منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   منتدى النقاش الديني (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=133293)

ali_k 25-01-10 02:34 PM

رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو من الاعضاء الكرام عدم الرد حتى اكمال الاجزاء الخمسون بارك الله فيكم .



رد أهل السنة على أسئلة الشيعة الخمسون المطروحة في المواقع



يزيد بن حسين

ليس غريب علينا أن نسمع ما يقوله المشركين النصارى عنا نحن المسلمين من أقاويل وتكذيب وتشكيك في دين الإسلام ، وليس غريب أيضا أن يهجم علينا اليهود بسلسلة من الأكاذيب وطعن في دين الإسلام ، لكن الأعجب والغريب والمضحك هو أن يأتي من يسمون أنفسهم بأنهم شيعة علي ومحبين أل البيت من المسلمين ومحسوبين عليه في طعن وتشكيك في دين الإسلام وتكفير الصحابة وسبهم !
والدليل ما طرح هذه الأيام من ذلك المتشيع المحسوب على الإسلام بمجموعة من الأسئلة التي تطرح على طلاب المتوسطة ، طالبا من أهل السنة الإجابة عليها اعتقادا منه انه سيقحمنا بهذه الأسئلة التي لا معنى من طرحها أصلا ، والتي اعتقد عقله المتحجر مثل التربة التي يضعها تحت رأسه وهو ساجد عليها إنها من العيار والوزن الثقيل عندما طرح علينا خمسون سؤال !
ونحن نسئل هؤلاء ماذا فعلتم انتم من أجل الإسلام ؟
ما هو دوركم إلى ألان الم تفكروا قليلا وانتم تتبعون من يجعلكم تلطمون على وجوهكم وتضربون أنفسكم ؟ الم تفكروا لماذا السجود على حجر ؟
الم تفكروا للحظة أن علي ابن عم الرسول وزوج ابنته ؟
وعثمان بن عفان زوج لاثنان بن بنات الرسول عليه السلام ؟
وعمر بن الخطاب زواج ابنته للرسول عليه السلام ؟ وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه زواج ابنته للرسول عليه السلام ؟
وهل تعلمون أن علي رضي الله عنه عنده أبناء أسمائهم عمر وعثمان وأبو بكر ؟
سبحانه الله أين انتم من الإسلام وأين انتم من القران الكريم وأين انتم من الجهاد إلى اليوم ؟
وهل دوركم فقط في عاشوراء في اللطم فقط . وهل تعلم أن هذا أيضا غضب عليكم من رب العالمين بأن تضربون أنفسكم ؟ .
فقد أصبحنا محل سخرية من الجميع وابتعدنا عن تعاليم الإسلام بل عن أمور ديننا الأساسية ، ووصل بنا الأمر بأن نقتنع اقتناعا تاما بأنكم أعداء الإسلام ، تحاربونه جنبا إلى جنب مع النصارى واليهود .. وإذا فكرنا للحظة نجد أن في ذلك تعارض مع الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)،
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) . كيف تخيلتم للحظة بأن مثل بوش وأوباما سوف ينقذون المسلمين .. كيف سينقذ ،وهو من أعداء الإسلام ؟
هل هذا ما دعانا إليه ديننا وهل هذا ما دعا إليه علي أو أل بيت رسول الله يا شيعة ؟
متى سنتوحد تحت شعار (لا اله إلا الله * محمد رسول الله( ؟
لنترك الشبهات و نتمسك بالحق ونتوقف عن البحث عما يرضي النفس من فتاوى أو البحث عن زلات العلماء .والطعن في الصحابة ونساء الرسول عليه السلام هل تقدر على هذا ؟
وكما قلت أعلاه إن احد الشيعة قد طرح بعض الأسئلة على أهل السنة طالبنا منهم الرد عليها اعتقادا من أنفسهم إن أهل السنة سيعجزون في الرد وليس لديهم الحجج الدامغة لتفنيد وجهة نظر أهل التشيع ونظرا لضخامة الرد كتبناه بعد استخراجه من كتب أهل التشيع فسنقوم بتجزأته على شكل حلقات متتابعة لنثبت للجميع بطلان حججهم الباهية ومن الله العون والتوفيق .

وبعد :

---------------------------
1- السؤال : لماذا زوج الرسول ابنته لعلي بن أبي طالب دون باقي الصحابة ؟

الجواب مع الشرح : لحبه لسيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه زوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها
ولحبه صلى الله عليه وسلم لعثمان بن عفان زوجه اثنين من بناته وهما رقية بنت رسول الله وأم كلثوم بنت رسول الله رضي الله عنهم جميعاً
ولحب سيدنا أبى بكر الصديق لرسول الله زوجه ابنته عائشة رضي الله عنهم جميعاً
ولحب سيدنا عمر بن الخطاب لرسول الله زوجه ابنته حفصة رضي الله عنهم جميعاً
ما أجمل هذا المجتمع الطيب النقي الذي يسوده الحب والود والألفة والتأخى والترابط يا رافضة يا من تسبون الصحابة الكرام .

والله أعلم
-----------------------

2- السؤال :لماذا اخذ الرسول بيد علي ابن طالب وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاده دون الباقي ؟

الجواب مع الشرح : أن هذا الحديث الذي ذكره وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قد أخرجه أحمد والترمذي والحاكم (1) ولم يخرجه أحد من أصحاب الصحاح، وقد اختلف العلماء في تصحيحه كما نقل ذلك أئمة أهل الشأن .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً في جمع طرقه . (1)
قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .1)(2) }‎(1) .‎(2)
وهذا المفهوم اللغوي الذين ذكره ابن الأثير هنا للفظة الموالاة في الحديث واستشهد له بقول الشافعي، هو الذي قرره العلماء المحققون في ردهم على الرافضة .
لأنه لو كان كذلك لوجب أتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن علياً ينازعه الصحابة في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفى عنها زوجها وهي حامل، وقوله: ( اللهم انصر من نصره...الخ ) خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا: كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيراً من بلاد الكفار ونصرهم الله .
وكذلك قوله: ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) مخالف لأصل الإسلام فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض) . )
فتبين أن الثابت من الحديث لا حجة للرافضة فيه، وأما الزيادة وهي قوله : اللهم وال من والاه.. وما بعدها.
فلا عبرة لها لأنها كذب كما قرر ذلك شيخ الإسلام بيَّن بطلانها رواية ودراية .

والله أعلم
-----------------------
3- السؤال :لماذا كان يُسب علي بن أبي طالب على منابر بني اميه لمئات السنين ؟

الجواب مع الشرح : أن سب الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه الكريم هو سب وشتم للرسول عليه الصلاة والسلام ، وعلي مع الحق والحق مع علي وكفى ، ولم يكن أهل السنة ليسبوا سيدنا على ابن أبي طالب كرم الله وجهه، كان هذا السب يحدث من بعض المارقين الجهلة الخارجين عن أهل السنة وما قام به الخليفة عمر بن عبدالعزيز هو إرسال العسكر لوقف هؤلاء الجهلة المارقين. ندعو الله العلي القدير أن يرسل بين الشيعة من يفعل فعل عمر ابن عبد العزيز فيوقف سب الصحابة بين جهلاء الشيعة.

أن عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين هو عصر المثل والأخلاق ولن يتكرر، وكانوا يتسابقون فيه إلى الكمال الإنساني الرائع، فمنهم الطائر المحلق ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد، وجميعهم رضي الله عنهم كانوا في قافلة الخير يسيرون إلى أن وافاهم الأجل ونفوسهم آمنة مطمئنة، وفيهم رضي الله عنه ، ويقول الرسول عليه السلام : ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، وانّ بني إسرائيل تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة،
كلهم في النار إلا واحدة ، قالوا : ومن هي يا رسول الله، قال: ما أنا عليه وأصحابي نسأل الله الهداية للجميع وكم أتأسف عندما اسمع من الرافضة الشيعة سب للصحابة واتهام أم المؤمنين عائشة بالزنى .يا رافضة الم تروا وتسمعوا أن أهل السنة يحبون أل البيت كلهم ويسمون أولادهم على أسمائهم ؟
والسؤال المطروح هنا :من هو الذي يزرع في رؤوسكم هكذا أفكار بأن أهل السنة يكرهون أل البيت ويلعنونهم ؟.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه ، اللهم صلي على محمد وعلى أل محمد وارضي عن صحابته اللهم أمين.

يزعم الشيعة الرافضة أن الصحابة رضي الله عنهم ارتدوا فما جوابكم على هذا السؤال ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعي الشيعة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد وفاة صلى الله عليه وسلم، وانقلبوا عليه.
والسؤال: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قبل موته ـ « شيعة اثني عشريّة »،
ثم انقلبوا بعد موته صلى الله عليه وسلم إلى «أهل سنّة » ؟
أم أنهم كانوا ـ قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ «أهل سنّة»، ثم « انقلبوا شيعة اثني عشريّة »؟

والله أعلم
----------------------

تم جمع الأسئلة 4-5-6 في رد واحد لتشابه السؤال في الرد عليها .

4 - السؤال :لماذا قال الرسول للصحابي عمار ابن ياسر ستقتلك الفئة الباغية ؟ 5- من هي الفئة الباغية التي قتلت عمار بن ياسر ؟ 6- هل من المعقول أن يجتمع عمار بن ياسر وقاتله في الجنة معاََ ؟

الجواب مع الشرح : حديث عمار « تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار » (1).
وقد استدل الرافضة بهذا الحديث على تكفير الصحابة وذمهم والطعن فيهم كمعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم الذين قاتلوا عليا بن أبي طالب رضي الله عنه في صفين! قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول (3 / 1110)عن الرافضة (وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا أيضا لا ريب في كفره فإنه مكذب لما نص القرآن في غير موضع من الرضي عنهم والثناء عليهم بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين).

وقد أجيب عن هذا الحديث بعدة أجوبة:

1-أن هذا الحديث من أهل العلم من طعن فيه ويروى هذا عن الإمام أحمد وإن كان آخر الأمرين عنه أنه صححه. قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « وأما الحديث الذي فيه إن عماراً تقتله الفئة الباغية، فهذا الحديث طعن فيه طائفة من أهل العلم، لكن رواه مسلم في « صحيحة » وهو في بعض نسخ البخاري » (2). في « المنتخب من علل الخلال » (ص222): « أخبرنا إسماعيل الصفار قال: سمعت أبا أمية محمد بن إبراهيم يقول: سمعت في حلقة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة والمعيطي ذكروا: « تقتل عماراً الفئة الباغية ». فقالوا: ما فيه حديث صحيح (3). سمعت عبدالله بن إبراهيم قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: روي في عمار: « تقتله الفئة الباغية » ثمانية وعشرون حديثاً، ليس فيها حديث صحيح. قال ابن رجب في « فتح الباري » (2/494):« وهذا الإسناد غير معروف وقد روي عن أحمد خلاف هذا. قال يعقوب بن شيبة السدوسي في مسند عمار من « مسنده » (4): « سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي في عمار: « تقتله الفئة الباغية »؟ فقال أحمد: كما قال رسول الله « تقتله الفئة الباغية ». وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا » (5).

2- أغلب نسخ البخاري لم تذكر هذه الزيادة « تقتله الفئة الباغية » فلم يذكرها ألحميدي في الجمع بين الصحيحين وقال: أن البخاري لم يذكرها أصلاً. قال : ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمداً (6) . وممن نفى هذه الزيادة المزي في « تحفة الإشراف » (3/427) قال : وليس فيه « تقتل عماراً الفئة الباغية » وأثبتها جمع من أهل العلم فذكر الحافظ ابن حجر في « الفتح » (1/646) أنها وقعت في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وفي نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نس.

3- أعلة هذه الزيادة أيضاً بالإدراج. قال الحافظ ابن حجر في « الفتح » (1/646): « ويظهر لي أن البخاري حذفها عمداً وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد ألخدري أعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي، فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله أنه قال : « يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية » وبن سمية هو عمار وسمية أسم أمه، وهذا الإسناد على شرط مسلم وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره فاقتصر البخاري على دون غيره وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الإطلاع على علل الأحاديث ».
خة الفربري. وأخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث (7).
4- أما من تأول الحديث على أن قاتله هو من أتى به وهي الطائفة التي قاتل معها (8).فهذا ضعيف ظاهر الفساد ويلزم من هذا أن يكون النبي وأصحابه رضي الله عنهم قد قتلوا كل من قتل معهم في الغزو كحمزة - رضي الله عنه - وغيره.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « ويروى أن معاوية تأول أن الذي قتله هو الذي جاء به، دون مقاتليه: وأن علياً رد هذا التأويل بقوله: فنحن إذا قتلنا حمزة ولا ريب أن ما قاله علي هو الصواب ».
5- قد تأوله بعضهم على أن المراد بالباغية الطالبة بدم عثمان كما قالوا: نبغي ابن عفان بأطراف الأسل قال الإمام ابن تيمية في « الفتاوى » (35/76): « وليس بشيء »، وقال في « منهاج السنة » (4/390): « وهو تأويل ضعيف » (9).

6- أن قوله - عليه الصلاة والسلام - « تقتله الفئة الباغية » ليس نصاً في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة من الجيش ومعاوية - رضي الله عنه - لم يرضى بقتله.قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76): « ثم إن عمار تقتله الفئة الباغية ليس نصاً في أن هذا للفظ لمعاوية وأصحابه بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته وهي طائفة من العسكر ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها ومن المعلوم أنه كان في العسكر من لم يرض بقتل عمار : عبدالله بن عمرو بن العاص، وغيره، بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو ».

7- أن الحديث على ظاهره وليس بلازم كون الطائفة باغية خروجها من الإيمان أو تجب لعنتها قال - عز وجل -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله " فسماهم الله مؤمنين مع وجود الاقتتال. قال الحافظ ابن كثير في « البداية والنهاية » (7/188):« ولا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة وغيرهم لأنهم وإن كانوا بغاة في نفس الأمر فإنهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال وليس كل مجتهد مصيباً بل المصيب له أجران والمخطئ له أجر ومن زاد في هذا الحديث بعد « تقتلك الفئة الباغية لا أنالها الله شفاعتي يوم القيامة » فقد افترى في هذه الزيادة على رسول الله ؟

فإنه لم يقلها إذا لم تنقل من طريق تقبل والله أعلم وأما قوله « يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار » فإن عماراً وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الألفة واجتماع الكلمة وأهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به وأن يكون الناس أوازعا على كل قطر إمام برأسه وهذا يؤدي إلى افتراق الكلمة واختلاف الأمة فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم وإن كانوا لا يقصدونه والله أعلم ».
قال الإمام النووي في « شرحه على صحيح مسلم » (18/40): « قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة في أن علياً - رضي الله عنه - كان محقاً مصيباً والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه في مواضع (10) وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله ؟ من أوجه منها أن عماراً يموت قتيلاً وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يتقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ».
وقال ابن حزم في الفصل في « الملل والنحل » (3/77):« المجتهد المخطئ إذا قاتل على ما يرى أنه الحق قاصداً إلى الله - تعالى -بنيته غير عالم بأنه مخطئ فهو فئة باغية وإن كان مأجوراً ولا حد عليه إذا ترك القتال ولا قود وأما إذا قاتل وهو يدري أنه مخطئ فهذا محارب تلزمه حدود المحاربة والقود وهذا يفسق ويخرج لا المجتهد المخطئ وبيان ذلك قول الله - تعالى -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ".

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في « الفتاوى » (35/76):« وليس في كون عمار تقتله الفئة الباغية ما ينافي ما ذكرناه فإنه قد قال الله - تعالى -: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين! إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ؟ فقد جعلهم مع وجود الاقتتال والبغي مؤمنين إخوة، بل مع أمره بقتال الفئة الباغية جعلهم مؤمنين وليس كل ما كان بغياً وظلماً أو عدواناً يخرج عموم الناس عن الإيمان، ولا يوجب لعنتهم فكيف يخرج ذلك من كان من خير القرون ؟ وكل من كان باغيا أو ظالما أو معتديا أو مرتكبا ما هو مذنب فهو قسمان: متأول، وغير متأول. فالمتأول المجتهد: كأهل العلم والدين الذين اجتهدوا واعتقد بعضهم حل أمور واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة وبعضهم حل أمور واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة وبعضهم بعض المعاملات الربوية وبعضهم بعض التحليل والمتعة،

وأمثال ذلك فقد جرى ذلك وأمثاله من خيار السلف فهؤلاء المتأولون المجتهدون غايتهم أنهم مخطئون وقد قال الله - تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " وقد ثبت في الصحيح أن الله استجاب هذا الدعاء وقد أخبر - سبحانه - عن داود وسليمان - عليهما السلام - إنما حكما في الحرث وخص أحدهما بالعمل والحكم ومع ثنائه على كل منهما بالعلم والحكم والعلماء ورثة الأنبياء فإذا فهم أحدهم من المسألة ما لم يفهمه الآخر لم يكن بذلك ملوماً ولا مانعاً لما عرف من علمه ودينه وإن كان ذلك مع العلم بالحكم يكون إثماً وظلماً والإصرار عليه فسقاً بل متى علم تحريمه ضرورة كان تحليله كفراً فالبغي هو من هذا الباب أما إذا كان الباغي مجتهداً ومتأولاً ولم يتبين له أنه باغ بل اعتقد أنه على الحق وإن كان مخطئاً في اعتقاده: لم تكن تسميته « باغيا » موجبة لإثمه فضلا عن أن توجب فسقه والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين ، يقولون: مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم لا عقوبة لهم بل للمنع من العدوان، ويقولون: إنهم باقون على العدالة لا يفسقون ويقولون هم كغير المكلف كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمى عليه والنائم من العدوان أن لا يصدر منهم، بل تمنع البهائم من العدوان. ويجب على من قتل مؤمناً خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا أثم عليه في ذلك وهكذا من رفع إلى الإمام من أهل الحدود وتاب بعد القدرة عليه فأقام عليه الحد، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والباغي المتأول يجلد عند مالك والشافعي وأحمد ونظائره متعددة ثم بتقدير أن يكون « البغي » بغير تأويل: يكون ذنباً والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك .

وقال - رحمه الله -: لكن من نظر في كلام المتناظرين من العلماء الذين ليس بينهم قتال ولا ملك، وأن لهم في النصوص من التأويلات ما هو أضعف من معاوية بكثير ومن تأول هذا التأويل لم ير أنه قتل عماراً فلم يعتقد أنه باغ ومن لم يعتقد أنه باغ وهو في نفس الأمر باغ : فهو متأول مخطئ والفقهاء ليس فيهم من رأيه القتال مع من قتل عماراً وطائفته ومنهم من يرى الإمساك عن القتال مطلقاً وفي كل من الطائفتين طوائف من السابقين الأولين ففي القول الأول عمار وسهل بن حنيف وأبو أيوب وفي الثاني سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد و عبدالله بن عمر ونحوهم .

ولعل أكثر الأكابر من الصحابة كانوا على هذا الرأي ولم يكن في العسكريين بعد علي أفضل من سعد بن أبي وقاص وكان من القاعدين و « حديث عمار » قد يحتج به من رأى القتال لأنه إذا كان قاتلوه بغاة فالله يقول فقاتلوا التي تبغي والمتمسكون يحتجون بالأحاديث الصحيحة عن النبي في أن القعود عن الفتنة خير من القتال فيها ونقول : إن هذا القتال ونحوه هو قتال الفتنة كما جاءت أحاديث صحيحة تبين ذلك وأن النبي لم يأمر بالقتال ولم يرض به وإنما رضي بالصلح وإنما أمر الله بقتال الباغي ولم يأمر بقتاله ابتداء، بل قال : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين "، قالوا : والاقتتال الأول لم يأمر الله به ولا أمر كل من بغي عليه أن يقاتل من بغى عليه، فإنه إذا قتل كل باغ كفر، بل غالب المؤمنين، بل غالب الناس لا يخلو من واحدة منهما مأمورة بالقتال فإذا بغت الواحدة منهما قوتلت لأنها لم تترك القتال ولم تجب إلى الصلح فلم يندفع شرها إلا بالقتال كما قال النبي : « من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون حرمته فهو شهيد ». قالوا: فبتقدير أن جميع العسكر بغاة فلم نأمر بقتالهم ابتداء بل أمرنا بالإصلاح بينهم. وأيضا فلا يجوز قتالهم إذا كان الذين معهم ناكلين عن القتال فإنهم كانوا كثيري الخلاف عليه ضعيفي الطاعة له. والمقصود : أن هذا الحديث لا يبيح لعن أحد من الصحابة، ولا يوجب فسقه » (11) .
وقال - رحمه الله - في منهاج السنة النبوية (4/385) : « الباغي قد يكون متأولاً معتقداً أنه على حق، وقد يكون متعمداً يعلم أنه باغ، وقد يكون بغيه مركباً من شبهة وشهوة، وهو الغالب، وعلى كل تقدير فهذا لا يقدح فيما عليه أهل السنة، فإنهم لا ينزهون معاوية ولا من هو أفضل منه من الذنوب فضلاً عن تنزيههم عن الخطأ في الاجتهاد. بل يقولون: إن الذنوب لها أسباب تدفع عقوبتها من التوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك ». مع العلم أن معاوية لم يأمر بقتل عمار ولم يرض بقتله . قال شيخ الإسلام في « الفتاوى » (35/76) قال - رحمه الله -: « ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها، ومن المعلوم أنه كان في العسكر من لم يرض بقتل عمار: كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو ».

وما وقع من قتال وقع عن تأويل واجتهاد. قال الأشعري في « الإبانة » (78): « وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان على تأويل واجتهاد وكل الصحابة مأمونون غير متهمين في الدين وقد أثنى الله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم والتبري من كل من ينقص أحداً منهم رضي الله عن جميعهم » ا. هـ.
--------
(1) رواه البخاري (346)، ورواه أيضاً في (2657) بلفظ « ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار ».
(2)انظر منهاج السنة (4/390) و (4/405).
(3) رواه الخلال في السنة (2/463) رقم (722).
(4) في منهاج السنة النبوية (4/414) في مسنده في المكيين.
(5) انظر منهاج السنة (4/414)، والسنة للخلال (2/463) و (3/462) رقم (720).
(6) فتح الباري لا بن حجر.
(7) انظر منهاج السنة (4/415)، وفتح الباري للحافظ ابن رجب (2/490).
(8)قال ابن تيمية في « منهاج السنة » (4/405): « وهذا القول لا أعلم له قائلا من أصحاب الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل السنة » وانظر: (4/419).
(9) وانظر منهاج السنة (4/405) و (4/414) وطبقات الحنابلة ترجمة الحسن بن عبدالله أبو علي النجاد المتوفي سنة 309هـ (3/251).
(10) انظر شرح النووي على صحح مسلم (7/166).
(11) انظر منهاج السنة (4/394) و (4/420) فإنه مهم

الله أكبر ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) " .
علي بن أبي طالب يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة
يقول بأننا ديننا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة وأنه لا يزيد عليهم في الإيمان بالله
والتصديق برسوله وهذا كلامه : و عن علي أنه قال: « وكان بدء أمرنا أنّا تلاقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد وديننا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا شيئاً إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان» ( نهج البلاغة 3/114). فلا يوجد هناك لا صحابة مرتدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولا ما هم يحزنون لقد تم هدم عقيدة الشيعة الخبيثة في الصحابة فلو كان الصحابة مرتدين بسبب غصبهم الخلافة لما قال علي بن أبي طالب بأن دعوتنا واحدة . ومن كتب الشيعة أيضا : وفي رواية « عن جعفر عن أبيه أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول: هم إخواننا بغوا علينا » (بحار الأنوار23/324 وسائل الشيعة51/83) . ويقول الإمام علي : فعن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهم السلام أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكن كان يقول: إخواننا بغوا علينا» (وسائل الشيعة51/83 للحر ألعاملي مستدرك الوسائل11/68 لنوري الطبرسي جواهر الكلام للجواهري12/338 (.وفي رواية « عن جعفر عن أبيه أن عليا لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا» (بحار الأنوار23/324 وسائل الشيعة51/83 ) ..

والله أعلم

يتبع ان شاء الله

ali_k 25-01-10 02:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


7- السؤال :ألم يقول الرسول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء اصدق لهجة من أبي ذر؟

الجواب مع الشرح : حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك قال : قال أبو ذر : إني لأقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها ، وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشيء غيري .
وأيضا :
رقم الحديث:152 سنن ابن ماجه (حديث مرفوع ) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي : إسناد ضعيف فيه عثمان بن عمير البجلي وهو ضعيف الحديث.
مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث: 6903 (حديث مرفوع ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدَّيْلِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عمير البجلي وهو ضعيف الحديث.

رقم الحديث: 5240 الطبقات الكبرى لابن سعد
(حديث مرفوع ) قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ " .
الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه علي بن زيد القرشي وهو ضعيف الحديث.

يا شيعة: هذا الحديث ضعيف ونقول لكم عيب أن تبحثوا عن شيء لتضروا مسلم يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله .

والله أعلم
-------------------------

8- سؤال: لماذا قام عثمان بن عفان بطرد الصحابي اباذر الغفاري إلى الشام ؟

الجواب مع الشرح: وعندما ذهب أبو ذرٍّ إلى دمشق في عهدِ عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه، وكان معاويةُ بنُ أبي سفيان واليا عليها، شاركَ في الفتوحات، وكان ممن خرجوا مع معاوية إلى فتحِ قبرص في السنةِ الثامنةِ والعشرين للهجرة. لكنه اختلفَ مع معاويةَ بسبب مظاهرِ الترف التي سادت في الشام. فبدأ يدعو الناسَ إلى التقشفِ والزهد. وتجمَّعَ حولَه كثيرٌ من الفقراء، فشعرَ معاويةُ بالخطر، لكنه يعرفُ قَدْرِ أبي ذرٍّ، فلم يَقْرَبْه بسوء.

وتشير بعض الروايات إلى أن أبا ذر وهو في طريقه إلى المدينة بعدما تركَ دمشق، أقام فترةً في منطقةٍ في الأردن غيرِ بعيدةٍ عن طريقِ القوافلِ بين الشامِ والجزيرة العربية.
وفي هذه المنطقة في الأردن، هناك بقايا منزلٍ أقامَ فيه أبو ذر، وبُني عليه فيما بعد مسجدٌ تم تجديدُه في الآونة الأخيرة.

عندما وصل أبو ذر إلى المدينة المنورة، التقى عثمانَ بن عفان وجرى بينهما حوار حول أفكارِ التقشف التي يدعو إليها، وأصر أبو ذر خلال اللقاء على مواقِفه، ولم يأمرْهُ عثمانُ بالرجوعِ عن آرائه، وإنما طلب منه أن يكفَّ عن الإنكار على الناس ما هم فيه من المَتاع الحلال. وفي النهاية آثر أبو ذرٍّ العزلةَ من جديد.
اختار أبو ذر لزلته مكاناً على طريقِ القوافل بين العراق والحجاز وهو الرَّبَذَةُ، فذهب إليها طوعاً، بخلاف ما قيل فيما بعد من أنه نُفي إليها.
وفي الربذة بنى أبو ذر مسجداً، بمساعدة مَنْ خصَّصه عثمانُ لُه من الخدم، وكان يَصِلُه عطاؤه الذي أمرَ به الخليفةُ بِلا انقطاع . وفي الربذة لم يتوقفْ أبو ذر عن دعوةِ مَنْ يَمُرُّ به من القوافلِ إلى أفكاره، وظل على هذه الحال إلى أن وافته المنية. وقد تباينتْ مواقفُ الناسِ من آرائه قديما وحديثا، لكنها في حقيقتِها تعبر عن شخصيةٍ مستقلة في إطار الإسلام.

وفي عزلته هذه، أمضى أبو ذر أيامَه الأخيرة. وتوفي رضي الله عنه في السنة الثانية والثلاثين للهجرة.

والله أعلم
-------------------------

تم جمع الأسئلة 9 + 10 في شرح واحد لتشابه السؤال في الرد عليه .

9- السؤال : من هم الذين فروا من غزوه احد وتركوا الرسول وحيدا ؟ 10- السؤال : من بقى مع الرسول في غزوة احد غير علي بن أبي طالب ؟

الجواب مع الشرح: لا لم يفروا بل كانوا منافقين واليكم القصة : لقد تجلت صور رائعة من البطولة والشجاعة والإيمان لرجال ونساء المسلمين في غزوة أحد ، وكذلك حدثت بعض المعجزات ، لتكون عظة وذكرى وتبصره

- لقد حاول المشركون بعد هزيمتهم المنكرة في بدر ، وخاصة أولئك الذين قتل آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ، أن ينتقموا ويأخذوا بثأر قتلاهم- وفي غزوة أحد لقد تمرد عبد الله بن أبي الملقب بالمنافق ومعه ثلاثمائة من زمرته !، وقبل طلوع الفجر بقليل أدلج ، حتى إذا كان بالشَّوْط صلى الفجر ، وكان بمقربة جداً من العدو ، فقد كان يراهم ويرونه ، وهناك تمرد عبد الله بن أبي المنافق ، فانسحب بنحو ثلث العسكر ـ ثلاثمائة مقاتل ـ قائلاً ‏:‏ ما ندري علام نقتل أنفسنا ‏؟‏ ومتظاهراً بالاحتجاج بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ترك رأيه وأطاع غيره ‏.‏

ولا شك أن سبب هذا الانعزال لم يكن هو ما أبداه هذا المنافق من رفض رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) رأيه ، وإلا لم يكن لسيره مع الجيش النبوي إلى هذا المكان معنى‏ .‏ بل لو كان هذا هو السبب لا نعزل عن الجيش منذ بداية سيره ، بل كان هدفه الرئيسي من هذا التمرد ـ في ذلك الظرف الدقيق ـ أن يحدث البلبلة والاضطراب في جيش المسلمين على مرأى ومسمع من عدوهم ، حتى ينحاز عامة الجيش عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وتنهار معنويات من يبقي معه ، بينما يتشجع العدو ، وتعلو همته لرؤية هذا المنظر ، فيكون ذلك أسرع إلى القضاء على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه المخلصين ، ويصحو بعد ذلك الجو لعودة الرياسة إلى هذا المنافق وأصحابه‏ .‏

وكاد المنافق ينجح في تحقيق بعض ما كان يهدف إليه ، فقد همت طائفتان ـ بنو حارثة من الأوس ، وبنو سلمة من الخزرج ـ أن تفشلا ، ولكن الله تولاهما ، فثبتتا بعدما سرى فيهما الاضطراب ، وهمتا بالرجوع والانسحاب ، وعنهما يقول الله تعالى ‏:‏ ‏" ‏إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏ "‏ (‏آل عمران‏:‏ 122‏) ‏‏.‏

وحاول عبد الله بن حَرَام ـ والد جابر بن عبد الله ـ تذكير هؤلاء المنافقين بواجبهم في هذا الظرف الدقيق ، فتبعهم وهو يوبخهم ويحضهم على الرجوع ، ويقول ‏:‏ تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ، قالوا ‏:‏ لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع ، فرجع عنهم عبد الله بن حرام قائلاً ‏:‏ أبعدكم الله أعداء الله ، فسيغني الله عنكم نبيه ‏.‏

فالآيات التي اشتملت على ذكر غزوة أحد مذكورة في سورة آل عمران من قوله تعالى : (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ) )آل عمران :121( إلى قبيل آخرها بيسير .
ومما ذكره أهل العلم في أسباب هزيمة المسلمين في الغزوة أن الصحابة لما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أراد الله أن يعرفهم سوء عاقبة المعصية والفشل، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك، كما قال تعالى : ( ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين) )آل عمران:152(، فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتنازلهم وفشلهم، كانوا بعد ذلك أشد حذراً ويقظة وتحرزاً من أسباب الخذلان، وفي هذا درس عظيم لنا معاشر المسلمين في هذه الأيام، فالذي نراه من تسلط الشر وأهله على المسلمين في أكثر بقاع الأرض، إنما هو نتيجة للوقوع في مخالفات شرعية حذر منها. وننصح الأخ السائل بمراجعة كتب التفسير كتفسير ابن كثير في هذه الآيات، وأيضاً كتاب الظلال لسيد قطب، وكذلك كتب السيرة كزاد المعاد لابن القيم المجلد الثالث، وكتاب وقفات تربوية من السيرة النبوية لأحمد فريد، والله أعلم .

وفي هؤلاء المنافقين يقول الله تعالى ‏:‏ ‏" ‏وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ‏ "‏(‏آل عمران‏ 167) . لكن المسلمين ورغم النصر المبين الذي حققوه ، شعروا بالحزن والكآبة عندما فقدوا بطلا من أعظم أبطالهم هو أسد الله : حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي قتله رجل يسمى وحشي غدرا .

وقد كان في انكسار المسلمين في تلك المعركة دروس وحكم منها: ابتلاء المؤمنين، وتمحيص إيمانهم، وليعلموا أن المسلم في نصرته لدين الله يدال له ويدال عليه، وليتخذ الله شهداء من المؤمنين، وليميز الله المنافقين، ويمحق الكافرين، وقد أنزل الله ذلك في كتابه قائلاً : )وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا) [آل عمران: 166-167( . وقال سبحانه وتعالى: ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران:140).

فكما أن انتصار المسلمين في بدر كان خيراً ورحمة، فكذلك انكسارهم في أحد كان خيراً ورحمة.
قال ابن تيمية في الفتاوى: كما أن نصر الله للمسلمين يوم بدر كان رحمة ونعمة، وهزيمتهم يوم أحد كانت نعمة ورحمة على المؤمنين. انتهى والله أعلم .

2- المعركة حول رسول الله

أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان في طرف الجيش يراقب مطاردة المسلمين للمشركين ، وكان معه عدد قليل من الصحابة ، وفوجئوا بهجوم الفرسان ، وهنا تجلت شجاعته صلى الله عليه وسلم وثباته ،فقد رفع صوته ينادى أصحابه ويقول : ( إليَّ يا فلان أنا رسول الله ) وسمع بعض المشركين نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتجهوا إليه ، ودارت حوله معركة طاحنة تفانى فيها الصحابة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ روى النسائي بسنده عن جابر بن عبد الله قال : ( لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار فيهم طلحة بن عبيد الله ، وأدرك المشركون الرسول ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من للقوم ؟
فقال طلحة: أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما أنت ، فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فقال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال : من للقوم ، فقال طلحة : أنا ، قال : كما أنت ، ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليه رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل ، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من للقوم ؟ ) ،
فقال طلحة : أنا ، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه ، وغشيته الجراح ، ونزف منه الدم ) ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم وحده . وكانت ساعة صعبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم . لكن المدد الإلهي لا ينقطع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الشيخان في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ، ما رأيتهما قبل ولا بعد) وعند مسلم يعني : (جبريل و ميكائيل ) وكان بين المدافعين عن النبي نسيبة بنت كعب تباشر القتال وتذود عنه بالسيف ، وترمي عن القوس حتى جُرِحَت على عاتقها جُرحاً أجوفاً له غَوْر ، أصابها به ابن قُميئة وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( لمقامُ نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقام فلانٍ و فلان ) وكان يراها تقاتل أشدَّ القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جُرِحَت ، وقد قالت للرسول -صلى الله عليه وسلم-
( ادْعُ الله أن نرافقك بالجنة ؟! )

فقال ( اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة ) فقالت ( ما أبالي ما أصابني من الدنيا ) وقد جُرِحَ يوم أحد ابنها عبد الله في عَضُده اليسرى ، ضربه رجل ورحل عنه ، وجعل الدم لا يرقأ ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( اعْصِبْ جُرْحَك) فأقبلت أمه نسيبة ومعها عصائب قد أعدّتها للجراح ، فربطت جُرْحَه ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف ينظر إليه ،ثم قالت ( انهضْ بنيّ فضارِب القومَ ) فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول ( ومَنْ يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عمارة !؟ وأقبلَ الرجلُ الذي ضرب ابنها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هذا ضارب ابنك فاعترضته وضربت ساقه فبرَكَ ،فابتسم الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى رأت نواجذه وقال ( اسْتَقَدْتِ يا أمَّ عمارة ) وعندما أتوا على نفسه قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( الحمدُ لله الذي ظفّركِ وأقرّ عينك من عدوّك ، وأراك ثأرَكِ بعينِك )

ولمّا انكشف الناس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيت السيدة نسيبة وزوجها وابناها بين يديه يذُبّوا عنه ، والناس يمرون به منهزمين ، ورآها الرسـول الكريـم ولا ترسَ معها فرأى رجـلاً مُوليّاً معه ترس ، فقال له ( ألقِ تُرْسَـكَ إلى مَنْ يُقاتِل ) فألقى تُرْسَـه ، فأخذته نسيبة وتروي ذلك قائلة ( فجعلت أتترَس به عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وإنّما فعلَ بنا الأفاعيلَ أصحابُ الخيل ، لو كانوا رجّالةً مثلنا أصبناهم إنْ شاء الله ، فيُقبل رجلٌ على فرسٍ فضربني ، وتترّسْتُ له فلم يصنع سيفه شيئاً ، وولّى ، وأضرب عُرْقوب فرسِهِ ، فوقع على ظهره ، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصيح ( يا ابن أم عمارة أمَّكَ أمَّكَ ! )

فعاونني عليه ورغم هذا التفاني والدفاع المستميت من هؤلاء الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن بعض المشركين وصلوا إليه ، فرماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه ، وأصيبت رباعيته ، واندفع إليه عبد الله بن شهاب الزهري فشجه في جبهته ، وجاء ابن قمئة فضربه على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة ، إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين ، ثم ضربه على وجنته صلى الله عليه وسلم فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته الشريفة ، وقال خذها وأنا ابن قمئة : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف : أقمأك الله ، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر الفاسق ليقع فيها المسلمون ، فأخذ علي بيده ، ورفعه طلحة حتى استوى قائمًا ، ومص مالك بن سنان الدم عن وجهه الشريف ، ورغم هذا الضغط الشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه بقي ثابتًا لا يتزعزع وقع كل هذا بسرعة كبيرة قبل أن يصل إليه الصحابة ، وكان أول من وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ، وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما ، كما روى ذلك الحاكم وغيره عن عائشة رضي الله عنها عن أبيها أبي بكر الصديق قال : ( لما جال الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصرت به من بعد فإذا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا أنا برجل يرفعه مرة ويضعه أخرى فقلت : أما إذا أخطأني لأن أكون أنا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجيء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه فإذا طلحة يرفعه مرة ويضعه أخرى وإذا بطلحة ست وستون جراحة وقد قطعت إحداهن أكحله فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب على وجنتيه فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه فلما رأى أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزع إحداهما بثنيته فمدها فندرت وندرت ثنيته ثم نظر إلى الأخرى فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهزها بالثنية الأخرى فمدها فندرت وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دونكم أخاكم فقد أوجب ) قال فأقبلنا على طلحة نعالجه وقد أصابته بضع عشرة ضربه ) وفي وقت قصير تجمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة ، منهم عمر بن الخطاب ، وأبو طلحة ، وعلي بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود ، ومالك بن سنان ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن سهل ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، ومحمد بن مسلمة ، وأبو دجانة ، وعبد الله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، والحارث بن الصمة ، والحباب بن المنذر ، وعاصم بن ثابت.

وفي الوقت نفسه وصلت أعداد أخرى من المشركين يطمعون في النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فدارت معركة ضروس ضرب فيها هؤلاء الصحابة أروع الأمثلة في التضحية والفداء ، فقد أقاموا من أنفسهم سوراً ترّسوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمكنوا المشركين من الخلوص إليه ، ووقف أبو دجانة أمام النبي صلى الله عليه وسلم وترَّس عليه بظهره ، فكانت النبل تقع عليه وهو لا يتحرك حتى امتلأت ظهره سهاماً، وجلس أبو طلحة الأنصاري بين يديه صلى الله عليه وسلم ووضع ترسه أمامه يقيه بها ، وجعل يرمي القوم ، وكان رامياً شديد النـزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثاً ، وكان الرجل يمر معه جعبة من النبل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: انثرها لأبي طلحة ، قال : ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم ، فيقول أبو طلحة : بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك ، وجلس سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً يرمي بالسهام ويقول : اللهم سهمك فارم به عدوك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم استجب لسعد ، اللهم سدد لسعد رميته ، أيها سعد فداك أبي وأمي، وقاتل عبد الرحمن بن عوف قتالاً شديداً حتى جرح قريباً من سبعين جرحاً ، وقاتل شماس بن عثمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يميناً ولا شمالاً إلاّ رأى شماساً في ذلك الوجه يضرب بسيفه حتى استشهد ، وجعل سهل بن حنيف ينضح بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نبلوا سهلاً فإنه سهل،، وثبت قتادة بن النعمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيبت عينه حتى وقعت على وجنته فردها رسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما وهكذا دافعت هذه الثلة المؤمنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبعدت المشركين عن الموقع الذي كان فيه ، ثم انحازت به صلى الله عليه وسلم نحو الشعب في جبل أحد ليحتموا به، وكان عنده عدد من المسلمين الذين تركوا ميدان المعركة وهم يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل ، وكان أول من عرفه كعب بن مالك قال : عرفت عينيه الشريفتين تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليَّ أن أنصت، ولما قارب الشعب لحقه أُبَيّ بن خلف وهو يقول : أين محمد ؟ لا نجوت إن نجا ، فقال القوم : يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟

، فقال صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، ثم استقبله فطعنه في عنقه فسقط عن فرسه، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك إنما هو خدش ، فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أنا أقتل أبياً ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل المجاز لماتوا أجمعين ، فمات قبل أن يصل مكة ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة في فم الشعب ليعلوها ، وقد كان بدن وظاهر بين درعين ، فلم يستطع أن يرقاها ، فجلس طلحة بن عبيد الله تحته ونهض به حتى استوى عليها وبشره بالجنة. واندفعت مجموعة من المشركين منهم أبو سفيان وخالد بن الوليد إلى الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا ، فتصدى لهم عمر بن الخطاب في جماعة من المهاجرين فردوهم، وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ، ولما لم يكونوا يعرفون عن مصير النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً - بل كانوا على شبه اليقين من قتله - رجعوا إلى مقرهم ،
وأخذ بعضهم يتشفى من شهداء المسلمين ويمثلون بجثثهم ، وكان أسد الله حمزة أكثر الشهداء تمثيلا به وتجمع المشركون بعد أن خلت ساحة المعركة يتهيئون للرحيل ، وعاد أبو سفيان ومعه بعض المشركين إلى الجبل قرب الشعب ونادى من على صخرة : أفي القوم محمد ؟

فقال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه ، فنادى : أفي القوم ابن أبي قحافة ؟

فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، فنادى: أفي القوم ابن الخطاب ؟
فلم يجبه أحد ، قال : إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك عمر نفسه فنادى : كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك ، ثم قال أبو سفيان : أعل هبل ، فقال صلى الله عليه وسلم: أجيبوه ، قالوا : ما نقول ؟

قال : قولوا : الله أعلى وأجل .

قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه . قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مُثْلَة لم آمر بها ولم تسؤني، فأجابه عمر : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . ثم قال أبو سفيان : هلم إليّ يا عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ائته فانظر ما شأنه ، فأشرف عليه فقال له أبو سفيان : أنشدك بالله يا عمر أقتلنا محمدًا ؟ قال عمر : اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر، وقبل أن ينصرف ومَنْ معه نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : ( قل : نعم هو بيننا وبينكم موعد ) .

وبعد قليل أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في آثارهم ، وقال له : انظر ماذا يصنعون ، وماذا يريدون ، فإن كانوا جَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم ، قال علي : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة .
ثم إن علياً ملأ تِرسه ماءً وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسكب الماء وفاطمة تغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأت أن الماء لا يزيده إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وقد مص مالك والد أبي سعيد الخدري جرح رسول الله ص حتى أنقاه فقال له مجه فقال والله لا أمجه أبدا ثم ذهب فقال النبي ص ( من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )

و تفرغ الناس لقتلاهم .

يا شيعة : هذا عن الرسول ومن كانوا معه وكيف وقف الجميع في وجه المشركين والكفار ، ماذا عنكم انتم يا شيعة : هل نسيتم تاريخكم في تسليم القدس للصليبيين ؟ التفاصيل في سنة 491هـ (1098م) التي تمكن الصليبيون من تأسيس أول إمارة لهم في الشرق الأدنى الإسلامي، وهي إمارة الرها (بين الموصل والشام)، ثم استطاعوا في نفس العام، تأسيس إمارتهم الثانية، وهي إمارة أنطاكية (شمال غرب سورية)، رغم المقاومة التي أبداها السلاجقة، الذين كانوا يحكمون آنذاك شمال بلاد الشام . وبشيء من الأسى، يقول الأستاذ جمال بدوي: "لم يجد الفاطميون في الانتصارات التي أحرزها الصليبيون في آسيا الصغرى وإنطاكية كارثة عامة حلّت بالمسلمين، وإنما وجدوا فيها أمنية عزيزة هي تخليص الشرق الأدنى من سيطرة الأتراك السنيين .

لم يكتفِ الفاطميون، ووزيرهم الأفضل الجمالي، بموقف المتفرج، ولا عرض التحالف مع الصليبيين ضد السلاجقة والمسلمين السنة، إنما وجهوا طعناتهم إلى السلاجقة باحتلال عدد من المدن التي بحوزتهم وعلى رأسها: صور والقدس . أي أن الأفضل بدلاً من أن يوجه جنوده وقواته إلى محاربة الصليبيين، وجّهها إلى قتال السلاجقة الذين كانوا منهمكين في قتال الصليبيين والدفاع عن المدن الإسلامية.

يكاد دور صلاح الدين في تحرير القدس، وبطولاته ضد الصليبيين، تكون معروفة لجميع المسلمين، لكن ما يغيب عن معظمهم هو أن سقوط القدس بيد الصليبيين كان بالأساس نتيجة تواطؤ الدولة العبيدية الفاطمية، صاحبة المذهب الشيعي الإسماعيلي، وقد حكمت هذه الدولة أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، منها: مصر والمغرب العربي وبلاد الشام والحجاز. وبشيء من الأسى، يقول الأستاذ جمال بدوي: "لم يجد الفاطميون في الانتصارات التي أحرزها الصليبيون في آسيا الصغرى وإنطاكية كارثة عامة حلّت بالمسلمين، وإنما وجدوا فيها أمنية عزيزة هي تخليص الشرق الأدنى من سيطرة الأتراك السنيين .
لم يكتفِ الفاطميون، ووزيرهم الأفضل الجمالي، بموقف المتفرج، ولا عرض التحالف مع الصليبيين ضد السلاجقة والمسلمين السنة، إنما وجهوا طعناتهم إلى السلاجقة باحتلال عدد من المدن التي بحوزتهم وعلى رأسها : صور والقدس . أي أن الأفضل بدلاً من أن يوجه جنوده وقواته إلى محاربة الصليبيين، وجّهها إلى قتال السلاجقة الذين كانوا منهمكين في قتال الصليبيين والدفاع عن المدن الإسلامية.

يا شيعة :إليكم قول الله تعالى حتى يكون حجة عليكم يوم القيامة أن شاء الله ، يقول الله تعالى) : بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) ) سورة النساء .

يا شيعة : هل نسيتم ابْنُ العَلْقَمِيِّ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ، اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ، اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد الرَّافِضَّةُ ، اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ . ذَلِكَ الرَّافضِيُّ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ . وكان هدفُ ابنِ العلقمي " أن يزيلَ السنةَ بالكليةِ وأن يظهرَ البدعةَ الرافضة ، وأن يعطلَ المساجدَ والمدارسَ ، وأن يبني للرافضةِ مدرسةً هائلةً ينشرون بها مذهبهم فلم يقدرهُ اللهُ على ذلك ، بل أزال نعمتهُ عنه وقصف عمره بعد شهورٍ يسيرةٍ من هذه الحادثةِ ، وأتبعه بولدهِ " ( البداية والنهاية : 13/202 – 203)
يا شيعة: الم يقل الخميني في الإشادةِ بما حققهُ نصيرُ الطوسي : ".. ويشعرُ الناسُ ( يعني شيعته ) بالخسارةِ .. بفقدانِ الخواجةِ نصيرِ الدينِ الطوسي وإضرابه ممن قدم خدماتٍ جليلة للإسلامِ " ) الحكومة الإسلامية : ص 128 ) .

والخدماتُ التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قولهِ في ترجمةِ النصيرِ الطوسي : " ومن جملةِ أمرهِ المشهورِ المعروفِ المنقولِ حكايةً استيزاره للسلطانِ المحتشمِ .. هولاكو خان.. ومجيئهِ في موكبِ السلطانِ المؤيدِ مع كمالِ الاستعدادِ إلى دارِ السلامِ بغداد لإرشادِ العبادِ وإصلاحِ البلادِ .. بإبادةِ ملكِ بني العباسِ ، وإيقاعِ القتلِ العامِ من أتباعِ أولئك الطغام ، إلى أن أسالَ من دمائهم الأقذار كأمثالِ الأنهارِ ، فانهار بها في ماءِ دجلة ، ومنها إلى نارِ جهنم دارِ البوارِ" ( روضات الجنات : 6/300 - 301 ، وانظر أيضاً في ثناء الروافض على النصير الطوسي ألنوري الطبرسي) مستدرك الوسائل : 3/483 ، ألقمي / الكنى والألقاب : 1/356 ) .

ويكفي دلالة على صلة الروافض بنكبة المسلمين وتمني حصول أمثالها هذا التشفي الذي صدر على ألسنة شيوخهم المتأخرين والمعاصرين كالخوانساري ، والخميني وأمثالهما.
يا شيعة :أن من حب علي لعثمان رضي الله عنهم : فقد سمي أحد أبنائه هذا الاسم عندما سأله أبو سعيد ألخدري عن الغلام فقال : هذا عثمان بن علي سميته بعثمان بن عفان، وقد سميت بعمر بن الخطاب، وسميت بعباس .

وهكذا الشيعة دائمًا في كل خيانة يحدثونها يجعلون الأمة الإسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي ، فاللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.
للمراجعة والتحقيق :
([1]) المقريزي: الخطط والآثار (2/2(.
([2]) انظر ابن كثير : البداية والنهاية (12: 260(.
([3]) البداية والنهاية (12/260)، حسن الحبشي/ نور الدين والصليبيون (ص147) وما بعدها.

هذا موقع أيضا لمن يريد أن يعرف أكثر
http://audio.islam***.net/audio/inde...&audioid=21449


والله أعلم

1- سؤال إلى الشيعة: من هم الذين فروا من غزوه القدس وتركوا صلاح الدين الأيوبي لوحده يحارب الصليبيين ؟
2- سؤال إلى الشيعة: من سلم مفاتيح بغداد للمغول التتار وتعاون معهم ؟

3- سؤال إلى الشيعة : هل صحيح ان ابو طالب قام بارضاع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
----------------------------


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 02:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



11- السؤال : هل من المعقول أن يترك الرسول الدنيا ولا يوصي من بعده احد ؟

الجواب مع الشرح : كلنا يعلم أن رسول الله و خصوصاً في أيامه الأخيرة قد أوصى ما ينفع به الأمة وإليك بعض وصاياه في أيامه الأخيرة كما يحدث بذلك مشايخنا قبل وفاة الرسول! صلى الله عليه وسلم كانت حجة الوداع ، وبعدها نزل قول الله عز وجل
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..
فقالوا له : ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول، فقال : هذا نعي رسول الله .وعاد الرسول ، وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلت آخر إيه من القرآن )واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( .وبدأ الوجع يظهر علي الرسول فقال : أريد أن أزور شهداء أحد فذهب إلي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء ، وقال السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله ( ص( قال : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال : ( اشتقت إلي إخواني) قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني .

وعاد الرسول وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونة فقال: ( اجمعوا زوجاتي)

فجمعت الزوجات ، فقال النبي: ( أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟ (فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيده ميمونة إلي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره ، فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله، ماذا أحل برسول الله.فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه ، فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره ، فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ).. فتقول السيده عائشة : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد إشفاقا علي الرسول فقال النبي : ( ماهذا ؟ فقالوا : يا رسول الله ، يخافون عليك .فقال : ( احملوني إليهم ( ..فأراد أن يقوم فما استطاع فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلي المنبر.. آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له فقال النبي: ( أيها الناس، كأنك! م تخافون علي (
فقالوا : نعم يا رسول الله .فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ( .ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة

بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة ، وظل يرددها ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا! الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا ( ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله ( فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة ، وكان يقصد نفسه سيدنا أبو بكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فدينا بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا وظل يرددها ..فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي .. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر

قائلا: ) أيها الناس ، دعوا أبو بكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأنه به ، إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا ( وأخيرا قبل نزوله من المنبر، بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم فقال أوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمة من علي منبره قبل نزوله قال أيها الناس ، أقراوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامة( . وحمل مرة أخري إلي بيته.

وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر إلي السواك ولكنه لم يستطيع إن يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيده عائشة من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخري حتى يكون طريا عليه فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .تقول السيده عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي ! لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..فقال النبي : ( أدنو مني يا فاطمة( فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت قال لها النبي: ( أدنو مني يا فاطمة (فحدثها مره أخري في أذنها ، فضحكت .بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي فقالت : قال لي في المرة الأولي : ( يا فاطمة ، إني ميت الليلة ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .

تقول السيده عائشة : ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( أدنو مني يا عائشة( فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ويقول : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى ) .

والله أعلم

يا شيعة: هذا وصيت الرسول للمسلمين ، وهل عملتم به ؟ هل حافظتم على القران و الأحاديث ؟

----------------------------

12- سؤال : ما هو سر الحديث النبوي : لعن الله من تخلف عن جيش أسامه ؟

الجواب مع الشرح: هذا الحديث ليس موجود .. وبعد :رحم الله شيخ الإسلام وعلامة الزمان أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرانى فقد كفى من بعدة مؤونة الرد على جميع شبهات الإثنا عشرية ومنهم هذه التي رمى بها قال شيخ الإسلام رحمه الله .

( وأما قوله الخلاف الثاني الواقع في مرضه أنه قال جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه فقال قوم يجب علينا امتثال أمره وأسامة قد برز وقال قوم قد اشتد مرضه ولا يسع قلوبنا المفارقة ) أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعن الله من تخلف عنه ولا نقل هذا بإسناد ثبت بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج بل كان أسامة هو الذي توقف في الخروج لما خاف أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف أذهب وأنت هكذا أسأل عنك الركبان فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم في المقام ولو عزم على أسامة في الذهاب لإطاعة ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه وأبو بكر رضي الله عنه لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم لكن روى أن عمر كان فيهم وكان عمر خارجا مع أسامة لكن طلب منه أبو بكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه فأذن له مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هو وأبو بكر وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأن لا يجهزه خوفا عليهم من العدو فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لا أحل راية عقدها النبي صلى الله عليه وسلم وكان إنفاذه من أعظم المصالح التي فعلها أبو بكر رضي الله عنه في أول خلافته ولم يكن في شيء من ذلك نزاع مستقر أصلا .

كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 6، صفحة 318-319.

لمن أحب الناس إلي بعده " (صحيح البخاري 5 : 96 / 223 و 5 : 290 / 262 ، صحيح مسلم 4 : 1884 / 2426 ، وفي مسند أحمد 2 : 20 ، سيرة ابن هشام 4 : 300 ، الطبقات الكبرى 4 : 65 ، ابن أبي الحديد 1 : 159 ، السيرة النبوية - المسمى ( عيون الأثر ) - 2 : 352 ، سير أعلام النبلاء 2 : 500 ، المغازي - للذهبي - 714 وقال : متفق على صحته . ( .( الطبقات الكبرى 4 : 68 ، تهذيب تاريخ دمشق 1 : 122 ، ابن أبي الحديد 1 : 160 و 6 : 52 ، المغازي - للواقدي - 3 : 1119 ، عيون الأثر 2 : 352 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 484 وأورده موجزا على عادته ) .

والله أعلم

يا شيعة: نسألكم انتم ؟ لماذا تركتم الجهاد وجلستم تلطمون وتضربون أنفسكم فقط ، وانتم ترون بلاد المسلمين يحتله الصليبيين واليهود ، وانتم تتعاونون مع العدو المحتل بدل من الجهاد ضدهم هل تنكرون هذا ؟

------------------------------

13- سؤال : أيهما أكثر عددا أحاديث الرسول في فضل أهل بيته أم في فضل صحابته ؟

الجواب مع الشرح: الرسول عليه السلام لا يأتي بشيء من عنده أو يقول شيء في أمور الدين بدون أذن من الله سبحانه وتعالى وليس هناك شيء اسمه فضل حديث عن حديث أخره ، و قوله الله تعالى :{ وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا ، أتمال في عصمته صلى الله عليه وسلم من الخطأ والزلل خاصة فيما يبلغه عن ربه جل وعلا وعن أحكام الدين ، وتشريعات الإسلام الحنيف ، والسبب واضح للجميع هو

نبي ورسول من عند الله . أما بخصوص الأحاديث هي كما يلي :
فلم نقف على تحديد من أهل العلم يقطع به لعدد الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونرى أنه من الصعب تحديد عدد معين لها، نظرا لأن التصحيح والتضعيف نسبيان، فقد يكون الحديث صحيحا عند بعض أهل العلم، وضعيفا عند البعض الآخر ، ولأن الحديث غير محصور حصرا دقيقا، وكذلك رواته.. فقد قال ابن الصلاح في مقدمته روينا عن أبي زرعة الرازي : أنه قال : ومن يحصي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قبض عن مائة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة، ممن رآه وسمع منه ، وسئل عن عدة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : ومن يضبط هذا ؟

ونقل عن بعض أهل العلم كلام في عدد الأحاديث الصحيحة لكنه لا يعني حصرها بالضبط، فمن ذلك ما جاء في مقدمة أصول الحديث للدهلوي ونقل عن البخاري قوله: حفظت من الصحاح مائة ألف حديث، ومن غير الصحاح مائتي ألف إلى غير ذلك من الأقوال التي تحاول حصر الحديث أو الصحيح ، وقد عقب ابن الجوزي في صيد الخاطر على هذه الأقوال بقوله : إنما يعني به الطرق .. ولا يحسن أن يشار بهذا إلى المتون. ثم قال: أجمع المسانيد الظاهرة مسند أحمد بن حنبل، و قد طاف الدنيا مرتين حتى حصله وهو أربعون ألف حديث، منها عشرة آلاف مكررة، وقال عنه : هذا كتاب جمعته من أكثر من سبع مائة ألف وخمسين ألفا ، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه وإلا فليس بحجة.. أفترى يخفى على متيقظ أنه أراد بكونه جمعه من سبعمائة ألف أنه أراد الطرق لأن السبع مائة الألف إن كانت من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أهملها ؟ وكيف ضاعت هذه الجملة ؟ ولم أهملت وقد وصلت كلها إلى زمن أحمد فانتقى منها ورمى الباقي ؟ وأصحاب الحديث قد كتبوا كل شيء من الموضوع والكذب.. ومعلوم أنه لو جمع الصحيح والمحال الموضوع وكل منقول عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بلغ خمسين ألفا فأين الباقي؟ اهـ

وفي النكت على مقدمة ابن الصلاح قال الفقيه نجم الدين القمولي: إن مجموع ما صح من الحديث أربعة عشر ألف حديث . وأول كلام البخاري وغيره ، فقال: مراده - والله أعلم - بما ذكره تعدد الطرق والأسانيد وآثار الصحابة والتابعين وغيرهم فسمى الجميع حديثا، وقد كان السلف يطلقون الحديث على ذلك.. اهـ
وما جاء في صحيحي البخاري ومسلم صحيح كله متفق على صحته إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض الحفاظ، وكذلك أكثر ما جاء في السنن ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم وصحيح ابن خزيمة والمختارة للضياء المقدسي وصحيح أبي عوانة وابن السكن والمنتقى لابن الجارود
قال صاحب المقدمة : وهذه الكتب كلها مختصة بالصحاح مع أن المحققين قالوا : إنه لم يفت الأصول الخمسة (الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي ) من الحديث الصحيح المتعلق بالأحكام إلا اليسير

قال العلوي الشنقيطي في طلعة الأنوار

لم يفت الخمسة إلا ما ندر *** من الصحيح عند متقن الخبر
ويقصد بمتقن الخبر الإمام النووي كما في شرحه
كما ننبهك إلى أن مجرد معرفة عدد الأحاديث لا يترتب عليه حكم ولا ينبني عليه عمل ، وجهله لا يضر. والذي ينبغي أن يحرص عليه المسلم هو العمل بما بلغه من الأحاديث الصحيحة والحرص على حفظها ونشرها

بخلاف عناية المتأخرين، تجد المتأخرين يعنون بهذه الأمور، يرقمون وينظمون ويرتبون الأحاديث ويجمعون القران الكريم وتفسيره ليل ونهار ، لكن إذا جئت إلى العلم الحقيقي ما وجدت شيء ! والدليل نسئل صاحب هذه الأسئلة الخمسون هل تحفظ جزاء من القران الكريم وتفسيره ومعانية ؟ أو تحفظ عدد من أحاديث الرسول عليه السلام ؟ سبحانه الله .

والله أعلم

-----------------------------

14- سؤال : لماذا يطعن الشيعة في أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد دون باقي الصحابة ؟

الجواب مع الشرح :

هل رأيتم عالم أو أي إمام شيعي قد لعن أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة ولكنه لم يلعن مطلقا عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب بخنجر مسموم وأزهق روحه ؟
ألا تلاحظون هذه الملاحظة وهي أن علماء ومراجع الشيعة متخصصون فقط باللعن الدائم لأبي بكر وعمر وعائشة وحفصة بمناسبة ومن غير مناسبة ولكنهم لا يلعنون عبد الرحمن بن الملجم الذي قتل علي بن أبي طالب وأزهق روحه مطلقا إلا إن كان هناك مناسبة لذلك ؟
حتى في كتبهم فهم يلعنون الجميع إلا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب ومزهق روحه ، وإليكم ما قاله التويسركاني في كتابه " لئالئ الأخبار " بالحرف الواحد، ملاحظة : اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم - عليهم اللعنة - إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية و الاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال: اللهم العن عمر، ثم أبا بكر وعمر، ثم عثمان وعمر، ثم معاوية وعمر، ثم يزيد وعمر، ثم ابن زياد وعمر، ثم ابن سعد وعمر، ثم شمر وعمر، ثم عسكرهم وعمر. اللهم العن عائشة وحفصة وهند وأم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة “. ( لئالئ الأخبار ج4 ص94).
والسؤال : لماذا لعن التويسركاني في كتابه " لئالئ الأخبار " الجميع دون أن يلعن عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب ؟! ألا يشكك هذا بالأمر وكأن مخترع المذهب الشيعي لم يهمه أبدا أن يلعن من قتل علي بن أبي طالب لأنه أصلا لا يهتم بعلي بن أبي طالب مطلقا ولكنه استخدم علي بن أبي طالب كوسيلة لكي يطعن بالإسلام عن طريق الطعن بمن أتبع الإسلام ونشر الإسلام ؟ وإلا لماذا لا نجد لعنا عندهم لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب إلا فيما ندر ولكنهم يلعنون صحابة الرسول وأمهات المؤمنين بشكل دائم بمناسبة ومن غير مناسبة ؟ !

أصلا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع آل البيت عاشوا معززين مكرمين في عهد أبو بكر وعمر وعثمان ولم يعرف علي بن أبي طالب وآل بيته الموت والعذاب والقتل والتشريد والخيانة إلا بعد أن توفى أبو بكر وعمر وعثمان ، هل سمعتم بأن أبو بكر نقع خنجره شهرا في السم وقتل علي بن أبي طالب أو هل فعل عمر ذلك أو عثمان ؟ طول عمره علي بن أبي طالب معزز ومكرم في عهدهم لدرجة أنه سمى أولاده على أسمائهم وكذلك فعل الحسن والحسين ؟ لماذا لا تري ولا تسمع حتى في الحسينيات لعنا لعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب إلا فيما ندر وكل التركيز فقط على أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وبقية الصحابة العظام ، مع العلم بأن الواقع يقول بأن هؤلاء لم يتعرضوا لعلي بن أبي طالب بسوء والواقع يقول أن الذي قتله والذي أزهق روح علي بن أبي طالب هم شيعته ، نقول لكم ونكرر يا شيعة بأن الذي قتل علي بن أبي طالب وهو عبد الرحمن بن ملجم وهو أحد شيعته والذي أجهز على ابنه الحسين هو شمر بن ذي الجوشن وهو كان أيضا أحد قواد علي بن أبي طالب في حرب صفين وكان من شيعة علي بن أبي طالب ، وليس عمر بن الخطاب وليس أبو بكر الصديق وليس يزيد وليس عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم .

يا شيعة : على من نزلت هذه الآية في رأيكم ومن كان مع رسول الله ؟ وانتم تسبون من كان مع الرسول ؟! .
قال تعالى { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}التوبة/40 . فهذا النص يثبت صحبة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حيث استقر الإجماع بأن المعني بالصاحب في هذه الآية هو أبو بكر رضي الله عنه . تفسير الرازي (16/65) .

والله أعلم

---------------------------

15- سؤال :لماذا لا يطعن الشيعة في عمار بن ياسر أو المقداد أو بلال أو سلمان أو اباذر الغفاري والحذيفة بن اليمان والبقية ؟

الجواب مع الشرح : يستدل الشيعة على ردة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحديث: «يرد علي رجال أعرفهم ويعرفونني، فيذادون عن الحوض، فأقول : أصحابي، أصحابي !،
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .

فيقال للشيعة: الحديث عام لم يسمِّ أحداً دون أحد، ولا يستثني عمار بن ياسر ولا المقداد بن الأسود ولا أبا ذر ولا سلمان الفارسي ممن لم يرتدوا في نظر الشيعة ! بل لا يستثني علي ابن أبي طالب نفسه ! فلماذا خصصتموه ببعضٍ دون بعض ؟! إن كل من في قلبه غل على أحد من الصحابة يستطيع أن يدعي بأن هذا الحديث يخبر عنه!

--------------------------
16- سؤال : هل الصحابة فوق النقد وفوق النقاش وخط احمر لايمكن الغوض فيه ؟

الجواب مع الشرح : الأسباب كثيرة لأنهم لم يتجاوزوا الخطوط الحمر ، وأيضا أنهم أصحاب رسول الله .
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه" و في رواية للبرقاني في صحيحه ( لا تسبوا أصحابي دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق كل يوم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم و لا نصيفه ). وهذا يعم كل الصحابة لأن الأصحاب : جمع صاحب : و الصاحب اسم فاعل من صحبه يصبحه، و ذلك يقع على قليل الصحابة و كثيرها لأنه يقال : صحبته ساعة و صحبته شهرا و صحبته سنة قال الله تعالى : { والصاحب بالجنب } [ النساء : 36 ] قد قيل : هو الرفيق في السفر و قيل : هو الزوجة و معلوم أن صحبه الرفيق و صحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها.
2- في الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في الأنصار ( لا يحبهم إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا منا فق من أحبهم أحبه الله و من أبغضهم أبغضه الله)
و لمسلم عن أبي هريرة النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله و اليوم الآخر) .
3- وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " . ونقول لكم يا شيعة ؟ والله إنكم لتفترون على رسول الله وعلى الصحابة وترتضون لهم ما لا ترتضونه لأنفسكم. يعتقد الشيعة عدم عدالة الصحابة ي. ولكننا نجد في كتب الشيعة روايات تدل على هذه العدالة بلا ريب ! فمن ذلك ما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب في حجة الوداع قائلا ً: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها إلى من لم يسمعها.. ) . فإذا لم يكن الصحابة عدولاً فكيف يأتمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً منهم على تبليغ كلامه إلى من لم يسمعه ؟! .

وإذا كانت أعراض المسلمين بشكل عام مصونة في الإسلام ، فأعراض الصحابة و هم أهل الفضل و السابقة و الجهاد أولى بالصيانة ، و الدفاع عنهم قربة لله عز وجل و تقديراً لمآثرهم و جهادهم .
ولماذا هذه العناية بأعراض الصحابة و لماذا الدفاع عنهم ؟
أقول : إن هناك مكمن خطر في سبهم أو التعريض بهم و بعدالتهم ، فهم نقلة الدين و الطعن فيهم وسيلة للطعن في الدين .
يا شيعة :هل عرفتم ألان لماذا يوجد هناك خطوط حمراء عند النقاش في موضوع الصحابة رضي الله عنهم وحشرنا الله تعالى معهم .
يا شيعة : قول الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ولم يقل وما آتتكم العترة فالآية موجودة وعندكم .

والله أعلم

--------------------------

17- سؤال : ألم ينقلب أصحاب موسى وقاموا بعبادة الخروف بعد أن غاب عنهم موسى 40 يوما فقط ؟
الجواب مع الشرح : لقد انقلب قوم موسي بسبب فتنة (ألسامري) لهم ، وقد أخبر الله تعالى موسى بما فعله قومه من بعده من عبادة العجل فرجع إلى قومه غضبان أسفًا } وألقى الألواح { } وفي نسختها هدًى ورحمةً للذين هم لربّهم يرهبون { ثم أخذ بلحية أخيه هارون النبيّ الكريم ورأسه يجرّه إليه! فأيّ غضب هذا الذي بلغ بموسى؟! ومع هذا الغضب الشديد ومع علمنا بشدّته وقوّته، فإنَّنا نتوقّع أن يدمّر أصل الفتنة والشرّ ويقضي عليه فورًا، ولكن موسى لم يفعل له شيئًا! } قال فما خطبك يا سامري؟ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي، قال فاذهب فإنَّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنَّ لك موعدًا لن تخلفه { وكأنّه قد جاءه الأمر من الله تعالى بتركه. إثبات كون الدجال هو ألسامري: وما سبق ليس استدلالاً جازمًا على كون ألسامري هو الدجال ولكن فيه إشارة قويّة جدًّا وليس هناك ما ينافيه على حدّ علمي. بل إنَّ الموعد في قوله } وإنّ لك موعدًا لن تخلفه { أرى أنّ المقصود به هو موعده مع عيسى صلى الله عليه وسلم، وهذا أقوى من القول بأنّ الموعد هو الموت الذي يصيب كلّ الناس أو يوم القيامة الذي يجمع كلّ الناس، بل هو موعد خاصّ به، وعبارة موسى هذه هي عبارة تحذير بأنّه لم يتركه عفوًا عنه وتجاوزًا عمَّا فعل، بل تركه لأنّ الله تعالى قد قدّر وقضى أن يقتله شخص آخر غير موسى في موعدٍ محدّد لن يخلفه. وهذا ألسامري هو نفسه الذي ينتظره الشيعة

الرافضة ويدعون ويقولون عجل الله فراجة وهو

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب}(صحيح مسلم) فما فائدة هذا الإنذار والتحذير إذا كانت فتنته محصورة في 40 يومًا تعدل عامًا وربع هي من آخر أمَّة محمّد صلى الله عليه وسلم؟!.
2- أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من فتنته بعد التشهّد الأخير من الصلاة، فما فائدة السابقين من هذه الاستعاذة إذا كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنَّه لن يخرج قبل ظهور المهدي، وأنَّ هذا لن يكون قبل مئات السنين من بعثته، وقد سبق ذكر الآثار الصحيحة التي تدلّ على أنَّه يعلم بكلّ فتنة هي كائنة إلى قيام الساعة.
3- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال}(صحيح مسلم) وفي رواية الحاكم وصحّحها: {ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر عند الله من الدجال} فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فقط لَكانت فتنة الذي أدخل عقيدة التثليث على النصارى أشدّ ولكانت فتنة الماسونية والدهماء أشدّ إلاّ أن يكون هو رأسها كلها.
4- قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّما يخرج من غضبة يغضبها}(صحيح مسلم) فما فائدة غضبه هذا إذا كان لا يزال مقيّدًا في جزيرته؟ هل ستخشاه الجساسة فتطلق قيوده؟ ثم من ماذا يغضب إذا لم يغضب من الانتصارات والفتوحات الإسلامية الواسعة والسريعة في القرن الأوّل؟ بل هو يغضب عندما يرى انهيار مخطَّطاته على يد المهدي وانتصاراته وهزيمة الروم في الملحمة الكبرى وهي آخر محاولاته (الخفيّة) للقضاء على المهدي ودولته، فيغضب لذلك فيخرج الخروج الصريح والسريع، يخرج من مملكته الخاصّة لا من جزيرته وسجنه.
5- حديث تميم الداري، فلو كانت فتنته محصورة في تلك الأربعين يومًا فما الحكمة من وجوده في تلك الجزيرة كلّ هذه القرون ؟.

حديث تميم الداريّ :

قال النبي صلى الله عليه وسلم عن تميم الداري : {أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرًا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانه قال فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقًا وأشدّه وثاقًا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرًا ثم أرفانا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعًا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانه فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأمِّيين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإنّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة، يعني المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق}(صحيح مسلم) وقول الدجال: أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، لا ينافي ما قيل سابقًا، ولا ما سيأتي، بل هو يعني الخروج الأخير والصريح، والله تعالى أعلم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: "وأيه ذلك أن محنة الشيعة الرافضة محنة اليهود، وذلك أن اليهود قالوا لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي .
وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف، وقالت الشيعة الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء.
واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الشيعة الرافضة يؤخرون صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم ، وفي الحديث : " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ".واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن .

واليهود لا يرون المسح على الخفين وكذلك الرافضة. واليهود تبغض جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد. وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى، ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا، وكذلك الشيعة الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلونها. وفضلت اليهود والنصارى على الشيعة الرافضة بخصلتين:
سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب موسى . وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا: حواري عيسى .وسئلت الشيعة الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

وقد فعلها أهل التشيع وعبدوا القبور والأئمة وتعاونوا مع أعداء الإسلام ضد المسلمين وقتلوا العلماء وحرقوا القران الكريم حتى يرضى عنهم مهديهم الأعور ويخرج من السرداب أي الجزيرة
.


يتبع ان شاء الله

ali_k 25-01-10 03:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


18- سؤال :ما سر مقولة عمر : لولا علي لهلك عمر؟


الجواب مع الشرح : هذه الجملة لها سبب وهو أن عمر أراد أن يرجم امرأة فأخبره علي بأنها مجنونة فترك حدَّها وقال هذه المقولة وفي أثر آخر أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فنبهه علي فقال هذه المقولة، والذي أشار إلى ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب ومحب الطبري في الرياض النضرة، إضافة إلى ابن المطهر الذي ذكر هاتين الروايتين بهذا السياق، وأما بالنسبة للرواية الأولى فقد ذكرها أحمد في الفضائل، عن ابن ظبيان الجنبي أن عمر بن الخطاب ( أتى امرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال ما لهذه ؟ قالوا زنت، فأمر عمر برجمها فانتزعها علي من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال ما ردكم ؟ قالوا ردنا يعني علي، قال ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه فأرسل إلى
علي فجاء وهو شبه المغضب فقال ما لك رددت هؤلاء؟
قال أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلي حتى يعقل ؟

قال بلى قال علي هذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. فقال عمر لا أدري قال وأنا لا أدري فلم يرجمها )، وقد تتبعت الرواية من مظانها فلم أجد في أي منها مقولة عمر

( لولا علي لهلك عمر)

ثم المقولة نفسها تثبت عدم قول عمر لهذه المقولة وهي أنه كان لا يعرف بجنون المرأة عندما قال ( لا أدري ) ولا شك أن عمر يكون في هذه الحالة معذور لأنه خفي عنه أمر المرأة ولا ذنب عليه فلماذا يقول إذاً لولا علي لهلك عمر؟
ولماذا يهلك عمر؟!
فإن كان قال ذلك تواضعاً منه فهل هذا أما الرواية الأخرى وهي أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فقد بحثت عنها مما يعتبر ذماً له !؟
فوجدت ابن أبي شيبة قد روى عن أبي سفيان عن أشياخه ( أن امرأة غاب عنها زوجها، ثم جاء وهي حامل فرفعها إلى عمر،
فأمر برجمها فقال معاذ: إن يكن لك سبيل عليها فلا سبيل لك على ما في بطنها، فقال عمر : احبسوها حتى تضع ، فوضعت غلاماً له ثنيتان، فلما رآه أبوه قال : ابني، فبلغ ذلك عمر فقال: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر )
ثم قال ابن أبي شيبة (حدثنا خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم عن أبيه عن علي مثله)، وفي سنده الحجاج وهو ابن أرطاه ضعيف، كثير التدليس، ويقول الذهبي (الحجاج بن أرطاه لا يحتج به )،
فهذه الرواية ضعيفة لا حجة فيها، أما الرواية التي ذكرها محب الطبري ) أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له علي: إن الله تعالى يقول ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) وقال تعالى { وفصاله في عامين } فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين، فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر، أخرجه العقيلي، وأخرجه ابن السمان عن أبي حزم بن أبي الأسود ) .

قلت: قوله أبو حزم خطأ والصواب أبو حرب بن أبي الأسود، وفي سند هذه الرواية عثمان بن مطر الشيباني قال يحيى بن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، ليس بشيء، وقال علي بن المديني: عثمان بن مطر ضعيف جداً، وقال أبو زُرعة: ضعيف الحديث،
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال صالح البغدادي: لا يكتب حديثه، وقال أبو داود: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان عثمان بن مطر ممن يروي الموضوعات عن الأثبات.

ولو فرضنا أن هذه الروايات صحيحة، فهي لا تقدح في فضل عمر وعلمه، وليس هو معصوماً عن الوقوع في الخطأ والزلل حتى
تصبح هذه القضية منقصة له، ولا تقدح في علمه ولا أن الله وضع الحق على لسانه، فقد وافق حكم الله في أكثر من قضية ( فإذا خفيت عليه قضية من مائة ألف قضية ثم عرفها أو كان نسيها فذكرها فأي عيب في ذلك) ، والذي يدل على علمه وفقهه هو رجوعه إلى الحق وعدم تمسكه برأيه فهل في ذلك مذمة أو مثلبة ؟
والله أعلم

القدس ..فتحها عمر ..وحررها صلاح الدين ..فمن لها الآن
؟
اللهم ارزقنا شهادة تحت أسوار القدس يوم الفتح المبين .

(اللهم العن المجوسي وبن ملجم وقتلة عثمان وقتلة الحسين ..اللهم حرم عليهم الجنة كما حرموا)

---------------------------


19- سؤال : لماذا تخلف علي ابن أبي طالب والعباس ابن المطلب و اباذر وعمار عن بيعة أبا بكر؟

الجواب مع الشرح : زعم الشيعة الرافضة أن عليًا لم يبايع أبا بكر !

أخرج البيهقي في كتابه (الاعتقاد) -بسنده- عن أبي سعيد الخدري قال : "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال : جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبَّتَ قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكرعلى المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَتْنَه أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال : لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه"..
(أخرجه أحمد 5/185-186، والطبراني في الكبير 4785،

وقال الهيثمي في الزوائد 5/8938: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح). وعن سعد بن إبراهيم قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في هذه القصة قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم -يعني: إلى علي والزبير ومن تخلف- وقال : والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً وليلة قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدتُ أمراً عظيماً،
مالي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله، ولوددتُ أن أُقوِّي الناس عليها مكاني عليها اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أُخِّرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكِبرَه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وهو حيٌّ. وكذلك رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة،
وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، وقال في اعتذار أبي بكر إلى علي وغيره ممن تخلف عن بيعته: أما والله ما حملنا على إبرام ذلك دون من غاب عنه إلا مخافة الفتنة، وتفاقُم الحدثان، وإن كنتُ لها لكارهاً،
لولا ذلك ما شهدها أحد كان أحب إليّ أن يشهدها منك إلا من هو بمثل منـزلتك، ثم أشرف على الناس فقال: أيها الناس، هذا علي بن أبي طالب فلا بيعة لي في عنقه، وهو بالخيار من أمره، ألا وأنتم بالخيار جميعاً في بيعتكم أياي،
فإن رأيتم لها غيري فأنا أول من يبايعه، فلما سمع ذلك علي من قوله، تحلل عنه ما كان قد دخله، فقال: لا حِلّ، لا نرى لها أحداً غيرك، فمدّ يده فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه، وقال جميع الناس مثل ذلك، فردُّوا الأمر إلى أبي بكر، وقالوا: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه استخلفه على الصلاة بعده، فكانوا يسمّونه
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هلك.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، فذكر قصة السقيفة، ثم ذكر بيعة العامة من غَدِ السقيفة، ثم ذكر ما نقلناه.
وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ذهب فيما خيّرهم فيه من مبايعةٍ مذهب التواضع، واستبرأ قلوبهم في استخلافه، حتى إذا عرف منهم الصدق سكن إلى اجتماعهم على ذلك في السر والعلانية.وقد صحَّ بما ذكرنا اجتماعهم على بيعته مع علي بن أبي طالب، ولا يجوز لقائل أن يقول : كان باطن علي أو غيره بخلاف ظاهره، فكان علي أكبر محلاً وأجلّ قدراً من أن يُقدم على هذا الأمر العظيم بغير حق، أو يُظهر للناس خلاف ما في ضميره، ولو جاز ادعاء هذا في إجماعهم
على خلافة أبي بكر، لم يصح إجماع قط، والإجماع أحد حجج الشريعة، ولا يجوز تعطيله بالتوهم.
والذي روي أن علياً لم يبايع أبا بكر ستة أشهر، ليس من قول عائشة، إنما هو من قول الزهري، فأدرجه بعض الرواة في الحديث عن عائشة في قصة فاطمة رضي الله عنهما، وحفظه معمر بن راشد، فرواه مفصّلاً
وجعله من قول الزهري منقطعاً من الحديث.

وقد روينا في الحديث الموصول عن أبي سعيد الخدري ومن تابعه من أهل المغازي : أن علياً بايعه في بيعة العامة بعد البيعة التي جرت في السقيفة. ويحتمل أن علياً بايعه بيعة العامة، كما روينا في حديث أبي سعيد الخدري وغيره.
ثم شجر بين فاطمة وأبي بكر كلام بسبب الميراث، إذ لم تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الميراث ما سمعه أبو بكر وغيره، فكانت معذورة فيما طلبته، وكان أبو بكر معذوراً فيما منع، فتخلّف علي عن حضور أبي بكر حتى توفّيت، ثم كان منه تجديد البيعة والقيام بواجباتها، كما قال الزهري، ولا يجوز أن يكون قعود علي في بيته
على وجه الكراهية لإمارته، ففي رواية الزهري أنه بايعه بعدُ، وعظّم حقه، ولو كان الأمر على غير ما قلنا، لكانت بيعته آخراً خطأ.

ومن زعم أن علياً بايعه ظاهراً، وخالفه باطناً، فقد أساء الثناء على عليّ، وقال فيه أقبح القول، وقد قال علي في إمارته وهو على المنبر : ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا: بلى، قال : أبو بكر، ثم عمر . ونحن نزعم أن علياً كان لا يفعل إلا ما هو حق، ولا يقول إلا ما هو صدق، وقد فعل في مبايعة أبي بكر ومؤازرة عمر ما يليق بفضله، وعلمه، وسابقته، وحسن عقيدته، وجميل نيته في أداء النصح للراعي والرعية وقال في فضلهما ما نقلناه في كتاب الفضائل، فلا معنى لقول من قال بخلاف ما قال وفعل.

وقد دخل أبو بكر الصديق على فاطمة في مرض موتها وترضَّاها حتى رضيت عنه،فلا طائل لسخط غيرها ممن يدّعيموالاة أهل البيت، ثم يطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُهَجِّن من يواليه،
ويرميه بالضعف والعجز، واختلاف السّرّ والعلانية في القول والفعل،
وبالله العصمة والتوفيق. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبدالوهاب، حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم. فأذنت له، فدخل عليها يترضّاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت.
(الاعتقاد للبيهقي، ص 472-477 تحقيق عبدالله الدرويش ) .

قلتُ: وبما سبق من كلام البيهقي -رحمه الله- يُفهم ما أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ".. كان لعلي من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته- ولم يكن يبايع تلك الأشهر- فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر، فقال عمر : لا والله لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير،
ولم أترك أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر : موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهّد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكاراً للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف. (الفتح 7/564). وما أجمل ما أخرجه البخاري عن عقبة بن الحارث قال: "صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان ، فحمله على عاتقه وقال : بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي، وعلي يضحك" (الفتح 6/651، 7/119) . زاد الإسماعيلي في روايته "بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي يمشي إلى جانبه" (الفتح 6/656).

(وانظر: الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د.يحيى اليحيى، ص 186-188).

والله أعلم

---------------------------
20- سؤال :لماذا الشيعة يقولون بأن أبا بكر وعمر قاموا بالهجوم على بيت فاطمة وأدى إلى إسقاط جنينها المحسن ؟

الجواب مع الشرح : لأنها اكبر كذبة ملفقة ضد عمر رضي الله عنه !

الم تفكروا يا شيعة يا رافضة للحظة واحدة ماذا فعل علي وهل محطم باب خيبر المشهور لم يستطيع أن يدافع عن بيته وزوجته !، ويزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن ! والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله ؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار والمعصوم ويعلم الغيب ؟!
تفنيد وشرح روايات الهجوم الباطلة على منزل فاطمة وإحراق الدار
يقول لنا الرافضة: هل تنكرون التاريخ الذي ذكر: أن عائشة خرجت على إمام زمانها ؟ وأن عمر أحرق دار فاطمة ؟
وأن معاوية هو الذي دس السم للحسن بن علي ؟ فنقول للرافضة وهل تنكرون كتب التاريخ التي شهدت بوجود عبد الله بن سبأ اليهودي الذي رضي لكم الرفض دينا .لو قلنا لهم ذلك لغضبوا وقالوا: لم تثبت شخصية ابن سبأ، وكتب التاريخ تروي الغث والثمين، ولا يجوز أن تعتمدوا على كتب التاريخ من دون التثبت.
فانظر كيف يتناقض القوم . يجوز عندهم أن يحتجوا علينا حتى بقول الشاعر وقول المؤرخ ولو كان رافضيا.
لكن لا يجوز لنا أن نحتج عليهم بمثل ذلك.

1 - وددت أني لم أحرق بيت فاطمة.. (قول أبي بكر( فيه علوان بن داود البجلي (لسان الميزان 4/218 ترجمة رقم 1357 – 5708 وميزان الاعتدال 3/108ترجمة 5763). قال البخاري وأبو سعيد بن يونس وابن حجر والذهبي »منكر الحديث«. وقال العقيلي (الضعفاء للعقيلي3/420). على أن ابن أبي شيبة قد أورد رواية أخرى من طريق محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال فلما خرج عمر جاؤوها فقالت تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر» (المصنف 7/432 ترجمة 37045 (.قلت: وهذه رواية منقطعة لأن زيد بن أسلم كان يرسل وأحاديثه عن عمر منقطعة كما صرح به الحافظ ابن حجر ( تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37 ومعجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73(.
ولئن احتججتم بهذه الرواية أبطلتم اعتقادكم بحصول التحريق إلى التهديد بالتحريق. وأبطلتم اعتقادكم بأن عليا لم يبايع لأن هذه الرواية تقول: فلم يرجعوا إلى فاطمة حتى بايعوا أبا بكر.
2 - » حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه« (تاريخ الطبري2/233(.
في الرواية آفات وعلل منها:جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234(.

المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم. ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.
3 ـ أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم ، المتوفي سنة 279 ، روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة ـ أي شعلة نار ـ فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب !
أتراك محرقا علي بابي؟
قال:نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك !هذا إسناد منقطع من طرفه الأول ومن طرفه الآخر. فإن سلميانا التيمي تابعي والبلاذري متأخر عنه فكيف يروي عنه مباشرة بدون راو وسيط ؟
وأما ابن عون فهو تابعي متأخر وبينه وبين أبي بكر انقطاع. فيه علتان : أولا : جهالة مسلمة بن محارب. ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل8/266) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجد من وثقه أو ذمه.

ثانيا: الانقطاع الكبير من بن عون وهو عبد الله بن عون توفي سنة 152 هجرية . ولم يسمع حتى من أنس والصديق من باب اولى الحادثة مع التذكير بأن الحادثة وقعت في السنة الحادية عشر من الهجرة. وكذلك سليمان التيمي لم يدرك الصديق توفي سنة 143 هجرية .
4 ـ روى ابن خذابه في كتابه " الغدر" عن زيد بن أسلم قال : كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه من البيعة ، فقال عمر لفاطمة : اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه !
قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص( . فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ ! لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه ولا ضبط اسم كتابه .فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرداذبة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجح محقق البحار أنه ابن (خنزابة(. ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي 391 هـ.
أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. (28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر). وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان ولو أن يكون هذا الكتاب مثلا كتاب ألف باء الطبخ.
5 ـ ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة . فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم !فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا ؟!

قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !

أولا : ابن عبد ربه عند الرافضة من أعيان المعتزلة. (الطرائف لابن طاووس الحسني ص239). والرافضة من أضل هذه الأمة. وبهم ضل الرافضة .ثانيا : أنه كان مشهورا بالنصب أيضا. فإنه كان يعتقد أن الخلفاء أربعة آخرهم معاوية. ولم يدرج علي بن أبي طالب من جملة الخلفاء (الأعلام للزركلي1/207) ومثل هذا نصب عند أهل السنة.

ثالثا : كتابه كتاب في الأدب يا من عجزتم عن أن تجدوا شيئا من كتب السنة .لقد عجز الرافضة أن يجدوا رواية في كتب السنن والحديث ولو وجدوا لما اضطروا إلى الاحتجاج علينا بالمعتزلة. وعلى كل حال فقد حدث اندماج بين الشركتين : شركة الرفض وشركة الاعتزال واندمجوا في شركة واحدة.
6 ـ محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة! قال: وإن ! مسكين هذا الناقل ذو الجهل المركب حاطب الليل. فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ . وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً.أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور .
7 ـ ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/56 روى عن أبي بكر الجوهري ، فقال : قال أبو بكر : وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام ، والمقداد بن الأسود أيضا ، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح .. إلى آخره .

وفي صفحة 57 : قال أبو بكر : وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي ، قال : سأل أبو بكر فقال : أين الزبير ؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه .فقال : قم يا عمر ! قم يا خالد بن الوليد ! انطلقا حتى تأتياني بهما .
فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف ؟ فقال : نبايع عليا . فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال : يا خالد ! دونكه فأمسكه ثم قال لعلي : قم فبايع لأبي بكر! فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه ، ورأت فاطمة ما صنع بهما ، فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله !. إلى آخره.

وقال ابن الحديد في صفحة 59 و60 : فأما امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه فقد ذكره المحدثون ورواه أهل السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين ، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة .
الجواب: إبن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا. قال الخونساري « هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه "شرح نهج البلاغة" عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً» (روضات الجنات5/20-21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/158).
8 ـ مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276 هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيمة منها كتاب " الإمامة والسياسة" يروي في أوله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها .فقيل له : يا أبا حفص !
إن فيها فاطمة ! فقال : وإن !. إلى آخره . تقدم أن كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة . وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً

أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.
9 ـ أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي، المتوفي سنة815 هجرية، وهو من كبار علمائكم، وكان قاضي حلب، له تاريخ" روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر" ذكر فيه موضوع السقيفة، فقال: جاء عمر إلى بيت علي بن أبي طالب ليحرقه على من فيه. فلقيته فاطمة، فقال عمر: أدخلوا في ما دخلت الأمة إلى آخره.
-10ذكر بعض شعرائهم المعاصرين قصيدة يمدح فيها عمر بن الخطاب، وهو حافظ إبراهيم المصري المعروف بشاعر النيل، قال في قصيدته العمرية : وقـــــولـــة لعـلــي قالها عــمـر * أكـرم بـسامعـهـا أعـظم بـمـلـقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بهــا * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمـــام فــارس عــدنان وحـاميها
وهكذا يحتج الرافضة بحافظ إبراهيم وهو ملحد يكذب القرآن وينكر أن يحلى فيه أهل الجنة بأساور من ذهب.
ما قاله هذا الشاعر أو غيره فهو ناجم عن انتشار الروايات الضعيفة والمكذوبة التي يتصفحها ويمحصها أهل الخبرة بعلم الرواية والحديث الذين هم الحجة لا الشعراء الذين قال الله عنهم : (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون( .
لو قلت لنا قال الترمذي قال أبو داود قال أحمد في المسند لما قبلنا منك إلا بعد تمحيص السند. أفتحتج علينا بما قاله حافظ ابراهيم. أيها المفلس؟ فاجعة سقط الجنين: الفاجعة الحقيقية فاجعة الكذب وارتضاء ما هب ودب صيانة للمذهب.
1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفي سنة 346هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه " إثبات الوصية " عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه [ علي عليه السلام ( وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !َ
نعم المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. فا رافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهورا. فهنيئا لكم برافضي مثلكم تكحلوا به. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا. فلا اعتبار بما يرويه.
3 ـ ونقل أبو الفتح الشهر ستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهر ستاني.
4ـ قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات 6/76 " في حرف الألف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده ، يقول : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ! يا لك من مفلس : فإن الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها. قال الشهرستاني « ثم زاد على خزيه بأن عاب عليا وابن مسعودي وقال: أقول فيهما برأيي». أرأيتم معشر المسلمين منهج الرافضة في النقل.كذلك فعل الصفدي في تعداد مخازي عقائد المعتزلة باعترافك.

الله أكبر. صدق من وصف الرافضة بأنهم نجوا من العقل ومن النقل بأعجوبة. فكانوا بهذه النجاة سالمين. وخاضوا سباق الكذب فكانوا فيه أول الفائزين . للأمانة منقول من موقع الدفاع عن السنة
وزيادة للمعلومات : أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يحثان عليّاَ رضي الله عنه على الزواج من فاطمة رضي الله عنها. قال الطوسي : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين البصير السهروردي ، قال : حدثنا الحسين بن محمد الأسدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي ، قال : حدثنا يحيى بن هاشم الغساني ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثني جويبر بن سعيد ، عن الضحاك بن مزاحم ، قال :سمعت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : أتاني أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فذكرت له فاطمة .قال : فأتيته ، فلما رآني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )ضحك ، ثم قال : ما جاء بك يا أبا الحسن وما حاجتك ؟
قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الاسلام ونصرتي له وجهادي ، فقال : يا علي ، صدقت ، فأنت أفضل مما تذكر . فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوجنيها ؟ ."
)الأمالي، الشيخ الطوسي، الأولى، 1414، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع – قم (ص 39).
وبحار الأنوار، المجلسي، محمد الباقر البهبودي، الثانية المصححة، 1403 - 1983 م، مؤسسة الوفاء- بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي (ج 43 - ص 93) .وبشارة المصطفى، محمد بن علي الطبري، تحقيق جواد القيومي الأصفهاني ، الأولى 1420، مؤسسة النشر الإسلامي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ص 401(

ب: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يشهدان على الزواج:
"عن أنس قال : كنت عند النبي ( ص ) فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي يا أنس أتدري ما جاءني به جبرائيل من عند صاحب العرش ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : أمرني أن أزوج فاطمة من علي .فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وبعددهم من الأنصار .قال : فانطلقت فدعوتهم له فلما أن أخذوا مجالسهم قال رسول الله ( ص ) الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في أرضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد ( ص ( ثم إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا مفترضا ، وشبح بها الأرحام وألزمها الأنام ، فقال تبارك اسمه وتعالى جده : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) فأمر الله يجرى إلى قضائه وقضاؤه يجرى إلى قدره ، فلكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب .ثم أنى أشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من على على أربعمائة مثقال فضة ."
[كشف الغمة، ابن أبي الفتح الإربلي،الثانية، 1405 - 1985 م، دار الأضواء - بيروت – لبنان، (ج 1 - ص 358 – 359). و بحار الأنوار ، المجلسي ( ج 43 - ص 119)].)

فلا عجب أن يستدلوا من كل من هب ودب دون مراعاة شروط الحديث عند أهل ألسنه فالأحاديث عندهم تصحح وترفض على حسب الحالة إذا الحديث حجه لهم صححوه وإذا ضدهم كذبوه هم كالطفيليات لا قيمه لدينهم ما لم يكونوا كذلك

يريدون أن يلصقوا من لا ينتسب لأهل ألسنه لهم فقط ليثبتوا دينهم
الحمد والشكر لله رب العالمين

{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:12 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


21- سؤال :لماذا قتُل الحسين حفيد الرسول على يد يزيد ؟

الجواب مع الشرح : ونحن نسئل من قتل الحسين وفصل رأسه وذهب إلى يزيد وهو يفتخر بعمله ليقبض الهدية ؟ شرح لموضوع مقتل الحسين رضي الله عنه : قصة مقتل الحسين رضي الله عنه
كثر الكلام حول مقتل الشهيد السعيد السيد السبط الحسين بن علي (رضي الله عنهما) فطلب مني بعض الأخوان أن أذكر القصة الصحيحة التي أثبتها الثقات من أهل العلم ودونوها في كتبهم فأجبتهم ما يلي:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد بن معاوية وذلك سنة 60 هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.

عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة. فأرسل إلى هانئ بن عروة وسأله عن مسلم بعد أن بيّن له أنه قد علم بكل شيء، قال هانئ بن عروة قولته المشهورة التي تدل على شجاعته وحسن جواره: والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتها فضربه عبيد الله بن زياد وأمر بحبسه.فلما بلغ الخبر مسلم بن عقيل خرج على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه وذلك في الظهيرة. فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش من الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط. وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد.
فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن عبيد الله وهذا نص رسالته: ارجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي .

ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة وكان مسلم بن عقيل قد أرسل إلى الحسين أن أقدم فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم فهذا أبو سعيد ألخدري يقول له : يا أبا عبدالله إني لك ناصح وإني عليكم مشفق قد بلغني أن قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم فلا تخرج إليهم فإني سمعت أباك يقول في الكوفة : والله قد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز بهم بالسهم الأخيب والله ما لهم من نيات ولا عزم على أمر ولا صبر على سيف. وهذا ابن عمر يقول للحسين: إني محدثك حديثاً: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة منه والله ما يليها أحد منكم أبدا وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه وبكى وقال: استودعك الله من قتيل .وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهمّ الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا : لا ترجع حتى نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين على رأيهم .
وكان عبيد الله بن زياد قد أرسل كتيبة قوامها ألف رجل بقيادة الحر بن يزيد التميمي ليمنع الحسين من القدوم إلى الكوفة فالتقى الحر مع الحسين في القادسية. وحاول منع الحسين من التقدم فقال له الحسين: ابتعد عني ثكلتك أمك. فقال الحر: والله لو قالها غيرك من العرب لاقتصصت منه ومن أمه ولكن ماذا أقول لك وأمك سيدة نساء العالمين رضي الله عنها.
ولما تقدم الحسين إلى كربلاء وصلت بقية جيش عبيد الله بن زياد وهم أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد فقال الحسين : ما هذا المكان ؟ فقالوا له: إنها كربلاء، فقال: كرب وبلاء .ولما رأى الحسين هذا الجيش العظيم علم أن لا طاقة له بهم وقال: إني أخيّركم بين أمرين:

1- أن تدعوني أرجع.*** 2- أو تتركوني أذهب إلى يزيد في الشام .
فقال له عمر بن سعد: أرسل إلى يزيد وأرسل أنا إلى عبيد الله فلم يرسل الحسين إلى يزيد. وأرسل عمر إلى عبيد الله فأبى إلا أن يستأسر الحسين له. ولما بلغ الحسين ما قال عبيد الله بن زياد أبى أن يستأسر له، فكان القتال بين ثلاثة وسبعين مقاتلاً مقابل خمسة آلاف وكان قد انضم إلى الحسين من جيش الكوفة ثلاثون رجلاً على رأسهم الحر بن يزيد التميمي ولما عاب عليه قومه ذلك .
قال : والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. ولاشك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد ولكنها الكثرة وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنى لو غيره كفاه قتل الحسن حتى لا يبتلى بدمه رضي الله عنه حتى قام رجل خبيث يقال له شمّر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً. ويقال أن شمّر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.

وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني ولاشك أنها قصة محزنة مؤلمة ، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء والترضي.
من قتل مع الحسين في الطف:

من أولاد علي بن أبي طالب: أبوبكر، محمد، عثمان، جعفر، العباس.
من أولاد الحسين: علي الأكبر، عبدالله.
من أولاد الحسن: أبو بكر، عبدالله، القاسم.
من أولاد عقيل: جعفر، عبدالله، عبد الرحمن، عبدالله بن مسلم بن عقيل.
من أولاد عبدالله بن جعفر: عون، محمد.


وأضف إليهم الحسين ومسلم بن عقيل (رضي الله عنهم أجمعين). عن أم سلمة قالت: كان جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم والحسين معي، فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء.. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بسند حسن. وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دماً وأن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحته دم أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
حكم خروج الحسين:
لم يكن في خروج الحسين عليه السلام مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم، بل بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلوماً شهيدا. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قدم رأس يحي عليه السلام مهراً لبغي، وقتل زكريا عليه السلام وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى:" قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين". وكذلك قتل عمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

كيف نتعامل مع هذا الحدث:
لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس منا لطم الخدود وشق الجيوب.. أخرجه البخاري. وقال: أنا بريء من الصالقة[1] والحالقة والشاقة.. أخرجه مسلم. وقال: إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران.. أخرجه مسلم.
والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمره الله تعالى:" الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ".
وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى لأنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا .
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، إن التشبه بالكرام فلاح
موقف يزيد من قتل الحسين:
لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق فيزيد لا يهمنا من قريب ولا بعيد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره ولم يسبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول : إنه أهين نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك، هذا كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبدالله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط. انتهى
رأس الحسين:
لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه .
والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
للشيخ : عثمان الخميس

وقد أخرج ابن عساكر في تاريخه (59/141) في ترجمة معاوية رضي الله عنه من طريق ابن منده ثم من طريق أبي القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي قال : جاء رجل إلى عمي فقال له : إني أبغض معاوية ، فقال له : لم ؟ قال : لأنه قاتل علياً بغير حق ، فقال له أبو زرعة : رب معاوية ربٌ رحيم و خصم معاوية خصمٌ كريم فما دخولك بينهما ؟.

يا شيعة : الذي كتب للحسين هم من أهل الكوفة من شيعته ! وقاتل الحسين من شيعته ! والذي فصل رأسه عن جسده الطاهر من شيعته ! والذي ذهب براس الحسين إلى يزيد هو أبن الجو شن من شيعته ! ولهذا السبب غضب الله على الشيعة والى اليوم انتم تضربون وتلطمون أنفسكم إلى يوم الدين بسبب أبن سبا و أبن العلقمي وغيرهم والمصيبة لم تتعظوا بعد .

والله أعلم

---------------------------
تم جمع الأسئلة 22 + 23 في شرح واحد لتشابه السؤالين في الرد عليه .

22- سؤال : هل معاوية أو يزيد يعتبرون من الصحابة الذين اجتهدوا واخطئوا حين قتلوا ابن عم وسبط رسول الله ؟ .
23- السؤال : هل حقا كانا معاوية ويزيد شاربي الخمر ولا يقيمان حدود الله وانتشر الفساد الأخلاقي في فترة حكمهما ؟

التاريخ يثبن بالوقائع أنهما لم يشربا الخمرة ؟

الجواب مع الشرح : أما كيفية مقتل عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد تضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها، وباختصار نقول ذكر الإمام ابن الجوزي في: صفة الصفوة مقتله فقال: عن زيد بن وهب قال: قدم عليّ على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ عليه السلام: بل مقتول ضربةً على هذا تخضب هذه يعني لحيته من رأسه، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى. وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم. وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟ اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك. وعن أبي مجلز قال: جاء رجل من مراد إلى علي وهو يصلي في المسجد، فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة. قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقي الجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن في السحر. انتهى. وقال ابن العماد في شذرات الذهب: قيل: والسبب في قتل علي رضي الله عنه أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم، والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان. وضرب الحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبل معاوية بعدها، وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك فوجد عمرا قد أصابه وجع في تلك الغداة المعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس فقتله يظنه عمراً، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له: ( أردْت عمراً وأراد الله خارجة) فصارت مثلاً.. إلخ. والله أعلم.

أما عن مقتل الحسين: فنقول وبالله التوفيق: استشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما ـ بكربلاء ـ عن ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك كما يقول ابن العماد في شذرات الذهب: أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ كربلاء موضعاً بقرب الكوفة، فعرض له عبد الله بن زياد، فقتلوه، وقتلوا معه ولديه: علياً الأكبر، وعبد الله، وإخوته جعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ومختصر ذلك أن يزيد لما بُويع له بعد موت أبيه، وكان أبوه بايع له الناس، فأرسل يزيد إلى عامله بالمدينة: الوليد بن عتبة يأخذ له البيعة، فأرسل إلى الحسين، وعبد الله بن الزبير، فأتياه ليلاً، وقالا له: مثلنا لا يبايع سراً، بل على رؤوس الأشهاد، ثم رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكة وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة، فبعث عبد الله بن زياد لحربه: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقيل أرسل : عبيد الله بن الحارث التميمي أن جعجع الحسين أي : احبسه "الجعجاع :المكان الضيق"، ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفاً، وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقاص. واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل يوم الجمعة، وقيل السبت، وقيل الأحد، بموضع يقال له: الطف، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً فيهم الحارث بن يزيد التميمي، لأنه تاب آخراً حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين ـ رضي الله عنه ـ ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد، وهو يقول : أوقر ركابي فضة وذهباً *** إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أماً وأباً فغضب لذلك وقال: إذا علمت أنه كذلك فلِمَ قتلته؟ والله لألحقنك به وضرب عنقه، وقيل إن يزيد هو الذي قتل القاتل، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا. قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه، ومن أمر به أو رضيه.. إلخ انتهى. والله أعلم. وبعد :ومن علامات الساعة التي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لكن بعد توليه إمراة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن تخضب لحيته من جبهته رضي الله تعالى عنه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير [ زاد في رواية : وسعد بن أبي وقاص] . فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صِديقٌ، أو شهيدٌ) رواه مسلم . وأما بخصوص إخباره رضي الله تعالى عنه بمقتله، وصفة قتله : فعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، عن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ [أين تريد ؟ قلت : العراق ] قال : لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم، أصابك ذباب السيف. قال عليٌ: وأيم الله، لقد قالها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم . [1] صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم ( 50).

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتمسك بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [الحشر/10] .
وايضا اريد أن أوضح شيء عن الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه لمن لا يعرفه أو يسمع به : وعن علي رضي الله عنه أنه قال بعد رجوعه من صفين : أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية ، فإنكم لو فقدتموها ، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل . ابن كثير في البداية ( 8 / 134 ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود - من السيادة – من معاوية ، فقيل : ولا أبوك ؟ قال : أبي عمر رحمه الله خير من معاوية ، وكان معاوية أسود منه . الخلال في السنة ( 1 / 443 ) والذهبي في السير ( 3 / 152 ) وابن كثير في البداية (8/ 137 ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ، و لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب . رواه عبد الرزاق في المصنف (برقم 20985) بسند صحيح . وابن كثير في البداية ( 8 / 137 ) .

لما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قدوتنا في ديننا و هم حملة الكتاب الإلهي و السنة المحمدية ، الذين حملوا عنهم أماناتهم حتى وصلت إلينا ، فإن من حق هذه الأمانات على أمثالنا أن ندرأ عن سيرتهم كل ما ألصق بهم من إفك ظلماً و عدوانا .. حتى تكون صورتهم التي تعرض على أنظار الناس هي الصورة النقية الصادقة التي كانوا عليها ، فنحسن القدوة بهم و تطمئن النفوس إلى الخير الذي ساقه الله للبشر على أيديهم ..
و قد اعتبر في التشريع الإسلامي أن الطعن فيهم طعنٌ في الدين الذي هم ورائه . قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (1/18) .
و تشويه سيرتهم تشويه للأمانة التي حملوها و تشكيك في جميع الأسس التي قام عليها كيان التشريع في هذه الملة الحنيفية السمحة .

قلت : يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .

وبعد :
هذا الذي ذكرت ، فإنه قد ظهر من يطعن في الصحابة الكرام و يثير هذه الأحداث من جديد لكن بشكل مشوّه مزرٍ ، لذا آثرت الحديث في هذا الموضوع ، دفاعاً عن الحق و عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

إن موضوع النزاع و الخلاف بين الصحابة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه يجب أن ينظر إليه
من زاويتين :-
الأولى : إن اللوم في تلك الفتنة على العموم يلقى على قتلة عثمان ، لأن كل من قتل من المسلمين بأيدي
إخوانهم منذ قتل عثمان رضي الله عنه إنما يقع إثمه عليهم ، فهم الذين فتحوا باب الفتنة و كل ما وقع بعد ذلك فإثمه و وزره عليهم ، إذ كانوا هم السبب المباشر فيها ، و هم الفئة المعتدية الظالمة الباغية التي قتل بسببها كل مقتول في الجمل و صفين و ما تفرق عنها من أحداث و آراء و مواقف فتحت باب الخلاف و الفرقة بين المسلمين .
الثانية : إن ما حدث من جانب الصحابة رضي الله عنهم في هذه الفتنة يحمل على حسن النية و الاختلاف في التقدير و الاجتهاد ، كما يحمل على وقوع الخطأ و الإصابة ، و لكنهم على كل حال كانوا مجتهدين و هم لإخلاصهم في اجتهادهم مثابون عليه في حالتي الإصابة و الخطأ ، و إن كان ثواب المصيب ضعف ثواب المخطئ ، لأن كل فئة كانت لها وجهة نظر تدافع عنها بحسن نية ، حيث إن الخلاف بينهم لم يكن بسبب التنافس على الدنيا ، و إنما كان اجتهاداً من كل منهم في تطبيق شرائع الإسلام . تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (2/340-342) بتصرف .
و قد سئل ابن المبارك عن الفتنة التي وقعت بين علي و معاوية رضي الله عنهما فقال : فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا - يعني في التحرز من الوقوع في الخطأ و الحكم على بعضهم بما لا يكون مصيباً
فيه - . و سئل الحسن البصري عن قتالهم فقال : قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و غبنا ،
و علموا و جهلنا ، و اجتمعوا فاتبعنا ، و اختلفوا فوقفنا . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (8/322) في تفسير سورة الحجرات .

و يقول النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (18/219-220) : و اعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد - يعني قوله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار - و مذهب أهل السنة و الحق إحسان الظن بهم ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و تأويل قتالهم و أنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا ، بل اعتقد كل فريق أنه المحق و مخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى الله ، و كان بعضهم مصيباً و بعضهم مخطئاً معذوراً في الخطأ لأنه اجتهاد و المجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه .
و يورد شيخ الإسلام في مواضع متفرقة من مجموع الفتاوى (35/50 و 54 و 56 و 69) رأي أهل السنة في هذه المسألة مستبعداً رأي أهل البدع من الخوارج و الرافضة و المعتزلة الذين جعلوا القتال موجباً للكفر أو الفسق ، فيقول : و أهل السنة و الجماعة و أئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة بل يمكن أن يقع الذنب منهم ، والله يغفر لهم بالتوبة و يرفع بها درجاتهم ، و إن الأنبياء هم المعصومون فقط ، أما الصديقون و الشهداء و الصالحون فليسوا معصومين ، و هذا في الذنوب المحققة ، و أما اجتهادهم فقد يصيبون فيه أو يخطئون ، فإذا اجتهدوا و أصابوا فلهم أجران ، و إذا اجتهدوا و أخطأوا فلهم أجر واحد على اجتهادهم ، و جمهور أهل العلم يفرقون بين الخوارج المارقين و بين أصحاب الجمل و صفين ممن يعد من البغاة المتأولين ، و هذا مأثور عن الصحابة و عامة أهل الحديث ، و الفقهاء و الأئمة .
لما كان معاوية رضي الله عنه واحداً من كبار الصحابة ، فإن الفضائل العامة التي أنزلها الله تعالى بخصوص الصحابة داخلة ضمن فضائله ..

أولاً : فضائلهم عموماً من القرآن الكريم ..
1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } [التوبة/26] .
ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .
2- قال تعالى : { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }[الحديد/10] .

ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .
3- قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[الأنفال/64] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه
من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .
4- قال تعالى : { لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة/88-89 ] .

في هاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .
5- قال تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } سورة الفتح [29] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جميع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .
6- قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[البقرة/143] .
في هذه الآية خطاب إلى جميع الأمة المحمدية إلى أنها من خيار الأمم يوم القيامة وأنها ستكون شهيدة على الناس ، وأولوية الدخول في هذا الخطاب إنما هو لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقية الأمة الإسلامية ، إذ هم أول من وجه إليهم هذا الخطاب إذ هم الموجودون حين نزولها . انظر أقول أهل العلم في تفسير هذه الآية من مثل تفسير الطبري ( 2/ 6 – 8 ) و تفسر القرطبي (2/ 153 – 154 ) وتفسير ابن كثير ( 1 / 78 ) .

فانظر إلى دعاوى الرافضة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاواهم العريضة في محبة آل البيت ، ثم يتناقلون أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! والسؤال الذي يتوجّه للرافـضة –

إلزاما لهم بِما استدلّوا به – :
لِم لَم يقتلوا معاوية رضي الله عنه ؟! ولِم تنازل الحسن بن عليّ رضي الله عنهما لِمعاوية عن الخلافة ؟
لأنه سيِّد ، أراد حقن دماء المسلمين ، وحقق بذلك نبوّة جدّه صلى الله عليه وسلم القائل : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين . رواه البخاري
وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما إقرار مِنه بِخلافة معاوية رضي الله عنه .
أتدري لِم يطعن الرافضة في الصحابة ؟
يُجيبك إمام دار الهجرة – الإمام مالك بن أنس – قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة : قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين . ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام .. فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم




يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


24- سؤال :ما هو سر عداء بني اميه لبني هاشم ؟

الجواب مع الشرح : لا لم يكن هناك عداء وكثير من الأمة الإسلامية نسبت إليهم ظلما أفعال شنيعة نسبها أهل الأهواء والمستنفعين والضالين أعاذنا الله وإياكم .

الأمويون في ميزان التاريخ
ينتسب الأمويون إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وفي عبد مناف يلتقي بنو أمية مع بني هاشم، وكان بنو عبد مناف يتمتعون بمركز الزعامة في مكة، لا يناهضهم فيه أحد من بطون قريش.. وجميع قريش تعرف ذلك وتسلم لهم الرياسة عليها(1).
وكانوا وحدة واحدة في اقتسام السلطة في مكة مع بني عمهم عبد الدار بن قصي، الذي فضله والده على سائر أبنائه، رغم شرفهم عليه، وجعل له الحجابة واللواء والسقاية والرفادة.. وكان زعيمهم في هذه المحاولة هو عبد شمس، أبو أمية، إذ كان أسن بني عبد مناف، وتفرقت قريش على ذلك بين فريقين، عبد مناف وعبد الدار.. ثم تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف، وذلك أن عبد شمس كان رجلاً سفاراً ، قلما يقيم بمكة، وكان مقلاً ذا ولد، وكان هاشم موسراً (2).. وهكذا كانت السلطة في مكة عبارة عن مراكز نفوذ تقررها الأهمية الاقتصادية، دون أن يكون لأسرة ما أو زعيم ما السيادة الكاملة على غرار ما كان لقصي زعيم قريش الأول (3) .
وكذلك اشترك بنو عبد مناف معاً في جهودهم لتنظيم التجارة بين مكة وما حولها (4)، وصاروا يداً واحدة تتحرك في تفاهم وتآلف، فلما ماتوا رثاهم الشعراء معاً، دون تفريق بينهم تماماً كما كانوا يمتدحونهم معاً (5)..
وهكذا تقتضي طبيعة الحياة العربية في الجاهلية أن يتناصر أبناء الأب الواحد، وأن تجتمع كلمتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا (6).
وأما الروايات التي تزعم وجود عداء مستحكم بين بني هاشم وبني عبد شمس وأميه قبل الإسلام، فهي واهية الأسانيد، لا تثبت، فهي تروي أن هاشماً وعبد شمس ولدا ملتصقين ففصل بينهما بالسيف، فكان بين أبنائهما الدماء لأجل ذلك (7) ، فهذه رواية لقيطة ليس لها راوي، تفوح منها رائحة الأسطورة والخيال، ويكذبها ما رواه ابن إسحاق من أن عبد شمس كان أسن بني عبد مناف (8) والروايات التي تروي أن منافرات حدثت بين هاشم وأمية بن عبد شمس، وبين عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية (9)، وكلتا الروايتين ترويان عن هشام الكلبي وهو راوية شيعي كذاب يرويهما كلتهما عن رجال مجهولين لا يعرف أسماءهم (10).

وهذه الروايات رغم سندها المعتل , ومتنها المصطنع كانت صدى لكل ما شيع من صراع بين بني أمية وبني هاشم , هذا الصراع الذي حاول الرواة أن يجعلوا له سنداً تاريخياً ثابتاً، رغم أن العلاقة بين القبيلتين كانت طيبة , يقول ابن خلدون : كان لبني عبد مناف في قريش جمل من العدة والشرف لا يناهضهم فيها أحد من سائر بطون قريش: وكان فخذاهم بنو أمية وبنو هاشم هما جميعاً ينتمون لعبد مناف، وينتسبون إليه، وقريش تعرف ذلك وتسأل لهم الرياسة عليهم (11) ..
يقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وقد سئل: أيكم كان أشرف أنتم أم بنو هاشم ؟ فأجاب: كنا أكثر أشرافاً وكانوا هم أشرف، وكان فيهم عبد المطلب , ولم يكن فينا مثله، فلما صرنا أكثر عدداً وأكثر أشرافاً، ولم يكن فيهم واحد كواحدنا، فلم يكن إلا كقرار العين حتى قالوا : منا نبي، فجاء نبي لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يدرك هذه الفضيلة وهذا الشرف (12) ؟ .
وهذا الكلام يفهم منه وجود نوع من التنافس بين الجانبين قبل الإسلام، في ضوء ما نعرف من طبيعة الحياة العربية في مكة قبل الإسلام، ولكنه تنافس يحدث بين الإخوة أحياناً، وبين أبناء الأب الواحد، غير أنه لم يتطور ليصبح تربصاً وعداء كما يزعم المتزيدون (13).

ولدينا من شواهد التاريخ ما يدل على قوة العلاقة بين بني هاشم وبني أمية، فقد كان عبد المطلب بن هاشم ـ زعيم الهاشميين في عصره ـ صديقاً لحرب بن أمية ـ زعيم الأمويين ـ كما كان العباس بن عبد المطلب بن هاشم صديقاً حميماً لأبي سفيان بن حرب بن أمية.
والغريب أن المقريزي الذي ألف كتاباً خاصاً عن علاقات الهاشميين والأمويين وجعل محوره النزاع والتخاصم ، يعترف بالصداقة الوطيدة التي كانت بين العباس وأبي سفيان (14)، فإذا كانت الصداقة الوطيدة قائمة، ووطيدة بين زعماء البيتين ـ الأموي والهاشمي ـ وهما أبناء أب واحد، وهو عبد مناف بن قصي، فإن الحدس بتأصيل النزاع بينهما بعد الإسلام والرجوع به إلى ما قبل الإسلام لا سند له من تاريخ (15) .

وكل ما جاء في كتاب " النزاع والتخاصم " من أن العداوة مستحكمة بين بني أمية وهاشم وأنها قديمة لا يثبت أمام البحث العلمي النزيه.

والذين ينظرون إلى تاريخ بني أمية من خلال موقف أبي سفيان من الإسلام في مكة , ومن خلال ما دار بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من حروب يبنون على ذلك ـ كما فعل العقاد ـ أوهاماً من صراع تاريخي قبل الإسلام وبعده , بين بني هاشم وبني أمية وتلك أوهام ليس لها من التاريخ إلا رواية ملفقة أو أحداثاً عارضة لا تمثل قط صراعاً بين هذين الفرعين الكريمين من بني عبد مناف , وهما ذروة الشرف في قريش(16)، والذي يظهره البحث العلمي النزيه ـ وبعد ترك الروايات والأساطير الساقطة ـ هو أن العلاقة بين البطنين كانت طبيعية مثلها مثل العلاقة بين باقي بطون قريش ..
لقد كان تعامل الأمويين مع الدعوة الناشئة هو نفس تعامل بقية بطون قريش للدعوة الجديدة من أمثال بني مخزوم وبني هاشم وغيرهم , ولنأخذ على ذلك مثالاً وهو كيفية تعامل بني هاشم رهط النبي صلى الله عليه وسلم وأقرب بطون قريش إليه مع الدعوة، لقد كان منطق العصبية السائد في الجاهلية يقتضي أن يتلقف بنو هاشم الدعوة الجديدة التي تحقق لهم العزة والشرف بالإيمان والنصرة , وأن يقفوا خلف النبي الهاشمي بالتأييد والبذل، وقد وقفوا إلى جواره فعلاً في بعض المواقف ولعل أشهرها حصار الكافرين لهم في شعب بني هاشم، ولكنهم في النظرة الشاملة انقسموا عليه بين مؤيد ومعارض , ومؤمن وكافر، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من قبائل مكة.. والمثال المشهور لكفار بني هاشم هو أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس صور شتى تعذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وصد الناس (17) عنه، وكانت معه زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وابنيه عتبة وعتيبة اللذين طلقا بنتي النبي رقية وأم كلثوم ليشغلا محمداً (18) ببنتيه، وكان ابنه عتبة يشارك في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه فنهشه أسد في بعض أسفاره (19)..
بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش (20) فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم (21)..
وقد كان أبو لهب في كفره وعناده مثالاً مشهوراً , ولكنه لم يكن الهاشمي الوحيد الذي كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم وجهد في إيذائه وحربه، فقد كان في أسرى المشركين يوم بدر من بني هاشم العباس بن عبد المطلب , وعقيل بن أبي طالب , ونوفل بن الحارث، وحليفهم عتبة بن عمرو بن جحدم، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فداءهم فيمن افتدى من أسرى قريش (22)، وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممن شهد قتال يوم بدر مع المشركين ونجا من القتل والأسر (23) , وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم , وأخوه من الرضاعة ـ أرضعتهما حليمة السعدية أياماً ـ وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان له ترباً , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه عداوة لم يعادها أحد قط، ولم يدخل الشعب مع بني هاشم وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان من المجاهرين بالظلم له صلى الله عليه وسلم ولكل من آمن به قبل الهجرة (24).

إن أعظم النصرة والتأييد لقيهما النبي صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب الذي تحمل في سبيل ذلك ضغوطاً هائلة من قريش , ولكنه ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته وفياً لدين آبائه، فمات على ملة الأشياخ من قومه (25)، وظل العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم الآخر في مكة، واشترك مكرهاً ضده في غزوة بدر وأسر بها، ولكنه لم يهاجر إلى المدينة , ويعلن إسلامه إلا والرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة (26)..

وقد أسلم في مكة نفر من بني هاشم , وبذلوا في سبيل الدعوة الكثير مثل على بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب وغيرهم , ولكنهم كانوا يشاركون غيرهم من غير بني هاشم في ذلك , كأبي بكر وعمر وعثمان، ولم يكن بذلهم لأنهم هاشميون بل لأنهم مسلمون، ويظل إيمانهم دليلاً على صدق القول باختلاف استجابة الأفراد للدعوة الإسلامية بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية (27).
وبالنسبة لبني أمية وموقفهم من الإسلام فإن مؤرخينا لا يتحدثون عنهم كبطن مستقل من بطون قريش , وإنما يتحدثون عنهم مع غيرهم من بني عبد شمس والد أمية، فيعدونهم وحدة واحدة (28) ، وقد كانوا أبناء أب واحد , وتربطهم علاقات التصاهر والترابط الاجتماعي , ولذلك فإنهم عند حديثهم عن عداء بني أمية للرسول صلى الله عليه وسلم يذكرون اسمي عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، ورغم أنهما ليسا من بني أمية..
ويذكرون معهما أيضاً أبا سفيان بن حرب , وعقبة بن أبي معيط، فأما عقبة بن أبي معيط هذا فقد كان من مردة قريش، فقد تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورمى عليه صلى الله عليه وسلم سلا جزور وهو يصلي، وخنقه بثوب في عنقه حتى دفعه أبو بكر الصديق (29)..
وقد نال جزاءه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله بعد أسره يوم بدر، والغريب أنه كان يذكره بما بينهما من رحم (30) ، ومثل هذه النماذج الطائشة لم ينفرد بها بنو أمية أو عبد شمس في مكة آنذاك (31) .
وأما معارضة عتبة وشيبة ابني ربيعة فمعلومة ومشهورة , ومع هذا لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف , وصده عنها أهلها , وتبعه الصبيان والغلمان يرمونه ويصيحون به لجأ إلى حائط ابني ربيعة عتبة وشيبة، فلما رأياه على هذا الحال تحركت له رحمهما، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له عداس، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب إلى ذلك الرجل , فقل له يأكل منه (32).
وإذا جارينا نهج المؤرخين في الحديث عن بني أمية وبني عبد شمس معاً، فإننا نرى منهم جماعة كانوا من السابقين إلى الإسلام، فمنذ المرحلة السرية للدعوة وقبل الجهر بها كان قد أسلم كل من عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق في أيام الإسلام الأولى (33)، وكذلك كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وقد أسلم في هذه المرحلة السرية التي دامت حوالي ثلاث سنين (34) ـ أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (35) ، كما أسلم في مرحلة مبكرة حليفان لبني أمية وهما عبد الله بن جحش بن رئاب , وأخوه أبو أحمد بن جحش , وهما ابنا عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمهما أميمة بنت عبد المطلب (36).

وفي الهجرة الأولى إلى الحبشة شارك نفر من مسلمي بني أمية مثل عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وزوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو (37)، كما كان لبني أمية مشاركة في الهجرة الثانية , ومعهم بعض حلفائهم ، وقد ساهمت نساء بني أمية وعبد شمس في صنع مسيرة الإسلام , وفي إعطاء الأسوة , وضرب المثل في نبل التضحية , وعزيز العطاء، فقد أسلمت رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفان , وهاجرت معه إلى المدينة , وثبتت معه على دينه , رغم مقتل أبيها وعمها (38).

وهاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى المدينة في الهدنة التي كانت بين النبي والمشركين في الحديبية
على أن الصورة الأزهى والنموذج الأرقى في ذلك المجال هو إسلام أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، فقد أسلمت مبكراً (39)، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة.

لم يكن إذن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والعداوة والمنافرة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين ونسجوا الأساطير والقصص حولها، وإنما الحقيقة التاريخية تقول، بأن علاقتهم كانت علاقة أبناء العمومة والإخوان والخلان، فهم من أقرب الناس فيما بينهم، يتبادلون الحب والتقدير، والاحترام، ويتقاسمون الهموم والآلام والأحزان .. فبنو أمية وبنو هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام , وكلهم استقوا من عين واحدة , ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به رسول الله الصادق الأمين، المعلم، المربي، خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد كان بين أبي سفيان وبين العباس صداقة يضرب بها الأمثال (40) ، كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده , وكان على رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زوج بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية.

المصدر : كتاب الدولة الأموية للدكتور علي الصلابي

والله أعلم
--------------------------
25- سؤال : هل تتمنى أن يحشرك الله يوم القيامة مع علي ابن طالب والحسين أم مع معاوية ويزيد ؟

الجواب مع الشرح : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . كلنا نعلم أن المسلمين انتصروا .
ولكن كم منا يعلم عددهم ، أسماءهم ؟
أو حتى لمحة عن حياة أي منهم ؟
أدعو الله أن يكون كل مسلم مُلم بكل ما يتعلق بالإسلام عندما يقول أنا مسلم .

ماذا تعرف عن الذين وقفوا ونصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحملوا الويلات من المشركين فما استكانوا ولا ارتدوا ولا بدلوا تبديلا ؟هؤلاء هم الذين عظّموا المصطفى كما لم يُعظّم ويُعظِم احد من قبل . هذه سلسلة عن كل منهم وفاءاً وتقديراً ومن قبله حباً عظيماًً لهم .اسأل الله أن يحشرني معهم ، وأن يجعل في ذريتي كل واحد منهم رضوان الله عليهم أجمعين . وأن يجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم . ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أنزل الله فيهم قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آية تشرح قلب كل مؤمن. كما نزل فيهم قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ( فيا لها من آية عظيمة وقال تعالى فيهم : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) وقوله تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)

فيا لها من آية يبشرنا الله فيه بالجنة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن أصحابه : (الله الله في أصحابي ) وقال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم ) . فما أعظم سَبْحنا في تلك المقامات الصحبية الحمد لله رب العالمين .. فلينظر كل منا إلى أعماله ويرى اهتمامه في هذه الدنيا ، وليقارنه بهؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم هل تشبه بهم ؟ .

اللهم زيدنا حباً فيهم وأقسم لنا إيماناً وتصديقاً مثلما قسمت لهم . واجعلنا معهم يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئاً . السلام عليكم يا صحابة رسول الله، حياكم الله وحيا نبياً أحببتموه وحبكم ورضا عنكم ورضي الله عنكم وصلى الله على خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام وسلم تسليماً كثيراً بلا نهاية .ونقول اللهم احشرنا مع جميع أصحاب الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام .. أمين يا رب العالمين .

والله أعلم
-----------------------

26- سؤال : هل من العدالة أن يجتمع علي ابن طالب و الحسين في الجنة مع معاوية ويزيد ؟

الجواب مع الشرح : نعم من العدل عند الله لأنهم كلهم أخوة في الإسلام وانهم من الصحابة الكرام .

وحتى لا ننسى أن الشيعة الرافضة يعتقدون أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ليسوا بعدول بل يعتقدون ضلال كل من لم يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الخليفة من بعده بلا فصل هو علي رضي الله عنه ، و يعتقدون أن جميع الناس هلكوا وارتدوا بعد أن اقبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا نفراً يسيراً منهم يعدون بالأصابع ، و سبب تكفيرهم لهم أنهم يزعمون أنهم بايعوا بالخلافة غير علي رضي الله عنه ولم يعملوا بالنص عليه ، ومعتقدهم هذا طافحة به كتبهم . راجع كتبهم : الاختصاص للمفيد (ص 6) و كتاب الروضة من الكافي للكليني حديث رقم (356) . وغيرها من الكتب .

وبعد: بين الفينة والأخرى يخرج لنا بعض الناس بأمور يثير بها الفتنة، ويخالف بها الحقائق، ويغالط الوقائع، ومن تلك الترهات الطعن في بني أمية ملوك الإسلام العظام وسبهم عن بكرة أبيهم ولعنهم واختلاق الأحاديث والأقوال الشنيعة فيهم، ورميهم بكل قبيحة ورذيلة، وكُلي ظلم وبغي، والكذب عليهم كذبات لا يسترها الليل وإن طال، ولا مغيب الشمس ولو حُرمت الشروق والزوال.
وأعظم منه تفسير القرآن بأهواء وآراء ما أنزل الله بها من سلطان، كتفسير قوله تعالى (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) بأنهم بنو أمية!
وزادوا في الافتراء فوضعوا الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم في ذم بني أمية ؟!
يقول الإمام ابن القيم (ت 751هـ) في [المنار المنيفـ 117]: » وكل حديث في ذم بني أمية فهو كذب، وكل حديث في مدح المنصور والسفاح فهو كذب«.
ومعلوم أن من بني أمية خيار هذه الأمة وأبطالها كعثمان بن عفان وخالد بن سعيد بن العاص أحد السابقين الأولين وكان خامس خمسة في الإسلام (انظر: سير أعلام النبلاءـ1/260) وأخواه أبان وعمرو واستشهدوا ثلاثتهم يوم أجنادين رضي الله عنهم .

ومنهم معاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين، وأخوه يزيد بن أبي سفيان ووالدهما أبو سفيان صخر بن حرب وغيرهمـ رضي الله عنهمـ ثم بعدهم ملوك الإسلام وأمراء المؤمنين.
ومعلوم أن خلفاء بني أمية من خيار ملوك المسلمين، ولا أدل على ذلك ولا أظهر، من كثرة فتوحاتهم، وما خصهم الله عز وجل به ويسره على أيديهم، من نشر الإسلام وتمكينه في الأرض، حتى أصبح المسلم عزيزا، ولا تجرؤ أمّة يـ وإن عظمتـ على انتقاص قدره، أو هضم حقه.
وعهد بني أمية من خير عهود الإسلام، ففيه انتشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وانحسر الكفر وكبت.

وفيه انتشر العلم والفقه، ودُوًّن الحديث، ودُوًّن التفسير، وعمَّ الرخاء في العالم الإسلامي، حتى بلغ الحال بالمسلمين في بعض عهود بني أمية، ألا يجدوا محتاجا يأخذ زكاة أموالهم، لغنى المسلمين وكفايتهم، على الرغم من اتساع الرقعة وكثرة المسلمين. ويشهد لفضلهمـ على الجملةـ قوله صلى الله عليه وسلم:»خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم« [رواه البخاري ومسلم( .
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثير من عماله في البلدان من بني أمية، وكذا عمال أبي بكر وعمال عمر وعثمان وماتوا وهم عنهم راضون .

بل هم بنو عمومة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسب واحد، وجد واحد، فكلهم من قريش وفضل قريش على غيرهم ظاهر. ويشهد لفضل بني أمية على العموم، قول الله تعالى (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور( ، فالله قد مكن لبني أمية في الأرض، وبدّل خوفهم أمنا، ونصرهم في جهادهم، حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها، من »كاشغر« على حدود الصين في الشرق، إلى الأندلس وجنوب فرنسا في الغرب، ومن بحر قزوين في الشمال، إلى المحيط الهندي في الجنوب. فهل بعد هذا النصر نصر؟! وهل بعد هذا التمكين تمكين ؟!
وهذه الأمور وغيرها زادت غيظ الحاقدين والمتربصين بالمسلمين ، فأخذوا يلفقون الأكاذيب والأباطيل، محاولين تشويه عصر بني أمية، ونشروها بين الناس، خاصة عندما اشتد عود دعوة العباسيين في آخر عهد الدولة الأموية.

وهكذا استمرت هذه الحملة بل الحملات، حتى بعد سقوط الدولة الأموية .وكان ممن يروج هذه الشائعات أهل البدع بعمومهم، فقد أقضَّت هذه الدولة الفتيَّةُ مضاجعهم، وكسرت شوكتهم، وأبطلت شبههم، كما أقضَّت مضاجع إخوانهم من الروم والفرس وسائر الكافرين .يعاونهم في ذلك كل طوائف الضّلال، من منافقين أبطنوا الكفر، وأظهروا الإسلام خوفا من المسلمين، ومن مبتدعة كرهوا ما كانت عليه الدولة الأموية من نشر السنة، والعقيدة الصحيحة ومحاربة البدع.

إن الدولة الأموية التي فتحت أوروبا والأندلس، ووصلت إلى جنوب فرنسا، هذه الدولة لا يمكن أن تسلم من أيدي المستشرقين الذين أبغضوها، لأنها أدخلت الإسلام في أوروبا .
بل بعض الجهال تأثروا ببعض الدعوات التي أطلقها الحاقدون في بني أمية، فعيَّر بعضهم بني أمية بأنهم عادوا الإسلام في بداية عهده! وأنهم لم يسلموا إلا في أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
أبناء الطلقاء
يقول الدكتور عبد الشافي بن محمد عبد اللطيفـ أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهرـ في كتابه »العالم الإسلامي في العصر الأموي« ص (بـد) راداً على أولئك الجهال وغيرهم : »لئن كان بعض الأمويين عادى الإسلام في البداية، وتأخر إسلامهم إلا أنهم لما أسلموا عام الفتح، أظهروا من حسن البلاء في الفتوحات، وقاموا بأدوار بارزة في رفع راية التوحيد، وأبدوا من الحب لدين الله، والجهاد في سبيله، ما لفت إليهم الأنظار، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسند إلى كثير منهم أجل الأعمال وأخطرها، وكذلك فعل الخلفاء الراشدون الثلاثة من بعده .

ولكن على الرغم من ذلك كله، فإن بعض الكتاب والمؤرخين، سواء ممن اندفعوا وراء رغبة العباسيين، والتقرب إليهم بالإساءة إلى الأمويين، أو ممن سيطر عليهم الهوى، وأعماهم التعصب المذهبي لم يستطيعوا التخلص من نظرتهم إليهم قبل إسلامهم، فراحوا يعيرونهم بأنهم « الطلقاء وأبناء الطلقاء ! » ونسوا أن الإسلام يجُبّ ما قبله، بل وصل ببعضهم إلى حد اتهامهم بالكفر«.
ثم قال الدكتور عبد الشافي كذلك في ص(7ـ8) من كتابه المذكور: » ومع أن الجميع أسلموا بعد فتح مكة، وحَسُن إسلامهم، وأبلوا بلاء حسنا في نصرة الإسلام، وإعلاء كلمة الله، إلا أن بعض الناس نسي كل عداوات قريش للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر إلا عداء بني أمية ! وكأنهم وحدهم الذين وقفوا هذا الموقف !

ومع أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، إلا أن بعض ذوي الأهواء، لا يريد أن يفهم ذلك، ولا يكفون عن ذكر المواقف السيئة لبني أمية، التي كانت قبل إسلامهم، وكأن القوم ما أسلموا ! وما جاهدوا في الله حق جهاده !
حتى إن هؤلاء المدعين لتأصيل العداوة بين البيتين ( بني هاشم وبني أمية) قديما، نسوا أن بعض بني أمية، كانوا من السابقين إليه من بني هاشم، فقد كان عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، من السابقين إلى الإسلام، وكذلك كان أبناء سعيد بن العاص : خالد بن سعيد، وعمرو بن سعيد، من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم خالد بن سعيد بن العاص وكان خامسا في الإسلام كما تقول ابنته أم خالد: »كان أبي خامسا في الإسلامـ أي أسلم بعد أربعة سبقوه فقطـ وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها عشر سنين، وولدت أنا بها«.
وكذلك أسلم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وهاجر الهجرتين، ثم لحق بهما أخوهما، أبان بن سعيد [السير للذهبيـ 1/261]، وكذلك خالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، من كتاب الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن على الرغم من إسلام هؤلاء الرجال من بني أمية، منذ البداية، وتضحياتهم وهجرتهم إلى الحبشة، وعلى الرغم من إسلام جميع بني أمية عند فتح مكة، وترحيب الرسول بهم، وفرحة بإسلامهم، والاعتماد عليهم في جلائل الأعمالـ كما سنذكره بعد قليلـ إلا أن كل ذلك لم يشفع عند أصحاب الأهواء، حتى الكلمة الطيبة، التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في معرض العفو العام عنهم وفي اليوم الذي سماه يوم بر ووفاء، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: »اذهبوا فأنتم الطلقاء« حتى هذه الكلمات، جعل بعض الناس منها، سُبَّة في جبين بني أمية وحدهم ! وجعلوا يعيرونهم بأنهم الطلقاء، وأبناء الطلقاء !
ولم يفهموا أن هؤلاء الطلقاء وأبناءهم، قد أسلموا، وحسن إسلامهم، وكانت له مواقف مشهودة في نصرة الإسلام في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعده في الفتوحات في عهد خلفائه الراشدين..
ثم قال الدكتور عبد الشافي ص (9 (:فتعيير الأمويين بأنهم الطلقاء، وأبناء الطلقاء، يكشف عن الحقد الدفين، عند بعض الغلاة ، فبنو أمية يدخلون في جملة مسلمة الفتح، الذين وعدهم الله بالحسنى في قوله تعالى (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) .
الله سبحانه وتعالى يعدهم بالحسنى، جزاء قتالهم وجهادهم، حتى مع تأخر إسلامهم، رحمة منه سبحانه وتعالى.
ولكن بعض أصحاب الأهواء من المؤرخين، يأبى إلا أن يرميهم بالكفر، نعيذ أنفسنا وإياهم بالله من ذلك .
الأمويون في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وكذلك الأمر عند الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد استخلف جماعة منهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنةـ 7/192): »وقد استعملهم أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه«.

قلت: أمَّر أبو بكر خالد بن سعيد على بعض الجيوش في غزو الشام [السيرـ 1/260] ويزيد بن أبي سفيان جعله الصديق أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم لغزو الروم [السيرـ 1/329(.
قال الدكتور عبد الشافي في كتابه السابق (12ـ13 (: لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة، فسار على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في استعمال بني أمية، والاستعانة بهم في جلائل الأعمال.

وقد استجابوا للصديق، ولكنهم فضلوا الجهاد في سبيل الله على الأعمال الإدارية، فاشتركوا في معارك الإسلام الكبرى، في عهدي الصديق والفاروق، سواء في حروب الردة، أو في معارك الفتوح في الشام وفارس.(.
ثم ذكر أمثلة ذلك، وعزاها لبعض كتب التاريخ والسير، ثم قال ص (14) : »وهكذا استمر الأمويون يعملون في عهد أبي بكر، مجاهدين في سبيل الله مفضلين ميادين القتال على الأعمال الإدارية، ولو كانوا يبحثون عن المناصب، والجاه والمال، لقعدوا في ولاياتهم، وأعمالهم الإدارية، كما طلب منهم أبو بكر) .
الأمويون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عندما توفي الصديقـ رضي الله عنهـ في سنة 13هـ وبويع الفاروق بالخلافة سار على نهج صاحبيه في استعمال بني أمية، والثقة بهم فلم يعزل أحدا منهم من عمل، ولم يجد على أحد منهم مأخذا، والكل يعرف صرامة عمر في مثل هذه الأمور وتحريه في أمر ولاته وعماله، وتقصيه أعمالهم وأخبارهم ومحاسبتهم بكل دقة وحزم، فاستمرارهم في عهده يدل في أمانتهم وكفايتهم، فقد بقي يزيد بن أبي سفيان واليا على دمشق كما زاد عمر في عمل معاوية بالشام، فقد ضم إليه ولاية حمص فوق ما كان يتولاه من الأعمال. وهكذا استمر في خلافة الفاروق، وكانوا من خيرة عماله، ولا يعرف عنه أنه عزل أحدا منهم رضي الله عنه. عنه.

بقلم الشيخ دغش العجمي حفظه الله .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم



27- سؤال : هل صحيح أن كتف اليدين في الصلاة بدعه أمر بها عمر حين رأى الفرس يكتفون أيديهم احتراما لملكهم ؟

الجواب مع الشرح : عمر رضي الله عنه لم يغير من الصلاة شيئا أنما غيره من هو يكره عمر وهم الشيعة الرافضة !

قال الألباني رحمه الله في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" (ص 68)
" وكان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ، وأمر بذلك أصحابه ، وكان أحياناً يقبض باليمنى على اليسرى ، وكان يضعهما على الصدر أنتهي .

وبعد : 1. الفرق بين الشيعة – الرافضة - وأهل السنة كبير جداً ، وذلك لاختلاف المراجع والأصول التي يرجع إليها كل منهما ، فالشيعة يعتمدون على كتب وعلماء ليسوا عند أهل السنة بشيء .

فمثلاً أهل السنة يعتمدون كتاب صحيح البخاري بعد القرآن ، والشيعة لا يعتمدونه مرجعاً ولا يعتبرون صاحبه شيئاً ، حتى إنهم ليختلفون معنا في الصحابة ، فالشيعة يكفرون الصحابة إلا قليلاً منهم ، بل إن بعضهم يزعم أن القرآن الذي في أيدي أهل السنة ناقص ومحرف ، ومَن لم يقل بنقص القرآن وتحريفه قال بتحريف معناه ، وأبطل ما ورد عن أئمتنا في تفسيره.

قال الشعبي : أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة ، وقد حرقهم علي بن أبي طالب بالنار ونفاهم في البلدان وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود :

قالت اليهود : لا تصلح الإمامة إلا لرجل من آل داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا لرجل من ولد علي بن أبي طالب .

وقالت اليهود : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سبب من السماء ، وقالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء .

واليهود : يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم ، وكذلك الرافضة والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم " . أبو داود 418 ، وابن ماجة 689 ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 444 .

واليهود : تزول عن القبلة شيئاً ، وكذلك الرافضة .
واليهود : تنود في الصلاة ، وكذلك الرافضة …
واليهود : يستحلون دم كل مسلم ، وكذلك الرافضة .
واليهود : لا يرون على النساء عدة ، وكذلك الرافضة .
واليهود : لا يرون الطلاق الثلاث شيئاً ، وكذلك الرافضة .
واليهود : حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن .

واليهود : يبغضون جبريل ويقولون هو عدونا من الملائكة ، وكذلك صنف من الرافضة يقولون غلط بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم . " السنة " للخلال ( 3 / 497 – 498 ) .
وهذا بعض من ضلالات الشيعة وخزعبلاتهم ، لذا فلا تعجب من سدلهم أيديهم في الصلاة الذي هو مخالفة صريحة لصحيح السنة وصريحها . وأما الأدلة على وجوب القبض ـ أي وضع اليد اليمنى على اليسرى ـ فهي كثيرة ، ومنها :
عن سهل بن سعد قال : كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة .
قال أبو حازم : لا أعلمه إلا يُنمي ذلك إلى النبي الله صلى الله عليه وسلم – أي : يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - . رواه البخاري ( 707 ) . و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى ) . رواه مسلم 401

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على اليمنى فانتزعها ووضع اليمنى على اليسرى . رواه أحمد برقم 12671 ..عن وائل بن حجر : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر وصف همام حيال أذنيه ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر فركع فلما قال سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه . رواه مسلم ( 401 ) . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة " . رواه ابن حبان ( 3 / 13 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صفة الصلاة " ( ص 87 ) . وقال ابن حجر : قال ابن عبد البر : لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين وهو الذي ذكره مالك في الموطأ ولم يحك ابن المنذر وغيرُه عن مالك غيرَه ، وروى ابن القاسم عن مالك الإرسال وصار إليه أكثر أصحابه ، وعنه التفرقة بين الفريضة والنافلة ، ومنهم من كره الإمساك ونقل ابن الحاجب أن ذلك حيث يمسك معتمدا لقصد الراحة .
" فتح الباري " ( 2 / 224 ) .

والله أعلم .

وللفائدة للجميع :

الأحاديث الدالة على سنة وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة نجدها في الموطأ الموطأ، الإصدار 2.06 - للإمامِ مالك، برواية الإمام محمَّد بن الحَسَن
المجلّدُ الثَّاني [تابع موطأ الإمام مالك] [ أبواب الصلاة] 94 - (باب وضع اليمين على اليسار في الصلاة (1))
290 - أخبرنا مالك، حدّثنا أبو حازم (2)، عن سهل (3) بن سعد الساعدي (4)، قال: كان الناسُ (5) يُؤْمَرون (6) أن يضعَ أحدُهم يَدَه اليُمنى على ذراعِه (7) اليُسرى في الصلاة.

النسائي، الإصدار 1.14 - للإمام النسائي
المجلد الثاني. كتاب الافتتاح باب موضع اليمين من الشمال في الصلاة
أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن زائدة قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصليى فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها
-قال ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع اصبعه فرأيته يحركها يدعو بها.

أبي دَاوُد، الإصدار 2.02 - للإمامِ أبي دَاوُد
الجزء الأول -2- كتاب الصلاة أبواب تفريع استفتاح الصلاة -120- باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
754- حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول: صفُّ القدمين ووضع اليد على اليد من السنة. (ج/ص: 1/260)
755- حدثنا محمد بن بكار بن الريان، عن هشيم بن بشير، عن الحجّاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود: أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على اليسرى.

عون المعبود، شرح سنن أبي داوود، الإصدار 1.08 - للآبادي
(كتاب الصلاة) 258 - باب رفع اليدين في الصلاة
727 - حدثنا عُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ أخبرنا شَرِيكٌ عن عَاصِمِ بنِ كُلَيْبٍ عن أَبيهِ عن وَائِلِ بنِ حُجْرٍ قال "رَأَيْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ الصّلاَةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيَالَ أُذُنَيْهِ، قال: ثُمّ أَتَيْتَهُمْ فَرَأَيْتُهُمْ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهْم في افْتِتَاحِ الصّلاَةِ وَعَلَيْهِمْ بَرَانِسُ وَأَكْسِيَةٌ".
صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الأول 16 - كتاب صفة الصلاة 6 - باب: وضع اليمنى على اليسرى.
707 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم : لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال إسماعيل : ينمى ذلك، ولم يقل ينمي .
)ش (لا أعلمه إلا ينمي ذلك) يسند ما قاله ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ).

صحيح مسلم بشرح النووي، الإصدار 2.01 - للإمام محي الدين بن شرف النووي.
الجزء الرابع كتاب الصلاة -39- باب وضع يده اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت صدره فوق سرته، ووضعهما في السجود على الأرض حذو منكبيه

هذا من كتب الشيعة أيضا :
قال الصادق : لا بأس وضع اليد على الذراع ( التكفير( !
جاء في كتاب " الحدائق الناضرة " ( ج 9 ص 15 - 16 - باب التكفير عند العامة ( :
لكن الصادق رحمه الله تعالى لم يقل تقية بل قال " لا بأس " ، بل من الذي رمى الإمام بالتقية
لماذا يتهم الأئمة بالتقية ؟
رحمه الله هذا الإمام الصادق الذي كان صادقا في قوله وفعله ، ونبرأ من هؤلاء الذين اتهموا الأئمة بالكذب والتقية !

وقول الصادق رحمه الله تعالى موافق لقول أهل السنة .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

تم جمع الأسئلة 28 + 29 + 31+ 32 + 33 في شرح واحد لتشابه الأسئلة في الرد عليه .

28- سؤال مع الشرح : هل قام بعض زوجات الأنبياء بخيانة أزواجهم ؟
29- سؤال :هل عائشة وحفصة أفضل من زوجات النبي لوط أو نوح ؟
31- سؤال :هل كانت عائشة وحفصة تغيران من السيدة خديجة وفاطمة بنت الرسول ؟ 32 – سؤال : لماذا يطعن الشيعة في عائشة وحفصة دون باقي زوجات الرسول ؟
33- سؤال : لماذا لا يطعن الشيعة في خديجة بنت خويلد أو أم سلمه أو خوله أو صفية أليسوا زوجات الرسول أيضا ؟

الجواب مع الشرح الكامل :أولا: نقول لعنة الله على كل من يطعن بزوجات الأنبياء والرسل بنية خبيثة .

وبعد: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) (سورة التحريم

يا شيعة اتقوا الله ، من أعمالكم البعيدة كل البعد عن أدب الإسلام ، أين الأدب و الأخلاق ؟ هل يقبل أو يرضي أحدكم أن يطعن شخص .. بأمه .. أو زوجته .. أو أخته .. أو ابنة عمه .. أو ابنة خالة ؟ أذن فكيف رسول الهدى وخاتم الأنبياء .. وابن عم علي رضي الله عنه .. ووالد فاطمة رضي الله عنها.. وجد الحسين والحسن .. الحبيب المصطفي محمد عليه الصلاة والسلام ؟ هل من المعقول أن يرضى بهذا الذي تفعلونه ؟ وهل يرضي عنكم أبن عمه علي بن أبي طالب ؟ وفاطمة بنت رسول الله ؟ وهل ترضون انتم بهذا القول وانتم من محبي أل البيت ؟ وأنتم تطعنون بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوجة الحبيب المصطفي محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام دائما أتسائل هل الرافضة الشيعة مسلمين أم مستسلمين صم وبكم لا يؤمنون ويطيعون أعداء الإسلام ؟ عندي لكم سؤال شخصي : أنت يا شيعي لو اهديت لك امرأة سيئة فهل ستقبلها ؟ بالطبع سوف تقول لا ، إذن هذه الحجة باطلة ، لكن لنتوقف وهنا نسأل أليس الأنبياء والأئمة في دين الرافضة الشيعة يعلمون الغيب ومعصومين ؟ بالطبع سوف تقولون نعم ، إذن كيف تقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أن عائشة ستتغير بعد وفاته في رأيكم ورأي علمائكم وكتبهم الشيطانية ؟. ألا ترون يا شيعة يا رافضة أن عقائدكم يناقض بعضها البعض ، فتأملوا قبل أن تبلغ الروح الحلقوم وتقول يا رب أرجعني أعمل صالح ولن تخرج .

وبعد:

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الصديقة بنت الصديق

أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات
هي معلمة الرجال ، الصديقة بنت الصديق ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر ، القرشية التيمية ، المكية أم المؤمنين ، زوجة سيد ولد آدم وأحب نسائه إليه ، وابنة أحب الرجال إليه المبرأة من فوق سبع سماوات .
تتلمذت وتخرجت من مدرسة النبوة ، فقد تولاها في طفولتها شيخ المسلمين أبوها الصديق ، ورعاها في شبابها نبي البشرية ومعلمها ..
وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها بأمر من الله عزوجل إثر وفاة خديجة رضي الله عنها فتزوج بها وبسودة بنت زمعة رضي الله عنهما في وقت واحد ، ولكنه دخل بسودة وتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر ، وانتقلت العروس الصغيرة على بيت النبوة ، الذي كان عبارة عن حجرة من الحجرات شيدت حول المسجد من اللبن وسعف النخيل ، وقد وضع فيه فراش من أدم حشوه ليف ، ليس بينه وبين الأرض إلا الحصير وعلى فتحة الباب أسدل ستاراً من الشعر ..
حبه صلى الله عليه وسلم لهـــا :عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل ، قال : فأتيته فقلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : من الرجال ؟ قال : أبوها ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ..
عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كُنَّ حزبين : فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرها ، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة . فكلَّم حزب أم سلمة فقلن لها : كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول : من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهدها حيث كان من بيوت نسائه ، فكلمته أم سلمة بما قلن ، فلم يقل لها شيئاً ، فسألنها فقالت : ما قال لي شيئاً ، فقلن لها : فكلميه ، قالت : فكلمته حين دار إليها أيضاً ، فلم يقل لها شيئاً . فسألنها فقالت : ما قال لي شيئاً . فقلن لها : كلميه حتى يكلمك . فدار إليها فكلمته ، فقال لها : لا تؤذيني في عائشة ، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة . قالت : أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله . ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول : إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر . فكلمته ، فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟ قالت : بلى . فرجعت إليهن فأخبرتهن ، فقلن : ارجعي إليه ، فأبت أن ترجع . فأرسلن زينب بنت جحش ، فأتته فأغلظت وقالت : إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة ، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة – وهي قاعدة – فسبتها ، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم ؟ قال : فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها . قالت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال :( إنها بنت أبي بكر ). رواه البخاري ..
وكانت خير زوجة صبرت مع الرسول الكريم على الفقر والجوع حتى كانت تمر الأيام الطويلة وما يوقد في بيت رسول الله نار لخبز أو طبيخ ، وإنما كانا يعيشان على الأسودين التمر والماء .
ولما أقبلت الدنيا على المسلمين أتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلها ، وليس في بيتها شئ . فقالت لها مولاتها : أما استطعت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ؟ قالت : لو كنت ذكرتيني لفعلت .
فكانت مرجع الرجال في تلقي العلم والبلاغة ومرجعاً لهم في الحديث والسنة والفقه ، فقال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل " .. وقال هشام بن عروة عن أبيه قال : " لقد صحبت عائشة ، فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها فقلت لها : يا خالة الطب من أين علمته ؟ ، فقالت : كنت أمرض فينعت لي الشئ ، ويمرض المريض فينعت له ، واسمع الناس بعضهم لبعض فأحفظه "

وعن مسروق قال : قلنا له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : " والله لقد رأيت أصحاب محمد الأكابر يسألونها عن الفرائض ومع هذا كله كانت رضي الله عنها تغار ، بل من أشد نساء النبي صلى الله عليه وسلم غيره عليه . وهذه من طبيعة المرأة ، ولكن غيرتها مقبولة مهذبة لم تصل إلى حد التسويغ لها بإيذاء الضرائر " ..
فعندما مرض رسول الله بعد عودته من حجة الوداع كان يقول وهو يطوف على نسائه متسائلاً : أين أنا غداً ؟ .. أين أنا بعد غدٍ ؟ ، استبطاء ليوم عائشة ، فطابت نفوس بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً : بأن يمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أحب ، وقُلن جميعاً : يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لعائشة ..
وانتقل حبيب الله إلى بنت الحبيبة ، فسهرت تمرضه ، فداك أبي وأمي يا رسول الله .. وحانت لحظة الرحيل ورأسه الشريفة على حجرها ..
قالت أم المؤمنين تصف اللحظة الرهيبة : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، وفي يومي وفي ليلتي وبين سحري ونحري ، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب ، فنظر إليه حتى ظننت أنه يريده ، فأخذته فمضغته ونفضته وطيبته ، ثم دفعته إليه ، فاستن به كأحسن ما رأيته مستناً قط ، ثم ذهب يرفعه إليَّ ، فسقطت يده ، فأخذت أدعو الله له بدعاء كان يدعو به له جبريل ، وكان هو يدعو به إذا مرض . فلم يدع به في مرضه ذاك ، فرجع بصره إلى السماء وقال : ) الرفيق الأعلى ) وفاضت نفسه ، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ..
ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها ، وعاشت بعده تعلم الرجال والنساء ، وتشارك في صنع التاريخ إلى أن وافتها المنية ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان سنة سبع وخمسين وهي في السادسة والستين من عمرها ..
منقول من موقع بيت النبوة.

وأيضا:
ليس هناك شيء أصعب على المرأة العفيفة من أن تتهم في عرضها وشرفها، وليس هناك موقف أشد على الرجل من أن يتكلم الناس على زوجته ويطعنوا في عفتها، وهو يعلم أنها طاهرة طهارة ماء المزن .
ولكن مع ذلك نجد امرأة شريفة زكية مثل السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما تعرضت لمثل هذا الموقف، وذلك في غزوة بني المصطلق، حيث عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الغزو إلى المدينة، وأثناء تحرك القافلة لم يتأكد من أن عائشة زوجته معهم أم لا.
ما حصل أن عائشة كانت قد خرجت آنذاك إلى مكان كانت قد قضت حاجتها فيه، وسقط منها عقدها، فعادت لتبحث عن عقدها، وعندما رجعت لم تجد الركب فنامت مكانها لعل أحدا منهم يتذكرها فيعودون ويأخذونها.
وفي أثناء ذلك صادف وجود صفوان السلمي متأخراً أيضا فلمح وجود امرأة، ولما تأكد قال لا حول ولا قوة إلا بالله ظعينة رسول الله.

ثم أمرها أن تركب ناقته عائدا بها إلى المدينة، فركبت وهي لم تنطق ببنت شفة خجلا وحياء وهو كذلك. حتى وصلا المدينة فسألها الرسول عن سبب تأخرها فقالت كذا وكذا فصدقها الرسول لأنه يعرف أنها الصديقة الطاهرة بنت الصديق. لكن قام جماعة مثل عبدالله بن أبي رأس المنافقين ومسطح وحسان وحمنة بنت جحش ذهبوا يتحدثون عنهما، وكان أشنعهم عبدالله بن أبي الذي قال : والله ما نجت من صفوان ولا نجا صفوان منها .
هذه الكلمات طبعا كانت خناجر يتلقاها رسول الله في قلبه من أصحابه، لكنه لا يستطيع في الوقت نفسه أن ينفي لعدم وجود بينة. فلم يكن منه إلا أن يعرض عن عائشة وهي أحب نسائه إلى قلبه.
أما عائشة ففي البداية لم تعلم أن الناس يتحدثون عنها، وعندما علمت أصابتها الحمى والرسول معرض عنها فذهبت إلى بيت والديها لعلهما يخففان عنها. وكانت أمها تحاول أن تخفف عنها قائلة: أي بنية خففي عليك الشأن فوالله لقلما كانت حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها.
ظلت كذلك والرسول إذا سأل عنها لا يزيد على القول: كيف تيكم ؟ وكان محتارا في أمرها، وبعد ذلك سأل رسول الله زوجته زينب بنت جحش عنها فقالت: لم أر شيئا بعيني فلا أقول عنها إلا خيرا.
وسأل أسامة بن زيد فقال مثل ذلك، ثم سأل علياً بن أبي طالب فقال: النساء غيرها كثير .
عندئذ علم أن عائشة ما ارتكبت جريمة والناس ظلموها فقال وهو غضبان: أيها الناس ما بال رجال يؤذنني في أهلي والله ما علمت منهم إلا خيرا، ثم ذهب إلى عائشة وطلب منها أن تتوب إلى الله فقالت وهي ميتة من البكاء: والله لا أتوب مما ذكرت والله يعلم أنني بريئة، لا أقول إلا ما قال يعقوب فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، ثم كأنها انتظرت الوحي وعندها أبواها .
وبعد قليل رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يتغشاه ما كان يتغشاه عند نزول الوحي فعلمت أن الوحي ينزل عليه فلما سري عنه قال: أبشري يا عائشة لقد أنزل الله براءتك في القرآن ثم قرأ قوله تعالى: “أن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا أفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون” إلى آخر الآيات من سورة النور .
عندئذ سرت عائشة وطلبت منها والدتها أن تقوم وتشكر الرسول فقالت: لا والله لا أشكر إلا الله الذي برأني.
د.عارف الشيخ .. والله أعلم .

وأيضا : نساء صنعن التاريخ

عائشة بنت أبي بكر.. الفقيهة الزاهدة

كانت عائشة بنت أبي بكر مثلا رائعا للمرأة التي استطاعت أن تعطي لزوجها الحب والوفاء والإخلاص ولدينها القوة والعلم والفقه وهي صاحبة اكبر حادث وقع في الأمة الإسلامية حيث تعرض عرض النبي صلى الله عليه وسلم فيه للاتهام في محاولة من المنافقين واليهود لضرب عقيدة الإسلام في محمد وأهل بيته.. وكان حادث الإفك مثار تفكير كل المسلمين شهراً انقطع فيه الوحي عن محمد صلى الله عليه وسلم.. وكانت تلك الشائعة تجربة شاقة وحمل النبي صلى الله عليه وسلم فيها آلاما لا تحتمل.. ومرضت فيها عائشة ..حين توجه الزوج محمد صلى الله عليه وسلم إلى عائشة قال لها “أما بعد.. فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله تعالى إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه”.ولم تزد عائشة أن قالت: ما أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون” ولأن عائشة ابنة أبي بكر تثق في طهارتها وبراءتها فقد تحدثت للرسول بكل الاعتزاز والإيمان.. ونزل الوحي على النبي بسورة النور ببراءة عائشة الطاهرة فقالت لها أمها “قومي إلى رسول الله فاشكريه” فقالت: “والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي”.. فقد كان تأثر عائشة بالإفك بالغا واحتمت بجانب الله وعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بالإفك إلا أنه لم يقبله من غير بينة ولم ينفه أيضا من غير بينة بل سأل من يستحق السؤال من المسلمين.
غضبت عائشة غضب البريء المشكوك فيه وانها لبريئة في نظر كل منصف يفهم أنها لايمكن أن تعرض نفسها كشريفة للريبة أمام جيش كامل وفي وضح النهار مع رجل يتقي ما يتقيه المسلم في هذا المقام من غضب الله والنبي والمسلمين. أراد النبي لعائشة البراءة أمام الناس عامة وأمام نفسه المحبة لها فقد كان الحادث مجاوزا عائشة إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم بل تجاوز إلى صلته بربه ورسالته كلها فمن اشتركوا في ترويج الشائعة كانوا يهوداً منافقين ومن لحظتها تبين مدى الخطر الذي يصيب الجماعة إذا انطلقت الألسنة في غير حساب
تنهش أعراض المحصنات المؤمنات.. وبيان الوزر من ذلك والعقاب عليه.
ولتكتب قصتها في التاريخ يمضي القرآن الكريم ليوضح لنا واجب التثبت أمام أي فريه بإتيان أربعة شهود كما هو الحكم الإسلامي: لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فالقرآن يؤدبهم لتناقلهم هذا الأمر من دون تدبر وكان هينا على ألسنتهم كأية شائعة عادية من دون أن يحسوا بالعواقب.
والحادثة جاءت لتوضح أن الذين يرمون أعراض المسلمات لعنهم الله فإن افلتوا من عقاب الدنيا فإن عقابهم شديد في الآخرة: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين .
تلك هي عائشة بنت أبي بكر التي خطبها الرسول في سن السادسة وتزوجها في التاسعة من عمرها ولم يعاملها معاملة الزوجات الكبيرات. وكان سبب زواجه منها اعتزازه بوالدها أبي بكر الصديق ليرتفع بمكانته ويقوي علاقته به... وكانت تردد دائما: “لقد تزوجني الرسول بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد حفت الملائكة بيتي واني لابنة خليفته وصديقه.. ونزل عذري من السماء. ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد قبض محمد ورأسه في حجري وقبرته في بيتي ووعدت مغفرة ورزقا كريما”.وعندما خير الرسول صلى الله عليه وسلم أزواجه بينه وبين الحياة الدنيا وزينتها قال أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأ مري أبويك فقالت له إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت. علم وتواضع وكانت متواضعة والدليل على ذلك قولها : “والله لوددت أني كنت شجرة والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئا قط”.. وقالت يوم وفاتها: “يا ليتني لم أخلق ولم أكن أحب أن أسمع أحدا اليوم يثني على لوددت إني كنت نسيا منسيا”.
وذكر الدكتور مصطفى مراد في كتابه صحابيات عن شدتها في دين الله: لقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله سبحانه وتعالى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتغضب من أجل الله تقول أم علقمة بنت أبي علقمة رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما انزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها.
عائشة الزاهدة جاءتها الدنيا فأعرضت عنها وأعطتها للفقراء والمساكين وبعث ابن الزبير إليها بمال في غراريته يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي صائمة فجعلت تقسم في الناس فلما أمست قالت يا جارية هاتي فطري فقالت يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت : لا تعنفينني فقد ذكرتهم قبلي ..
أما عن علمها فقد كانت تحفظ آلاف القصائد وتفوقت في اللغة العربية وروى الرواة عنها من الأحاديث النبوية عشرة ومائتين وألفي حديث وهي أكثر الصحابة رواية بعد أبي هريرة عبدالله بن عمر وأنس رضي الله عنهم وذلك فوق علمها في الميراث حتى كان كبار الصحابة يسألونها عن أحكامه.
وإذا كانت عائشة الزوجة الوفية قد عرفت بالعلم والفقه فإنها امتازت أيضاً رضي الله عنها بالذكاء والفهم وكثرة الرواية وكانت تفسر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بين يديه لمن لم يفهم فكانت كثيرة السؤال للعلم ولا يهدأ لها بال حتى ترضي طمأنينتها وتجلو لنفسها كل خفي مما يحيط بها فقد طرحت على رسول الله أسئلة حول كل ما يمر من موضوعات في الفقه والقرآن الكريم والأخبار والمغيبات وفيما يعرض من أحداث وخطوب.. وهذا شأن المرء ذي الطبيعة العلمية كلما عظم حظه من المعرفة كثر تطلعه إلى ما فوقه أما الجاهل فليس بمعنى أن يسأل فإذا أصاب من المعرفة حظا ما بطريق العرض كان أبعد الناس أن تطلب نفسه مزيدا من العلم .. ودليل ذلك أن قائمة الذين عرفوا بنقد الروايات محدودة سجلت أسماء لامعة أنعم الله عليهم بخصائص تدقيق النظر في النصوص وتفحص الظاهر والباطن واسم عائشة من تلك الأسماء لما قدمت من صحة النظر وصواب النقد وحضور الحفظ وجودة النقاش .والله أعلم.

وهذا اسماء زوجات الرسول الكريم وماذا كانوا يفعلون ودورهم في حياة الرسول عليه السلام :

خديجة بنت خويلد
)أول نساء الرسول صلى الله عليه وسلم(
سيدة نساء العالمين في زمانها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية الملقبة بالطاهرة، وهي أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وهي التي آزرته وصدقته عندما كذبته قريش وعادته.
مواقفها العظيمة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم لنصر دين الله أكثر من أن تعد أو تحتويها نبذة كهذه وأكتفي هنا بذكر موقفها عندما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بما حدث له في الغار عندما أوحي إليه أول مرة.

روى الإمام البخاري في صحيحة وغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه عندما رجع رسول الله صلى الله وسلم أول ما أوحي إليه من غار حراء ( فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد - ابن عم خديجة- وكان امرأ تنصر في الجاهلية فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال لها : يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى (أي في الغار) . فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا) .
ولنسمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم كيف كانت زوجته خديجة في نصرته ونصرة دين الله قال صلى الله عليه وسلم: (آمنت إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ) .
( فكانت أول من آمن بالله ورسوله، وصدق بما جاء به فخفف الله بذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه فيرجع إليها إلا تثبته وتهون عليه أمر الناس ) .
تزوجها رسول الله في أول شبابه وكان عمره خمسا وعشرين سنة وعمرها أربعين وعاشت مع الرسول خمسا وعشرين سنة ورزقت منه ابنين وأربع بنات هما القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم، فاطمة. وأتى جبريل عليه السلام رسول الله فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من نصب لا صخب فيه ولا نصب .
فلما جاءت خديجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها: إن الله يقرأ على خديجة السلام. قالت: خديجة بنت خويلد إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام. وقفت إلى جانب رسول الله تنصره وتعينه على احتمال الشدائد وأقسى ضروب الأذى. ولما ماتت خديجة وعمه أبو طالب تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب فقد كانت خديجة له وزير صدق على الإسلام. توفيت بمكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث سنين بعد أن بلغت من العمر خمسة وستين عاما. فقد كانت- رضي الله عنها- مثالا عظيما للزوجة الصالحة المؤمنة.
(الكريمة المهاجرة )
هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.
من فواضل نساء عصرها، كانت قبل أن تتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو. أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم زوجها معها، وهاجرا إلى الحبشة، فلما توفي عنها، جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله ألا تتزوج ؟. فقال صلى الله عليه وسلم: ومن ؟ قالت خولة : سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك. قال: اذكريها علي (أي أخطبيها لي ) . فانطلقت خولة إلى سودة وأبوها شيخ. فحيته .فقال لها: من أنت ؟ . فقالت خولة بنت حكيم. فرحب بها. ثم قالت له: إن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، يذكر سودة ابنة زمعة .فقال : هو كريم، فما تقول صاحبتك ؟ .قالت: هي تحب ذلك. فقال لها : قولي له فليأت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها، ولما تزوجها كانت في حالة الكبر حتى أنها بلغت من العمر حين تزوجها عليه الصلاة والسلام الخامسة والخمسين رضي الله عنها. وعن ابن عباس- رضي الفه عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب سودة وكان لها خمسة صبية أو ستة، فقالت: والله ما يمنعني منك وأنت أحب البرية إلي، ولكني أكرمك أن يتضاعى . هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشيا. فقال لها :- يرحمك الله- ! إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل، صالح نساء قريش أحناهن على ولد في الصغر، وأرعاهن لبعل في ذات يده. ولما كبرت سودة وعلمت مكان عائشة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت يا رسول الله جعلت يومي الذي يصيبني لعائشة وأنت منه في حل، فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقسم لعائشة يومين، يومها ويوم سودة وبقيت في عصمته صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها. روت سودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث أخرج لها منها في الصحيحين حديث واحد، وفي رواية أن البخاري روى لها حديثين، وروى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، وروى لها أبو داود والنسائي . وتوفيت سودة- رضي الله عنها- بالمدينة في شوال سنة 54 ه في خلافة معاوية وفي رواية أنها توفيت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي رواية أنها توفيت سنة 55 ه . ولما توفيت سودة سجد ابن عباس رضي الله عنهما فقيل له في ذلك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم آية فاسجدوا وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ) .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:36 PM

تكمله ...

عائشة بنت الصديق

)المبرأة الصديقة بنت الصديق )
إنها عائشة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك، وكانت أم المؤمنين من أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قلبه وأكثرهن تلقيا للعلم عنه فقد كانت- رضي الله عنها- من أعلم الناس بتعاليم الإسلام. قال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المومنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل . وكانت- رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا، فقد أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: (أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لو كنت أذكرتيني لفعلت) .
وعن هشام بن عروة بن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: (ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضمته مواضعه ..)

وفي فضل عائشة- رضي الله عنها- قال صلى الله عليه وسلم: ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، وشعر بأنه قد آن الأوان للرحيل. وكان يقول وهو يطوف عد نسائه سائلا أين أنا غدا؟ أين أنا بعد غد استدعاء ليوم عائشة فطاب نفوس بقية أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن جميعا. بأن يمرض حيث أحب فوهبنا أيامهن لعائشة. فسهرت عليه تمرضه وحانت لحظة الرحيل ورأسه صلى الله عليه وسلم في حجرها. قالت عائشة تصف هذه اللحظة (إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وبين سحري ونحري) ودفن صلى الله عليه وسلم حيث قبض في بيتها وعائشة بعده تعلم الرجال والنساء، وتشارك في صنع التاريخ الإسلامي إلى أن وافتها المنية في السادسة والستين من عمرها في ليلة الثلاثاء لسبع مضين من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة .رضي الله عن سيدة نساء العالمين وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر .

حفصة بنت عمر

( حارسة القرآن)
حفصة بنت عمر بن الخطاب أخوها عبد الله بن عمر لأبيها ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بخمس سنين تزوجت خنيس بن حذافة السهمي أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وهاجرت حفصة معه إلى المدينة فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولما رأى عمر أن ابنته تأيمت لقي عثمان بن عفان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة. فلقي عمر رضي الله عنه أبا بكر الصديق فعرضها عليه فسكت. فغضب عمر ووجد على أبي بكر. وانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان بن عفان، وكشف عما كان من أبي بكر بن أبي قحافة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة. ثم خطب رسول الله حفصة فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.
وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواج النبي على حفصة سنة ثلاث من الهجرة. وحفصة وعائشة رضي الله عنهما هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله فيها ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل .) وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، وقت حادثة التظاهر، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقالت : (إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة ) .ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد أن عفا رسول صلى الله عليه وسلم عنها، وعندما انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى وخلفه أبو بكر الصديق، كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعا لتحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم . أقامت أم المؤمنين حفصة عاكفة على العبادة قوامة صوامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه- فصلى عليها مم بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة وتبعها مروان إلى البقيع حتى فرغ دفنها مع أمهات المؤمنين .


زينب بنت خزيمة الهلالية
) أم المساكين(
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث ينتهي نسبها إلى قيس عيلان عامرية هلالية. أمها هند بن الحارث حميرية زوجها الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فطلقها وتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث، فقتل عنها يوم بدر شهيدا. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وكان ذلك على رأس واحد وثلاثين شهرا من الهجرة. أصدقها النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم . وكانت حجرة زينب مجاورة لحجرة حفصة بنت عمر بن الخطاب ولكنها لم تمكث إلا ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع. وكان عمرها ثلاثين سنة. وكانت أول من دفن من أمهات المؤمنين .

هند بنت أبي أمية
)ابنة زاد الركب(
أم سلمة هند بنت أمية بن المغيرة المخزومية كانت تحت زوجها وابن عمها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي وهي من السابقين إلى الإسلام . رافقت زوجها إلى الحبشة فرارا بدينها ولما عاد إلى مكة و الهجرة مع زوجته إلى المدينة صدها قومها وانتزعوها منه هي وابنها سلمة، ثم انتزع بنو الأسد آل سلمة ابنها من أمها بالقوة حتى خلعوا فكانت كل يوم تخرج إلى الأبطح تبكي حتى شفع فيها شافع من قومها فأعطوها ولدها فرحلت بعيدا ووضعت ابنها في حجرها وهاجرت معه. وفي غزوة أحد أصيب زوجها بجرح عميق وبعد شهور توفي من هذا الجرح، وكانت أم سلمة عندها من الأولاد من زوجها أربعة هم: برة وسلمة، وعمر، ودرة خطبها بعد ذلك أبو بكر- رضي الله عنه-فلم تقبل. وكان رسول الله يفكر في أمر هذه المرأة الكريمة والمؤمنة الصادقة والوفية الصابرة . وبينما كانت تدبغ إهابا لها في أحد الأيام استأذن عليها رسول فأذنت له، ووضعت له وسادة من أدم حشوها ليف، فقعد عليها وخطبها إلى نفسها فقالت: مرحبا برسول الله اني امرأة غيرى (غيورة) وإني مصيبة وأنه ليس أحد من أوليائي ساهد وأنا كبيرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك، وأما قولك أني غيرى فسأدعو الله يذهب غيرتك، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهد ولا غائب إلا سيرضاني. وأما ما ذكرت من الكبر فأنا أكبر منك. فقالت أم سلمة بنت زاد الراكب لابنها سلمة: يا سلمة قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أني لا أنقضك مما أعطيت أختك فلانة.. رحبين وجرتين ووسادة. تروجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام بتربية أيتامها فكان الأب الرحيم. كانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات، ومن ذلك ما حدث يوم الحديبية حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يتحروا بعد أن فرغ من توقيع عقد الصلح مع وفد قريش ولم يفعلوا وحرر النبي طلبه بالنحر ثلاث مرات دون أن يجيبه أحد. فدخل على أم سلمة وهو حزين، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره فقالت- رضي الله عنها-: يا رسول الله أتحب ذلك، اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام وخرج، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه. فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً. وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها وقد كانت تبلغ من العمر أربعاً وثمانين سنة فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً رضي الله عنها.

زينب بنت جحش
)أطول زوجات النبي يدا(
أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب، أمها أميمة بنت المطلب اسمها برة، ولما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن طلقها زيد زوجها الله تبارك وتعالى نبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد قال تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) [الأحزاب:37].
كانت رضي الله عنها، صالحة، تقية، صادقة، وقد شهدت لها بذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت: (وكانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله.. لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل) وفي صحيح مسلم عن عائشة أيضاً قالت: (كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت امرأة خيرا من زينب أتقى لله، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم، وأعظم صدقة رضي الله عنها ) .
وعن برزة بنت رافع قالت: (أرسل عمر إلى زينب بعطائها. فقالت:غفر الله لعمر، غيري كان أقوى على قسم هذا. قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله ! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوه عليه ثوبا، وأخذت تفرقه في أرحامها وأيتامها، وأعطتني ما بقي، فوجدناه خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت : اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا ) .

فتوفيت- رحمها الله- قبل أن تدرك عطاء العام التالي.
لقد قال صلى الله عليه وسلم لأزواجه: (أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا..) فكنا إذا اجتمعن بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول: فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة ) . حضرتها الوفاة سنة عشرين ولها من العمر ثلاث وخمسون سنة فرحم الله زينب أطول أزواجه صلى الله عليه وسلم يدا.

جويرية بنت الحارث
)امرأة عظيمة البركة على قومها(
جويرية بنت الحارث هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية.
سماها رسول الله جويرية. وكان صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق. عندما أسرت مع قومها وعشيرتها في غزوة بني المصطلق أو المريسيع. فلقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون على مهاجمته، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار، أبو جويرية. فلما سمع الرسول بهم خرج إليهم في شعبان سنة ست من الهجرة حتى لقيهم على ماء يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحف الناس، واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل، ونجا من نجا، وأسر أكثر القوم، وغنمت الأموال، وعندما كانت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس وكاتبته على نفسها، فأتت النبي تستعينه كتابتها فقال لها صلى الله عليه وسلم: فهل لك في خير من ذلك ؟. قالت: وما هو يا رسول الله. قال: أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله . قال: قد فبلت. ثم خرج الخبر إلى الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما بأيديهم فبلغ عتقهم مائة بيت. لذا قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. وذكر ابن حجر في الإصابة عن قوة إيمان جويرية رضي الله عنها فقال: جاء أبوها فقال للرسول : إن ابنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنت؟) . قال : بلى فأتاها أبوها فذكر لها ذلك فقالت : اخترت الله ورسوله .وروى ابن هشام أن أباها الحارث أسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وتوفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث سنة خمسين من الهجرة وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة، وصلى عليها مروان بن الحكم عامل معاوية- رضي الله عنه - على مدينة رسول الله ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين رحمها الله رحمة واسعة.

صفية بنت حيي
)الحليمة العاقلة الفاضلة )
هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ثم من ذرية رسول هارون عليه السلام، كانت شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال ودين كانت تحت سلام بن مشكم القرظي ثم فارقها، فتزوجها كنانة الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل كنانة يوم خيبر، وسبيت صفية فيمن سبي من النساء فقادها بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ابنة عم لها، ومر بهما على ساحة امتلأت بالقتلى من يهود. وتماسكت صفية بترفع ولم تجزع ولم تصرخ كما فعلت ابنة عمها التي صكت وجهها صارخة وحثت التراب على رأسها. ثم جيء بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفية في حزنها الصامت، والأخرى معفرة بالتراب ممزقة الثياب لا تكف عن النواح فقال صلى الله عليه وسلم وهو يشيح بوجهه عنها: (أغربوا عني هذه الشيطانة( .
وقعت صفية في سهم بعض المسلمين في غزوة خيبر فقال: أهل الرأي والمشورة: هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله عليه الصلاة والسلام فعرضوا الأمر على الرسول فدعاها وخيرها بين أمرين: إما يعتقها ويتزوجها فتكون زوجة له أو أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها فاختارت- رضي الله عنها- أن يعتقها وتكون زوجة له. فأسلمت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمها رسول الله بعد أن أسلمت لجبر خاطرها في قتل أبيها وأخيها وزوجها وأنقذ شرفها من الأسر فقدمت إخلاصها وحبها لهذا النبي الأمين. كانت صفية حليمة عاقلة فاضلة. دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟.

قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني وتقولان: نحن خير من صفية نحن بنات عم رسول الله وأزواجه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا قلت لهن: كيف تكن خيرا مني وأبي هارون، وعمي موسى وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وعندما اجتمع نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه فقالت صفية: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي. فغمزن (فغمزنها) أزواجه ببرهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن مضمضن فقال نساء النبي عليه السلام: من أي شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة. ولما حاصر المتمردون بيت عثمان بن عفان- رضي الله عنه- وصنعت أم المؤمنين صفية معبرا بينها وبين منزل أمير المؤمنين عثمان فكانت تنقل الطعام والماء وهو في محنة الحصار. توفيت أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- فدفنت بالبقيع مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

رملة بنت أبي سفيان
)الوافية لدينها(
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان- رضي الله عنهما- أم المؤمنين زوجة وبنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت رضي الله عنها صادقة متمسكة بالإسلام وتعاليمه ولا تقدم على ذلك أقرب الأقربين إليها فعن الزهري، قال: (لما قدم أبو سفيان المدينة) .والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة، فكلمه في أن يزيد في الهدنة. فلم يقبل عليه. فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه. فقال : يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك .
كانت تحت زوجها عبيد الله بن جحش وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهناك تنصر زوجها فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه. ولقد وجدت رضي الله عنها من الشدائد والأهوال في الحبشة، وخافت أن يبطش بها والدها أبو سفيان إذا رجعت من الحبشة وهو من كبار رجال قريش وسيدها المطاع، وأمها سيدة قريش هند بنت عتبة، مات زوجها على ردته النصرانية وازدادت الشدائد عليها فتركت أمرها إلى الله والله يحميها ويرعاها.
ولما علم رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: كتب إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها فأبلغها النجاشي ذلك ففرحت فرحا شديدا بهذه البشارة العظيمة. وأمهرها عنها، أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة. وتم عقد الزواج الذي قام بتولي عقد النكاح عثمان بن عفان- رضي الله عنه -. وكانت أم حبيبة مع الوفد القادم، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك سنة ست أو سبع هجري وكانت قد بلغت الأربعين من عمرها.
ومن شدة تقواها رضي الله عنها أنها أرسلت إلى أمهات المؤمنين قبل وفاتها تستحلهم مما قد يكون وقع بينهن من شحناء. عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك. فقلت : غفر الله لك ذلك كله وحلك من ذلك، فقالت : سررتني سرك وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت مثل ذلك .توفيت بالمدينة سنة 42 ه وقيل سنة 50 ه- رضي الله- عن أم حبيبة وأرضاه.


مارية القبطية
)أم إبراهيم عليه السلام(
هي مارية بنت شمعون القبطية، أم إبراهيم ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لم تحظ بلقب أم المؤمنين لكنها حظيت بشرف أمومتها لإبراهيم وبالزواج والصحبة.
ولدت في بلدة جفن القريبة من (أرضنا) بصعيد مصر. أمها نصرانية رومية.
انتقلت مارية مع أختها سيرين وقيل شيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط في مطلع شبابها الباكر.
وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة إلى المقوقس ملك مصر، مع حاطب بن أبي بلتعة قرأ المقوقس الكتاب في عناية وتوقير، ثم التفت إلى (حاطب ( وأخذ يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم و أوصافه.. لم يعلن المقوقس إسلامه، خوفا على ضياع ملكه. ولكنه بعث مع حاطب بجاريتين (وهما مارية وأختها سيرين)، وعبد خصي يقال له مابور، وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا، وبعث ببغلته الشهباء (دلدل) وحماره عفير، وبعسل من بنها، وببعض العود والند والمسك. وعندما عاد حاطب بكتاب المقوقس وهديته، أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بمارية، و اتخذها سرية، ووهب أختها لشاعره حسان بن ثابت الأنصاري وسرعان ما سرت البشرى في أنحاء المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر مولودا له من مارية القبطية. ثم ولد إبراهيم وفرح به أبوه، فلما كان سابع عق عنه صلى الله عليه وسلم لكن مارية لم تنج من غيرة ضرائرها. قالت عائشة رضي الله عنها. (ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت الحارثة ابن النعمان الأنصاري، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها. فجزعت فحولها إلى العالية . وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا، ثم رزقها الله الولد وحرمناه منه). وعندما مرض إبراهيم قبل بلوغه العامين وقيل كان عمره ستة عشر شهرا . فجزع أبواه. ثم انطفأت جذوة الحياة فيه، فحمله النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره، كانت وفاة إبراهيم في شهر ربيع الأول سنة عشر في بني مازن، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنه في البقيع .ثم وفاة أمه مارية- رضي الله عنها- في المحرم سنة ست عشرة من الهجرة رحمها الله رحمة واسعة.

ميمونة بنت الحارث الهلالية
)آخر أمهات المؤمنين(
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير العامرية الهلالية ينتهي نسبها إلى قيس عيلان بن مضر.
أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش . وهي (أكرم عجوز في الأرض أصهارا( .
أصهارها : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب، رضي الله عنهما، وحمزة وعلي ابنا أبي طالب، رضي الله عنهما وكان لها أصهار آخرون، لهم مكانة رفيعة في قومهم، هم: الوليد بن المغيرة، وأبي بن خلف، وزياد بن عبد الله بن مالك الهلالي. كانت تحت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي الجاهلية، ثم فارقها فخلف عليها أبو رهم بن عبد العزى فتوفي عنها. وكانت تسمى برة بنت الحارث الهلالية وهي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب. وسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة. وفي رواية أن ميمونة هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى فيها: ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) . بعد أن أتم صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء. وقد أقام بمكة ثلاثة أيام جاءه وفد من قريش يكلمونه في الرحيل من مكة. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم . وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعاما فحضرتموه.

قالوا: لا حاجة لنا في طعامك. فاخرج عنا. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك أبا رافع مولاه ليأتيه بميمونة، وقد وافاه بها في سرف وهو موضع قرب التنعيم، فبنى بها هناك. هذا ما رواه يزيد بن الأصم .كانت وفاتها سنة إحدى وخمسين على الأرجح فحملها ابن عباس وجعل يقول للذين يحملونها. ارفقوا بها، لا تزعزعوا، ولا تزلزلوا وارفقوا بها فإنها أمكم، حتى دفنها بسرف في الظلة التي شهدت بناء النبي بها. وكانت قد أوصت أن تدفن بسرف رضوان الله عليها .

وبعد:

والمقصود عند الرافضة الشيعة في الطعن بزوجة النبي صلى الله عليه وسلم هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها.

أما الروايات فهي توضح معنى الخيانة ، وهي رد على الخصوم حيث ينسبون أننا نتهم أم المؤمنين بالفاحشة والعياذ بالله ، : قال العلامة ألمجلسي :" " فخانتاهما " قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنه مجنون وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وكان أمرآة لوط تدل على أضيافة وكان ذلك خيانتهما لهما ، وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين .
بحار الأنوار ( 11 / 308 (

وانظر إلى هذا التناقض : كتاب (حديث الإفك) لجعفر مرتضى صفحة 17.

(أن عائشة رضي الله عنها قد ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كما ارتد الجم الغفير من الصحابة. انظر: كتاب ( الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب) ليوسف البحراني صفحة 236.
أن عائشة رضي الله عنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة، ووزعتها على مُبْغضي علي رضي الله عن !
انظر: كتاب (مشارق أنوار اليقين) لرجب البرسي صفحة 86.

يقول أحفاد المجوس ( إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقعت بالفاحشة والعياذ بالله. ففي قوله تعالى: {أؤلئك مبرءون مما يقولون( .

وقالوا: ( هذه الآية تنزيه لنبيه صلى الله عليه وسلم عن الزنا لا لها (وهنا يقصد عائشة رضي الله عنها ) .
انظر: كتاب ( الصراط المستقيم ) لزين الدين النباطي البياضي 3/165.
ويفترون ( أن حفصة رضي الله عنها كفرت في قولها: {من أنباك هذا} وقال الله فيها وفي عائشة {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} أي زاغت، والزيغ أي الكفر. وأن عائشة وحفصة اجتمعا على أن يسقيا النبي صلى الله عليه وسلم سُمّاً فلما أخبره الله بفعلهما هَمَّ بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا فنزل الله قوله تعالى: {يا أيها الذين كفروا لا تعتذوا اليوم ) .
انظر: كتاب ( الصراط المستقيم ) لزين الدين النباطي ألبياضي 3/168

قبح الله علماء الرافضة المجوس القذرين كيف يتجرأون حتى على زوجات نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله والصحابة وسلم .

هنا اذكر لكم بعض ما ورد في كتب الشيعة عن تفسير آيات قرآنية تذكر أن بعض زوجات الأنبياء خانت أزواجهم ومن يعترض على الحديث النبوي فهل لديهم اعتراض على كلام الله الذي يصرح بكفر بعض زوجات الأنبياء !؟

( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين. )

قال الطبرسي :"فخانتاهما ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة ، تقول للناس . إنه مجنون ، وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به . وكانت امرأة لوط تدل على أضيافة ، فكان ذلك خيانتهما . وما بغت امرأة نبي قط .

تفسير مجمع البيان ( 10 / 64 ).
قال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي :" ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح وامرأة لوط منافقتين ( فخانتاهما ) قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة ، تقول للناس انه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافة ، فكان ذلك خيانتهما لهما ، وما زنت امرأة نبي قط ، لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به .
تفسير التبيان ( 10 / 52 ) .

قال السيد المرتضى :" ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) ولان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لأنها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنب الله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على أن تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على أن الخيانة لم تكن منهما بالزنى بل كانت أحداهما تخبر الناس بأنه مجنون والأخرى تدل على الأضياف والمعتمد في تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان .
الأمالي ( 2 / 145) .

سؤال أخير وبكل صراحة : نصيحة ومحرجه للغاية واعتقد على أثره يمكن سيغير الشيعة عقيدتهم من إلى إن شاء الله
إذا كان رسول الله يعلم الغيب التي علمه الله إياه- (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من أرتضى من رسول) ،- أن عائشة سيصدر منها ما صدر فهذا لا يعطيه إي الرسول دافع لرفض ما كتبه الله له في كتاب مبين فهل يعقل أن يتزوج إنسان امرأة لم يكتبها الله له ؟
فعائشة وجودها في حياة الرسول فيه عبره للنساء والقران يشهد على ذالك خاطبها الله كما خاطب نساء النبي كافة

) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} (30) سورة الأحزاب و ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب و ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } (33) سورة الأحزاب و (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم
فكل هذه الآيات كانت تخاطب نساء النبي وعلى رأسهم عائشة رضي الله عنهم فهل تنكرون ذلك ؟
فوجود عائشة في حياة الرسول الكريم حبه صلى الله عليه وسلم لهـــا ، وهناك هدف من الله سبحانه وتعالى .

نساء الرسول من أهل بيته فقد ورد في القرآن ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءً إلا أن يسجن أو عذاب أليم )

نقول : يا شيعة نحن أهل السنة نرى أن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام أحسن الاختيار وأن عائشة من أولياء الله في الأرض رضي الله عنها وهي أم المؤمنين ونحن أخونها وأولادها وأحفادها إلى يوم الدين ، وهي أحب أزواج النبي إليه رضي الله عنها .


يتبع أن شاء الله

ali_k 25-01-10 03:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

30- سؤال : لماذا حاربت عائشة ابن عم الرسول علي ابن طالب في معركة الجمل ؟

الجواب مع الشرح: فلا يجوز على الإطلاق الطعن في أحد من الصحابة ، وحسن الظن مطلوب في حق كل المسلمين، وفي حق الصحابة أَولى، لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } (الحشر 10)

أولا : عائشة رضي الله عنها ومن معها لم يخرجوا على علي رضي الله عنه طلبا للخلافة وتنحية لعلي،ولكن نقطة الخلاف التي كانت بين الفريقين هي أن عائشة ومن معها كانوا يطالبون عليا بأن يقيم الحد على قتلة عثمان في الحال ودون تأخير،وأما الخليفة علي رضي الله عنه فكان يرى أن المصلحة العامة تقتضي تأخير ذلك إلى أن يتمكن في الخلافة خاصة إذا علمنا أن قتلة عثمان كانوا ينتسبون زورا وبهتانا إلى علي رضي الله عنه فليس من مصلحة الدولة أقامة الحد عليهم وهم يحاصرون المدينة من كل جانب.
هذا الذي ذكرته وذكره المحققون من أهل العلم كابن العربي وغيره هو سبب خروج جيش عائشة رضي الله عنها إلى البصرة للتشاور والتصالح مع علي رضي الله عنه لا لأجل القتال كما يزعم المغرضون من الكتاب.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) (رواه البخاري) وأما سبب نشوب الحرب بين الطرفين فراجع إلى فئة من المنافقين وهم قتلة عثمان الذين لم يرضيهم الصلح الذي كان سيتم بين عائشة وعلي رضي الله عنهما لأن ذلك سيكون على حساب رؤوسهم فقرروا إشعال الفتنة والحرب بين الفريقين بطريقة ماكرة حتى ينسى أمرهم . وكان ذلك في ليلة تم فيها التصالح بين عائشة وعلي كما يذكر المؤرخون حيث بات الناس في ليلة هادئة إلى أن قرر هؤلاء المنافقين أن يندسوا في معسكر الفريقين فجعلوا يقتلون فيهم حتى ظن علي أن جيش عائشة قد غدر بهم وظنت عائشة أن جيش علي قد غدر بهم وهكذا لم يعط هؤلاء المنافقون الوقت الكافي للفريقين لأجل التثبت في الأمر ودفعوا بالجيشين إلى تلك الحرب التي حدثت بينهما وهم مكرهين. هذا هو السبب الحقيقي في نشوب تلك الحرب بين عائشة وعلي رضي الله عن الجميع، وكما يقولون : إذا عرف السبب بطل العجب.

وفيما يلي - إن شاء الله- تلخيص لأهم أحداث الفتنة، وتلخيص لوجهات النظر المختلفة

عبد الله بن سبأ وأتباعه وبداية الفتنة

رجل من يهود اليمن، ادعى الإسلام، هو الذي قاد التشيع وعمل على انتشاره خاصة في بلاد فارس والعراق ومصر

قال بأنه يجب أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى لأحد من بعده، فكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعى إنه قد أوصى من بعده لعلي رضي الله عنه وأن عليا أحق بالخلافة من عثمان بن عفان رضي الله عنه، بل ومن أبي بكر ومن عمر بن الخطاب (رضي الله عن الجميع) بدأ في نشر بعض المآخذ والسلبيات التي افتراها على عثمان، وجميعها يظهر كذبها بعد البحث والتمحيص عاونه الكثيرون في نشر تلك الفتنة، وازداد أتباعه من الجهلة في الكثير من البلدان، زوروا كتبا على ألسنة الصحابة تدعو الناس إلى الخروج على عثمان، وتبرّأ الصحابة مما نُسب إليهم لما بلغتهم تلك الكتب!! حاصر هؤلاء المتمردون بيت عثمان بن عفان، ثم قتلوه وهو صائم ويقرأ القرآن
ظل المتمردون يطالبون عليا بأن يبايعوه كخليفة للمسلمين، وأصر على ذلك كبار الصحابة، حتى رضي علي بأخذ البيعة بعد فترة من الرفض، وكان عليٌّ رضي الله عنه أحق الناس بالخلافة بعد عثمان رضي الله عنه منذ ذلك الحين اختلف كبار الصحابة والمسلمين في كيفية التصرف مع القتلة في فتنة مقتل عثمان (رضي الله عنه)
وجهة نظر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومن معه (أهل الشام) قـُتِل صاحب رسول الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ذو النورين، خليفة المسلمين، في الشهر الحرام، وأرسلت أم المؤمنين أم حبيبة إلى أخيها معاوية قميص عثمان ملطخًا بالدماء، ومعه أصابع زوجته نائلة اللي قطعت أثناء قتله، كل ذلك وأكثر من ذلك أجج مشاعر المسلمين، حتى قال رسول معاوية لعلي (رضي الله عنهما): (تركت ستين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وهو على منبر دمشق) حكم القصاص مقدم على حكم البيعة (حسب اجتهاده)، بمعنى أنه لن يبايع الخليفة حتى يُسلّمه القتلة الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه، فحتى يُسلمه إياهم فقط: هو متوقف عن البيعة قال معاوية أنه لن يبايع من يؤوي القتلة، فقتلة عثمان مندسين في عسكر علي، لذا خشي معاوية إن بايع عليا أن تسنح الفرصة للقتلة أن يظلموهم ويعتدوا عليهم ويضيع دم عثمان يجب أن يحرص معاوية على القصاص لأنه ولي الدم (نظرا لقرابته من عثمان) تطبيقا لقول الله تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء 33]
* لم يكن معاوية حريصًا على الخلافة أبدًا، ولم يطلبها أصلاً، بل كان يعلم أن الخلافة في كبار الصحابة، خاصة في بقية الستة من أهل الشورى، كما أنه قال عن علي: (إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر)
وجهة نظر عائشة أم المؤمنين والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله (رضي الله عنهم) ومن معهم
كان لهم نفس رأي معاوية رضي الله عنه في البداية ورأوا أن القصاص فيه عزة للإسلام إلا أنهم قبلوا مبايعة علي رضي الله عنه خرجوا إلى البصرة مطالبين بدم عثمان وبالإصلاح بين المسلمين، لكنهم لم يريدوا الحرب أبدا، بل ولم يدُر في ذهن أحدهم حدوث أي قتال! استطاع القعقاع بن عمرو التميمي أن يقنعهم بوجهة نظر علي، فوافقوه واتفقوا على رأيه، لكن المتمردين أبوا إلا الفتنة كما سيأتي ذكره إن شاء الله
وجهة نظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه

تبرأ علي من دم عثمان ولعن قتلته
رأى أنه يجب التريث وعدم التعجل في القصاص حتى تستقر الأوضاع ويتملك زمام الأمور، حيث أن قتلة عثمان ومن عاونهم كانوا كثيرين، ولهم قبائل تحميهم وتثور حميتها لأجلهم، والفتنة مازالت قائمة رأى أن يعزل بعض الولاة (ومنهم معاوية) ويولي آخرين حتى يهدئ من ثورة المتمردين لم يكفر معاوية ومن معه أبدا، بل كان ينهى الناس حتى عن شتمهم، وحتى بعد معركة صفين كان يمر على قتلى الطرفين ويقول: (هؤلاء في الجنة وهؤلاء في الجنة)
عليّ هو الإمام ومن رفض مبايعته فهو باغٍ وجب قتاله حتى ينقاد إلى الحق ويبايع الخليفة
وجهة نظر معتزلي الفتنة
التبس عليهم الأمر ولم يتضح الحق، هل الحق في وجوب الإسراع بالقصاص ودعم أهل الشام في مطالبتهم بذلك؟
أم في التسكين والتريث؟
رأوا عدم الدخول في الفتنة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه)، فقال رجل: يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: (يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت) [رواه مسلم] رأوا أن قتال الفئة الباغية فرض كفاية وليس فرض عين رأوا أن الحل قد لا يكون في القتال، بل في الصلح كان منهم كبار الصحابة مثل: سعد بن أبي وقاص، أبو موسى الأشعري (شارك في التحكيم)، عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمرو (اضطر للخروج طاعة لأبيه عمرو بن العاص، لكنه اعتزل القتال)، أبو هريرة، أبو أيوب الأنصاري، صهيب الرومي، محمد بن مسلمة، سلمة بن الأكوع، عبد الله بن سعد بن أبي السرح
والحق أن عليا كان الأقرب إلى الصواب، وذلك لأسباب وأدلة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية) [رواه البخاري]، وكان عمار مع عليّ، وقُتل في معركة صفين التي كان فيها ضد معاوية ومن معه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوارج (الذين خرجوا على عليّ بعد التحكيم): (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق) [رواه مسلم]، وكان عليّ ومن معه هم الذين قاتلوهم وهزموهم كما سيأتي ذكره إن شاء الله هذا لا ينفي أن الصحابة (رضوان الله عليهم) من كلا الطرفين مجتهدون، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) [رواه البخاري]، فعلي رضي الله عنه مصيب وله أجران إن شاء الله، ومعاوية مخطئ وله أجر إن شاء الله

كون إحدى الفرق كانت أقرب للحق والأخرى باغية، فلا ينفي هذا عن الأخرى أن أتباعها من المؤمنين، حيث قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، فقد أثبت الله تعالى أن الطائفة التي بغت هي من المؤمنين، وقد أثبت ذلك أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن الحسن بن علي رضي الله عنه: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) [رواه البخاري]، ومن المعلوم أن الحسن تنازل لمعاوية عن الخلافة بعد مقتل عليّ رضي الله عن الجميع، وأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهذا يعني أنه التصرف السليم، إما وجوبًا أو استحبابًا
موقعة الجمل
خرجت عائشة ومعها الزبير وطلحة (رضي الله عنهم) ومن معهم إلى البصرة ليتوحدوا مطالبين بدم عثمان وبالإصلاح بين المسلمين، ولم يريدوا الحرب أبدا
خرج إليهم عليّ وتجمع معه أثناء الطريق 20000 رجل، وقد تجمع مع عائشة 30000
استطاع القعقاع بن عمرو التميمي أن يقنع عائشة والزبير وطلحة بوجهة نظر علي، فوافقوه واتفقوا على الصلح
لكن السبئيون (أتباع عبد الله بن سبأ) المتمردون أبوا إلا الفتنة، فانتشروا ليلا في المعسكرين والناس نيام بعد الاتفاق على الصلح، فأعملوا فيهم السيوف حتى ظن كل فريق أن الآخر قد خانه، فدار القتال، وساهم السبئيون في إشعاله أكثر على الرغم من محاولات علي وطلحة في كلا الطرفين أن يوقفوا القتال انطلقت عائشة في هودجها على جملها وسط المعركة لتحض الناس على وقف القتال، لكن بلا فائدة، بل تجمع السبئيون حول الجمل يريدون قتل عائشة، حتى أنقذها عليّ حينما أمر بعض المسلمين بعقر الجمل وإخراج هودج عائشة من ميدان المعركة، فلما كان ذلك هدأت المعركة وانتصر علي بعد أن قـُتل الكثير من المسلمين

قـُتل طلحة بن عبيد الله، فحزن عليه عليّ حزنا شديدا وقال بعد أن كان يمسح التراب عن وجهه: (عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلا في الأودية) قـُتل الزبير بن العوام، واحتز قاتله رأسه وذهب بها إلى علي يظن أنه يبشره بمقتله، فحزن علي حزنا شديدا وقال : (بشر قاتل ابن صفية بالنار)، وقال لما رأى سيف الزبير: (إن هذا السيف طالما فرج الكرب عن وجه رسول الله) أمر علي برد عائشة إلى مأمنها معززة مكرمة بعد أن أعلنا للناس أنه ما كان بينهما إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وقال علي : (هي زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة )
ندم الكل على تلك الموقعة ندما شديدا

الخوارج

هم الذين خرجوا على علي رضي الله عنه من قتلة عثمان لرفضهم للتحكيم، فقد كانوا يقاتلون معه في صفين وأبوا إلا القتال اخترعوا مقولة: (الحكم لله)، فكانت (كما قال علي) كلمة حق أريد بها باطل كفـّروا المسلمين جميعًا، إلا مَنْ وافقهم، وقتلوا عليا بعد ما هزمهم في حروبه معهم، وحاولوا قتل معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمي)(رواه البخاري ومسلم )
عام الجماعة

بايع المسلمون بالإجماع الحسن بن علي رضي الله عنه بعد ستة شهور من خلافته، تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه لجمع شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم، فسمي ذلك العام بعام الجماعة
كان ذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)
بعض القصص والروايات المكذوبة
أن عائشة (رضي الله عنها) حرضت الناس على قتل عثمان، وقد بلغها ذلك فيما بعد وتبرّأت منه
أن عليا رضيَ بمقتل عثمان
أن عائشة خرجت على عليّ وأرادت الحرب
أن الزبير بايع عليا والسيف على رقبته، أي يزعمون أنه أُجبر على البيعة
أن معاوية خرج على عليّ لطلب الخلافة
أن عمرو بن العاص خدع أبو موسى الأشعري في التحكيم بخدعة الخاتم الشهيرة
أن عليا ومعاوية أخذ كل منهما يلعن ويدعو على الآخر حتى في الصلوات
الخاتمة

{"تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
تلك دماء طهر الله أيدينا منها، أفلا نطهر بها ألسنتنا؟ قتال شهده الصحابة وغبنا عنه، وقد علموا وجهلنا، واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فوقفنا من عقيدتنا (أهل السنة والجماعة) ألا يذكر أحد من الصحابة إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، فهم أحق الناس بحسن الظن فقد شهدوا المشاهد والغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد لهم بالإيمان، ونحن نتقرب إلى الله بحبهم كما أمرنا
فالخلاصة أنهم معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون

قال الله تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
[الفتح 29]

المصادر
كتاب حقيقة الخلاف بين الصحابة - دكتور علي محمد الصلابي
موقع قصة الإسلام http://www.islamstory.com - دكتور راغب السرجاني
كتاب يا أهل السنة خذوا حذركم - الشيخ عبد الرحمن يعقوب
مراجع للتوسع منهاج السنة النبوية - شيخ الإسلام ابن تيمية
العواصم من القواصم - القاضي ابن العربي
كتب العقيدة بصفة عامة و كتب فضائل الصحابة

والله أعلم

-----------------------------

34- سؤال : من هم الخلفاء ال12 الذي قال عنهم الرسول الخلفاء من بعدي12 خليفة ؟

الجواب مع الشرح : وقد لفق الشيعة كثيرا من الأحاديث أو زادوا فيها من أقاويل ونسبوها إلى الرسول الكريم والى أئمتهم .. وهذه الزيادة في الأحاديث لم تذكر إلا في كتبهم المعتبرة التي تطفح بهذه الأحاديث بعد أن أضافوا إليها ما نسجته عقولهم في الأحلام . واليكم حديث مدسوس على الرسول عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لأثنى عشر ، أوّلهم أخي وآخرهم ولدي قيل : يا رسول الله ومن أخوك ؟
قال : « عليّ بن أبي طالب قيل : فمن ولدك ؟
قال : « المهدي الذي يملاَها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطّول الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب )) كمال الدين : 280، 27 .
عن سلمان الفارسي قال : دخلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبِّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : « أنت سيّد ابن سيّد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم .كمال الدين : 262:9 ،إعلام الورى 2 : 180.

عن جابر ابن يزيد الجعفيّ قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : لمّا أنزل الله تعالى على نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( يا أَيّهَا الَّذينَ آمَنوُا أَطيعُوا الله وَ أَطيعُوا الرّسولُ وَأُولِي الأمر مِنكُم ) النساء 59 . قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله ، فمن أُولي الأمر الذي قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال عليه السلام : هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثم عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي ، حجّة الله في أرضه ، وبقيّته في عباده ، ابن الحسن ابن عليّ ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان .
قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : إي والذي بعثني بالنبوّة أنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب ، يا جابر : هذا من مكنون سرّ الله ومخزون علم الله فاكتمه إلاّ عن أهله .إلى آخر الخبر في كمال الدين : 253:3، وأعلام الورى 2:1

عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله تعالى أطلع على الأرض إطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار منها عليّاً فجعله إماماً ، ثم أمرني أن أتّخذه أخاً ووصياً وخليفة ووزيراً فعليّ منّي وأنا من عليّ وهو زوج ابنتي وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ألا وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حججاً على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيّتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدّي أُمتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة فيعلن أمر الله ويظهر دين الله ويؤيّد بنصر الله وينصر بملائكة الله ، فيملاَ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) كمال الدين

وجاء في حديث للرسول الكريم ، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبدالله ابن مسعود فقال: أحدثكم نبيكم عليه وآله السلام كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم وما سئلني عنها أحد قبلك، وإنك لأحدث القوم سنا، قال: " يكون بعدي عدة نقباء موسى(عليه السلام) ". وعن أبو كريب وأبو سعيد قالا : حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا الأشعث عن عامر، عن عمه، عن مسروق، قال: كنا جلوسا عند عبدالله بن مسعود يقرئنا القرآن، فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله(صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الأمة من خليفة [بعده] ؟
فقال: " ما سألنني عنها أحد منذ قدمت العراق نعم سئلنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أثنى عشر عدة نقباء بني إسرائيل . إذا كان الرسول الكريم قد حدد عدد الخلفاء الذين سيحكمون المسلمين بعده فكيف إذن يحدد الشيعة أن الرسول قد أوصى بالخلافة بعده لعلي بن أبي طالب ، وهل أئمتهم الاثنى عشر أصبحوا خلفاء على المسلمين من بعده ولهم العصمة ؟ . وفقا لما جاء في كتب العقيدة في تراث المذهب الشيعي، فان الأئمة الاثنى عشر جميعهم يتمتعون بأعلى درجات العصمة المطلقة عن الخطأ أو السهو أو النسيان ، كما أنهم رموز مقدسة لدى الشيعة تتشرف الأرض بهم ولا يتشرفون بها، لهذا فان الإمام المعصوم أينما حل في بقعة جغرافية سوف تنزل عليها بركات وخيرات السماء. فهل نزلت بركات الأئمة على أهل العراق قاتلي الأئمة ؟ .أن النبي اختار الخليفة لأنه يخلفه في الرئاسة حيث قال ( أوصى من بعدى بالمهاجرين الأولين ) وهذا ما أورده البخاري.ولقد أورد كتاب نهج البلاغة انه لما نازع معاوية الخليفة الرابع على قام الخليفة على وخطب في الناس وقال ( لقد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وذلك على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسي والسيد المرتضى انه لما طعن ابن ملجم الإمام عليا رضي الله عنه قيل له إلا توصى؟ فقال ما أوصى رسول الله ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافي للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على أن الخلافة لم يوصى بها النبي لعلى ومن بعده الأئمة الاثنى عشر وبالرغم من ذلك فان المذهب الشيعي انفرد براى أخر هو أن الخلافة في المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لان أمين الوحي جبريل نزل إلى النبي وابلغه أن يعلن أن الخلافة والإمامة من بعده محصورة في على بن أبى طالب واحد عشر إماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبي وحدد للنبي الاثنى عشر إماما. هذا ماجاء في كتاب اصل الشيعة وأصولها للإمام كاشف الغطاء ص 107 إلا أن الواقع يثبت غير ذلك في الأحاديث النبوية فقد قال الرسول ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهم )

وجاء في البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تآمرنا ؟
قال : فُوْا بِبَيعة الأول فالأول، أعطوهم حقَّهم فإنَّ الله سائلهم عما استرعاهم صحيح البخاري 2/1074. صحيح مسلم 3/1471.
صحيح ابن حبان 10/418 .

وألان نذكر لكم الأحاديث الصحيحة.
قال ابن كثير في تفسيره تحت قول القرآن : وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا بعد إيراد حديث جابر بن سمرة من رواية الشيخين واللفظ لمسلم : ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم ، بل قد وجد أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره أنه يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه فيملأ عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما . انتهى

روى البخاري في صحيحة في باب الاستخلاف من كتاب الأحكام عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون اثنا عشر أميراً. فقال كلمة لم أسمعها. فقال أبي : إنه قال: كلهم من قريش. والحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود. ولفظ مسلم: "إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة". وفي لفظ له: "لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً". وفي لفظ له أيضا: "لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة". وفي لفظ آخر: " لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة". وفي رواية أبى داود: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة". وهذا لا علاقة له بما يدعيه الشيعة في باب الإمامة، فإن جميع من نصوا على إمامته لم تجتمع عليه الأمة ولم يكن خليفة إلا علياً والحسن رضي الله عنهما، ويلزم على قولهم أن الدين لم يكن قائماً ولا عزيزاً زمن أبى بكر وعمر وعثمان، وهذا من أبلغ المناقضة للحس والواقع، فضلا عن مناقضته للشرع القاضي بأن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم ثم الذي يليه فالذي يليه. وقد اختلف العلماء في تعيين الإثني عشر خليفة المذكورين في الحديث، وأرجح الأقوال في ذلك ما قاله القاضي عياض : "ويحتمل أن يكون المراد أن يكون" الاثنى عشر" في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة، ويؤيده قوله في بعض الطرق "كلهم تجتمع عليه الأمة" وهذا قد وجد فيمن اجتمع عليه الناس إلى اضطراب أمر بني أمية ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد، فاتصلت بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم، وهذا العدد موجود صحيح إذا اعتبر. قال: وقد يحتمل وجوها أخر، والله أعلم بمراد نبيه" انتهى .

قال الحافظ ابن حجر بعد نقل كلام القاضي وكلام لابن الجوزى (وينتظم من مجموع ما ذكراه أوجه :

أرجحها الثالث من أوجه القاضي ، لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة "كلهم يجتمع عليه الناس" وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبى بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فسمي معاوية يؤمئذ بالخلافة، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك، لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان ولما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فغلبه مروان، ثم ثار على مروان بنو العباس إلى أن قتل، ثم كان أول خلفاء بني العباس أبو العباس السفاح، ولم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه، ثم ولي أخوه المنصور فطالت مدته، لكن خرج عنهم المغرب الأقصى باستيلاء (المروانيين) على الأندلس، واستمرت في أيديهم متغلبين عليها إلى أن تسموا بالخلافة بعد ذلك، وانفرط الأمر في جميع أقطار الأرض إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في بعض البلاد، بعد أن كانوا في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع أقطار الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً ويميناً مما غلب عليه المسلمون، ولا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة ، ومن نظر في أخبارهم عرف صحة ذلك فعلى هذا يكون المراد بقوله " ثم يكون الهرج" يعني القتل الناشئ عن الفتن وقوعاً فاشياً يفشو ويستمر ويزداد على مدى الأيام، وكذا كان والله المستعان ) .

وقال الحافظ أيضا : ( فالأولى أن يحمل قوله "يكون بعدي اثنا عشر خليفة" على حقيقة البعدية، فإن جميع من ولي الخلافة من الصديق إلى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفساً، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ولم تطل مدتهما وهما : معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفسا على الولاء كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وكان وفاة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة، وتغيرت الأحوال بعده، وانقضى القرن الأول الذي هو خير القرون، ولا يقدح في ذلك قوله: "يجتمع عليهم الناس" لأنه يحمل على الأكثر الأغلب، لأن هذه الصفة لم تفقد منهم إلا في الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير مع صحة ولايتهما، والحكم بأن من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلا بعد تسليم الحسن وبعد قتل ابن الزبير والله أعلم. وكانت الأمور في غالب أزمنة هؤلاء الإثني عشر منتظمة وإن وجد في بعض مدتهم خلاف ذلك، فهو بالنسبة إلى الاستقامة نادر والله أعلم) انتهى كلام الحافظ، انظر فتح الباري 13/260. والله أعلم .

سؤال لك يا شيعي : هل تعتقد بأن الله يرضى عليك عندما تطرح اسئله لم تشهد على حدوثها وهي من أسباب تفرق ألامه ؟

وسؤال أخر: هل سوف تدخل الجنة عندما تعرف من هم الخلفاء الراشدين أو الخلفاء الاثنى العشر الباقين؟ أم إن الجنة بالإيمان بالله وحده وعمل الصالحات وحفظ حدوده وما دخل الخلفاء الاثنى عشر بدخول للجنة ؟ يعني أنت جالس تأتي بأشياء ليس من شروط الإسلام أشياء ليس لها هدف غير الفتنه . دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا ، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام

رد شخصي يا شيعة : لقد سماكم اغلب أهل العلم و علمائه بالروافض أتعلمون لماذا لسببين رئيسيين:

1. لان أجدادكم رفضوا جواب الإمام علي السجاد رضي الله عنه و عن آل البيت الأشراف الأطهـار إلى يوم الدين - ارزقنا حبهم الحب الشرعي الصحيح لا كحب الروافض لهم- عندما سئل عن موقف جده أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و أرضاه,فأجابهم بأنه كان يذكرهم دائما بالخير و يحبهم فرفضوا جوابه و ردوه عليه.

2.لأن أغلب علمائكم يحتجون بالكذب و التدليس .

والله أعلم


يتبع أن شاء الله


الساعة الآن 03:04 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar