الفضل العظيم المترتب على قراءة سورة البقرة وما ورد عن فضل بعض آياتها العظيمة
الفضل العظيم المترتب على قراءة سورة البقرة كاملة وما ورد عن فضل بعض آياتها العظيمة مثل " آية الكرسي " و آخر آيتين منها ، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة ، وأنها نافعة في الوقاية والتحصين من السحرة والشياطين ، ولا شك أن القرآن الكريم كله شفاء وعلاج لما يجده المسلم من أمراض نفسية أو جسدية أو من ايذاء الجن والشياطين . قال الإمام ابن القيم رحمه الله : فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة , ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله . زاد المعاد 4/323 قال الله تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )). {الإسراء:82}، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )) . {يونس:57}. وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن الشيطان يهرب من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: (( لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ وإنَّ البيتَ الَّذي تُقرأُ فيهِ البقرةُ لا يدخلُهُ الشَّيطانُ )) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2877 خلاصة حكم المحدث: صحيح قال العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله : " يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة : فإن الشيطان يفر منه ، ولا يقرب البيت ؛ والسبب أن في سورة البقرة (( آية الكرسي )) " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (4/ 684). وقال صلى الله عليه وسلم: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )) . رواه مسلم البطلة يعني السحرة *قال*المناوي*في فيض القدير:*(فإن أخذها) يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها بركة: أي زيادة ونماء (وتركها حسرة) أي تأسف على ما فات من الثواب. اهــ. وفي مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري*رحمه الله:*(فإن أخذها) أي في المواظبة على تلاوتها، والتدبر في معانيها، والعمل بما فيها (بركة) أي زيادة ونماء، وقيل أي منفعة عظيمة.*اهــ. قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (( إن لكل شيء سناما و سنام القرآن سورة البقرة ، و إن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة )) . " السلسلة الصحيحة للألباني " ( 2 / 135 ) حديث رقم 588 وقال صلى الله عليه وسلم:*(( مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ )) الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6464 خلاصة حكم المحدث: صحيح عن أُبيِّ بنِ كَعْبٍ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان له جُرْنٌ من تَمْرٍ فكان يَنقُصُ فحرسَه ذاتَ ليلةٍ فإذا هو بدابَّةٍ شِبْه الغُلامِ المُحتَلِمِ فسلَّمَ عليه فرَدَّ عليه السلامَ فقال ما أنت جِنِّيٌ أمْ إنْسيٌ قال جِنِّيٌ قال فناوِلْنِي يدَك قال فناوَلَه يدَه فإذايدُه يدُ كلبٍ وشَعرُه شَعرُ كلبٍ قال هذا خَلْقُ الجِنِّ قال قدْ عَلِمتِ الجِنُّ أنَّ ما فيِهم رجلًا أشدَ مِنِّي قال فما جاء بِكَ قال بلَغَنَا أنَّكَ تُحِبُّ الصَّدقةَ فجِئْنا نُصيبُ من طعامِك قال فما يُنَجِّينَا مِنكُم قال هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي فلَمَّا أصبحَ أتَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليِه وسلَّمَ فذكر ذلكَ له فقال : صَدَقَ الخبيثُ الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 662 خلاصة حكم المحدث: صحيح قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير آية الكرسي من سورة البقرة : هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله .. قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (( يا أبا المنذرِ ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَك أعظَمُ ؟ . قال : قُلتُ : اللهُ ورَسولُه أعلمُ . قال : يا أبا المنذِرِ ! أتَدري أيُّ آيةٍ من كتابِ اللهِ معَكَ أعظمُ ؟ . قلتُ : اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ . قال : فضَربَ في صَدري ؛ وقال : [ واللهِ ] لِيَهْنِكَ العلمُ أبا المنذرِ ! . والَّذي نَفسي بيدِه إنَّ لهذه الآيةِ لِسانًا وشَفتيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِندَ ساقِ العَرشِ )) الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1471 خلاصة حكم المحدث: صحيح وقد ورد فضل قراءة آيتين من سورة البقرة ، ثلاث ليال في البيت ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِوالأرضَ بِألفَيْ عَامٍ ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ )) الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1467 خلاصة حكم المحدث: صحيح قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إنَّ اللهَ كتبَ كِتابًا قَبلَ أن يَخلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَي عامٍ ، أنزلَ مِنه آيتيْن ، خَتَمَ بِهما سورةَ البقرةِ ، ولا يُقرآنِ في بيتٍ فيقْرَبَهُ شيطانٌ ثلاثَ ليالٍ )) الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1467 خلاصة حكم المحدث: صحيح قال النووي رحمه الله : " قِيلَ مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَقِيلَ مِنَ الْآفَاتِ ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الجميع " انتهى من " شرح صحيح مسلم " (6/91-92) . وهذه الأحاديث تفيد أن دوام قراءة سورة البقرة في البيوت تطرد منها الشياطين بدون تحديد وتوقيت لقراءتها. سئل علماء اللجنة الدائمة هذا السؤال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان ) . ؟ وهل تكفي القراءة من المسجل ويحصل بها المقصود ، أم لا ؟ فأجابوا : " ليس لقراءة سورة البقرة حد معين ، وإنما يدل الحديث على شرعية عمارة البيوت بالصلاة وقراءة القرآن ، كما يدل على أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، وليس في ذلك تحديد ، فيدل على استحباب الإكثار من قراءتها دائما لطرد الشيطان ، ولما في ذلك من الفضل العظيم ؛ لأن كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء في الحديث الآخر " . انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (3/ 127-128) . وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان في بيته ، لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر ؟ فأجاب : لا ، لا ، صوت الشريط ليس بشيء ، لا يفيد ؛ لأنه لا يقال " قرأ القرآن " ، يقال : " استمع إلى صوت قارئ سابق " ، ولهذا لو سجَّلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن هل يُجزئ ؟ لا يجزئ ، ولو سجلنا خطبة مثيرة ، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذَّن المؤذن ، ثم قام فخطب ، هل تُجزئ ؟ لا تُجزئ ، لماذا ؟ لأن هذا تسجيل صوتٍ ماضٍ ، كما لو أنك كتبته في ورقة أو وضعتَ مصحفاً في البيت ، هل يُجزئ عن القراءة ؟ لا يُجزئ . "أسئلة الباب المفتوح " . |
جزاك اللخ خير شيخنا ابوسند
|
اقتباس:
الله يجزاك بالمثل يالغالي |
الساعة الآن 02:25 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar