منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=158149)

أبوسند 09-03-18 09:49 AM

تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل
 



فتاوى العلاّمة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله



تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل*لا يجوز نسبة تأويل الصفات إلى السلف بحال من الأحوال


لا يجوز * نسبة تأويل الصفات إلى السلف * بحالٍ من الأحوال..ولا يجوز أن يُنسب التأويل إلى أهل السنة مطلقًا بل هو خلاف مذهبهم وإنما يُنسب التأويل إلى*الأشاعرة*وسائر أهل البدع الذين تأوّلوا النصوص على غير تأويلها.أما الأمثلة التي مثل بها الأخ*الصابوني*للتأويل عند أهل السنة فلا حجة له فيها وليس كلامهم فيها من باب التأويل بل هو من باب إيضاح المعنى وإزالة اللبس عن بعض الناس في معناها. وهاك الجواب عنها: أما قوله تعالى:**نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ**فليس المراد بالنسيان فيها النسيان في قوله تعالى**وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا**وفي قوله تعالى**فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى**بل ذلك له معنى والنسيان المثبت له معنى آخر، فالنسيان المثبت في قوله تعالى**نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ**هو تركه إياهم في ضلالهم وإعراضه عنهم سبحانه لتركهم أوامره وإعراضهم عن دينه لنفاقهم وتكذيبهم. والنسيان المنفي عن الله سبحانه هو النسيان الذي بمعنى الذهول والغفلة، فالله سبحانه منزّه عن ذلك لكمال علمه وكمال بصيرته بأحوال عباده وإحاطته بكل شئونهم، فهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا ينسى ولا يغفل تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وبذلك يعلم أن تفسير النسيان بالترك في قوله تعالى**الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ**الآية، ليس من باب التأويل ولكنه من باب تفسير النسيان في هذا المقام بمعناها اللغوي لأن كلمة النسيان مشتركة يختلف معناها بحسب مواردها كما بين ذلك علماء - رحمهم الله - قال الحافظ*ابن كثير*- رحمه الله - في معنى الآية ما نصه:**نَسُوا اللَّهَ**أي نسوا ذكر الله، فنسيهم: أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعالى**وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا**أ. هـ.وهكذا ما ذكره الله سبحانه من استهزائه بالمستهزئين وسخريته بالساخرين ومكره بالماكرين وكيده للكائدين لا يحتاج إلى تأويل لكونه من باب ( الجزاء من جنس العمل ) لأن السخرية منه سبحانه بالساخرين كانت بحق، وهكذا مكره بالماكرين واستهزاؤه بالمستهزئين وكيده للكائدين كله بحق، وما كان بحق فلا نَقْصَ فيه. والله سبحانه يوصف بذلك لأن ذلك وقع منه على وجه يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه ما يقع من الخلق لأن أعداءه سبحانه فعلوا هذه الأفعال معاندة للحق وكفرًا به وإنكارًا له، فعاملهم سبحانه بمثل ما فعلوا على وجه لا يشابه فيه أفعالهم ولا يعلم كيفيته إلاّ هو سبحانه وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، ومن كيده لهم ومكره بهم وسخريته بهم واستهزائه بهم إمهالهم وإنظارهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة، ومن ذلك ما يظهره للمنافقين يوم القيامة من إظهاره لهم بعض النور ثم سلبهم إياه كما قال عز وجل في سورة الحديد :*يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ*(13)*يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ*(14)*فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ**. وهكذا قال علماء التفسير من أهل السنة في هذا المعنى:قال الإمام*ابن جرير*- رحمه الله - بعد أن ذكر أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى**اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ**: والصواب في ذلك من القول والتأويل عندنا أن معنى الاستهزاء في كلام العرب: إظهار المستهزئ للمستهزأ به من القول والفعل ما يرضيه ويوافقه ظاهرًا وهو بذلك من قيله وفعله به مورثه مساءة باطنًا وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر، وإذْ كان ذلك كذلك، وكان الله جلّ ثناؤه قد جَعَلَ لأهل النفاق في الدنيا من الأحكام بما أظهروا بألسنتهم من الإقرار بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله المدخل لهم في عداد من يشمله اسم الإسلام، وإن كانوا لغير ذلك مستبطنين من أحكام المسلمين المصدقين إقرارهم بذلك بألسنتهم وبضمائر قلوبهم وصحائح عزائمهم وحميد أفعالهم المحققة لهم صحة إيمانهم مع علم الله عز وجل بكذبهم، واطلاعه على خبث اعتقادهم وشكّهم فيما ادعوا بألسنتهم أنهم مصدقون حتى ظنّوا بالآخرة إذ حشروا في عداد من كانوا في عدادهم في الدنيا أنهم واردون موردهم، وداخلون مدخلهم، والله جل جلاله مع إظهاره ما قد أظهر لهم من الأحكام الملحقة بهم في عاجل الدنيا وآجل الآخرة إلى حال تمييزه بينهم وبين أوليائه وتفريقه بينهم وبينهم مُعدٌ لهم من أليم عقابه ونكال عذابه ما أعد منه لأعدى أعدائه وأشرّ عباده حتى ميز بينهم وبين أوليائه فألحقهم من طبقات جحيمه بالدرك الأسفل، كان معلومًا أنه جل ثناؤه بذلك من فعله بهم، وإن كان جزاء لهم على أفعالهم وعدلاً ما فعل من ذلك بهم لاستحقاقهم إياه منه بعصيانهم له كان بهم بما أظهر لهم من الأمور التي أظهرها لهم من إلحاقه أحكامهم في الدنيا بأحكام أوليائه، وهم له أعداء وحشره إياهم في الآخرة مع المؤمنين وهم به من المكذّبين، إلى أن ميّز بينهم وبينهم مستهزئًا وساخرًا ولهم خادعًا وبهم ماكرًا إذ كان معنى الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة ما وصفنا قبل، دون أن يكون ذلك معناه في حال فيها المستهزئ بصاحبه له ظالم أو عليه فيها غير عادل بل ذلك معناه في كل أحواله إذا وجدت الصفات التي قدمنا ذكرها في معنى الاستهزاء وما أشبهه من نظائره*) أ. هـ**.وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى:**يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ**الآية،*قال*ابن أبي حاتم*: حدثنا أبي حدثنا*عبدة بن سليمان*حدثنا*ابن المبارك*حدثنا*صفوان بن عمرو*حدثني*سليم بن عامر*قال: خرجنا على جنازة في باب*دمشق*ومعنا*أبو أمامة الباهلي*فلما صلى على الجنازة وأخذوا في دفنها، قال*أبو أمامة*: أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو هذا - يشير إلى القبر - بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسّع الله ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنكم في بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس أمر من الله فتبيض وجوه وتسود وجوه، ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فيغشى الناس ظلمة شديدة ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورًا ويُترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئًا، وهو المثل الذي ضربه الله تعالى في كتابه فقال:**أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ**فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير، ويقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا:**انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا**وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال:**يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ**فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئًا فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب**بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ**الآية، إلا أنه يقول*سليم بن عامر*: فما يزال المنافق مغترًّا حتى يقسم النور ويميز الله بين المنافق والمؤمن. ثم قال: حدثنا أبي حدثنا*يحيى بن عثمان*حدثنا*ابن حيوة*حدثنا*أرطأة بن المنذر*حدثنا*يوسف بن الحجاج*عن*أبي أمامة*قال: يَبْعَثُ الله ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم فيتبعهم المنافقون فيقولون:**انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ**وقال*العوفي*والضحاك*وغيرهما عن*ابن عباس*: بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورًا فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه وكان النور دليلاً من الله إلى الجنة، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم فأظلم الله على المنافقين فقالوا حينئذ:*انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ**فإنا كنا معكم في الدنيا قال المؤمنون: ارجعوا وراءكم من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور.**انتهى ما ذكره الحافظ*ابن كثير*.وبما ذكرناه عن*ابن جرير*وابن كثير*- رحمة الله عليهما - يتضح للقارئ أنّ المكر والسخرية بالكافرين والخداع والاستهزاء بالمنافقين والكيد منه سبحانه لأعدائه كله على بابه، ولا يحتاج إلى تأويل بل هو حق من الله وعدل وجزاء لهم من جنس عملهم يليق به سبحانه وليس يماثل ما وقع من أعدائه؛ لأن صفة الله سبحانه وأفعاله تليق به وكلها حق وعدل ولا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه، وإنما يعلم العباد من ذلك ما أخبرهم به عز وجل في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.



http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaC...eNo=1&BookID=4





البحر العاشق 13-03-18 08:04 PM

احسنت الاختيار احسن الله اليك
تقبل مروري
ولك مني ارقى التحايا واعطرها


الساعة الآن 09:22 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar