطرقه والسندان اما ان يترك مذهب المجوس ويضحي بالزنا وكل محرم
ويعود الى الله ابا واختار الكفر
قاتل الله الكفره عبده الفرج
[/align]

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:43 PM

[align=center]الفصل الأول :

أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة


المبحث الأول

اسمه ونسبه وكنيته وألقابه وصفته

وأسرته وحياته في الجاهلية

أولاً: أسمه ونسبه وكنيته وألقابه:


هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويلتقي مع النبي في النسب في الجد السادس مرة بن كعب ويكنى بأبي بكر، وهي من البكر وهو الفتى من الإبل، والجمع بكارة وأبكر وقد سمَّت العرب بكراً، وهو أبو قبيلة عظيمة ولُقب أبوبكر، بألقاب عديدة كلها تدل على سمو المكانة، وعلو المنزلة وشرف الحسب منها:

1- العتيق:

لقبّه به النبي ؛ فقد قال له: (أنت عتيقُ الله من النار) فسُمِّيَ عتيقاً وفي رواية عائشة قالت: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله ، فقال له رسول الله: (أبشر فأنت عتيق الله من النار)، فمن يومئذ سُمي عتيقاً، وقد ذكر المؤرخون أسباباً كثيرة لهذا اللقب، فقد قيل: إنما سمي عتيقاً لجمال وجهه، وقيل لأنه كان قديماً في الخير، وقيل سمي عتيقاً لعتاقة وجهه، وقيل إن أم أبي بكر كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي، ولا مانع للجمع بين بعض هذه الأقوال، فأبي بكر جميل الوجه، حسن النسب، صاحب يد سابقة إلى الخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي له.

2- الصديق:

لقبه به النبي ففي حديث أنس أنه قال: أن النبي صعد أحداً، وأبوبكر، وعمر، وعثمان، فوجف بهم فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتقول: لما أسري بالنبي إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناسُ، كانوا آمنوا به وصدقوه وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس! قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!! قال نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبوبكر الصديق.

وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق لأنه بادر إلى تصديق الرسول  ولازمه الصدق فلم تقع منه هناة أبداً، فقد اتصف بهذا اللقب ومدحه الشعراء:

قال أبو محجن الثقفي:

وسُمِّيت صديقاً وكل مهاجر

سواك يُسَمَّى باسمه غير منكر

سبقت إلى الإسلام والله شاهد

وكنت جليساً في العريش المشهر

وأنشد الأصمعي، فقال:

ولكني أحبّ بكل قلبي

وأعلم أن ذاك من الصواب

رسول الله والصدِّيق حبَّاً

به أرجو غداً حسن الثواب

3- الصاحب:

لقبه به الله عز وجل في القرآن الكريم: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة، الآية:40) وقد أجمع العلماء على أن الصاحب المقصود هنا هو أبوبكر، فعن أنس أن أبا بكر حدثه فقال: قلت للنبي وهو في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه!! فقال النبي: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما).

قال الحافظ رحمه الله: ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا.... إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}فإن المراد بصاحبه هنا أبوبكر بلا منازع، والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في المنقبة غيره.

4- الأتقى:

لقبه به الله عز وجل في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} (سورة الليل، الآية: 17). وسيأتي بيان ذلك في حديثنا عن المعذبين في الله الذين أعتقهم أبوبكر.

5- الأواه:

لقب أبو بكر بالأواه وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من الله تعالى، فعن إبراهيم النخعي قال: كان أبوبكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته.

ثانياً: مولده وصفته الخَلْقية:

لم يختلف العلماء في أنه ولد بعد عام الفيل، وإنما اختلفوا في المدة التي كانت بعد عام الفيل، فبعضهم قال بثلاث سنين، وبعضهم ذكر بأنه ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وآخرون قالوا بسنتين وأشهر ولم يحددوا عدد الأشهر، وقد نشأ نشأة كريمة طيبة في حضن أبوين لهما الكرامة والعز في قومهما مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، عزيز المكانة في قومه.

وأما صفته الخِلقية، فقد كان يوصف بالبياض في اللون، والنحافة في البدن، وفي هذا يقول قيس بن أبي حازم: دخلت على أبي بكر، وكان رجلاً نحيفاً، خفيف اللحم أبيض، وقد وصفه أصحاب السير من أفواه الرواة فقالوا: أن أبا بكر اتصف بأنه: كان أبيض تخالطه صُفرة، حسن القامة، نحيفاً خفيف العارضين، أجنأ، لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه رقيقاً معروق الوجه، غائر العينين، أقنى، حمش الساقين، ممحوص الفخذين، وكان ناتئ الجبهة، عاري الأشجاع ويخضب لحيته، وشيبه بالحناء والكتم.

ثالثاً: أسرته:

أما والده، فهو عثمان بن عامر بن عمرو يكنى أبا قحافة أسلم يوم الفتح، وأقبل به الصديق على رسول الله فقال: يا أبا بكر هلا تركته، حتى نأتيه، فقال أبوبكر: هو أولى أن يأتيك يا رسول الله، فأسلم أبو قحافة وبايع رسول الله ويروى أن رسول الله هنأ أبا بكر بإسلام أبيه، وقال لأبي بكر غيروا هذا من شعره، فقد كان رأس أبي قحافة مثل الثغامة.

وفي هذا الخبر منهج نبوي كريم سنَّهُ النبي في توقير كبار السن واحترامهم ويؤكد ذلك قوله (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا).

وأما والدة الصديق، فهي سلمى بن صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وكنيتها أم الخير أسلمت مبكراً وسيأتي تفصيل ذلك في واقعة إلحاح أبي بكر على النبي على الظهور بمكة.

وأما زوجاته؛ فقد تزوج من أربع نسوة أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهنّ على التوالي:

1- قتيلة بنت عبدالعزى بن أسعد بن جابر ابن مالك:

اختلف في إسلامها( )، وهي والدة عبدالله وأسماء وكان أبوبكر طلقها في الجاهلية- وقد جاءت بهدايا فيها أقط وسمن إلى إبنتها أسماء بنت أبي بكر بالمدينة، فأبت أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها فأرسلت إلى عائشة تسأل النبي فقال النبي : (لِتُدْخِلها ولتقبل هديتها)، وأنزل الله عز وجل {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (سورة المتحنة، الآية:8) أي لا يمنعكم الله من البر والإحسان وفعل الخير إلى الكفار الذين سالموكم ولم يقاتلوكم في الدين كالنساء، والضعفة منهم كصلة الرحم، ونفع الجار، والضيافة، ولم يخرجوكم من دياركم، ولا يمنعكم أيضاً من أن تعدلوا فيما بينكم وبينهم، بأداء مالهم من الحق، كالوفاء لهم بالوعود، وأداء الأمانة، وإيفاء أثمان المشتريات كاملة غير منقوصة، إن الله يحب العادلين، ويرضى عنهم، ويمقت الظالمين ويعاقبهم.

2- أم رومان بنت عامر بن عويمر:

من بني كنانة بن خزيمة، مات عنها زوجها الحارث بن سخبرة بمكة، فتزوجها أبوبكر، وأسلمت قديماً، وبايعت، وهاجرت إلى المدينة وهي والدة عبدالرحمن وعائشة رضي الله عنهم، وتوفيت في عهد النبي بالمدينة سنة ست من الهجرة.

3- أسماء بن عُمَيس بن معبد بن الحارث:

أم عبدالله، من المهاجرات الأوائل، أسلمت قديماً قبل دخول دار الأرقم، وبايعت الرسول، وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، ثم هاجرت معه إلى المدينة فاستشهد يوم مؤتة، وتزوجها الصديق فولدت له محمداً روى عنها من الصحابة : عمر، وأبو موسى، وعبد الله بن عباس، وأم الفضل امرأة العباس، فكانت أكرم الناس أصهاراً فمن أصهارها: رسول الله وحمزة، والعباس وغيرهم.

4- حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير:

الأنصارية، الخزرجية وهي التي ولدت لأبي بكر أم كلثوم بعد وفاته وقد أقام عندها الصديق بالسُّنح.

وأما أولاد أبي بكر رضي الله عنهم فهم:

1- عبدالرحمن بن أبي بكر:

أسن ولد أبي بكر: أسلم يوم الحديبية، وحسن إسلامه وصحب رسول الله وقد أشتهر بالشجاعة وله مواقف محمودة ومشهودة بعد إسلامه.

2- عبدالله بن أبي بكر:

صاحب الدور العظيم في الهجرة، فقد كان يبقى في النهار بين أهل مكة يسمع أخبارهم ثم يتسلل في الليل إلى الغار لينقل هذه الأخبار لرسول الله وأبيه، فإذا جاء الصبح عاد إلى مكة، وقد أصيب بسهم يوم الطائف، فماطله حتى مات شهيداً بالمدينة في خلافة الصديق.

3- محمد بن أبي بكر:

أمه أسماء بنت عميس، ولد عام حجة الوداع وكان من فتيان قريش، عاش في حجر علي بن أبي طالب، وولاه مصر وبها قتل.

4- أسماء بنت أبي بكر:

ذات النطاقين أسن من عائشة، سماها رسول الله ذات النطاقين لأنها صنعت لرسول الله ولأبيها سفرة لما هاجرا فلم تجد ما تشدها به فشقت نطاقها، وشدت به السفرة فسماها النبي بذلك، وهي زوجة الزبير بن العوام وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير فولدته بعد الهجرة فكان أول مولود في الإسلام بعد الهجرة، بلغت مائة سنة ولم ينكر من عقلها شيء، ولم يسقط لها سن، روى لها عن الرسول ستة وخمسون حديثاً، روى عنها عبدالله بن عباس، وأبناؤها عبدالله وعروة، وعبد الله بن أبي مُلَيْكة وغيرهم وكانت جوادة منفقة توفيت بمكة سنة 73هـ.

5- عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها:

الصديقة بنت الصديق تزوجها رسول الله وهي بنت ست سنين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين، وأعرس بها في شوال، وهي أعلم النساء، كناها رسول الله أم عبدالله، وكان حبه لها مثالاً للزوجية الصالحة.

كان الشعبي يحدث عن مسروق أنه إذا تحدث عن أم المؤمنين عائشة يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق المبرأة حبيبة حبيب الله، ومسندها يبلغ ألفين ومائتين وعشرة أحاديث (2210) اتفق البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين، وعاشت ثلاثاً وستين سنة وأشهراً، وتوفيت سنة 57هـ، ولا ذرية لها.

6- أم كلثوم بنت أبي بكر:

أمها حبيبة بنت خارجة. قال أبوبكر لأم المؤمنين عائشة حين حضرته الوفاة: إنما هما أخواك وأختاك فقالت: هذه أسماء قد عرفتها فمن الأخرى قال: ذو بطن بنت خارجة، قد ألقي في خلدي أنها جارية فكانت كما قال: وولدت بعد موته، تزوجها طلحة بن عبيد الله وقتل عنها يوم الجمل، وحجت بها عائشة في عدتها فأخرجتها إلى مكة.

هذه هي أسرة الصديق المباركة التي أكرمها الله بالإسلام وقد اختص بهذا الفضل أبو بكر من بين الصحابة وقد قال العلماء: لا يعرف أربعة متناسلون بعضهم من بعض صحبوا رسول الله، إلا آل أبي بكر الصديق وهم: عبدالله بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة، فهؤلاء الأربعة صحابة متناسلون، وأيضاً محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة.

وليس من الصحابة من أسلم أبوه وأمه وأولاده، وأدركوا النبي وأدركه أيضاً بنو أولاده: إلا أبوبكر من جهة الرجال والنساء -وقد بينت ذلك- فكلهم آمنوا بالنبي وصحبوه، فهذا بيت الصديق، فأهله أهل إيمان، ليس فيهم منافق ولا يعرف في الصحابة مثل هذا لغير بيت أبي بكر رضي الله عنهم.

وكان يقال: للإيمان بيوت وللنفاق بيوت؛ فبيت أبي بكر من بيوت الإيمان من المهاجرين، وبني النجار من بيوت الإيمان من الأنصار.


* الدكتور علي محمد الصَّلاَّبيِّ ولد في مدينة بنغازي عام 1963م، حصل على درجة الإجازة العالية(الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1992/1993م، نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417هـ/1996م، نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م، صدرت له 21 مؤلفا منها: الوسطية في القرآن الكريم، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الإفريقي، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث
[/align]

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:47 PM

[align=center]كتاب أبو بكر الصديق رضي الله عنه (2)

الدكتور علي محمد الصلابي*

الاثنين 24 ابريل 2006








المبحث الثاني


إسلامه ودعوته وابتلاؤه وهجرته الأولى

أولاً: إسلامه:

كان إسلام أبي بكر رضي الله عنه وليد رحلة إيمانية طويلة في البحث عن الدين الحق الذي ينسجم مع الفطر السليمة ويلبي رغباتها، ويتفق مع العقول الراجحة، والبصائر النافذة، فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار، قَطَعَ الفيافي، والصحاري، والمدن والقرى في الجزيرة العربية وتنقل من شمالها إلى جنوبها، وشرقها إلى غربها، واتصل اتصالاً وثيقاً، بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية، وكان كثير الإنصات لكلمات النفر الذين حملوا راية التوحيد، راية البحث عن الدين القويم، فقد حدّث عن نفسه فقال: كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نُفيْل قاعداً، فمرّ ابن أبي الصَّلْتِ، فقال: كيف أصبحت يا باغي الخير؟ قال: بخير، قال: وهل وجدت؟ قال: لا، فقال:

كل دين يوم القيامة إلا***

ما مضَى في الحنيفية بُور


أما إنّ هذا النبي الذي ينتظر منا أو منكم، قال: ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث، قال: فخرجت أريد ورقة بن نوفل -وكان كثير النظر إلى السماء، كثير همهمة الصّدر- فاستوقفته، ثم قصصت عليه الحديث، فقال: نعم يا ابن أخي، إنّا أهل الكتب والعلوم، ألا إن هذا النبي الذي يُنتظر من أوسط العرب نسباً -ولي علم بالنسب- وقومك أوسط العرب نسباً. قلت: ياعمّ ومايقول النبي؟ قال: يقول ماقيل له؟ إلا إنّه لايظلم، ولايُظلم ولا يُظالم، فلما بُعث رسول الله آمنت به وصدّقته، وكان يسمع مايقوله أمية بن أبي الصلت:

في مثل قوله:

ألا نبي لنا منا فيخبرنا

مابعد غايتنا من رأس مجرانا

إني أعوذ بمن حج الحجيج له

والرافعون لدين الله أركانا

لقد عايش أبو بكر هذه الفترة، ببصيرة نافذة، وعقل نير، و فكر متألق، وذهن وقاد، وذكاء حاد، وتأمل رزين ملأ عليه أقطار نفسه، ولذلك حفظ الكثير من هذه الأشعار، ومن تلك الأخبار، فعندما سأل الرسول الكريم أصحابه يوماً -وفيهم أبو بكر الصديق قائلاً: من منكم يحفظ كلام -قيس بن ساعدة- في سوق عكاظ؟ فسكت الصحابة، ونطق الصديق قائلاً: إني أحفظها يارسول الله،

كنت حاضراً يومها في سوق عكاظ، ومن فوق جمله الأورق وقف قيس- يقول: أيها الناس: اسمعوا وَعُوا، وإذا وعيتم فانتفعوا إن من عاش مات ومن مات فات، وكل ماهو آتٍ، آت، إن في السماء لخبراً، وإنَّ في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لن تغور، ليل داج، وسماء ذات أبراج!!

يُقسم قيس، إن لله ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه. مالي أرى الناس يذهبون، ولايرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا ثم أنشد قائلاً:

في الذاهبين الأولين *** من القرون لنا بصــــائر

لمــــــا رأيت موارداً *** للموت ليس لهــا مصائر

ورأيت قومي نحوها *** يسعى الأكابر والأصاغر

أيقنت أني لامحالـــة*** حيث صــار القوم صائر



وبهذا الترتيب الممتاز، وبهذه الذاكرة الحديدية، وهي ذاكرة استوعبت هذه المعاني يقص الصديق ماقاله قس بن ساعدة على رسول الله وأصحابه.

وقد رأى رؤيا لما كان في الشام فقصّها على بحيرا الراهب، فقال له: من أين أنت؟ قال: من مكة، قال: من أيها؟ قال: من قريش، قال: فأي شيء أنت؟ قال: تاجر، قال: إن صدق الله رؤياك، فإنه يبعث بنبي من قومك، تكون وزيره في حياته، وخليفته بعد موته، فأسر ذلك أبو بكر في نفسه.

لقد كان إسلام الصديق بعد بحث وتنقيب وانتظار وقد ساعده على تلبية دعوة الإسلام معرفته العميقة وصلته القوية بالنبي في الجاهلية، فعندما نزل الوحي على النبي أخذ يدعو الأفراد إلى الله وقع أول اختياره على الصديق رضي الله عنه، فهو صاحبه الذي يعرفه قبل البعثة بدماثة خلقه، وكريم سجاياه، كما يعرف أبو بكر النبي بصدقه وأمانته، وأخلاقه التي تمنعه من الكذب على الناس فكيف يكذب على الله؟

فعندما فاتحه رسول الله بدعوة الله وقال له: .. إني رسول الله ونبيه، بعثني إلى الله وحده لاشريك له، ولاتعبد غيره، والموالاة على طاعته، فأسلم الصديق ولم يتلعثم وتقدم ولم يتأخر، وعاهد رسول الله على نصرته فقام بما تعهد ولهذا قال رسول الله في حقه: إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ مرتين.

وبذلك كان الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال الأحرار، قال إبراهيم النخعي، وحسان بن ثابت وابن عباس وأسماء بنت أبي بكر: أول من أسلم أبو بكر. وقال يوسف بن يعقوب الماجشون: أدركت أبي ومشيختنا: محمد بن المنكدر، وربيعة بن عبدالرحمن، وصالح بن كيسان وسعد بن ابراهيم وعثمان بن محمد الأخنس وهم لايشكون أن أول القوم إسلاماً أبو بكر، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول من صلى أبو بكر ثم تمثل بأبيات حسان:

إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها وأعدلها

إلا النبي وأوفاها بما حملا

الثاني التالي المحمود مشهده

وأول الناس صدق الرسلا

وثاني أثنين في الغار المنيف وقد

طاف العدو به إذ صعد الجبلا

وعاش حميداً لأمر الله متبعاً

بهدى صاحبه الماضي وما انتقلا

وكان حب رسول الله قد علموا

من البرية لم يعدل به رجلا

هذا وقد ناقش العلماء قضية إسلام الصديق، وهل كان رضي الله عنه أول من أسلم، فمنهم من جزم بذلك، ومنهم من جزم بأن علياً أول من أسلم، ومنهم من جعل زيد بن حارثة أول من أسلم، وقد جمع الامام ابن كثير رحمه الله بين الأقوال جمعاً طيباً فقال: (والجمع بين الأقوال كلها : أن خديجة أول من أسلم من النساء

-وقيل الرجال أيضاً- وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة، وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب -فإنه كان صغيراً دون البلوغ على المشهور- وهؤلاء كانوا آنذاك أهل بيته وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبوبكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من اسلام من تقدم ذكرهم إذ كان صدراً معظماً، ورئيساً في قريش مكرماً، وصاحب المال وداعية الى الاسلام وكان محبباً متآلفاً يبذل المال في طاعة الله ورسوله) ثم قال: (وقد أجاب أبو حنيفة بالجمع بين هذه الأقوال فإن أول من أسلم من الرجال الأحرار أبوبكر، ومن النساء خديجة ومن الموالي زيد بن حارثة ومن الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وبإسلام أبي بكر عم السرور قلب النبي حيث تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فلما فرغ من كلامه -أي النبي - أسلم أبوبكر فانطلق رسول الله من عنده، ومابين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر. لقد كان ابوبكر كنزاً من الكنوز ادخره الله تعالى لنبيه وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله من الموطئين أكنافاً، من الذين يألفون ويؤلفون، والخلق السمح وحده عنصر كافٍ لإلفة القوم وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: أرحم أمتي بأمتي ابوبكر، وعلم الأنساب عند العرب، وعلم التاريخ هما أهم العلوم عندهم، ولدى أبي بكر الصديق النصيب الأوفر منهما، وقريش تعترف للصديق بأنه أ علمها بأنسابها وأعلمها بتاريخها، ومافيه من خير وشر، فالطبقة المثقفة ترتاد مجلس أبي بكر لتنهل منه علماً لاتجده عند غيره غزارة ووفرة وسعة، ومن أجل هذا كان الشباب النابهون والفتيان الأذكياء يرتادون مجلسه دائماً، إنهم الصفوة الفكرية المثقفة التي تود أن تلقى عنده هذه العلوم، وهذا جانب آخر من جوانب عظمته، وطبقة رجال الأعمال، ورجال المال في مكة، هي كذلك من رواد مجلس الصديق، فهو إن لم يكن التاجر الأول في مكة، فهو من أشهر تجارها، فأرباب المصالح هم كذلك قصاده، ولطيبته وحسن خلقه تجد عوام الناس يرتادون بيته، فهو المضياف الدمث الخلق، الذي يفرح بضيوفه، ويأنس بهم، فكل طبقات المجتمع المكي تجد حظها عند الصديق رضوان الله عليه، كان رصيده الأدبي والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيماً، ولذلك عندما تحرك في دعوته للاسلام استجاب له صفوة من خيرة الخلق.

ثانياً: دعوته:

أسلم الصديق وحمل الدعوة مع رسول الله، وتعلم من رسول الله أن الاسلام دين العمل والدعوة والجهاد، وأن الايمان لايكمل حتى يهب المسلم نفسه ومايملك لله رب العالمين، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الأنعام، الآيتان: 162،163) وقد كان الصديق كثير الحركة للدعوة الجديدة، وكثير البركة اينما تحرك أثر وحقق مكاسب عظيمة للاسلام، وقد كان نموذجاً حياً في تطبيقه لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (سورة النحل، الآية: 125).

كان تحرك الصديق في الدعوة الى الله يوضح صورة من صور الايمان بهذا الدين والاستجابة لله ورسوله صورة المؤمن الذي لايقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ماآمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة سرعان ماتخمد وتذبل وتزول، وقد بقي نشاط أبي بكر وحماسه للاسلام الى أن توفاه الله عز وجل لم يفتر أو يضعف أويمّل أو يعجز.

كانت أول ثمار الصديق الدعوية دخول صفوة من خيرة الخلق في الاسلام وهم: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدالله، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن مضعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبدالرحمن بن عوف، وأبوسلمة بن عبدالأسد، والأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنهم، وجاء بهؤلاء الصحابة الكرام فرادى فأسلموا بين يدى رسول الله، فكانوا الدعامات الاولى التي قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولى في تقوية جانب رسول الله وبهم أعزه الله و أيده وتتابع الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، رجالاً ونساءً، وكان كل من هؤلاء الطلائع داعية الى الاسلام، وأقبل معهم رعيل السابقين، الواحد والإثنان، والجماعة القليلة، فكانوا على قلة عددهم كتيبة الدعوة، وحصن الرسالة لم يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق في تاريخ الاسلام.

وإهتم الصديق بأسرته فأسلمت أسماء وعائشة وعبدالله وزوجته أم رومان وخادمه عامر بن فهيرة، لقد كانت الصفات الحميدة والخلال العظيمة والأخلاق الكريمة التي تجسدت في شخصية الصديق عاملاً مؤثراً في الناس عند دعوتهم للاسلام، فقد كان رصيده الخلقي ضخماً في قومه وكبيراً في عشيرته، فقد كان رجلاً، مؤلفاً لقومه، محبباً لهم، سهلاً، أنسب قريش لقريش بل كان فرد زمانه في هذا الفن، وكان رئيساً مكرماً سخياً يبذل المال، وكانت له بمكة ضيافات لايفعلها أحد، وكان رجلاً بليغاً.

إن هذه الأخلاق والصفات الحميدة لابد منها للدعاة إلى الله وإلا أصبحت دعوتهم للناس صيحة في واد، ونفخة في رماد، وسيرة الصديق وهي تفسر لنا فهمه للإسلام وكيف عاش به في حياته حريٌّ بالدعاة أن يتأسوا بها في دعوة الأفراد إلى الله تعالى.

ثالثاً: ابتلاؤه:

إن سنة الابتلاء ماضية في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم والدول، وقد مضت هذه السنة في الصحابة الكرام وتحملوا رضوان الله عليهم من البلاء ماتنوء به الرواسي الشامخات وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ماشاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء، فلقد أوذي أبو بكر وحُثي على رأسه التراب، وضرب في المسجد الحرام بالنعال، حتى مايعرف وجهه من أنفه، وحمل الى بيته في ثوبه وهو مابين الحياة والموت، فقد روت عائشة رضي الله تعالى عنها أنه لمّا اجتمع أصحاب النبي وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً الحّ أبو بكر على رسول الله في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنَّا قليل. فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله، وتفرق المسلمين في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله جالس، فكان أوّل خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووطئ أبو بكر وضرب ضرباً شديداً، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرِّفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر، حتى مايعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تميم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحَمَلت بنو تميم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولايشكون في موته، ثم رجعت بنو تميم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة (والده) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: مافعل رسول الله ؟ فمسّوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه. فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: مافعل رسول الله ؟ فقالت: والله مالي علم بصاحبك. فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر سألك عن محمد بن عبدالله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولامحمد بن عبدالله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك. قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دَنِفاً، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح، وقالت: والله إن قوماً نالوا منك لأهل فسق وكفر إنني لأرجوا أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله ؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلاشيء عليك منها، قالت: سالم صالح، قال: أين هو؟ قالت: في دار الأرقم. قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله ، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله ، فقال: فأكب عليه رسول الله فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورقّ له رسول الله رقة شديدة فقال أبو بكر : بأبي وأمي يارسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وأدع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار. قال: فدعا لها رسول الله ودعاها إلى الله فأسلمت.

إن هذا الحدث العظيم في طياته دروس وعبر لكل مسلم حريص على الاقتداء بهؤلاء الصحب الكرام ونحاول أن نستخرج بعض هذه الدروس التي منها:

1-حرص الصديق على إعلان الإسلام واظهاره أمام الكفار وهذا يدل على قوة إيمانه وشجاعته وقد تحمل الأذى العظيم حتى أن قومه كانوا لايشكون في موته، لقد أشرب قلبه حب الله ورسوله أكثر من نفسه، ولم يعد يهمه -بعد إسلامه- إلا أن تعلوا راية التوحيد، ويرتفع النداء لا إله إلا الله محمد رسول الله في أرجاء مكة حتى لو كان الثمن حياته، وكاد أبو بكر فعلاً أن يدفع حياته ثمناً لعقيدته وإسلامه.

2-إصرار أبي بكر على الظهور بدعوة الإسلام وسط الطغيان الجاهلي، رغبة في إعلام الناس بذلك الدين الذي خالطت بشاشته القلوب، رغم علمه بالأذى الذي قد يتعرض له وصحبه وماكان ذلك إلا لأنه قد خرج من حظ نفسه.

3-حب الله ورسوله تغلغل في قلب أبي بكر على حبه لنفسه، بدليل أنه رغم ما ألم به، كان أول ما سأل عنه: مافعل رسول الله، قبل أن يطعم أو يشرب، وأقسم أنه لن يفعل حتى يأتي رسول الله ، وهكذا يجب أن يكون حب الله ورسوله عند كل مسلم أحب إليه مما سواهما حتى لو كلفه ذ لك نفسه وماله.

4-إن العصبية القبلية كان لها في ذلك الحين دور في توجيه الأحداث والتعامل مع الأفراد حتى مع اختلاف العقيدة، فهذه قبيلة أبي بكر تهدد بقتل عتبة إن مات أبو بكر.

5-تظهر مواقف رائعة لأم جميل بنت الخطاب، توضح لنا كيف تربت على حُبَّ الدعوة والحرص عليها، وعلى الحركة لهذا الدين، فحينما سألتها أم أبي بكر عن رسول الله قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبدالله، فهذا تصرف حذر سليم، لأن أم الخير لم تكن ساعتئذ مسلمة وأم جميل كانت تخفي إسلامها، ولاتود أن تعلم به أم الخير، وفي ذات الوقت أخفت عنها مكان الرسول مخافة أن تكون عيناً لقريش، وفي نفس الوقت حرصت أم جميل أن تطمئن على سلامة الصديق ولذلك عرضت على أم الخير أن تصحبها إلى ابنها وعندما وصلت للصديق كانت أم جميل في غاية الحيطة والحذر من أن تتسرب منها أي معلومة عن مكان رسول الله وأبلغت الصديق بأن رسول الله سالم صالح، ويتجلى الموقف الحذر من الجاهلية التي تفتن الناس عن دينهم في خروج الثلاثة عندما: هدأت الرجل وسكت الناس.

6-يظهر بر الصديق بأمه وحرصه على هدايتها في قوله لرسول الله :هذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار. إنه الخوف من عذاب الله والرغبة في رضاه وجنته، ولقد دعا رسول الله لأم أبي بكر بالهداية فاستجاب الله له، وأسلمت أم أبي بكر وأصبحت من ضمن الجماعة المؤمنة المباركة التي تسعى لنشر دين الله تعالى، ونلمس رحمة الله بعباده ونلحظ من خلال الحدث قانون المنحة بعد المحنة.

7-إن من أكثر الصحابة الذين تعرضوا لمحنة الأذى والفتنة بعد رسول الله أبا بكر الصديق نظراً لصحبته الخاصة له، والتصاقه به في المواطن التي كان يتعرض فيها للأذى من قومه فينبري الصديق مدافعاً عنه وفادياً إياه بنفسه، فيصيبه من أذى القوم وسفههم، هذا مع أن الصديق يعتبر من كبار رجال قريش المعروفين بالعقل والإحسان.



* الدكتور علي محمد الصَّلاَّبيِّ ولد في مدينة بنغازي عام 1963م، حصل على درجة الإجازة العالية(الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1992/1993م، نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417هـ/1996م، نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م، صدرت له 21 مؤلفا منها: الوسطية في القرآن الكريم، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الإفريقي، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث.
[/align]

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:49 PM

الدكتور علي محمد الصلابي
الاثنين 01 مايو 2006








رابعاً: دفاعه عن النبي:

من صفات الصديق التي تميز بها: الجرأة والشجاعة، فقد كان لا يهاب أحداً في الحق، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله والعمل له والدفاع عن رسوله فعن عروة بن الزبير قال سألت ابن عمرو بن العاص بأن يخبرني بأشد شئ صنعه المشركون بالنبي فقال: بينما النبي يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي وقال: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله) (غافر، آية:28). وفي رواية أنس رضي الله عنه أنه قال: لقد ضربوا رسول الله مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي ويلكم (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله) . وفي حديث أسماء: فأتى الصريخ إلى أبي بكر، فقال: أدرك صاحبك. قالت فخرج من عندنا وله غدائر أربع وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله. فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر، فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا رجع معه، وأما في حديث علي بن أبي طالب فقد قام خطيباً وقال: يا أيها الناس من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين فقال: أما إني مابارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر، إنا جعلنا لرسول الله عريشاً فقلنا من يكون مع رسول الله لئلا يهوي عليه أحد من المشركين، فوالله مادنا منه أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله ، لا يهوي إليه أحد إلاّ أهوى إليه فهذا أشجع الناس. قال ولقد رأيت رسول الله وأخذته قريش فهذا يُحادُه، وهذا يتلتله ويقولون أنت جعلت الآلهة إلهاً واحداً فوالله مادنا منه أحد إلا أبو بكر يضرب ويجاهد هذا ويتلتل هذا، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ثم رفع على بردة كانت عليه فبكى حتى اخضلت لحيته، ثم قال: أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم هو؟ فبكت القوم، فقال عليّ: فوالله لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه.

هذه صورة مشرقة تبين طبيعة الصراع بين الحق والباطل والهدى والضلال، والإيمان والكفر، وتوضح ما تحمله الصديق من الألم والعذاب في سبيل الله تعالى كما تعطي ملامح واضحة عن شخصيته الفذة، وشجاعته النادرة التي شهد له بها الإمام علي في خلافته أي بعد عقود من الزمن، وقد تأثر علي حتى بكى وأبكى.

إن الصديق أول من أوذي في سبيل الله بعد رسول الله، وأول من دافع عن رسول الله، وأول من دعا إلى الله، وكانت الذراع اليمنى لرسول الله، وتفرغ للدعوة وملازمة رسول الله وإعانته على من يدخلون الدعوة في تربيتهم وتعليمهم وإكرامهم، فهذا أبو ذر يقص لنا حديثه عن إسلامه ففيه: (... فقال أبوبكر: ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة - وأنه أطعمه من زبيب الطائف، وهكذا كان الصديق في وقوفه مع رسول الله يستهين بالخطر على نفسه، ولا يستهين بخطر يصيب النبي قل أو كثر حيثما رآه واستطاع أن يذود عنه العادين عليه، وانه ليراهم آخذين بتلابيبه فيدخل بينهم وبينه وهو يصيح بهم: (ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟) فينصرفون عن النبي وينحون عليه يضربونه، ويجذبونه من شعره فلا يدعونه إلا وهو صديع).

خامساً: إنفاقه الأموال لتحرير المعذبين في الله:

تضاعف أذى المشركين لرسول الله ولأصحابه مع انتشار الدعوة في المجتمع المكي الجاهلي حتى وصل إلى ذروة العنف وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين، فنكلت بهم لتفتنهم عن عقيدتهم وإسلامهم، ولتجعلهم عبرة لغيرهم، ولتنفس عن حقدها وغضبها بما تصبه عليهم من العذاب وقد تعرض بلال لعذاب عظيم ولم يكن لبلال ظهر يسنده، ولا عشيرة تحميه، ولا سيوف تذود عنه، ومثل هذا الإنسان في المجتمع الجاهلي المكي يعادل رقماً من الأرقام، فليس له دور في الحياة إلا أن يخدم ويطيع ويباع ويشترى كالسائمة، أما أن يكون له رأي أو يكون صاحب فكر، أو صاحب دعوة أو صاحب قضية، فهذه جريمة شنعاء في المجتمع الجاهلي المكي تهز أركانه، وتزلزل أقدامه، ولكن الدعوة الجديدة التي سارع لها الفتيان وهم يتحدون تقاليد وأعراف آبائهم الكبار لامست قلب هذا العبد المرمي المنسي، فأخرجته إنساناً جديد في الحياة، قد تفجرت معاني الإيمان في أعماقه بعد أن آمن بهذا الدين وانضم إلى محمد وإخوانه في موكب الإيمان العظيم وعندما علم سيده أمية بن خلف، راح يهدده تارة ويغريه أطورا فما وجد عند بلال غير العزيمة وعدم الاستعداد للعودة إلى الوراء إلى الكفر والجاهلية والضلال، وفحنق عليه أمية وقرر أن يعذبه عذاباً شديداً، فأخرجه إلى شمس الظهيرة في الصحراء بعد أن منع عنه الطعام والشراب يوماً وليلة، ثم ألقاه على ظهره فوق الرمال المحرقة الملتهبة ثم أمر غلمانه فحملوا صخرة عظيمة وضعوها فوق صدر بلال وهو مقيد اليدين، ثم قال له: (لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى) وأجاب بلال بكل صبر وثبات: أحد أحد. وبقي أمية بن خلف مدة وهو يعذب بلالاً بتلك الطريقة البشعة، فقصد وزير رسول الله الصديق موقع التعذيب وفاوض أمية بن خلف وقال له: (ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى! قال: أنت أفسدته فأنقذه مما ترى، فقال أبوبكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به، قال: قد قبلت؛ فقال: هو لك فأعطاه أبوبكر الصديق غلامه ذلك وأخذه فأعتقه) ، وفي رواية اشتراه بسبع أواق أو بأربعين أوقية ذهباً، ما أصبر بلال وما أصلبه! فقد كان صادق الإسلام، طاهر القلب، ولذلك صَلُب ولم تلين قناته أمام التحديات وأمام صنوف العذاب، وكان صبره، وثباته مما يغيظهم ويزيد حنقهم، خاصة أن كان الرجل الوحيد من ضعفاء المسلمين الذي ثبت على الإسلام فلم يوات الكفار فيما يريدون مردداً كلمة التوحيد بتحد صارخ، وهانت عليه نفسه في الله وهان على قومه.

وبعد كل محنة منحة فقد تخلص بلال من العذاب والنكال، وتخلص من أسر العبودية، وعاش مع رسول الله بقية حياته ملازماً له، ومات راضياً عنه.

واستمر الصديق في سياسة فك رقاب المسلمين المعذبين وأصبح هذا المنهج من ضمن الخطة التي تبنتها القيادة الإسلامية لمقاومة التعذيب الذي نزل بالمستضعفين فدّعم الدعوة بالمال والرجال والأفراد فراح يشتري العبيد والإماء المملوكين من المؤمنين والمؤمنات منهم عامر بن فهيرة شهد بدراً وأحداً، وقتل يوم بئر معونة شهيداً، وأم عبيس، و زنِّيرة وأصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريش: ماأذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت الله ماتضر اللات والعزى وما تنفعان، فرد الله بصرها، وأعتق النهدية وبنتها وكانتا لامرأة من بني عبدالدار مرّ بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهي تقول: والله لا أعتقكما أبداً: فقال ابو بكر حِلُّ يأم فلان فقالت: حل أنت، أفسدتهما فأعتقهما؛ قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا. وقال: قد أخذتهما وهما حرتان ألينها طحينها. قالتا: أو نفرغ منه ياأبابكر ثم نرده إليها؟ قال: وذلك إن شئتما.

وهنا وقفة تأمل ترينا كيف سوى الاسلام بين الصديق والجاريتين حتى خطابتاه خطاب الند للند، لاخطاب المسود للسيد، وتقبل الصديق على شرفه وجلالته في الجاهلية والاسلام - منهما ذلك، مع أنه له يداً عليهما بالتعق، وكيف صقل الاسلام الجاريتين حتى تخلقتا بهذا الخلق الكريم، وكان يمكنهما وقد أعتقتا وتحررتا من الظلم أن تدعا لهما طحينها يذهب أدراج الرياح، أو يأكله الحيوان والطير، ولكنهما ابتا - تفضلاً، إلا أن تفرغا منه، وترداه إليها.

ومر الصديق بجارية بني مؤمل حي من بني عدي بن كعب وكانت مسلمة، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الاسلام، وهو يومئذ مشركاً يضربها، حتى إذا ملَّ قال: إني أعتذر إليك إني لم أتركك إلا عن ملالة فتقول: كذلك فعل الله بك فابتاعها أبوبكر فأعتقها.

هكذا كان واهب الحريات، ومحرر العبيد، شيخ الاسلام الوقور، الذي عرف بين قومه، بأنه يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق، ولم ينغمس في إثم في جاهليته، أليف مألوف يسيل قلبه رقة ورحمة على الضعفاء والأرقاء، أنفق جزءً كبيراً من ماله في شراء العبيد، وعتقهم لله، وفي الله، قبل أن تنزل التشريعات الاسلامية المحببة في العتق، والواعدة عليه أجزل الثواب.

كان المجتمع المكي يتندر بأبي بكر الذي يبذل هذا المال كله لهؤلاء المستضعفين، أما في نظر الصديق، فهؤلاء إخوانه في الدين الجديد فكل واحد من هؤلاء لا يساوي عنده مشركي الأرض وطغاتها، وبهذه العناصر وغيرها تبنى دولة التوحيد، وتصنع حضارة الاسلام الرائعة ولم يكن الصديق يقصد بعمله هذا محمدة، ولا جاهاً، ولا ديناً، وإنما كان يريد وجه الله ذا الجلال والإكرام لقد قال له أبوه ذات يوم: يابني إني أراك تعتق رقاباً ضعافاً، فلو أنك إذ فعلت أعتقت رجالاً جلد يمنعوك، ويقومون دونك؟ فقال أبوبكر: ياأبت إني إنما أريد ما أريد لله عز وجل، فلا عجب إذا كان الله سبحانه أنزل في شأن الصديق قرآناً يتلى الى يوم القيامة قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى} (سورة الليل، الآيات: 5-21).

لقد كان الصديق من أعظم الناس إنفاقاً لماله فيما يرضي الله ورسوله.

كان هذا التكافل بين أفراد الجماعة الاسلامية الأولى قمة من قمم الخير والعطاء، وأصبح هؤلاء العبيد بالاسلام، أصحاب عقيدة وفكرة يناقشون بها وينافحون عنها، ويجاهدون في سبيلها، وكان إقدام إبي بكر على شرائهم ثم عتقهم دليلاً على عظمة هذا الدين ومدى تغلغله في نفسية الصديق ، وما أحوج المسلمين اليوم أن يحيوا هذا المثل الرفيع، والمشاعر السامية ليتم التلاحم والتعايش، والتعاضد بين أبناء الأمة التي يتعرض ابناءها للابادة الشاملة من قبل أعداء العقيدة والدين.

سادساً: هجرته الاولى وموقف ابن الدغنة منها:

قالت عائشة رضي الله عنها: قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار: بكرة وعشية فلما ابتلى المسلمون، خرج أبوبكر مهاجراً نحو أرض الحبشة حتى برك الغماد لقيه ابن الدغنة -وهو سيد القارة- فقال: أين تريد ياأبابكر؟ فقال ابوبكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك ياأبابكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فأنا لك جار. ارجع وأعبد ربك ببلدك. فرجع، وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم: إن أبابكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق؟ فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن الدغنة: مر أبابكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها وليقرأ ماشاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا. فقال ذلك ابن الدغنة لابي بكر، فلبث أبوبكر بذلك يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره. ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجداً بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقذف عليه نساء المشركين، وأبناؤهم، وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبوبكر رجلاً بكاءً لايملك عينه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا الى ابن الدغنة، فقدم عليهم فقالوا: إنا كنا أجرنا أبابكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجداً بفناء داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمته، فإنا قد كرهنا أن نغفرك ولسنا بمقرين لأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة الى أبي بكر فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع اليّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أنى أخفرت في رجل عقدت له. فقال أبوبكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار الله عز وجل، وحين خرج من جوار ابن الدغنة، يعني ابوبكر، لقيه سفيه من سفهاء قريش وهو عامد الى الكعبة فحثا على رأسه تراباً، فمر بأبي بكر الوليد بن المغيرة، أو العاص بن وائل - فقال له أبوبكر: ألا تر مايصنع هذا السفيه، فقال: أنت فعلت ذلك بنفسك، وهو يقول: ربي ماأحلمك، أي ربي ماأحلمك، أي ربي ماأحلمك.

وفي هذه القصة دروس وعبر كثيرة منها:

1- كان ابوبكر في عز من قومه قبل بعثة محمد فهاهو ابن الدغنة يقول له: مثلك ياأبابكر لايخرج ولا يخرج مثله، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأبوبكر لم يدخل في دين الله طلباً لجاه أو سلطان، ومادفعه الى ذلك إلا حب الله ورسوله مما يترتب على ذلك من ابتلاءات، أي أنه لم يكن له تطلعات سوى مرضات الله تعالى، إنه يريد أن يفارق الأهل والوطن والعشيرة ليعبد ربه لأنه حيل بينه وبين ذلك في وطنه.

2- إن زاد الصديق في دعوته القرآن الكريم ولذلك اهتم بحفظه وفهمه وفقهه والعمل به، وأكسبه الاهتمام بالقرآن الكريم براعة في تبليغ الدعوة، وروعة في الاسلوب، وعمقاً في الأفكار، وتسلسلاً عقلياً في عرض الموضوع الذي يدعو إليه، ومراعاة لأحوال السامعين وقوة في البرهان والدليل.

وكان الصديق يتأثر بالقرآن الكريم ويبكي عند تلاوته وهذا يدل على رسوخ يقينه وقوة حضور قلبه مع الله عز وجل ومع معاني الآيات التي يتلوها، والبكاء مبعثه قوة التأثير إما بحزن شديد أو فرح غامر، والمؤمن الحق يظل بين الفرح بهداية الله تعالى الى الصراط المستقيم، والإشفاق من الانحراف قليلاً عن هذا الصراط، وإذا كان صاحب إحساس حيَّ وفكر يقظ كأبي بكر فإن هذا القرآن يذكِّره بالحياة الآخرة ومافيها من حساب وعقاب أو ثواب، فيظهر أثر ذلك في خشوع الجسم وانسكاب العبرات، وهذا المظهر يؤثر كثيراً على من شاهده، ولذلك فزع المشركون من مظهر أبي بكر المؤثر وخَشُوا على نسائهم وأبنائهم أن يتأثروا به فيدخلوا في الإسلام.

لقد تربى الصديق على يدي رسول الله وحفظ كتاب الله تعالى وعمل به في حياته وتأمل فيه كثيراً وكان لا يتحدث بغير علم، فعندما سئل عن آية لايعرفها أجاب بقوله: أي أرض تسعني أو أي سماء تُظِلنُّي إذا قلت في كتاب الله مالم يُرد الله ومن أقواله التي تدل على تدبره وتفكره في القرآن الكريم قوله: إن الله ذكر أهل الجنة، فذكرهم بأحسن أعمالهم وغفر لهم سيئها، فيقول الرجل: أين أنا من هؤلاء؟! يعني: حسنها، فيقول قائل: لست من هؤلاء، يعني: وهو منهم، وكان يسأل رسول الله فيما استشكل عليه بأدب وتقدير واحترام، فلما نزل قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} (سورة النساء، الاية:123) قال ابوبكر يارسول الله، قد جاءت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءاً؟ فقال: ياأبابكر، ألست تنصب؟ الست تحزن؟ ألست تصيبك اللأوى؟ فذلك مما تجزون به.

وقد فسر الصديق بعض الآيات مثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (سورة فصلت، الآية: 30) قال فيها: فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة، فلم يلتفتوا بقلوبهم الى ماسواه لا بالحب ولا بالخوف، ولا بالرجاء ولا بالسؤال ولا بالتوكل عليه، بل لا يحبون إلا الله ولا يحبون معه أنداداً، ولايحبون إلا إياه، لا لطلب منفعة، ولا لدفع مضرة، ولا يخافون غيره كائناً من كان، ولا يسألون غيره ولا يتشرفون بقلوبهم الى غيره، وغير ذلك من الآيات.

إن الدعاة الى الله عليهم أن يكونوا في صحبة مستمرة للقرآن الكريم، يقرؤه ويتدبروه ويستخرجوا كنوزه ومعارفه للناس، وأن يظهروا للناس مافي القرآن من إعجاز بياني وعلمي وتشريعي ومافيه من سبل إنقاذ الانسانية المعذبة من مأسيها وحروبها، بأسلوب يناسب العصر، ويكافئ ماوصل إليه الناس من تقدم في وسائل الدعوة والدعاية، ولقد أدرك أبوبكر كيف تكون قراءة القرآن الكريم في المسجد على ملأ من قريش وسيلة مؤثرة من وسائل الدعوة الى الله.

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:51 PM

[align=center]
المبحث الثالث: هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

اشتدت قريش في أذى المسلمين، والنيل منهم فمنهم من هاجر إلى الحبشة مرة أو مرتين فراراً بدينه... ثم كانت الهجرة إلى المدينة ومن المعلوم أن أبا بكر استأذن النبي ، في الهجرة فقال له:لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً فكان أبوبكر يطمع أن يكون في صحبة النبي ، وهذه السيدة عائشة رضي الله عنها تحدثنا عن هجرة رسول الله ، وأبيها حيث قالت: كان لا يخطئ رسول الله ، أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ، في الهجرة، والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله ، بالهاجرة ، في ساعة كان لا يأتي فيها قالت: فلما رآه أبوبكر، قال: ما جاء رسول الله ، هذه الساعة إلا لأمر حدث. قالت: فلما دخل، تأخر له أبوبكر عن سريره فجلس رسول الله ،، وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله ، أخرج عني من عندك. فقال: يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي! فقال: إنه قد أذن بي في الخروج والهجرة. قالت: فقال أبوبكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: الصحبة. قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أحد يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ، ثم قال: يا نبي الله، إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا فاستأجرا عبدالله بن أرقط رجلاً من بني الديل بن بكر، وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو، وكان مشركاً -يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.

وجاء في رواية البخاري عن عائشة في حديث طويل تفاصيل مهمة وفي ذلك الحديث :...... قالت عائشة: فبينما نحن يوماً جلوساً في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله ، متقنعاً ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال رسول الله ، لأبي بكر: أخرج من عندك، فقال أبوبكر: إنما هم أهلك. فقال: فإني قد أذن لي في الخروج فقال أبوبكر: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله : نعم، قال ابوبكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحد راحلتي هاتين، قال رسول الله ،: بالثمن، قالت عائشة: فجهزناهما أحسن الجهاز، ووضعنا لهم سفرة في جراب، فقطمت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين، ثم لحق رسول الله ، وأبوبكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبدالله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف ، لقن ، فيدلجمن عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمراً يكتادانبه إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما حيث تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل -وهو لبن منحهما ورضيفهما ينعقبها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله ، وأبوبكر رجلاً من بني الديل وهو من بني عبد ابن عدي -هادياً خريتا- والخريت الماهر- قد غمس حلفاًفي آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما، وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل.

لم يعلم بخروج رسول الله ، أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب، وأبوبكر الصديق، وآل أبي بكر، وجاء وقت الميعاد بين رسول الله ، أبي بكر ، فخرجا من خوخة ، لأبي بكر في ظهر بيته، وذلك للإمعان في الاستخفاء حتى لاتتبعهما قريش، وتمنعهما من تلك الرحلة المباركة، وقد اتعدا مع الليل على أن يلقاهما عبدالله بن أريقط في غار ثور بعد ثلاث ليال ، وقد دعا النبي ، عند خروجه من مكة الى المدينة ، ووقف عند خروجه بالحزورة في سوق مكة وقال: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله الى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.

ثم أنطلق رسول الله وأبوبكر والمشركون يحاولون أن يقتفوا آثارهم حتى بلغوا الجبل -جبل ثور- اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرآوا على بابه نسيج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، وهذه من جنود الله عز وجل: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}سورة المدثر، الآية:31 .

وبالرغم من كل الأسباب التي اتخذها رسول الله ، فإنه لم يرتكن إليها مطلقاً، وإنما كان كامل الثقة في الله، عظيم الرجاء في نصره وتأييده، دائم الدعاء بالصيغة التي علمه الله إياها ، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}سورة الاسراء، الآية:80.

وفي هذه الآية الكريمة دعاء يُعلّمه الله عز وجل لنبيه ، ليدعوه به، ولتتعلم أمته كيف تدعو الله وكيف تتجه إليه؟ دعاء بصدق المدخل وصدق المخرج، كناية عن صدق الرحلة كلها، بدئها وختامها، أولها وآخرها ومابين الأول والآخر، وللصدق هنا قيمته بمناسبة ماحاوله المشركون من فتنته عما أنزله الله عليه ليفترى على الله غيره، وللصدق كذلك ظلاله: ظلال الثبات، والاطمئنان والنظافة الاخلاص {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} قوة وهيبة استعلى بهما على سلطان الأرض وقوة المشركين، وكلمة {مِنْ لَدُنْك} تصور القرب والاتصال بالله والاستمداد من عونه مباشرة واللجوء الى حماه.

وصاحب الدعوة لايمكن أن يستمد السلطان إلا من الله، ولا يمكن أن يهاب إلا بسلطان الله، لايمكن أن يستظل بحاكم أو ذى جاه فينصره ويمتعه مالم يكن أتجاهه قبل ذلك الى الله والدعوة قد تغزو قلوب ذوي السلطان والجاه، فيصبحون لها جنداً وخدماً فيفلحون، ولكنها هي لاتفلح إن كانت من جند السلطان وخدمه، فهي من أمر الله، وهي أعلى من ذوي السلطان والجاه.

وعندما أحاط المشركون بالغار، أصبح منهم رأي العين طمأن الرسول ، الصديق بمعية الله لهما: فعن ابي بكر الصديق قال: قلت للنبي ، وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال: ماظنك ياأبابكر باثنين الله ثالثهما ؟

وسجل الحق عز وجل ذلك في قوله تعالى: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}سورة التوبة، الآية:40.

وبعد ثلاث ليال من دخول النبي ، في الغار خرج رسول الله ، وصاحبه من الغار، وقد هدأ الطلب، ويئس المشركون من الوصول الى رسول الله، وقد قلنا أن رسول الله ، وأبا بكر قد استأجرا رجلاً من بني الديل يسمى عبدالله بن أريقط وكان مشركاً وقد أمِناهُ فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما وقد جاءها فعلاً في الموعد المحدد وسلك بهما طريقاً غير معهودة ليخفي أمرهما عمن يلحق بهم من كفار قريش ، وفي أثناء الطريق الى المدينة مرّ النبي ، بأم معبد ، في قديد ، حيث مساكن خزاعة، وهي أخت حبيش بن خالد الخزاعي الذي روى قصتها، وهي قصة تناقلها الرواة وأصحاب السير، وقال عنها ابن كثر:وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضاً.

وقد أعلنت قريش في نوادي مكة بأنه من يأتي بالنبي ، حياً أو ميتاً فله مائة ناقة وانتشر هذا الخبر عند قبائل العرب الذين في ضواحي مكة وطمع سراقة بن مالك بن جعشم في نيل الكسب الذي أعدته قريش لمن يأتي برسول الله ، فأجهد نفسه لينال ذلك، ولكن الله بقدرته التي لايغلبها غالب، جعله يرجع مدافعاً عن رسول الله ، بعد أن كان جاهداً عليه.

ولما سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله ، من مكة، كانوا يفدون كل غداة الى الحرة، فينتظرون حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعد ماأطالوا انتظارهم فلما أووا الى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطممن آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر رسول الله ،، وأصحابه مبيضين ، يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته، يامعشر العرب هذا جدكم ، الذي تنتظرون، فثار المسلمون الى السلاح فتلقوا رسول الله ، بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عوف، وذلك يوم الخميس الأثنينمن شهر ربيع الأول ، فقام أبابكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله ، عند ذلك.

كان يوم وصول الرسول ، وأبي بكر الى المدينة يوم فرح وابتهاج لم تر المدينة يوماً مثله، ولبس الناس أحسن ملابسهم كأنهم في يوم عيد، ولقد كان حقاً يوم عيد، لأنه اليوم الذي انتقل فيه الاسلام من ذلك الحيز الضيق في مكة الى رحابة الانطلاق والانتشار بهذه البقعة المباركة المدينة، ومنها الى سائر بقائع الأرض لقد أحس أهل المدينة بالفضل الذي حباهم الله به، وبالشرف الذي اختصهم الله به، فقد صارت بلدتهم موطناً لإيواء رسول الله وصحابته المهاجرين ثم لنصرة الاسلام كما أصبحت موطناً للنظام الاسلامي العام التفصيلي بكل مقوماته ولذلك خرج أهل المدينة يهللون في فرح وابتهاج ويقولون يارسول الله يامحمد يارسول الله ، وبعد هذا الاستقبال الجماهيري العظيم الذي لم يرد مثله في تاريخ الانسانية سار رسول الله ، حتى نزل في دار أبي أيوب الانصاري، ونزل الصديق على خارجة بن زيد الخزرجي الأنصاري.

وبدأت رحلة المتاعب والمصاعب والتحديات، فتغلب عليها رسول الله ، للوصول للمستقبل الباهر للأمة والدولة الاسلامية التي استطاعت أن تصنع حضارة إنسانية رائعة على أسس من الإيمان والتقوى والإحسان والعدل بعد أن تغلبت على اقوى دولتين كانتا تحكمان في العالم، وهما الفرس والروم ، وكان الصديق  الساعد الأيمن لرسول الله ، منذ بزوغ الدعوة حتى وفاته ،، وكان ابوبكر ينهل بصمت وعمق من ينابيع النبوة: حكمة وإيماناً، يقيناً وعزيمة، تقوى وإخلاصاً، فإذا هذه الصحبة تثمر: صلاحاً وصدِّيقية، ذكراً ويقظة، حُباً وصفاء، عزيمة وتصميماً، إخلاصاً وفهماً، فوقف مواقفه المشهودة بعد وفاة رسول الله ،، في سقيفة بني ساعدة وغيرها من المواقف وبعث جيش أسامة وحروب الردة، فأصلح مافسد، وبنى ماهُدم، وجمع ماتفرق، وقوّم ماانحرف ، إن حداثة هجرة الصديق مع رسول الله فيها دروس وعبر وفوائد منها:

أولاً: قال تعالى: {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}سورة التوبة، الآية40 .

ففي هذه الآية الكريمة دلالة على أفضلية الصديق من سبعة أوجه ففي الآية الكريمة من فضائل أبي بكر:

1- أن الكفار أخرجوه:

الكفار أخرجوا الرسولثاني أثنينفلزم أن يكونوا أخرجوهما، وهذا هو الواقع.

2- أنه صاحبه الوحيد:

الذي كان معه حين نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا هوأبوبكر، وكان ثاني أثنين الله ثالثهما. قوله {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} ففي المواضع التي لايكون مع النبي ، من أكابر الصحابة إلا و احد يكون هو ذلك الواحد مثل سفره في الهجرة ومقامه يوم بدر في العريش لم يكن معه فيه إلا أبوبكر، ومثل خروجه الى قبائل العرب يدعوهم الى الاسلام كان يكون معه من أكابر الصحابة أبوبكر، وهذا اختصاص في الصحبة لم يكن لغيره باتفاق أهل المعرفة بأحوال النبي.

3- أنه صاحبه في الغار:

الفضيلة في الغار ظاهرة بنص القرآن وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أنس، عن أبي بكر الصديق ، قال: نظرت الى أقدام المشركين على رؤسنا ونحن في الغار، فقلت: يارسول الله لو أن أحدهم نظر الى قدميه لأبصرنا. فقال: ياأبابكر ماظنك باثنين الله ثالثهما . وهذا الحديث مع كونه مما اتفق أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول فلم يختلف في ذلك اثنان منهم فهو مما دل القرآن على معناه.

4- أنه صاحبه المطلق:

قوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لايختص بمصحابته في الغار، بل هو صاحبه المطلق الذي عمل في الصحبة كما لم يشركه فيه غيره - فصار مختصاً بالأكملية من الصحبة، وهذا مما لانزاع فيه بين أهل العلم باحوال النبي ، ولهذا قال من قال من العلماء: إن فضائل الصديق خصائص لم يشركه فيها غيره.

5- أنه المشفق عليه:

قوله {لا تَحْزَنْ} يدل على أن صاحبه كان مشفقاً عليه محباً له ناصراً له حيث حزن، وإنما بحزن الإنسان حال الخوف على من يحبه، وكان حزنه على النبي ، لئلا يقتل ويذهب الاسلام، ولهذا لما كان معه في سفر الهجرة كان يمشي امامه تارة، ووراءه تارة، فسأله النبي ، عن ذلك، فقال: أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون وراءك ، وفي رواية أحمد في كتاب فضائل الصحابة: ...فجعل أبوبكر يمشي خلفه ويمشي أمامه فقال له النبي ، مالك؟ قال: يارسول الله أخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم، قال: فلما انتهينا الى الغار قال أبوبكر: يارسول الله كما أنت حتى أيمه...فلما رأى أبوبكر حجراً في الغار فألقمها قدمه، وقال يارسول الله إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي . فلم يكن يرضى بمساواة النبي؛ بل كان لايرضى بأن يقتل رسول الله ، وهو يعيش؛ بل كان يختار أن يفديه بنفسه وأهله وماله. وهذا واجب على كل مؤمن، والصديق أقوم المؤمنين بذلك.

6- المشارك له في معية الاختصاص:

قوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} صريح في مشاركة الصديق للنبي ، في هذه المعية التي اختص بها الصديق لم يشركه فيها أحد من الخلق... وهي تدل على أنه معهم بالنصر والتأييد والإعانة على عدوهم - فيكون النبي ، قد أخبر أن الله ينصرني وينصرك ياأبابكر، ويعيننا عليهم، نصر إكرام ومحبة كما قال الله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}سورة غافر، الآية 51 . وهذا غاية المدح لأبي بكر؛ إذ دل على أنه ممن شهد له الرسول بالايمان المقتضي نصر الله له مع رسوله في مثل هذه الحال التي يخذل فيها عامة الخلق إلا من نصره الله.

وقال الدكتور عبدالكريم زيدان عن المعية في هذه الآية الكريمة وهذه المعية الربانية المستفادة من قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} أعلى من معيته للمتقين والمحسنين في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} لأن المعية هنا لذات الرسول وذات صاحبه، غير مقيدة بوصف هو عمل لهما، كوصف التقوى والإحسان بل هي خاصة برسوله وصاحبه مكفولة هذه المعية بالتأييد بالآيات وخوارق العادات.

7- أنه صاحبه في حال إنزال السكينة والنصر:

قال تعالى {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا...}سورة التوبة، الآية 40 فإن من كان صاحبه في حال الخوف الشديد فلأن يكون صاحبه في حضور النصر والتأييد أولى وأحرى، فلم يحتج أن يذكر صحبته له في هذه الحال لدلالة الكلام والحال عليها. وإذا علم أنه صاحبه في هذه الحال علم أنما حصل للرسول من إنزال السكينة والتأييد بالجنود التي لم يرها الناس لصاحبه فيها أعظم مما لسائر الناس. وهذا من بلاغة القرآن وحسن بيانه.



* الدكتور علي محمد الصَّلاَّبيِّ ولد في مدينة بنغازي عام 1963م، حصل على درجة الإجازة العالية(الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1992/1993م، نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417هـ/1996م، نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م، صدرت له 21 مؤلفا منها: الوسطية في القرآن الكريم، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الإفريقي، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث. [/align]

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:55 PM

المبحث الرابع..الصدِّيق في ميادين الجهاد


ذكر أهل العلم بالتواريخ والسير أن أبابكر شهد مع النبي بدراً والمشاهد كلها، ولم يفته منها مشهد، وثبت مع رسول الله يوم أحد حين انهزم الناس ودفع إليه النبي رايته العظمى يوم تبوك وكانت سوداء.

وقال ابن كثير: ولم يختلف أهل السير في أن أبابكر الصديق لم يتخلف عن رسول الله في مشهد من مشاهده كلها .

وقال الزمخشري: إنه -يعني أبابكر - كان مضافاً لرسول الله الى الأبد، فإنه صحبه صغيراً وأنفق ماله كبيراً، وحمله الى المدينة براحلته وزاده، ولم يزل ينفق عليه ماله في حياته، وزوجه ابنته، ولم يزل ملازماً له سفراً وحضراً ، فلما توفي دفنه في حجرة عائشة أحب النساء إليه .

وعن سلمة بن الأكوع: غزوت مع النبي سبع غزوات، وخرجت فيما يبعث من البعوث تسع غزوات مرة علينا أبوبكر ومرة علينا أسامة .

ومن خلال هذا المبحث سنحاول أن نتتبع حياة الصديق الجهادية مع النبي لنرى كيف جاهد الصديق بنفسه وماله ورأيه في نصرة دين الله تعالى.

أولاً: أبوبكر في بدر الكبرى:

شارك الصديق في غزوة بدر وكانت في العام الثاني من الهجرة وكانت له فيها مواقف مشهورة من أهمها:

1- مشورة الحرب:

لما بلغ النبي نجاة القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال النبي استشار رسول الله اصحابه في الأمر ، فقام أبوبكر فقال وأحسن ثم قام عمر فقال وأحسن .

2- دوره في الاستطلاع مع النبي :

قام النبي ومعه أبوبكر يستكشف أحوال جيش المشركين وبينما هما يتجولان في تلك المنطقة لقيا شيخاً من العرب، فسأله رسول الله عن جيش قريش، وعن محمد وأصحابه، ومابلغه من أخبارهم: فقال الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني مما أنتما. فقال له رسول الله : إذا أخبرتنا أخبرناك فقال: أو ذاك بذاك؟ قال: نعم. فقال الشيخ: فإنه بلغني أن محمداً واصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به جيش المسلمين- وبلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي فيه جيش المشركين فعلاً- ثم قال الشيخ: لقد اخبرتكما عما أردتما، فأخبراني: ممن أنتما؟ فقال رسول الله : نحن من ماء. ثم انصرف النبي وأبوبكر عن الشيخ، وبقي هذا الشيخ يقول: مامن ماء؟ أمن ماء العراق .

وفي هذا الموقف يتضح قرب الصديق من النبي وقد تعلم أبوبكر من رسول الله دروساً كثيرة.

3- في حراسة النبي في عريشه:

عندما رتب الصفوف للقتال رجع الى مقر القيادة وكان عبارة عن عريش على تلِّ مشرف على ساحة القتال وكان معه فيه أبوبكر وكانت ثلة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ يحرسون عريش رسول الله ، وقد تحدث علي بن أبي طالب عن هذا الموقف فقال: ياأيها الناس من أشجع الناس؟ فقالوا: أنت ياأمير المؤمنين، فقال: أما إني مابارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبوبكر: إنا جعلنا لرسول الله عريشاً فقلنا من يكون مع رسول الله لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟ فوالله مادنا منه أحد إلا أبابكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله لا يهوي إليه أحد من المشركين إلا أهوى إليه فهذا اشجع الناس.

4- الصديق يتلقى البشارة بالنصر، ويقاتل بجانب رسول الله :

بعد الشروع في الأخذ بالأسباب اتجه رسول الله الى ربه يدعوه ويناشده النصر الذي وعده ويقول في دعائه: اللهم أنجز لي ماوعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام فلا تعبد في الأرض أبداً ومازال يدعو ويستغيث حتى سقط رداوه، فأخذه أبوبكر ورده على منكبيه وهو يقول: يارسول الله كفاك مناشدتك ربك فإنه منجر لك ماوعدك ، وأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} وفي رواية ابن عباس قال: قال النبي يوم بدر: الله انشدك عهد ووعدك، الله إن شئت لم تعبد فأخذ ابوبكر بيده، فقال: حسبك الله، فخرج وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ، وقد خفق النبي خفقة وهو في العريش ثم انتبه فقال: ابشر ياأبابكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع يعني الغبار، قال: ثم خرج رسول الله الى الناس فحرضهم .

وقد تعلم الصديق من هذا الموقف درساً ربانياً مهماً في التجرد النفسي وحظها والخلوص واللجوء لله وحده والسجود والجثي بين يدي الله سبحانه لكي ينزل نصره وبقى هذا المشهد راسخاً في ذاكرة الصديق وقلبه ووجدانه يقتدي برسول الله في تنفيذه في مثل هذه الساعات، وفي مثل هذه المواطن ويبقى هذا المشهد درساً لكل قائد أو حاكم أو زعيم أو فرد يريد أن يقتدي بالنبي وصحابته الكرام.

ولما اشتد أوار المعركة وحمى وطيسها نزل رسول الله وحرض على القتال والناس على مصافهم يذكرون الله تعالى، وقد قاتل بنفسه قتالاً شديد وكان بجانبه الصديق ، وقد ظهرت منه شجاعة وبسالة منقطعة النظير، وكان على استعداد لمقاتلة كل كافر عنيد ولو كان أبنه، وقد شارك ابنه عبدالرحمن في هذه المعركة مع المشركين، وكان من أشجع الشجعان بين العرب، ومن أنفذ الرماة سهماً في قريش، فلما أسلم قال لأبيه: لقد أهدفت لي أي ظهرت أمامي كهدف واضح يوم بدر، فملت عنك ولم اقتلك. فقال له أبوبكر: ولكنك لو أهدفت لي لم أمِلْ عنك .

5- الصديق والأسرى:

قال ابن عباس: ...فلما أسروا الأسارى قال رسول الله لأبي بكر وعمر: ماترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبوبكر: يانبي الله هم بنو العم والعشيرة: أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم الى الاسلام. فقال رسول الله : ماترى يابن الخطاب؟ قال: لا والله يارسول، ماأرى الذي يراه أبوبكر، ولكني أرى أن تمكننا منهم، فنضرب أعناقهم، فتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكنني من فلان نسيباً لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله الى ماقال أبوبكر ولم يهو ماقلت: فلما كان الغد جئت فإذا رسول الله وأبوبكر قاعدين يبكيان، قلت يارسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. فقال رسول الله : أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء ولقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة -شجرة قريبة من النبي - وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى.....} الى قوله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا.....} فأحل الله لهم الغنيمة وفي رواية عن عبدالله بن مسعود قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله : ماتقولون في هؤلاء الأسرى؟ فقال ابوبكر: يارسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم. وقال عمر: يارسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم. وقال عبدالله بن رواحة: يارسول الله انظر وادياً كثير الحطب، فادخلهم فيه ثم اضرم عليهم ناراً. فقال العباس: قطعت رحمك، فدخل رسول الله ولم يرد عليهم شيئاً. فقال ناس: يأخذ بقول ابي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبدالله بن رواحة، فخرج عليهم رسول الله فقال: إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك ياأبابكر كمثل عيسى عليه السلام إذ قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سورة المائدة، الآية:118 وإن مثلك ياعمر كمثل نوح إذ قال: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} سورة نوح، الآية 26 .

وإن مثلك كمثل موسى إذ قال: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ ءَاتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} سورة يونس، الآية 88 . كان النبي إذ استشار أصحابه أول من يتكلم أبوبكر في الشورى، وربما تلكم غيره، وربما لمن يتكلم غيره، فيعمل برأيه وحده، فإذا خالفه غيره ابتع رأيه دون رأي من يخالفه .

ثانياً: في أحد وحمراء الأسد:

في يوم أحد تلقى المسلمون درساً صعباً، فقد تفرقوا من حول النبي ، وتبعثر الصحابة في أرجاء الميدان، وشاع أن الرسول قتل وكان رد الفعل على الصحابة متبايناً، وكان الميدان فسيحاً وكل مشغول بنفسه، وشق الصديق الصفوف وكان اول من وصل الى رسول الله ، واجتمع الى رسول الله أبوبكر، وأبوعبيدة بن الجراح، وعلي، وطلحة والزبير، وعمر بن الخطاب والحارث بن الصمة، وأبودجانة، وسعد بن ابي وقاص، وغيرهم.... رضي الله عنهم وقصدوا مع رسول الله الشعب من جبل أحد في محاولة لاسترداد قوتهم المادية والمعنوية .

وكان الصديق إذا ذكر أحد قال: ذلك يوم كله لطلحة ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلاً يقاتل في سبيل الله دونه، قال قلت: كن طلحة حيث فاتني مافاتني، وكان بيني وبين المشركين رجل لا أعرفه، وأنا أقرب الى رسول الله منه، وهو يخطلف المشي خطفاً لا أخطفه فإذا هو أبوعبيدة، فانتهينا الى رسول الله وقد كسرت رباعيته وشج وجهه، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر، قال رسول الله : عليكما صاحبكما: يريد طلحة وقد نزف فلم نلتفت الى قوله، قال: ذهبت لأنزع من وجهه، فقال أبوعبيدة أقسم عليك بحقي لما تركتني فتركته فكره تناولها فيؤذي رسول الله فأرزم عليه بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة فكان أبوعبيدة من أحسن الناس هتماً...فأصلحنا من شأن رسول الله ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار فإذا به بضع وسبعون من بين طعنة ورمية، وضربة، وإذا قد قطعت إصبعه فأصلحنا من شأنه .

وتتضح منزلة الصديق في هذه الغزوة من موقف أبي سفيان عندما سأل وقال: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات. فنهاهم النبي أن يجيبوه. ثم قال: أفي القوم أبن أبي قحافة؟ ثلاث مرات. ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات ثم رجع الى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا ... فهذا يدل على ظن أبي سفيان زعيم المشركين حينئذ بأن أعمدة الاسلام، وأساسه رسول الله وابوبكر وعمر .

وعندما حاول المشركون أن يقبضوا على المسلمين ويستأصلوا شفأتهم، كان التخطيط النبوي الكريم قد سبقهم وأبطل كيدهم، وأمر رسول الله المسلمين مع مابهم من جراحات وقرح شديد للخروج في إثر المشركين، فأستجابوا لله ولرسوله مع مابهم من البلاء وانطلقوا فعن عائشة رضي الله عنها قالت لعروة بن الزبير في قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} سورة آل عمران، الآية: 172 : ياأبن أختي كان أبواك منهم: الزبير وأبوبكر لما أصاب رسول الله ماأصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: من يذهب في إثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلاً: كان فيهم أبوبكر والزبير .

ثالثاً: في غزوة بني النضير، وبني المصطلق وفي الخندق وبني قريظة:

أ- خرج النبي الى بني النضير يستعينهم في دية القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية من بني عامر على وجه الخطأ لأن عمراً لم يعلم بالعهد الذي بين بني عامر وبين النبي ، وكان بين بني النضير وبني عامر حلف وعهد، فلما آتاهم النبي قالوا: نعم ياأبا القاسم نعينك على ماأحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله الى جنب جدار من بيوتهم قاعد. قالوا: فمن يعلوا على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال، ورسول الله في نفر من أصحابه فيهم أبوبكر وعمر وعلي فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وخرج الى المدينة، فلما استلبت النبي أصحابه قالوا في طلبه فرأوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه فقال: رأيته داخلاً المدينة. فأقبل أصحاب النبي حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما كانت اليهود أرادت من الغدر به.

فبعث النبي محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده، فبعث إليهم أهل النفاق يحرضونهم على المقام ويعدونهم بالنصر، فقويت نفوسهم وحمى حيي بن أخطب وبعثوا الى رسول الله أنه لايخرجون، ونابذوه بنقض العهد فعند ذلك أمر رسول الله الناس بالخروج إليهم فحاصروهم خمس عشرة ليلة فتحصنوا في الحصون فأمر رسول الله بقطع النخيل والتحريق، ثم أجلاهم على أن لهم ماحملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة فنزلت سورة الحشر .

ب-بني المصطلق:

أراد بنو المصطلق أن يغزو المدينة، فخرج لهم رسول الله في أصحابه فلما انتهى إليهم دفع راية المهاجرين إلى أبي بكر الصديق، ويقال إلى عمار بن ياسر وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة. ثم أمر عمر بن الخطاب فنادى في الناس أن قولوا لا إله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم فأبوا، فتراموا بالنبل ثم أمر رسول الله المسلمين فحملوا حملة رجل واحد فما أفلت منهم رجل واحد، وقتل منهم عشرة وأسر سائرهم، ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد .

جـ-في الخندق وبني قريظة:

كان الصديق في الغزوتين مرافقاً للنبي ، وكان يوم الخندق يحمل التراب في ثيابه وساهم مع الصحابة للإسراع في انجاز حفر الخندق في زمن قياسي مما جعل فكرة الخندق تصيب هدفها في مواجهة المشركين .

رابعاً: في الحديبية:

خرج رسول الله في ذي القعدة سنة ست من الهجرة يريد زيارة البيت الحرام في كوكبة من الصحابة عددها أربع عشرة مائة وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائر لتعظيم بيت الله الحرام فبعث النبي عيناً له من خزاعة فعاد بالخبر أن أهل مكة جمعوا جموعهم لصده عن الكعبة فقال: أشيروا عليَّ أيها الناس، فقال أبو بكر  يارسول الله خرجت عامداً لهذا البيت لاتريد حربه أو قتل أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه، قال امضوا على اسم الله، وقد ثارت ثائرة قريش وحلفوا أن لايدخل الرسول مكة عنوة ثم قامت المفاوضات بين أهل مكة ورسول الله وقد عزم النبي على إجابة أهل مكة على طلبهم إن أرادوا شيئاً فيه صلة رحم .

أ-في المفاوضات:

جاءت وفود قريش لمفاوضة النبي وكان أول من أتى بديل بن ورقاء من خزاعة فلما علم بمقصد النبي والمسلمين رجع إلى أهل مكة ثم جاء مكرز بن حفص ثم بالحليس بن علقمة ثم عروة بن مسعود الثقفي فدار هذا الحوار بين النبي وعروة بن مسعود الثقفي واشترك في هذا الحوار أبو بكر  وبعض أصحابه .

قال عروة: يامحمد أجمعت أوباش الناس ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم؟ إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل - أي خرجت رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً- قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله ألا تدخلها عليهم عنوة وايم الله لكأني بهؤلاء يقصد أصحاب النبي قد انكشفوا عنك!!

فقال أبو بكر: أمصص بظر اللات -وهي صنم ثقيف- أنحن نفرُّعنه وندعه؟ فقال من ذا؟ قالوا أبو بكر. قال: أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. وكان الصديق قد أحسن إليه قبل ذلك، فرعى حرمته ولم يجاوبه عن هذه الكلمة ولهذا قال من قال من العلماء: إن هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة، وليس من الفحش المنهي عنه .

لقد حاول عروة بن مسعود أن يشن حرباً نفسية على المسلمين حتى يهزمهم معنوياً، ولذلك لوح بقوة المسلمين العسكرية، معتمداً على المبالغة في تصوير الموقف بأنه سيؤول لصالح قريش لامحالة وحاول أن يوقع الفتنة والإرباك في صفوف المسلمين وذلك حينما حاول إضعاف الثقة بين القائد وجنوده عندما قال النبي أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، وكان رد الصديق صارماً ومؤثراً في معنويات عروة ونفسيته، فقد كان موقف الصديق في غاية العزة الإيمانية التي قال الله فيها {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} آل عمران، آية:139 .

ب-موقفه من الصلح:

ولما توصل المشركون مع رسول الله إلى الصلح بقيادة سهيل بن عمرو أصغى الصديق إلى ماوافق عليه رسول الله من طلب المشركين رغم ماقد يظهر للمرء أن في هذا الصلح بعض التجاوز أو الإجحاف بالمسلمين وسار على هدي النبي ليقينه بأن النبي لاينطق عن الهوى، وأنه فعل ذلك لشيء أطلعه الله عليه .

وقد ذكر المؤرخون أن عمر بن الخطاب أتى رسول الله معلناً معارضته لهذه الاتفاقية وقال لرسول الله : ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه ، وفي رواية: أنا عبدالله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني ، قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال بلى، فأخبرتك أنا نأتيه هذا العام؟ قلت لا، قال فإنك آتيه ومطوف به قال عمر: فأتيت أبا بكر فقلت له: يا أبا بكر: أليس برسول الله: قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ فقال أبو بكر- ناصحاً الفاروق بأن يترك الاحتجاج والمعارضة - إلزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله، وأن الحق ما أمر به، ولن نخالف أمر الله ولن يضيّعه الله ، وكان جواب الصديق مثل جواب رسول الله ولم يكن أبو بكر يسمع جواب النبي ، فكان أبو بكر  أكمل موافقة لله وللنبي من عمر مع أن عمر مُحدِّث، ولكن مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث، لأن الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كل مايقوله ويفعله .

وقد تحدث الصديق فيما بعد عن هذا الفتح العظيم الذي تم في الحديبية فقال: ماكان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية، ولكن الناس يومئذ قَصُرَ رأيهم عما كان بين محمد وربّه، والعباد يَعْجَلون،والله لايعجل كعجلة العباد حتى يبلغ الأمور ما أراد، لقد نظرت إلى سُهيل بن عمرو في حَجِّة الوداع قائماً عند المنحر يُقّرب إلى رسول الله بَدَنةً، ورسول الله ينحرها بيده، ودعا الحلاَّق فحلق رأسه، وانظر إلى سهيل يلتقط من شعره، وأراه يضعه على عينه، وأذكر إباءه أن يُقِرَّ يوم الحديبية بأن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم ويأبى الله أن يكتب: محمد رسول الله فحمدت الله الذي هداه للإسلام .

لقد كان الصديق أسَدَّ الصحابة رأياً وأكملهم عقلاً .

خامساً: في غزوة خيبر، وسرية نجد وبني فزازة:

ضرب رسول الله حصاراً على خيبر واستعد لقتالهم، فكان أول قائد يرسله أبا بكر إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، وقد جهد، ثم بعث عمر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، ثم قال لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، فكان علي بن أبي طالب، وأشار بعض أصحاب النبي بقطع النخيل حتى يثخن في اليهود ورضي النبي بذلك، فأسرع المسلمون في قطعة، فذهب الصديق إلى النبي وأشار عليه بعدم قطع النخيل لما في ذلك من الخسارة للمسلمين سواء فتحت خيبر عنوة أو صلحاً فقبل النبي مشورة الصديق ونادى بالمسلمين بالكف عن قطع النخيل فرفعوا أيديهم .

ب-في نجد:

أخرج ابن سعد عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بعث رسول الله أبا بكر إلى نجد وأمره علينا فبيتنا ناساً من هوازن فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات، وكان شعارنا أمِتْ أمِتْ .

جـ-في بني فزارة:

روى الإمام أحمد من طريق إياس بن سلمة عن أبيه حدثني أبي قال: خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة وأمره النبي علينا، فغزونا بني فزازة، فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرسنا، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة فقتلنا على الماء من مر قبلنا قال سلمة ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل. قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته على الماء وفيهم امرأة عليها قشع من أدم ومعها ابنة لها من أحسن العرب قال فنفلني أبو بكر، فما كشفت لها ثوباً حتى قدمت المدينة ثم بت فلم أكشف لها ثوباً، قال فلقيني رسول الله في السوق فقال لي: يا سلمة هب لي المرأة قال: فقلت والله يارسول الله لقد أعجبتني وماكشفت لها ثوباً، قال فسكت رسول الله، وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله في السوق فقال لي: ياسلمة هب لي المرأة قال: فقلت والله يارسول الله والله ماكشفت لها ثوبا وهي لك يارسول الله، قال فبعث بها رسول الله إلى أهل مكة وفي أيديهم أسارى من المسلمين ففداهم رسول الله بتلك المرأة .

سادساً: في عمرة القضاء وفي ذات السلاسل:

أ-في عمرة القضاء:

كان الصديق ضمن المسلمين الذين ذهبوا مع رسول الله ليعتمروا عمرة القضاء مكان عمرتهم التي صدهم المشركون عنها .

ب-في سرية ذات السلاسل:

قال رافع بن عمرو الطائي: بعث رسول الله عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل ، وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، وسَرَاة أصحابه، فانطلقوا حتى نزلوا جبل طَيّ، فقال عمرو: انظروا إلى رجل دليل بالطريق، فقالوا: مانعلمه إلا رافع بن عمرو، فإنه كان رَبيلاً في الجاهلية. قال رافع: فلما قضينا غَزَاتنا وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه، توسّمت أبا بكر ، وكانت له عباءة فدكية ، فإذا ركب خَلَّها عليه بخلال ، وإذا نزل بسطها فأتيته فقلت: ياصاحب الخِلال، إني توسمتك من بين أصحابك، فائتني بشيء إذا حفظته كنت مثلكم ولا تطوِّل عليّ فأنْسىَ. فقال: تحفظ أصابعك الخمس؟ قلت: نعم، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلوات الخمس وتؤتي زكاة مالك إن كان لك مال، وتحج البيت، وتصوم رمضان: هل حفظت؟ قلت نعم، قال: وأخرى لاتُؤمَّرَنَّ على اثنين قلت: وهل تكون الإمرة إلا فيكم أهل المَدَر . فقال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك، إن الله عزوجل لما بعث نبيه دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل لله فهداه الله، ومنهم من أكرهه السَّيف، فكلهم عُوَّاد الله وجيران الله وخَفَارةُ الله، إن الرجل إذا كان أميراً، فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض انتقم الله منه، إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره فيظل نَاتئ عضلته غضباً لجاره والله من وراء جاره .

ففي هذه النصيحة دروس وعبر لإبناء المسلمين يقدمها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق الذي تربى على الإسلام وعلى يد رسول الله من أهمها:

1-أهمية العبادات: الصلاة لأنها عماد الدين، والزكاة والصوم والحج.

2-عدم طلب الإمارة ولاتكونن أميراً تماماً كما أوصى رسول الله ، أبا ذر الغفاري وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها ولذلك فإن أبا بكر الفاهم الواعي لكلام حبيبه محمد جاء في رواية: وأنه من يك أميراً فإنه أطول الناس حساباً، وأغلظهم عذاباً، ومن لايكن أميراً فإنه من أيسر الناس حساباً، وأهونهم عذاباً ، فهذا فهم الصديق لمقام الإمارة.

3-إن الله حرم الظلم على نفسه، ونهى عباده أن يتظالموا، أن يظلم بعضهم بعضا، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما نهى عن ظلم المؤمنين من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وهم جيران الله، وهم عواذ الله، والله أحق أن يغضب لجيرانه .

4-على عهد الصدر الأول كان أمراء الأمة خيارها، وجاء وقت فشاء أمرها الإمارة وكثرت حتى نالها من ليس لها بأهل: إن هذه الإمارة ليسيرة، وقد أوشكت أن تفشوا حتى ينالها من ليس لها بأهل .

5-وفي غزوة ذات السلاسل ظهر موقف متميز للصديق في احترام الأمراء مما يثبت أن أبا بكر كان صاحب نفس تنطوي على قوة هائلة، وقدرة متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم ، فعن عبدالله بن بريدة قال: بعث رسول الله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لاينوروا ناراً، فغضب عمر وهم أن يأتيه، فنهاه أبو بكر، وأخبره أن الرسول لم يستعمله عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر.

سابعاً: في فتح مكة وحنين والطائف:

أ-في فتح مكة 8هـ:


كان سبب الفتح بعد هدنة الحديبية ماذكره ابن اسحاق قال: حدثني الزهري عن عروة ابن الزبير عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعاً قالا: في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة وقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر وقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في ذلك نحو السبعة أو الثمانية عشر شهراً، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير- وهو قريب من مكة - وقالت قريش مايعلم بنا محمد، وهذا الليل ومايرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله فقدم عمرو بن سالم إلى المدينة فأنشد رسول الله قائلاً:

اللهم إني ناشد محمداً

حلف أبينا وأبيك الأتلدا

فانصر هداك الله نصراً أعتدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

فقال النبي : نصرت ياعمرو بن سالم .

وتجهز النبي مع صحابته للخروج إلى مكة، وكتم الخبر، ودعا الله أن يعمي على قريش حتى تفاجأ بالجيش المسلم يفتح مكة وخافت قريش أن يعلم النبي بما حدث فخرج أبو سفيان من مكة إلى رسول الله فقال: يامحمد، أشدد العقد، وزدنا في المدة، فقال النبي : ولذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم، فقال معاذ الله نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية لانغير ولانبدل، فخرج من عند النبي يقصد مقابلة الصحابة عليهم الرضوان .

1-أبو بكر وأبو سفيان:

طلب أبو سفيان من أبي بكر أن يجدد العقد ويزدهم في المدة، فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله ، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم. وهنا تظهر فطنة الصديق وحنكته السياسية ثم يظهر الإيمان القوي بالحق الذي هو عليه ويعلن أمام أبي سفيان دون خوف أنه مستعد لحرب قريش بكل مايمكن ولو وجد الذر تقاتل قريشاً لأعانها عليها .

2-بين عائشة وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما:

دخل الصديق على عائشة وهي تغربل حنطة وقد أمرها النبي بأن تخفي ذلك .. فقال لها أبو بكر: يابنية لم تصنعين هذا الطعام؟ فسكتت، فقال: أيريد رسول الله أن يغزو؟ فصمتت، فقال لعله يريد بني الأصفر - أي الروم - فصمتت، فقال لعله يريد أهل نجد؟ فصمتت، فقال لعله يريد قريشاً، فصمتت، فدخل رسول الله فقال الصديق له: يارسول الله أتريد أن تخرج مخرجاً؟ قال: نعم، لعل تريد بني الأصفر؟ قال: لا، قال: أتريد أهل نجد؟ قال: لا، قال: فلعلك تريد قريشاً؟ قال: نعم. قال أبو بكر: يارسول الله أليس بينك وبينهم مدة؟ قال: ألم يبلغك ماصنعوا ببني كعب؟

يتبع
77
7
7

ابو عماد الزهراني 29-11-07 05:56 PM

وهنا سلم أبو بكر للنبي وجهز نفسه ليكون مع القائد في هذه المهمة الكبرى وذهب مع رسول الله المهاجرون والأنصار فلم يتخلف منهم أحد .

3-الصديق في دخول مكة:

لما دخل النبي مكة في عام الفتح وكان بجانبه أبو بكر رأى النساء يلطمن وجوه الخيل فابتسم إلى أبي بكر وقال: يا أبا بكر كيف قال حسان؟ فأنشد أبو بكر:

عَدِمْنَا خَيلنا إن لم تروْها

تُثير النَّقعَ مَوْعِدُها كَدَاءُ

يباريْنَ الأَسِنَّة مُصغيات

على أكتَافِها الأسلُ الظّباءُ

تظلُّ جيادُنا متمطِّرات

تلطمهُنَّ بالخُمرِ النساءُ

فقال النبي : ادخلوها من حيث قال حسان ، وقد تمَّت النعمة على الصديق في هذا الجو العظيم بإسلام أبيه أبي قحافة .

ب-في حنين:

أخذ المسلمون يوم حنين درساً قاسياً، إذ لحقتهم هزيمة في أول المعركة جعلتهم يفرون من هول المفاجأة وكانوا كما قال الإمام الطبري: فانشمروا لايلوي أحدٌ على أحد وجعل رسول الله يقول: أين أيها الناس، هلموا إليَّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله .. يامعشر الأنصار، أنا عبدالله ورسوله.. ثم نادى عمه العباس وكان جهوري الصوت فقال له: ياعباس ناد: يامعشر الأنصار، يا أصحاب السمرة ، كان هذا هو حال المسلمين في أول المعركة، النبي وحده لم يثبت معه أحد إلا قلة، ولم تكن الفئة التي صبرت مع النبي إلا فئة من الصحابة يتقدمهم الصديق ثم نصرهم الله بعد ذلك نصراً عزيزاً مؤزراً ، وكانت هناك بعض المواقف للصديق منها:

1-فتوى الصديق بين يدي رسول الله:

قال ابو قتادة: لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضمّاً شديداً حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ماشأن الناس؟ قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله، فقال رسول الله: من أقام بينة على قتيل قتله، فله سلبه، فقمت لألتمس بينة قتيلي فلم أرَ أحداً يشهد لي، فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه فقال أبو بكر: كلا لايعطيه ، أصيبغ من قريش ويدع أسداً من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله ، قال: فقام رسول الله فأدّاه إليّ فاشتريت منه خرافاً ، فكان أول مال تأشَّلته في الإسلام .

إن مبادرة الصديق في الزجر والردع والفتوى واليمين على ذلك في حضرة رسول الله ، ثم يصدقه الرسول فيما قال ويحكم بقوله خصوصية شرف، لم تكن لأحد غيره ونلحظ في الخبر السابق أن أبا قتادة الأنصاري حرص على سلامة أخيه المسلم وقتل ذلك الكافر بعد جهد عظيم، كما أن موقف الصديق فيه دلالة على حرصه على إحقاق الحق والدفاع عنه ودليل على رسوخ إيمانه وعمق يقينه وتقديره لرابطة الأخوة الإسلامية وأنها بمنزلة رفيعة بالنسبة له .

2-الصديق وشعر عباس بن مرداس:

حين استقل العباس بن مرداس عطاءه من غنائم حنين قال شعراً عاتب فيه رسول الله حيث قال:

كانت نهابا تلافيتها

بكرِّي على المُهرِ في الأجْرَع

وإيقاظي القوم أن يرقدوا

إذا هجع الناس لم أهجع

فأصبح نهبي ونهب العبيد

بين عيينة والأقرع

وقد كنت في الحرب ذا تُدْراء

فلم أُعطَ شيئاً ولم أُمْنَع

إلا أفائل أعطيتها

عديد قوائمها الأربع

وما كان حصن ولاحابس

يفوقان شيخي في المجمع

وماكنت دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لايُرْفعِ

فقال رسول الله : اذهبوا به، فأقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رَضي، فكان ذلك قطع لسانه الذي أمر به رسول الله .

وأتى العباس رسول الله ، فقال له رسول الله : أنت القائل: فأصبح نهبي ونهبُ العبيد بين الأقرع وعيينة؟ فقال ابوبكر الصديق: بين عيينة والأقرع؛ فقال رسول الله : هما واحد ، فقال أبوبكر: أشهد أنك كما قال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُبِينٌ} سورة يس، الآية 69 .

ج- في الطائف:

في حصار الطائف وقعت جراحات في اصحاب النبي وشهادة، ورفع رسول الله عن أهل الطائف الحصار ورجع الى المدينة وممن استشهد من المسلمين في هذه الغزوة عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما رمي بسم فتوفي منه بالمدينة بعد وفاة النبي .

وعندما قدم وفد ثقيف للمدينة ليعلنوا إسلامهم فما إن ظهر الوفد قرب المدينة حتى تنافس كل من أبي بكر والمغيرة على أن يكون هو البشير بقدوم الوفد للرسول ، وفاز الصديق بتلك البشارة ، وبعد أن أعلنوا إسلامهم وكتب لهم رسول الله كتابهم وأراد أن يؤمّر عليهم أشار أبوبكر بعثمان بن أبي العاص بن أبي العاص -وكان أحدثهم سناً فقال الصديق: يارسول الله إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الاسلام وتعلم القرآن ، فقد كان عثمان بن أبي العاص كلما نام قومه بالهاجرة، عمد الى رسول الله فساله في الدين واستقرأه القرآن حتى فقه في الدين وعلم، وكان إذا وجد رسول الله نائماً عمد الى أبي بكر وكان يكتم ذلك عن أصحابه فأعجب ذلك رسول الله وعجب منه وأحبه .

وعندما علم الصديق بصاحب السهم الذي أصاب أبنه كانت له مقوله تدل على عظمة إيمانه فعن القاسم بن محمد قال: رُمِيَ عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنهما بسهم يوم الطائف، فانتفضت به بعد وفاة رسول الله بأربعين ليلة، فمات فقدم عليه وفد ثقيف ولم يزل ذلك السهم عنده، فأخرجه إليهم فقال: هل يعرف هذا السَّهمَ منكم أحد؟ فقال سعيد بن عبيد، أخو بني عجلان: هذا سهم أنا بَرِيْتُهُ ورشته ، عقبته ، وأنا رميت به. فقال أبوبكر فإن هذا السهم الذي قتل عبدالله بن أبي بكر، فالحمدلله الذي أكرمه بيدك، ولم يُهِنك بيده، فإنه أوسع لكما .

ثامناً: في غزوة تبوك، وإمارة الحج، وفي حجة الوداع:

أ- في تبوك:

خرج رسول الله بجيش عظيم في غزوة تبوك بلغ عدده ثلاثين ألفاً وكان يريد قتال الروم بالشام، وعندما تجمع المسلمون عند ثنية الوداع بقيادة رسول الله ، اختار الأمراء والقادة وعقد الألوية والرايات لهم، فأعطى لواءه الأعظم الى أبي بكر الصديق ، وفي هذه الغزوة ظهرت بعض المواقف للصديق منها:

1- موقفه من وفاة الصحابي عبدالله ذو البجادين رضي الله عنه:

قال عبدالله بن مسعود: قمت في جوف الليل وأنا مع رسول الله في غزوة تبوك، قال: فرأيت شعلة من نار من ناحية العسكر، قال: فاتبعتها، أنظر إليها فإذا رسول الله وأبوبكر وعمر، وإذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات، وإذا هم قد حفروا له، ورسول الله في حضرته، وأبوبكر وعمر يدليانه إليه، وهو يقول: أدنيا الى أخاكما، فدلياه إليه، فلما هيأه بشقه قال: اللهم إني أمسيت راضياَ عنه فارض عنه. قال الراوي عبدالله ابن مسعود : قال عبدالله بن مسعود: ياليتني كنت صاحب الحفرة .

وكان الصديق إذا دخل الميت اللحد قال: بسم الله وعلى ملة رسول الله ، وباليقين وبالبعث بعد الموت.

2- طلب الصديق من رسول الله الدعاء للمسلمين:

قال عمر بن الخطاب: خرجنا الى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستقطع حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرثه فيشربه، ثم يجعل مابقي على كبده، فقال أبوبكر الصديق، يارسول الله إن الله قد عوّدك في الدعاء خيراً، فأدع الله، قال: أتحب ذلك؟ قال: نعم، فرفع يديه فلم يردهما حتى قالت السماء -أي تهيئت لإنزال مائها- فأظلت -أي أنزلت مطراً خفيفاً- ثم سكبت فملأوا مامعهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر .

3- نفقة الصديق في تبوك:

حث رسول الله الصحابة في غزوة تبوك على الإنفاق بسبب بعدها، وكثرة المشركين فيها، ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله، فأنفق كل حسب مقدرته وكان عثمان صاحب القدح المعلى في الإنفاق في هذه الغزوة .

وتصدق عمر بن الخطاب بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبابكر بذلك ونترك الفاروق يحدثنا بنفسه عن ذلك حيث قال: أمرنا رسول الله يوماً أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت اليوم أسبق أبابكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله ، ماأبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: وأتى أبوبكر بكل ماعنده، فقال له رسول الله : ماأبقيت لأهلك؟ قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لاأسابقك الى شيء أبداً .

كان فعل عمر فيما فعله من المنافسة والغبطة مباحاً ولكن حال الصديق أفضل منه لانه خال من المنافسة مطلقاً ولا ينظر الى غيره .

ب- الصديق أمير الحج سنة 9هـ:

كانت تربية المجتمع وبناء الدولة في عصر النبي مستمرة على كافة الأصعدة والمجالات العقائدية والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والعسكرية والتعبدية وكانت فريضة الحج لم تمارس في السنوات الماضية، وحجة عام 8هـ بعد الفتح كُلِّف بها عتّاب بن أسيد، ولم تكن قد تميزت حجة المسلمين عن حجة المشركين ، فلما حل موسم الحج أراد الحج ولكنه قال: إنه يحضر البيت عراة مشركون يطوفون بالبيت، فلا أحب أن أ حج حتى لايكون ذلك فأرسل النبي الصديق أميراً على الحج سنة تسعة هجرية، فخرج أبوبكر الصديق بركب الحجيج نزلت سورة براءة فدعا النبي علياً  وأمره أن يلحق بأبي بكر الصديق، فخرج على ناقة رسول الله : العضباء حتى أدرك الصديق ابابكر بذي حليفة، فلما رآه الصديق قال له: أمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثم سار، فأقام أبوبكر للناس الحج على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية، وكان الحج في هذا العام في ذي الحجة كما دلت على ذلك الروايات الصحيحة لا في شهر ذي القعدة كما قيل، وقد خطب الصديق قبل التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم النفر الأول فكان يعرّف الناس مناسكهم: في وقوفهم وإفاضتهم، ونحرهم، ونفرهم، ورميهم للجمرات..الخ وعلي بن أبي طالب يخلفه في كل موقف من هذه المواقف فيقرأ على الناس صدر سورة براءة ثم ينادي في الناس بهذه الأمور الأربعة: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولايطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده الى مدته، ولايحج بعد العام مشرك .

وقد أمر الصديق ابا هريرة في رهط آخر من الصحابة لمساعدة علي بن أبي طالب في إنجاز مهمته .

وقد كلف النبي علياً بإعلان نقض العهود على مسامع المشركين في موسم الحج مراعاة لما تعارف عليه العرب فيما بينهم من عقد العهود ونقضها أن لايتولى ذلك إلا سيد القبيلة أو رجل من رهطه، وهذا العرف ليس فيه منافاة للاسلام فلذلك تدارك النبي الأمر وأرسل علياً بذلك فهذا هو السبب في تكليف علياً  بتبليغ صدر سورة براءة لا مازعمته الرافضة من أن ذلك للإشارة الى أن علياً  أحق بالخلافة من أبي بكر وقد علق على ذلك الدكتور محمد ابو شهبة فقال: ولا أدري كيف غفلوا عن قول الصديق له: أمير أم مأمور ؟ وكيف يكون المأمور أحق بالخلافة من الأمير .

وقد كانت هذه الحجة بمثابة التوطئة للحجة الكبرى وهي حجة الوداع ، لقد أعلن في حجة أبي بكر أن عهد الأصنام قد انقضى، وأن مرحلة جديدة قد بدأت، وماعلى الناس إلا أن يستجيبوا لشرع الله تعالى، فبعد هذا الإعلان الذي انتشر بين قبائل العرب في الجزيرة، ايقنت تلك القبائل أن الأمر جد، وأن عهد الوثنية قد انقضى فعلاً فأخذت ترسل وفودها معلنة إسلامها ودخولها في التوحيد .

ج- في حجة الوداع:

روى الامام أحمد بسنده الى عبدالله بن الزبير عن أبيه أن أسماء بنت أبي بكر قالت: خرجنا مع رسول الله حجاجاً حتى أدركنا العرج نزل رسول الله ، فجلست عائشة جنب النبي ، وزمالة أبي بكر واحدة مع غلام لأبي بكر فجلس أبوبكر ينتظر أن يطلع عليه، فطلع وليس معه بعيره!! فقال: أين بعيرك؟ فقال: أظللته البارحة! فقال أبوبكر: بعير واحد تضله!! فطفق يضربه ورسول الله يبتسم ويقول: انظروا الى هذا المحرم وما يصنع .



* الدكتور علي محمد الصَّلاَّبيِّ ولد في مدينة بنغازي عام 1963م، حصل على درجة الإجازة العالية(الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1992/1993م، نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417هـ/1996م، نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999م، صدرت له 21 مؤلفا منها: الوسطية في القرآن الكريم، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الإفريقي، الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث.


الساعة الآن 09:52 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar