منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   كم مِّنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه ! (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=158519)

أبوسند 01-08-19 08:39 AM

كم مِّنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه !
 



كم مِّنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه !


🍃 قصة عظيمة مع فوائد جليلة 🍃


رَوَى الإمام الدارمي في سُنَنه [رقم 210] بإسنادٍ صَحَّحه الألباني عن التابعي عمرو بن سلمة -رحمه الله- أنه قال:
"كُنّا نجلس على باب عبدِ الله بن مسعود [رضي الله عنه] قبل صلاة الغداة فإذا خَرَج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري [رضي الله عنه] فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج، فلمّا خرج قُمْنَا إليه جميعًا، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيتُ في المسجد آنِفًا أمْرًا أَنْكَرتُه، ولم أَرَ والحمدُ لله إلّا خيرًا. قال: فما هو؟ فقال: إن عِشْتَ فستراه، قال: رأيتُ في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حَصَا، فيقول: كبِّروا مائة، فيكبّرون مائة، فيقول هلِّلُوا مائة، فيهلِّلون مائة، ويقول سبِِّحوا مائة، فيسبّحون مائة. قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك أو انتظار أَمْرك. قال: أَفَلَا أَمَرْتَهُم أن يعدُّوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أَتَى حلقة مِنْ تلك الحِلَق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن حصا نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويْحَكُم يا أُمّةَ محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيّكم صلى الله عليه و سلم متوافِرُون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنِيَته لم تُكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لَعَلَى مِلّة هي أَهْدَى من ملة محمد أو مُفْتَتِحُوا بابَ ضَلَالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أَرَدْنَا إلا الخير! قال: وكم مِنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه! إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّثَنا أنّ قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وايْمُ الله ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم! ثم تولَّى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامّة أُولئك الحِلَق يُطَاعِنُونا يوم النهروان مع الخوارج!". اهـ

قال الإمام الألباني -رحمه الله- معلِّقًا على القصة:
"فإنّ فيها عبرة لأصحاب الطُّرُق وحلقات الذكر على خِلاف السُّنّة، فإنّ هؤلاء إذا أُنكِرَ عليهم مُنْكِرٌ ما هُم فيه اتَّهَموه بإنكار الذِّكر مِنْ أصله! وهذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا، وإنما المُنكَر ما أُلصِق به [أي بالذِّكْر] من الهيئات والتجمعات التي لم تكن مشروعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وإلّا فما الذي أَنكره ابنُ مسعود -رضي الله عنه- على أصحاب تلك الحلقات؟ ليس هو إلّا هذا التجمع في يوم معيّن، والذكر بعدد لم يَرِد، وإنّما يحصره الشيخ صاحب الحلقة ويأمرهم به من عند نفسه وكأنه مشرِّعٌ عن الله تعالى! {أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يَأْذَن به الله}. زِدْ على ذلك أن السُّنّة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فِعْلًا وقولًا إنّما هي التسبيح بالأنامل، كما هو مبيَّن في "الرد على الحبشي"، وفي غيره.

ومن الفوائد التي تُؤْخَذ من الحديث والقصة أنّ العبرة ليست بكثرة العبادة، وإنما بكَوْنِها على السُّنّة بعيدة عن البدعة، وقد أشار إلى هذا ابنُ مسعود -رضي الله عنه- بقوله أيضًا: (اقتصادٌ في سُنّة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة).

ومنها: أنّ البدعة الصغيرة بَرِيدٌ إلى البدعة الكبيرة، ألَا ترى أنّ أصحاب تلك الحلقات صاروا بعدُ مِنَ الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب؟ فهل مِنْ مُعتبِر؟!". اهـ

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، للشيخ الألباني، ج5 ص12-14

وقال العلّامة صالح الفوزان -حفظه الله- معلِّقًا على القصة:
"فهذا فيه التحذير من البدع، وأنها تجر إلى شر، ولو كانت نيّةُ أصحابها حسنة أو مقاصدهم طيّبة؛ لأنه ليس المدار على النيّة والقصد، وإنما المدار على الدليل من كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم". اهـ

شرح فضل الإسلام، ص118


الساعة الآن 02:19 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar