منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من شروط الجهاد : ‏القدرة وهي مناط التكليف في الجهاد بقسميه ، (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=158647)

أبوسند 07-11-23 09:45 PM

من شروط الجهاد : ‏القدرة وهي مناط التكليف في الجهاد بقسميه ،
 




‏● من شروط الجهاد :
‏القدرة وهي مناط التكليف في الجهاد بقسميه ،

‏فلا واجب مع العجز ،

‏فإذا إنتفى الشرط ؛ إنتفى المشروط ،
‏لأجل حفظ دماء المسلمين ،

‏والقاعدة الكلية في هذا الباب هي قاعدة :

‏درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .

‏وقاعدة : لا ضرر ولا ضرار ،

‏وما تفرع عنهما ،
‏ كقاعدة :

‏ لا يرفع الضرر بالضرر ؛ إلا بما هو دونه ،

‏ويدفع أعظم الفسادين ؛ باحتمال أدناهما .

‏لذلك ،
‏فكل قتال غلبت مفسدته مصلحته ؛ فهو قتال محرم !

‏●قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
‏[ليس كل سبب نال به الإنسان حاجته يكون مشروعا
‏بل ولا مباحا
‏وإنما يكون مشروعا إذا غلبت مصلحته على مفسدته
‏أما إذا غلبت مفسدته
‏فإنه لا يكون مشروعا
‏بل محظورا
‏وإن حصل به بعض الفائدة]
‏=المجموع(27/177)

‏●قال الشيخ عبدالرزاق البدر:

‏[الذي يسلك في جهاد الكفار سبيلاً خاطئاً غير منضبط بالضوابط الشرعية،
‏ولا يراعي أحوال المسلمين يكون عاقبة عمله هذا:
‏إعطاء الكفار ذريعة للإنتقام من المسلمين والتدخل في شؤونهم وإضعاف قوتهم، كما هو واقع الأمة الإسلامية في هذه الأيام بسبب انحراف بعض أبناء المسلمين في الجهاد، ولا حول ولا قوة الا بالله].
‏=القطوف الجياد -ص 50]

‏●قال الشيخ عبد المالك رمضاني في "نصيحة للدعاة" :
‏اعلموا أنه كما يعد الإقدام في المعركة شجاعة ونصرا، فإن الإحجام - عند غلبة مفسدة الإقدام – يُعدُّ شجاعة ونصرا، فقد خلَّص الله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام
‏من فرعون من غير أن يقاتلاه، بل أهلكه الله وهما هاربان منه، فسمى الله خلاصهما انتصارا مع أنهما لم يواجهاه، ولا واجه أحد من رعيتهما،

‏فهذا الذي يعتبره المتهورون ذلاًّ ومهانة سماه الله انتصارا،

‏فقال :﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116)﴾ [الصافات: 114 - 116]، فتأملوا كيف سماه نجاة ونصرا على الرغم من حرصهما على ترك المواجهة !

‏بل أكد ذلك فوصفهم بالغلبة، فلماذا لا تجنبون - أيها الدعاة - المسلمين اليوم عدوهم وقد عرفتم - بفقهكم للواقع - شراسته كما قال ابن عثيمين رحمه الله في " تفسير سورة الصافات " (ص 267) :

‏" والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة

‏حين كانت الراية مع زيد بن حارثة ثم كانت مع جعفر بن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم،
‏قال: « ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه »، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا،

‏كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصر وغلبة ".

‏وذكر ابن النَّحَّاس في "مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق" (2/891) رواية فيها أن خالدا رضي الله عنه انحاز بالجيش عن القتال في مؤتة، ورجح أن ذلك عُدَّ نصرة للمسلمين، واعتبره من جهة حفظ من بقي من المسلمين.

‏هذا وقد صُدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت الحرام، وسماه الله فتحا على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم جنب المؤمنين القتال
‏فقال:﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾[الفتح: 1]
‏وجعله سببا للنصر، فقال:﴿ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا [الفتح: 3]

‏ولذلك كان البراء يقول :
‏" تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية ... ". رواه البخاري (4150)،

‏وكان الزهري يقول:
‏" لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه "، انظر الفتح (7/441).

‏قالوا هذا مع أن ما كان في الصلح ظلم صريح للمسلمين؛ إذ لم يكتفِ المشركون بطردهم عن وطنهم
‏حتى صدوهم عن مجرد زيارة خفيفة له بأداء العمرة
‏مع ما فيه من منع مستضعفي مكة من الالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وإجبار المسلمين على تسليم الفارين إليهم لمشركي مكة، والله المستعان.

‏وما كان من نصر في مثل هذه الحالات العصيبة إنما يحصل بسبب صبر المؤمنين وحرصهم على الطاعة ولو كانت النفس تنزع إلى الانتقام، فإن الصبر عند العجز من أقوى جند الله عز وجل،

‏قال ابن القيم في " شفاء العليل " (ص 64) :

‏"وزاد عناد القوم وطغيانُهم وذلك من أكبر العون على نفوسهم ،
‏وزاد صبر المؤمنين واحتمالهم والتزامهم لحكم الله وطاعة رسوله ،
‏وذلك من أعظم أسباب نصرهم إلى غير ذلك من الأمور التي علمها الله ولم يعلمها الصحابة ولهذا سماه فتحا ".

‏فهذا من استنباط هذين العظيمين : البراء رضي الله عنه والزهري رحمه الله، وذاك الذي مضى في سورة الصافات من استنباط عظيم من علماء هذه الأمة :
‏ابن عثيمين رحمه الله، لو كان المهمومون بالجهاد يهتمون بفقه الجهاد ويعرفون للعلماء قدرهم ! .انتهى.

كتبه : عبدالرزاق محمد عثمان الحيدر




الساعة الآن 08:13 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar