منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   قسم التاريخ الإسلامي و الإنساني (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=228)
-   -   تاريخ بناء الكعبه المشرفه (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=125218)

غضا 14-03-09 11:44 PM

تاريخ بناء الكعبه المشرفه
 
تاريخ بناء الكعبة تاريخ الإضافة:19-11-2008
بنيت الكعبة في الدهر خمس مرات:

إحداهن: بناء الملائكة، وآدم وشيث على ما تقدم.

الثانية: بناء إبراهيم.

الثالثة: بناء قريش، والسبب في ذلك أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة وأرادوا تعليتها، وكان بابها لاصقًا بالأرض في عهد إبراهيم وعهد جُرْهُم، إلى أن بنتها قريش، فقال أبو حذيفة بن المغيرة: يا قوم، ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخلها أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئذٍ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهونه رميتم به فسقط، وصار نكالاً لمن يراه. فرفعت بابها وجعلت لها سقفًا، ولم يكن لها سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم. وكان عمر النبي r إذ ذاك خمسًا وعشرين سنة، وقيل: خمسًا وثلاثين، فحضر البناء، وكان ينقل الحجارة معهم كما ثبت في الصحيح، وتنافست قريش فيمن يضع الحجر الأسود موضعه من الركن، ثم رضوا بأن يضعه النبي r.

الرابعة: بناء عبد الله بن الزبير، والسبب في ذلك على ما ذكر السهيلي أن امرأة أرادت أن تجمر الكعبة، فطارت شررة من المجمرة في أستارها فاحترقت، وقيل: طارت شررة من أبي قبيس فوقعت في أستار الكعبة فاحترقت، فشاور ابن الزبير من حضره في هدمها فهابوا ذلك، وقالوا: نرى أن يصلح ما وَهَى منها ولا تُهدم. فقال: لو أن بيت أحدكم احترق لم يرض له إلا بأكمل إصلاح، ولا يكمل إصلاحها إلا بهدمها. فهدمها حتى أفضي إلى قواعد إبراهيم، فأمرهم أن يزيدوا في الحفر، فحركوا حجرًا منها فرأوا لجته نارًا وهولاً أفزعهم، فبنوا على القواعد.

وفي الخبر أنه سترها وقت حفر القواعد، فطاف الناس بتلك الستارة، ولم تخل من طائف، حتى لقد ذكر أن يوم قتل ابن الزبير اشتد الحرب، وشغل الناس حينئذ، فلم ير طائف يطوف بها إلا جمل! ثم بناها وألصق بابها بالأرض وعمل لها خلفًا، أي بابًا من ورائها، وأدخل الحجر فيها، وذلك أن خالته عائشة رضي الله عنها حدثته أن رسول الله r قال: ألم تر أن قومك قصرت بهم النفقة حين بنوا الكعبة، فاقتصروا على قواعد إبراهيم، ثم قال: "لولا حدثان قومك بالجاهلية لهدمتها، وجعلت خلفًا، وألصقت بابها بالأرض، وأدخلت فيها الحجر". فقال ابن الزبير: فليس بنا عجز عن النفقة، فبناها على مقتضى حديث عائشة.

وحكى أبو الوليد الأزرقي أنه لما عزم على هدمها، خرج أهل مكة إلى مِنى، فأقاموا بها ثلاثًا خوفًا أن ينزل عليهم عذاب لهدمها، فأمر ابن الزبير بهدمها، فما اجترأ على ذلك أحد، فعلاها بنفسه، وأخذ المعول وجعل يهدمها ويرمي أحجارها، فلما رأوا أنه لا يصيبه شيء، صعدوا وهدموا، فلما تم بناؤها خلقها من داخلها وخارجها، من أعلاها إلى أسفلها، وكساها القباطي، وقال: من كانت لي عليه طاعة، فليخرج فليعتمر من التنعيم، ومن قدر أن ينحر بدنة فليفعل، ومن لم يقدر فليذبح شاة، ومن لم يقدر عليها فليتصدق بوسعه. وخرج ابن الزبير ماشيًا وخرج الناس مشاة، فاعتمروا من التنعيم شكرًا لله تعالى، فلم ير يوم أكثر عتيقًا وبدنة منحورة وشاة مذبوحة وصدقة من ذلك اليوم، ونحر ابن الزبير مائة بدنة.

قال السهيلي: ولما قام عبد الملك بن مروان في الخلافة، قال: لسنا من تخليط أبي خبيب بشيء، يعني عبد الله بن الزبير، فهدمها وأعادها على ما كانت عليه في عهد رسول الله r إلا في ارتفاعها، ثم جاءه الحارث بن أبي ربيعة المخزومي ومعه رجل آخر، فحدثاه عن عائشة عن رسول الله r بالحديث المتقدم، فندم وجعل ينكث بمخصرة في يده الأرض ويقول: وددت أني تركت أبا خبيب وما تحمل. وتولى البناء في زمن عبد الملك بن مروان الحجاجُ بن يوسف الثقفي، وهو البناء:

الخامس: الموجود الآن، والذي هدمه الحَجَّاج هو الزيادة وحدها، وأعاد الركنين، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير، وسده بين إلى الآن، وجعل في الحجر من البيت دون سبعة أذرع، وعلامة ذلك في داخل الحجر لوحان مرمر منقوشان متقابلان في الحجر، وصار عرض وجهها -وهو الذي فيه الباب- أربعة وعشرين ذراعًا.

وقيل: إن الكعبة بنيت مرتين آخرتين غير الخمس، إحداهما بناء العمالقة بعد إبراهيم، والثانية بناء جُرْهُم بعد العمالقة.

قال السهيلي: إنما كان ذلك إصلاحًا لما وَهَى منه؛ لأن السيل قد صدع حائطه، وكانت الكعبة بعد إبراهيم u مع العمالقة وجرهم إلى أن انقرضوا، وخلفتهم فيها قريش بعد استيلائهم على الحرم لكثرتهم بعد القلة وعزهم بعد الذلة، وكان أول من جدد بناءها بعد إبراهيم قصيّ بن كلاب، وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل.

وروى الطبراني عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا أن أول من جدد الكعبة بعد كلاب بن مرة، قصيٌّ. وحكى السهيلي أن أول من اتخذ للكعبة غلقًا تبعٌ، ثم ضرب لها عبد المطلب بابًا من حديد، وهي الأسياف القلعية التي كانت مع الغزالين الذهب، وهو ما استخرجه عبد المطلب من بئر زمزم، كما احتفرها بعد ما طمها الحارث بن مضاض، لما أخرج الله جرهم من مكة بسبب إحداثهم في الحرم، واستخفافهم بالحرم، وبغى بعضهم على بعض، فتغور ماء زمزم، وعمد الحارث إلى ما كان عنده من مال الكعبة، وفيه غزلان من ذهب وأسياف قلعية، كان ساسان أهداها إلى الكعبة، وقيل سابور، وجاء تحت الليل ودفن ذلك في زمزم وعفى عليها، ولم تزل دارسة حتى حفرها عبد المطلب، واستخرج ذلك كما هو مذكور في موضعه.

واتخذ عبد المطلب من الغزالين المذكورين حلية للكعبة، فهو أول ذهب حليت به الكعبة، فلما جاء الإسلام، وآلت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك، بعث إلى واليه على مكة خالد بن عبد الله القسري بستة وثلاثين ألف دينار، فضرب منها على باب الكعبة صفائح الذهب، وعلى الميزاب وعلى الأساطين التي في جوفها، وعلى الأركان، وهو أول من ذهَّب البيت في الإسلام.

وذكر السهيلي أن الذي عمله الوليد هو ما كان من مائدة سليمان بن داود عليهما السلام من ذهب وفضة، حمل إليه من طليطلة من جزيرة الأندلس، وكانت لها أطواق من زبرجد وياقوت، وكانت قد احتملت على بغل قوي فتفسخ تحتها.

ثم لما آلت الخلافة إلى (الأمين) رفع إليه أن الذهب الذي عمله الوليد قد رقَّ، فأرسل إلى عامله على ضواحي مكة سالم بن الجراج بثمانية عشر ألف دينار ليضربها صفائح على بابي الكعبة، فقلع ما كان على الباب من الصفائح، وزيد عليها ثمانية عشر ألف دينار، وضرب الصفائح والمسامير وحلق الباب والعتبة، فالذي كان عليه من الذهب ثلاثة وثلاثون ألف مثقال.

ثم جُدِّد الباب الشريف في الأيام الزاهرة الملكية الناصرية -سقى الله عهدها- عمل بمصر ومصحفا بالفضة وأنا كتبت نسخة ما كتب عليه، وجهز به "برس بغا" الناصري أحد الحجّاب في ذلك الوقت.

قال الأزرقي: وعمل الوليد بن عبد الملك الرخام الأبيض والأخضر والأحمر في جوفها، فوزر بها جدرانها وفرشها بالرخام، فجميع ما في الكعبة من الرخام هو من عمل الوليد، وهو أول من فرشها بالرخام، وأزر به جدرانها. قلت: ثم تقلع غالب ذلك، وغالب ترخيمها وما فيها الآن من آثار المظفر يوسف بن عمرو رسول صاحب اليمن، واسمه بالرخام داخل الكعبة حيث يصلي المصلي بين العمودين تجاه وجهه في الجدار المتصل بالركن اليماني.

أول من كسا الكعبة الديباج

واختلف أهل السير في أول من كسا الكعبة الديباج، فقال ابن إسحاق: هو الحجاج بن يوسف. وقال ابن بكار: هو عبد الله بن الزبير. وقال الماوردي: أول من كساها الديباج خالد بن جعفر بن كلاب، أخذ لطيمة تحمل البز وأخذ فيها أنماطًا، فعلقها على الكعبة. وذكر جماعة منهم الدارقطني، أن نتيلة بنت أجناب أم العباس بن عبد المطلب كانت قد أضلت العباس صغيرًا، فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة الديباج.

وحكى الأزرقي أن معاوية كسا الكعبة الديباج، قال: وكانت تُكسى يوم عاشوراء، ثم إن معاوية كساها مرتين، ثم كساها المأمون ثلاث مرات، فكان يكسوها الديباج الأحمر يوم التروية، والقباطي يوم إهلال رجب، والديباج الأبيض يوم سبعة وعشرين من رمضان.

وهذا الأبيض ابتدأه المأمون سنة ست ومائتين، حين قالوا له: الديباج الأحمر يتخرق قبل الكسوة الثانية. فسأل عن أحسن ما تكون فيه الكعبة، فقالوا: الديباج الأبيض. ففعله.

قلت: وهي الآن تُكسى في العام مرة واحدة، فى وقت الموسم، وتحمل إليها الكسوة من الخزانة السلطانية بالديار المصرية صحبة الركب، فيولي ذلك أمراء الركب، ويحضرون بأنفسهم، فتكسى، ويأخذ الأشراف وبنو شيبة الكسوة العتيقة ويقتسمونها، ويأخذون في كل قطعة منها أوفر الأعواض، وتحمل إلى سائر البلاد للبركة، وعهدي بصاحب اليمن يبعث إليها كسوة، فتلبس تحت الكسوة المصرية، وهما سوداوان من الحرير الأسود بكتابة بيضاء فيها آيات جاءت في القرآن في ذكر الكعبة، ولما حججت سنة ثمانٍ وثلاثين وسبعمائة صعدت أنا وأمراء الركب المصري لتلبيس الكعبة الشريفة حتى كنا على سطحها فرأيته مبلطًا بالمرمر والرخام الأبيض، ومن جوانبه جدر قصار فيها حلق لمرابط الستور تجر فيها الكسوة بحبال، ثم تربط في تلك الحلق، وأنا أحمد الله إذ بيدي توليت خلع الكسوة العتيقة عنها وتلبيسها الكسوة الجديدة، وحملت الكسوة العتيقة في تلك السنة إلى السلطان بمصر لتجهز إلى السلطان أبي الحسن المزيني مع ما تجهز عوض هدية بعثها في هذه السنة صحبة مريم زوجة أبيه، وعريف السويدي وجماعة من أكابر دولته، وعوَّض بنو شيبة والأشراف عنها من بيت المال بمصر، والعادة جارية أن تغسل الكعبة المعظمة بماء زمزم في السابع والعشرين من ذي القعدة، وتشمر ستورها، وتلبس يوم الأضحى وتغسل بماء الورد عند عود الركب من منى أوان منصرفهم، وكل ذلك حضرته في هذه السنة وتوليته بيدي، والحمد لله.

وأما أول من كسا الكعبة مطلقًا، فحكى الأزرقي عن ابن جريج أن تبعًا أول من كسا الكعبة كسوة كاملة، أُري في المنام أن يكسوها فكساها الأنطاع، ثم أري أن يكسوها الوصائل فكساها، وهي ثياب حبرة من عصب، ثم كساها الناس بعده في الجاهلية.

قال السهيلي: ويروى أن تبعًا لما كساها المسوح والأنطاع انتفض البيت فزال ذلك عنه حين كساها الخصف، وهي ثياب غلاظ، فلما كساها الملاء والوصائل -وهي ثياب موصلة من ثياب اليمن واحدتها وصيلة- قَبِلته. ذكره قاسم في الدلائل، وروى الأزرقي بأسانيد متفرقة أن النبي r كسا الكعبة، ثم كساها أبو بكر وكساها عمر من بيت المال القباطي، وكساها عثمان، ومعاوية، وعبد الله بن الزبير من بعدهم، وقال تبعٌ لما كسا البيت:

وكسونا البيت الذي حـرم الله ملاءً معضـدًا وبـرودا

فأقمنا به من الشهر عشـرًا وجعلنـا لبـابه إقليـدا

ونحرنا بالشعب ستـة ألف فترى أناس نحوهن ورودا

ثم سرنا عنه نؤم سهيلاً فرفعنـا لواءنا معقـودا

وصف الكعبة

وأما صفة الكعبة فاعلم أن الكعبة البيت الحرام مربعة البنيان في وسط المسجد، ارتفاعها من الأرض سبعة وعشرون ذراعًا، وعرض الجدار وجهها الآن أربعة وعشرون ذراعًا، وهو الذي فيه بابها، وعرض مؤخرها مثل ذلك، وعرض جدارها الذي يلي اليمن، وهو فيما بين الركن اليماني والركن العراقي، وهو الذي فيه الحجر عشرون ذراعًا، وإلى وسط هذا الجدار كان يصلي النبي r قبل هجرته إلى المدينة، وعرض جدارها الذي يلي الشام وهو الذي فيما بين الركن الشامي والركن الغربي أحد وعشرون ذراعًا، وميزاب الكعبة على وسطه يسكب في الحجر، ومن أصل هذا الجدار إلى أقصى الجدار ستة عشر ذراعًا، وعرض باب الحجر الشامي خمسة أذرع إلا شيء يسير، وعرض بابه الغربي ستة أذرع إلا شيء يسير، وجدار الحجر مدور من بابه الشامي إلى بابه الغربي كالطيلسان وعرضه ذراع، وارتفاعه من الأرض أربعة أشبار، والحجر الأسود في الركن العراقي المقابل لزمزم، وهو سبعة أشبار من الأرض، وباب الكعبة على أربعة أذرع من الأرض وعلوه ستة أذرع، وعرضه أربعة أذرع، وما بين الباب والحجر الأسود أربعة أذرع، ويسمى ذلك الموضع الملتزم؛ لأن رسول الله r حين فرغ من طوافه التزمه ودعا فيه، ثم التفت فرأى عمر فقال: "ها هنا تسكب العبرات".

راعي اللبل 15-07-10 03:58 PM

جزاك الله كل خير

@ديما@ 27-06-11 04:45 AM

طرح متميز بارك الله فيك.. وجزاك الله كل خير

hababah 22-08-11 09:10 PM

شكرا

درر المفاخر 26-09-13 04:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي / الكريم / بارك الله فيك

وشكرا لك

تقبل مروري

دمت بخير

ضاهر البقمي 02-03-14 08:38 PM

شكرااااااااااااااااا

درر المفاخر 19-12-14 04:04 PM

شكراً جزيلاً لك..


الساعة الآن 09:24 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar