منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   شخصيات من الماضي (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=341)
-   -   أمين الريحاني .. أديب بلا حدود (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=101234)

العيناوي 26-09-07 01:30 AM

أمين الريحاني .. أديب بلا حدود
 
http://www.asharqalawsat.com/2007/03...art.411492.jpg


يقولون في التعريف به: أمين الريحاني، فيلسوف الفريكة، والمفكر والمصلح الاجتماعي، والكاتب والمترجم والشاعر والرحالة.


ونقول نحن ـ في تلخيص جامع ـ إنه بمجالات عطائه وإبداعه، وآفاق أسفاره ورحلاته، خير وأنسب من يوصف بأنه: أديب بلا حدود.



في الرابع والعشرين من نوفمبر 1876، ولد أمين فارسي الريحاني بقرية «الفريكة» في لبنان وتلقى دروسه الأولى على يد كاهن الرعية فيها، ثم بمدرسة المعلم نعوم مكرزل ـ صاحب جريدة الهدى في أميركا فيما بعد ـ حيث درس مبادئ اللغتين العربية والفرنسية.



وفي الثانية عشرة من عمره، سافر إلى أميركا مع عمه ومعلمه مكرزل، ضمن موجات المهاجرين من أبناء سوريا ولبنان خلاصا من وطأة القهر والاستبداد التركي والفقر والتخلف التي كانت تطبق على أنفاس البلاد.



في نيويورك، التحق الصبي المهاجر أمين الريحاني بمدرسة راهبات المحبة لتعلم اللغة الانجليزية، ثم اضطر لتركها بعد عام واحد ليعمل في التجارة مع عمه وأبيه، الذي كان قد لحق بهما،دون ان يصرفه ذلك عن متابعة طلب العلم ودراسته في مدرسة ليلية، واطلاعه على كتب الأدبين الإنجليزي والفرنسي.




وفي السابعة عشرة من عمره استهواه فن التمثيل وأجواؤه اللاهية، فانضم الى فرقة تمثيلية متنقلة، ورافقها نحو ثلاثة أشهر، ثم ما لبث أن عاد من لهوه الى رشده، فرجع إلى أهله والعمل بالتجارة مع متابعة دراسته، حيث التحق بكلية الحقوق.




في تلك الفترة تحركت في نفس أمين الريحاني الموهبة الكامنة، ورغب في التعبير والكتابة، فراح يخطب ويكتب بعض الخواطر والآراء، وشجعه استاذه نعيم مكرزل الذي كان يصحح له كتاباته وينشرها في جريدته «الهدى».



كان من اثر تلك الفترة ان اعتلّت صحة الفتى فنصح بالعودة الى لبنان للاستشفاء فعاد عام 1898 وشغل بالعمل معلما للغة الانجليزية بمدرسة قرنة شهوان القريبة من «الفريكة» كما عكف على استكمال تعلمه للغة العربية واتقان فنونها على يد أحد أساطين اللغة وهو المعلم الكبير بطرس البستاني وفي غمار اطلاعه على عيون الادب والتراث العربي، فتن بلزوميات أبى العلاء المعري فأخذ يترجم بعضها وفي ذلك يقول: وكنت لا اعرف من لغتي وادابها غير اليسير، فتغلغلت في سراديبها دون ان ارثي لحالي.وبينما أنا أتخبط في دياجي اللغة عثرت على كتاب شعر إنساني الكسائي وسسيبويه وكل من علم حرفا في البصرة والكوفة.. جمعني الله سبحانه وتعالى بأبي العلاء المعري بعد أن هداني بواسطة الفيلسوف الانجليزي ـ كارليل ـ الى الرسول العربي. قرأت اللزوميات معجبا بها، ثم قرأتها مترنحا، ورحت أفاخر بأني من الأمة التي نبغ فيها هذا الشاعر الحر الجسور الحكيم. عدت إلى أميركا أستصحب «اللزوميات» وكنت ترجمانه هناك.


بين أميركا وأوروبا ولبنان، ظل أمين الريحاني يتنقل ويسهم في نفض غبار الجهل بمجد الحضارة العربية، والتعريف بمعالمها وانجازاتها وكتب ـ في فترات كان يعتزل فيها كتابات عبرت عن تأملات وفلسفة روحية سامية، وكتب اثناء الحرب العالمية الأولى ـ وخطب في المحافل العربية في أميركا مناشدا مساعدة الأهل في الوطن على غوائل الجوع والظلم،.


وتنوعت كتاباته من الأدب والإصلاح الاجتماعي والدعوة إلى الحرية والإخاء الإنساني والتسامح والعدالة الاجتماعية والتعاون العربي.بعد الحرب اختمرت في ذهن الريحاني فكرة الترحال في انحاء البلاد العربية، لدراستها والتعريف بمعالمها وأحوال معيشتها وأعلامها، لإقامة جسور التعارف والتواصل بين شعوبها.


وهكذا لم يكتف الريحاني بالقراءة عن وطنه العربي الكبير وقرر دراسته ميدانيا بنفسه.



في أوائل عام 1922، وصل أمين الريحاني إلى القاهرة، التي كانت منطلقه إلى رحلاته العربية المثيرة الحافلة.



وكانت زيارته للقاهرة هي الثانية في حياته، فقد زارها عام 1905 زيارة لم تمكنه من معرفتها جيداً، كما لم يكن هو قد ارتقى إلى مكانته المرموقة في الشرق أو في الغرب.


ومع أن الريحاني قد عرف حفلات التكريم له في أميركا وفي سوريا ولبنان، فإن تكريمه في القاهرة كان مهرجانات متألقة شارك فيها قادة الفكر وأعلام الأدب من مصر والوطن العربي، وقد توجت بمهرجان تكريمه في ساحة بمنطقة الأهرام بدعوة من شيخ العروبة أحمد زكي باشا، وفيها أنشدت رائعة أحمد شوقي التي يختمها بقوله الخالد:


[poem=font="Simplified Arabic,5,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن الذي ملأ اللغات محاسناً =جعل الجمال وسره في الضاد [/poem]

وفي ختام المهرجان ألقى الريحاني رائعة من الشعر المنثور ـــ الذي برع فيه ـــ واستهلها قائلاً:


«مصر هي أكبر الشرقيات الباسمات للدهر، وهي أحدث الشرقيات الناهضات..
هي أول من هزت الشمس سريرهن، وأول من قبلهن الليل على ضفاف النيل..
هي أول من لعب في ذرى الصناعة والفنون، وأول من رقص والقمر تحت النخيل..
هي أول من بنى ركنا للعلم، وبيتاً للحضارة، وأول من شيد للحياة هيكلاً وللموت قصوراً..
هي أول من نطق في قلب العالم كلمة العبادة والابتهال..
هي أول من أضرم في ليل الحياة نار الإيمان..
هي أول من نحت تمثالاً جميلاً، ورسم ذكراً وأملاً للإنسان..
هي أول من قال للموت: لا، وأول من قال للحياة: نعم..
لها في الموت حياة، ولها في الحياة المآثر الخالدات..
هي مصر، آية الزمان، ابنة فرعون، معجزة الدهر، فتاة النيل».



قبل رحلته التاريخية في الشرق العربي، كان الريحاني قد قام برحلات عديدة إلى فرنسا إبان احتدام الحرب لكتابة تقارير صحفية، ثم سافر إلى اسبانيا وشاهد آثار الحضارة العربية فيها.



كذلك سافر إلى المكسيك بطلب من سفير فرنسا للدعوة بين المغتربين العرب لتأييد الحلفاء، لكن حكومة المكسيك سرعان ما اضطرته إلى الرحيل.



كما أنه في رحلته العربية كان يحمل خطابات توصية به إلى بعض السفراء الأميركيين، وقد ثارت مؤخراً ضجة صحافية حول علاقته بوزارة الخارجية الأميركية.


ما يهمنا هو أن رحلته بدأت من القاهرة عام 1922، ومنها اتجه إلى الحجاز، فاليمن، فعسير، فعدن، فسائر المحميات،ثم قصد بومباي في الهند، ومنها تقدم إلى العراق، حيث قضى شهراً، أبحر بعده إلى البحرين ومنها إلى نجد حيث أقام ستة أسابيع في ضيافة ابن سعود،وبعد ذلك زار الكويت، ثم عاد إلى البحرين، فعدن، فبومباي فالعراق، دامت تلك الرحلة نحو سنة، حل فيها ضيفاً على ملوك العرب وأمرائهم، وأحيط حيثما حل بالحفاوة والتكريم، فلقد كان الريحاني من الرموز البارزة لتيار النهضة والحرية والدعوة للتسامح الديني والعلم والتواصل العربي سبيلاً إلى الوحدة العربية. وكانت زيارة على غير هوى المتشددين المتزمتين الذين راحوا ينددون به وبدعواته ويحرضون عليه.


لكن الريحاني لم يأبه، وكان في العلاقات الطيبة التي عقدها مع رموز الفكر والأدب والنهضة خير عزاء، ومنهم بل على رأسهم شيخ الأدباء في البحرين، الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، الذي ذكره الريحاني في كتابه الكبير عن الرحلة الذي سماه: «ملوك العرب».


حيث قال: الشيخ إبراهيم شيخ الأدباء والشعراء في البحرين ومن خيرة رجالها، وهو أشد ميلاً إلى الأدب والشعر منه إلى السياسة. تلقى العلم في الحجاز من كبار العلماء، وله إلمام بكل الفنون. هو رجل عصري في آرائه وأحكامه، يطالع المجلات العربية، ويتتبع الحركة الفكرية والأدبية في العالم.

هكذا عاين وعايش الأديب بلا حدود أمين الريحاني بلاداً عربية عديدة، وقابل العامة والملوك فيها، ووصف وأرخ، وناقش وكتب.



ومن حصيلة ترحاله الواسع فيها كانت كتبه القيمة: ملوك العرب، تاريخ نجد الحديث، قلب لبنان، المغرب الأقصى.


وهذا غير كتبه باللغة الإنجليزية: ابن سعود ونجد، حول الشواطئ العربية، بلاد اليمن.


أما حصاد رحلته الفكرية والأدبية فوافرة أيضاً تضمها مكتبة متكاملة، منها: الريحانيات، المكاري والكاهن، أنتم الشعراء، وفاء الزمان، سجل التوبة، رسائل أمين الريحاني، وجوه عربية وغربية.



وباللغة الإنجليزية: رباعيات أبي العلاء المعري، كتاب خالد، تحدر البلشفية، أنشودة الصوفيين، دروس من ألف ليلة وليلة.


ثم كانت نهاية الرحلة عام 1940، كان الريحاني يقود دراجته قرب الفريكة،فسقطت به سقطة عنيفة، لم يلبث بعدها أن توفي في المستشفى، في الثالث عشر من سبتمبر.


وقد أقيم له ضريح ، وأقيم متحف يضم كل آثاره، وعلى مدخله تتألق الكلمة الخالدة التي تعبر عن فلسفته في الحياة: «قل كلمتك.. وامش».


وحقاً، قال أمين الريحاني كلمته، ومشى، بلا حدود.

$دلوعة^العوازم$ 27-09-07 12:51 PM

اديب كبير صراحة وكاتب وشاعر معروف


بس اول مرة اسمع انه له متحف

وين متحفه في لبنان !!!!!!!!!!!!!!


ويعطيك العافية العيناوي على الموضوع

العيناوي 27-09-07 02:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة $دلوعة^العوازم$ (المشاركة 1099608)
اديب كبير صراحة وكاتب وشاعر معروف


بس اول مرة اسمع انه له متحف

وين متحفه في لبنان !!!!!!!!!!!!!!


ويعطيك العافية العيناوي على الموضوع

يقع متحف الريحاني في الفريكة..في الطابق السفلي من منزله..

وشاكر لج مرورج يا دلوعة العوازم..

م_الميع 09-10-07 01:54 AM

بارك الله فيك

درر المفاخر 30-05-14 10:37 PM

&& بارك الله فيك وشكرا لك &&


الساعة الآن 05:45 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar