منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب والبحوث (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=119)
-   -   ][][§¤°^°¤§][][ الكويت والتاريخ ][][§¤°^°¤§][][ (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=49441)

دمـــ الوردــوع 03-11-04 01:20 PM

][][§¤°^°¤§][][ الكويت والتاريخ ][][§¤°^°¤§][][
 

حصريا
بهوازن فقط
من نقل للمعلومات وترتيب وأخراج


][][§¤°^°¤§][][ الكويت والتاريخ ][][§¤°^°¤§][][



|--*¨®¨*--|بسم الله الرحمن الرحيم|--*¨®¨*--|




نبذه تاريخية ،،،

إن أهمية الخليج العربي والكويت من منظور التاريخ والعلاقات الدولية والتجارة العالمية تمتد إلى قديم الزمان والعصور الوسطى ، ولقد كانت أراضي الكويت الحالية تقع ضمن أراضي دولة كندة الوسطى العربية التي قامت خلال الفترة من القرن الثالث حتى الخامس الميلادي


ولقد أثبت التنقيب الأثري الذي بدأ على يد البعثة الدنمركية في جزيرة فيلكا عام 1958م وما عثر عليه من آثار قيام حضارة تاريخية قديمة في الكويت ، ذلك لأن تلك البلاد تتصل من جهة الغرب بالجزيرة العربية التي هي جزء لا يتجزأ منها ، كما أنها تتصل بحرا بالخليج العربي فكان لا بد من أن يكون تاريخها في قديمه ووسيطه مرتبطا ارتباطا وثيقا بالجزيرة العربية وسكانها وبمنطقة الخليج .


ويذكر المؤرخون أن الإسكندر الأكبر حينما غزا بلدان الشرق لاكتشاف الطريق الملاحي فيما بين مصب نهر السند وشط العرب عبر الخليج في 326 ق.م وأقام الإغريق في فيلكا . ولقد عثر بها على حجر (إيكاروس) الذي سجل عليه الإغريق كتاباتهم بجانب الآثار الأخرى العديدة ، وهي أدلة تاريخية تؤكد قيام حضارة قديمة في الكويت عاصرت حضارات الشرق القديم .


ويذكر أحد المؤرخين أن أرض الكويت شهدت يوما من أيام الحرب بين الحارث بن عمرو بن حجر الكندي و المنذر بن ماء السماء الذي هزم الحارث عند جزيرة واره ، ولقد شهدت شواطئ الخليج أول صدام في فجر الإسلام بين الفرس والمسلمين إبان خلافة أبي بكر الصديق سنة 12هـ الموافق 633 م في كاظمة (ذات السلاسل ) المعروفة لاحقا بالكويت ، ولقد تكرر ذكر كاظمة في أخبار الشعراء .


وفي نهاية القرن التاسع إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي دخلت منطقة الكويت مع جزء كبير من شبه الجزيرة العربية ضمن دولة القرامطة القوية التي هددت الخلافة العباسية في بغداد ، وبعد اضمحلال هذه الدولة نشأت على أنقاضها مجموعة من الإمارات المحلية ذات الصفة القبلية التي استمرت إلى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي . وكان ميناء كاظمة على ساحل الكويت يؤدي في تلك الفترة وظيفة البوابة البحرية لشرقي الجزيرة العربية .


وفي العصر الحديث برز بنو خالد كأقوى قبيلة عربية في هذه المنطقة وتمكنوا في نهاية القرن الخامس عشر من فرض سيطرتهم على مساحات شاسعة تمتد من البصرة حتى قطر بما فيها أرض الكويت ، ولقد رفض شيوخ بني خالد الاستسلام للسيطرة التركية بعد ذلك . وعندما تولى الشيخ براك بن عريعر سنة 1669 م زعامة بني خالد حاصر مدينة الإحساء الرئيسية - الهفوف - إلى أن سقطت بعد استسلام الحاكم التركي (عمر باشا) لتنتهي بذلك عمليا سيطرة الأتراك على الساحل الغربي للخليج العربي.


هذا وقد ظهر شأن الكويت حينما سكنها بعض الأسر ذات الشأن كآل صباح والأسر الأخرى من المهاجرين معهم ممن ينتمون إلى قبيلة عنزة وغيرها : وهم أول من شيد فيها البيوت الحجرية التي اتخذوها مقرا لهم.


وقد أطلق على الكويت في بداية الأمر اسم "القرين" ، وهو الاسم الذي ظهرت به في الخرائط الأوربية للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر ثم تحول الإسم إلى "الكويت".


ويعود تاريخ أسرة آل الصباح في الكويت إلى عام 1613م حسب ما ذكرته رسالة الشيخ مبارك إلى المقيم البريطاني في الخليج حول تحديد حدود الكويت وقد استهلها بقوله ( الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح 1022 هـ ) التي توافق عام 1613م، وقد أشارت إلى بداية نشوء الكويت الذي سبق أن ذكرناه والذي أيدته مجموعة من المصادر ، إذ تواترت عدة روايات عن استقرارها ورخائها في الفترة من 1649م وهي السنة التي أرسل فيها أهل القرين ( وهو اسم الكويت قديما ) سفنا وسلاحا وأموالا إلى سلطان عمان ناصر بن مرشد لمعاونته علي تصديه للبرتغاليين،كما أورد ذلك الأستاذ عبد الله محمد الطائي في كتابه ( قصة الشراع الكبير) ، وهذا يدل علي استقرار سياسي ورخاء اقتصادي كانت تنعم به الكويت ، مرورا باكتشاف نسخة من كتاب الموطأ الذي خط في جزيرة فيلكا عام 1682م ، وهي جزيرة تابعة للكويت لا تبعد عن شاطئها أكثر من 17 كم ، ونوع الخط ومستواه يكشفان عن عناية تامة وتمكن من الكتابة والضبط والشكل مما يؤكد وجود بيئة علمية في الجزيرة هي صورة مصغرة عن بيئة علمية أكبر وأشد رسوخا في الكويت ، وانتهاء بسنة 1709م عندما زارها أحد الحجاج السوريين وهو مرتضى بن علوان في طريق عودته من رحلة الحج ووصف أسواقها وعمارتها وأشار إلى رخائها الاقتصادي واستقرارها ، وبالإضافة إلى تلك الإشارات الواضحة عن استقرار الكويت ورخائها وازدهارها خلال القرن السابع عشر ، لا نجد ما يشير إلى أي اضطراب سياسي أو صراعات علي الحكم أدت إلى تبدله وتغيره ، وما زالت إشارة الشيخ مبارك في رسالته إلى تاريخ أسرة آل صباح الكويت منذ 1022 هـ (1613م) هي الوحيدة التي لا نجد ما ينقضها أو يضعفها ، بل علـى العكــس من ذلـك فـإن جمـيــع ما سبق ذكره يقوي تلك الرواية ويعزهـا ، مــع أن أول حــاكم حكمها من أسرة الصبــاح تاريخياً هو الشيخ / صباح بن جابر (صباح الأول) ( المتوفي سنـة 1190هـ الموافق 1776م) .



>>يتبع ،،،

دمـــ الوردــوع 03-11-04 01:28 PM

نشأة الكويت وحكامها من آل صباح

نشأت الكويت في الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي في عام 1613م ، حينما توافدت مجموعات من الأسر والقبائل الي هذه المنطقة قادمة من الجزيرة العربية مدركة أهمية هذا الموقع ومميزاته وصلاحيته لإقامة كيان مستقرتتوافر له كل المقومات التي تضمن له البقاء والازدهار ، وسرعان ما أخذ هذا الكيان شكله السياسي الواضح المتميز.

ثم بدت الحاجة ماسة إلى قيام قيادة دائمة مستقرة يرجع إليها أفراد المجتمع في شؤون حياتهم وتتوافر لها الشرعية القانونية لممارسة سلطاتها الشرعية ، وتمثيل هذا المجتمع لدي الجهات الخارجية والمجتمعات المحيطة به ، فعهدوا إلى رجل منهم من آل الصباح توسموا فيه الكفاية والقدرة والصلاح ، وبايعوه بالحكم .


وفيما يلي تسلسل حكام الكويت من آل الصباح وفترة حكم كل منهم :

1- الشيخ / صباح بن جابر (صباح الأول) ( المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م)

2- الشيخ / عبد الله بن صباح (1190 – 1230 هـ) (1776-1814م)

3- الشيخ / جابر بن عبد الله (1230 – 1276هـ) (1814-1859م)

4- الشيخ / صباح بن جابر بن عبد الله (1276 – 1283 هـ) (1859-1866م)

5- الشيخ / عبد الله بن صباح (1283 – 1310 هـ) (1866-1892م)

6- الشيخ / محمد بن صباح (1310 – 1314 هـ) (1892-1896م)

7- الشيخ / مبارك الصباح (مبارك الكبير) (1314 – 1334 هـ) (1896-1915م)

8- الشيخ / جابر المبارك الصباح (1334 – 1336 هـ) (1915م-1917م)

9- الشيخ / سالم المبارك الصباح (1336 – 1340 هـ) (1917-1921م)

10- الشيخ / أحمد الجابر الصباح (1340 – 1370 هـ) (1921-1950م)

11- الشيخ / عبد الله السالم الصباح (1370 – 1385هـ) (1950-1965م)

12- الشيخ / صباح السالم الصباح (1385 – 1398هـ) (1965-1977م)

13- الشيخ / جابر الاحمد الصباح (1398 هـ) (31/12/1977 حتى الان )




>>> يتبع ،،،

الاسدى 04-11-04 12:37 AM

ننتظر سلالة حكم الفاسقون

بالارض


لاتغضبي يامراقبه هذا قول الله فيهم
وأنِ احكمْ بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} وقال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقال: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} وقال: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}

هل تعترضين علي كلام الله

دمـــ الوردــوع 05-11-04 01:16 PM

الاسدي
مشاركتك تشكر عليها فلك قولك ولنا قولنا
وكل منا له مفهومه ومبدأ يسير عليه
والموضوع ليس للمناقشة بما وضعت من آيات قرآنية ..وحين تفسر
ستكون بخلاف ما تعتقد به أنت ،،،

وثانيا انصحك بالإبتعاد عن شتائم الحكام بصراحة وعلانية
وهذه نصيحة لك أن اردت بقاؤك بالمنتدى ،،،

تحياتي

دمـــ الوردــوع 05-11-04 01:34 PM

نبذة تاريخية لحكام الكويت ،،،


الشيخ صباح بن جابر (صباح الأول)

[المتوفي سنة 1190 هـ الموافق 1776م ]


اختلف المؤرخون على تاريخ بداية حكم الشيخ صباح بن جابر و لكنهم اتفقوا على اختيار أهل الكويت له ، حين شعروا بالحاجة إلى أن يؤمر عليهم أمير منهم ، يكون مرجعا لهم في حل المشكلات ، والفصل في القضايا والخلافات ، فوافقهم ، وكان يستشير كبار قومه في المهم من الأمور ، وله السمع والطاعة فيما يقضي به من حق ، أو ما يأمر به من أحكام الشريعة الإسلامية.

وما يعرف عنه أنه كان أمثل القوم عقلا ، وأحمدهم سيرة ، ويؤيد ذلك اختيار سكان الكويت له ، وإجماعهم على تقديمه عليهم أميرا دون سواه.



الشيخ عبد الله بن صباح

[ 1190 – 1230 هـ ] [ 1776 - 1814م ]


تولى الحكم بعد والده ، مع أنه كان أصغر اخوته سنا ، لما اشتهر به من عقل وذكاء وشجاعة وكرم.

إمتدت تجارة الكويت في عهده إلى الهند والملييار واليمن والعراق ، وانتعشت كثيرا نتيجة للكوارث التي حلت بالبصرة والزبير خلال فترة حصارهما واحتلال فارس لهما ( 1775 - 1779م).

وقامت في عهده علاقات مباشرة بين الكويت وممثلي شركة الهند الشرقية الإنجليزية في الخليج ، فأصبحت الكويت محطة رئيسية للقوافل الناقلة للبضائع من البصرة إلى حلب بفضل السياسة الحكيمة القائمة على الالتزام بالحياد والعلاقات الطيبة مع الأطراف الأخرى.

ومن أهم الأحداث في عهده :


- معركة ( الرقة ) حين طمع بنو كعب في الكويت ، وتذرعوا لذلك برفض الشيخ عبدالله خطبة أحدهم لابنته ، وجرت المعركة قرب جزيرة ( فيلكا ) ، بعد أن استنهض الشيخ همم المقاتلين الكويتيين فكان لهم النصر ، وعادوا بكثير من الذخيرة والمدافع التي غنموها ، فنصبوها على الشاطئ تخليدا لانتصارهم.


- بناء أول سور في الكويت ، لصد هجمات الأعداء عنها ، وقد امتد هذا السور من حي النصف في الشرق ، إلى حي البدر في القبلة ، وكانت له عدة أبواب ، يسمي كل منها (دروازة).




الشيخ جابر بن عبدالله

[ 1230 – 1276هـ ] [ 1814 - 1859 م]


تولى الإمارة بعد أبيه عبد الله بن صباح ، وكان عاقلا حليما ، حازما كريما ، يضرب بكرمه المثل حتى أن الكويتيين أطلقوا عليه " جابر العيش " والعيش تعني الارز لكثرة ما كان يتصدق به على الفقراء والمساكين ، مع قلة موارده المالية.

ومن الأحداث المهمة في عهده :


- مساعدة الحكومة العثمانية على استخلاص البصرة والمحمرة من قبيلة بني كعب العراقية ، حين أغارت عليهما واحتلتهما.

- رفض الشيخ جابر طلبا لجماعة من الإنجليز جاءوا إلى الكويت وحاولوا إقناعه برفع الراية الإنجليزية أو السماح لهم بالبناء في الكويت ، أو إعطاء تعهد بأنه سيعامل الدولة العثمانية بمثل هذه المعاملة إذا لم يستجب لهم ، وأعلن أن كل أمر يتعلق بالكويت مرهون بمصلحتها وحدها.

- استقبلت الكويت في عهده ، ثلاثة من الرحالين الغربيين هم : (بكنجهام) و (ستوكويلر) والكابتن (بلي) المقيم الإنجليزي في الخليج ، وقد لفت نظرهم استقرار الكويت وازدهار تجارتها خلافا لجيرانها ، حيث تغيرت حكومات مجاورة ، وتبدلت أحوال كثيرة تبعا لذلك.




الشيخ صباح بن جابر بن عبد الله

[ 1276 – 1283 هـ ] [ 1859 - 1866م ]


كان بشوشا ، يدير أمور الحكم بروح الأب تجاه أبنائه ، يحتفظ بالسلطة السياسية ، لكن السلطة القضائية كانت في يد القاضي وحده.

وفي عهده اتسعت التجارة ، وكثرت أموال الكويت ، وحين أراد أن يضع رسوما جمركية على البضائع الخارجة من الكويت قال له التجار : " لا تجعل على أموالنا ما لم يجعله أبوك ولا جدك من قبل " وتلطف في إقناعهم فلم يقتنعوا ، ولكنهم قالوا : " ستكون أموالنا وقفا على ما تحتاج إليه الكويت " فوافقهم على ذلك.

ولقد لفت نظر الكولونيل "بلي" حين زار الكويت ثانية في عام 1865م سعة أفقه ، وإطلاعه على ما يجري خارج الكويت من أمور لها صلة بالأحداث في أوروبا والعالم ، وكان ذلك من خلال صحيفة عربية كانت تصدر في باريس ، وترسل إليه حافلة بالأخبار الأجنبية والمحلية.




الشيخ عبد الله بن صباح

[ 1283 – 1310 هـ ] [ 1866 - 1892م ]


كان هادئ الطبع محبوبا من أهل الكويت لقناعته وتواضعه في معيشته ، شهما كريما يسارع إلى نجدة من يلجأ إليه ، ويستنجد به ، حتى أنه أرسل عشرين سفينة ملأى بالرجال لنجدة شيخ المحمرة (جابر بن مرادو) حين استنجد به اثر نزاع أدي إلى قتال مع قبيلة "النصار" الواقعة تحت إمرته.

كما أرسل مرة أخرى جيشا لإرغامهم على تنفيذ وعدهم حين نكثوا عنه ، وكان قد ضمنهم في ذلك لدي شيخ كعب وأمير المحمرة.

وتظهر السجلات البريطانية الرسمية أن الكويت كانت تحتفظ بأسطول تجاري وحربي في هذه الحقبة كما كان عليه حالها منذ مائة عام سابقة ، وتدل ضخامة عدد السفن الكويتية التي شاركت بها الكويت في حملة العثمانيين إلى الاحساء عام 1871م ، والبالغ عددها ما بين 300-400 سفينة على مدي ازدهار التجارة الكويتية ، فمثل هذا العدد لا يمكن أن يتوافر لبلد لا تنتفع به.

وكانت له جهود مشهودة في التوفيق والصلح بين المتخاصمين ، كما فعل مع حاكم البحرين الشيخ محمد ، وأخيه الشيخ علي الخليفة.




الشيخ محمد بن صباح

[ 1310 – 1314 هـ ] [ 1892 - 1896 م ]


كان حكم الشيخ محمد استمرارا لسياسة أخيه الشيخ عبد الله الذي تولى الإمارة قبله ، وقد نعمت الكويت خلال الثلاثين عاما التي وليا فيها أمور الحكم بالاستقرار الداخلي ، وحسنت العلاقات التي تربطها بجيرانها العرب ، كما أنها بقيت بعيدة عن التحالف البريطاني الذي وقعته إمارات أخرى في منطقة الخليج والجزيرة العربية.



>>> يتبع ،،،

دمـــ الوردــوع 05-11-04 01:46 PM

الشيخ مبارك الصباح ( مبارك الكبير )

[ 1314 – 1334 هـ ] [ 1896 - 1915 م ]


هو الذي أرسي قواعد دولة الكويت الحديثة ، فقد استطاع أن يبحر بمهارة وحنكة وسط طوفان المطامع الدولية ، وقد تميز تحركه بالدبلوماسية البارعة ، والنضج السياسي ، والتجربة الغنية بالخبرة في التعامل مع الأحداث واستثمارها لصالح الكويت . وقد كان لاضطلاعه بمسئوليات إخضاع البادية ، وحروبه مع قبائلها ، وقدرته على استمالتهم ، والتعامل الذكي معهم - أثره الواضح في ذلك كله.

وقد استطاع أن يحقق توازنا كبيرا في علاقات الكويت الدولية ، ضمن للكويت شخصيتها المتميزة ، وقرارها المستقل فعزز مكانتها ، وحولها من إمارة مستهدفة إلى كيان سياسي فاعل مؤثر استقرت حدوده وأصبح له نشاطه في المجتمع الدولي.

ومن أهم الأحداث في عهده :

- مساعدته لأشقائه العرب حين تشتد بهم الأزمات ، وتعاونه مع الأمير عبدالرحمن آل سعود وولده عبد العزيز على استعادة دولتهم وتوحيدها غير عابئ بالتحذيرات البريطانية .

- صموده ونجاحه في التصدي لأطماع الدول الكبري التي حاولت أن تنال موضعا في أرض الكويت حين تقدمت ألمانيا بتأييد من الدولة العثمانية لشراء منطقة ساحلية مساحتها عشرون ميلا مربعا في الكويت لتكون نهاية محطة سكة حديد بغداد.

- مقاومته لضغوط العثمانيين حين ابلغه والي البصرة مضمون إنذارهم بنفيه الاختياري ، ونجاح قدراته الدبلوماسية في مواجهة الموقف، مستغلا تناقض المصالح الدولية في المنطقة.

- زيارة اللورد (كيرزون) للكويت عام 1903م وسط احتفالات أدهشت الزائر ، وتحدثت عنها الصحافة الأوربية والتركية والعربية.

- اختيار الكويت مقرا للقاء يعقده ( هاردنج) حاكم الهند ، إبان الحرب العالمية الأولى لاختبار نوايا الحكام العرب تجاه بريطانيا ، وحرص مبارك على تأكيد استقلال الكويت في هذه الظروف.

- الحفاظ على الكيان السياسي والجغرافي المعترف به من القوي الكبري من خلال اتفاقية 1899م التي أبرزت الكيان المتميز المستقل لدولة الكويت.

- تثبيت الحدود الشمالية لإمارة الكويت وإفشال كافة محاولات اقتطاع أي أجزاء منها وبخاصة جزيرتا وربة وبوبيان من خلال اتفاقية 1913م ، هذه الحدود التي كانت أساسا انطلقت منه لجنة ترسيم الحدود التابعة للأمم المتحدة عام 1993م في عملها.

لقد منح مبارك الكبير الكويت قلبه وعقله وكيانه ، وأرسي لها حكما مستقرا ومكانة دولية انطلقت منها نهضتها الحديثة.




الشيخ جابر المبارك الصباح

[ 1334 – 1336 هـ ] [ 1915 - 1917 م ]


كان حليما متسامحا ، سليم الصدر لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا ، غرس محبته في قلوب قومه بدماثة خلقه ، ولطف بشاشته ، وان كان القدر لم يمهله طويلا ، حيث لم تمتد فترة حكمه ولكنه ما كاد يمسك بزمام الحكم حتى سعي إلى معاونة المحتاجين.

ازدهرت الكويت في عهده بسبب ازدياد التجارة مع الشام حاملة لتلك المناطق مختلف البضائع التي كانوا في أمس الحاجة إليها، وقد كان لذلك أثر سلبي لدي الإنجليز، ولكن نظرا لاحترامهم للشيخ جابر فقد آثروا عدم اتخاذ إجراء ضده، رغم أن هذا يعد كسرا للحصار المضروب من أوروبا على الشام باعتبارها جزءاً من الدولة العثمانية.

في عهده عقد بالكويت عام 1917م مؤتمر ضم السير بيرسى كوكس الحاكم العسكري البريطاني في العراق، والملك عبد العزيز آل سعود، والشيخ خزعل خان والشيخ جابر بن مبارك لتوحيد كلمة العرب تحت راية زعيم عربي ضد العثمانيين، ومن أقوال الشيخ جابر التي نالت استحسان الجميع: "نحن مسلمون، وإذا ما أجمع المسلمون على شخص فنحن له من الطائعين."




الشيخ سالم المبارك الصباح

[ 1336 – 1340 هـ ] [ 1917 - 1921 م ]


كان حازماً ، قوياً ، متمسكا بدينه ، منفذا لتعاليمه ، له إلمام ببعض علوم الدين واللغة ، يتجول ليلا في أنحاء المدينة لمراقبة الالتزام بحسن المسلك وسيادة الأمن.

كانت باكورة أعماله خفض الرسوم الجمركية إلى 4%، وأسقط الجمارك عن البضائع الخارجة ، فإزدهرت التجارة في عهده ، وحققت ربحا وفيرا لأهل الكويت حيث كان من المؤيدين لإستمرار تدفق البضائع إلى الشام ( حدود الدولة العثمانية ).

وقد هددته بريطانيا التي فرضت حصارا على العثمانيين بأنها لن تفي بوعودها بالمحافظة على سلامة الكويت إذا تعرضت لخطر غزو خارجي إن لم يكف عن سياسته المنحازة تجاه الدولة العثمانية .

ولعل أمير الكويت الشيخ سالم قد أدرك مغبة ذلك ، وبخاصة مع بداية النزاع مع بعض جيرانه، ذلك النزاع الذي كان من نتائجه موقعة الجهرة بين الكويت ، والإخوان الموالين لابن سعود بقيادة زعيمهم فيصل الدويش (1920م).

وفي عهده مدت أسلاك البرق إلى الكويت ، فأصبحت على اتصال بالعالم الخارجي.




>>>يتبع ،،،

دمـــ الوردــوع 06-11-04 12:50 AM

الشيخ أحمد الجابر الصباح

[ 1340 – 1370 هـ ] [ 1921 - 1950 م ]


تولى حكم الكويت وعمره خمسة وثلاثون عاما في فترة عصيبة من تاريخ الكويت ، فعالج بحكمة علاقات الجوار مع الآخرين، وسعي إلى تأمين الحدود الكويتية و توثيقها و المحافظة عليها رغم الظروف و المتغيرات السياسية الصعبة في المنطقة. مما يشير إلى أنه أعد إعدادا طيبا لإدارة أمور بلاده قبل أن يتولاها، وقد بدأ عهده بإفساح المجال لتأسيس مجلس ينظر في شؤون البلاد ومصالحها ويكون عونا له في إدارة الأمور والأحكام، وعاهد أعضاء المجلس الاثني عشر أن لا يبت في أمر مهم إلا بتصديق المجلس عليه ، ولم يشأ الله لهذا المشروع أن يعمر طويلا لأسباب متعددة.

تأسست في عهده المدرسة الأحمدية ، والمكتبة الأهلية ، والنادي الأدبي ، وغادرت الكويت إلى الخارج أول بعثة لطلب العلم ، وكانت مؤلفة من 7 أشخاص ، كما وافقت الكويت على منح امتياز لشركة بريطانية في الأرض المحايدة بين الكويت ونجد للتنقيب عن النفط ، وشهدت الكويت - بالإضافة إلى ذلك - خلال عهده حدثين هامين:

أولهما :تأسيس المجلس التشريعي عام 1938م ، وصدور قانون يحدد صلاحياته ، جاء في مقدمته أن الشعب ممثلا في أعضائه المنتخبين هو مصدر السلطة ، وقد تحول هذا المجلس بعد عام من إنشائه إلى ما يسمي بالمجلس الاستشاري يعين رئيسه وأربعة من أعضائه من الأسرة الحاكمة ، إلى جانب تسعة أعضاء آخرين من أعيان البلد.

ثانيهما :اكتشاف النفط بكميات تجارية في شهر فبراير 1938م ، وان كانت الكويت لم تستفد من ذلك إلا في 30/6/1946 نظرا لاندلاع الحرب العالمية الثانية ، فما أن أخذت عائدات النفط تتدفق على البلاد - مع قلتها في البداية - حتى استغل الشيخ أحمد الجابر هذه الثروة في بناء نهضة البلاد التعليمية والصحية والعمرانية ، فأسست مدينة الاحمدي ، وتزايد الاهتمام بتحلية مياه الشرب ، والكهرباء ، وظهرت بشائر الحركة الدستورية التي تابعها من بعد خلفه الميمون الشيخ عبد الله السالم الصباح .





الشيخ عبد الله السالم الصباح

[ 1370 – 1385هـ ] [ 1950- 1965 م ]


عم الرخاء الاقتصادي الكويت مع تزايد إنتاج النفط ، واتجهت البلاد إلى نهضة عمرانية شاملة ، كان وراء مسيرتها الواعية شخصية الأمير وحبه الخير لوطنه وشعبه ، ومشاركته في الحياة العامة قبل الإمارة ، حيث تولي رئاسة المجلس التشريعي ، ثم رئاسة مجلس الشورى ، كما ترأس الكثير من الجمعيات الأدبية والعلمية وكذلك الإشراف على مالية الكويت ، ومن ثم قاد حركة النهضة قيادة راشدة.

وإن كان الشيخ مبارك الصباح قد حافظ على مكانة الدولة السياسية والدولية ، فإن الشيخ عبد الله السالم الصباح قد أرسي دعائمها داخليا بالمؤسسات الدستورية والقانونية التي انطلقت بها إلى آفاق الاستقلال والديمقراطية والنهضة الحديثة.

- في عهده انتشر التعليم وزودت المدارس الحديثة بأحدث الأجهزة والمعامل والأدوات المدرسية ، وقدم الغذاء ، والكساء للطلبة ، وأنشئت معاهد المعلمين ، والمعاهد الخاصة للمعوقين.

- وتم تأمين العلاج للمواطنين والمقيمين مجانا ، وأنشئت المستوصفات والمراكز الصحية لرعاية الطفولة والأمومة ، ومستشفي الصباح النموذجي لتوفير الرعاية الصحية الكاملة.

- كما أنشئت أكبر محطة لتقطير مياه البحر ومحطة كبيرة لتوليد الكهرباء ، وبنيت المساكن لذوي الدخل المحدود ، ونظمت المساعدات المالية للأرامل ، واليتامى والعجزة.

- نشطت التجارة في عهده برا وبحرا وجوا ، ونظمت التجارة الداخلية ، وأصبحت منطقة الشعيبة الصناعية قائمة على صناعة تكرير البترول والإفادة من مشتقاته في الصناعات البتروكيماوية كالأسمدة وغيرها.

- شهد عام 1961م في عهده استقلال الكويت ، وإلغاء معاهدة الحماية المبرمة مع بريطانيا عام 1899 ، واستبدلت بها معاهدة صداقة وتعاون ، وأصبحت الكويت دولة مستقلة ذات سيادة ، وعضوا في جامعة الدول العربية ( يوليو 1961م) وأسهمت في جميع مؤتمرات الجامعة منذ ذلك الحين.

- كما أسهمت الكويت في التنمية الاجتماعية لشقيقاتها العربيات من خلال صندوق التنمية الكويتي الذي قدم معونات مادية وقروضا ميسرة ليست مشروطة بتوجهات سياسية معينة.

- وقامت بإنشاء المدارس في الكثير من إمارات الخليج العربي و اليمن و السودان وزودتها بالمدرسين والكتب اللازمة.

- في عهده شكلت أول وزارة في الكويت بعد الاستقلال وإلغاء معاهدة 1899م ، وأجريت انتخابات عامة لاختيار عشرين عضوا يكونون المجلس التأسيسي الذي اضطلع بمهمة وضع الدستور.

- أجريت الانتخابات لاختيار أول مجلس أمة بعد الاستقلال في يناير 1963م وتوالت بعد ذلك المجالس النيابية وترسخت المسيرة الديمقراطية في الكويت برعاية الشيخ عبد الله السالم ومؤازرته.

- تبادلت الكويت التمثيل الدبلوماسي مع معظم دول العـالم ، وانضـمــت إلـى هـيـئة الأمم المتحدة في 14/5/1963 ، وشاركت في المنظمات الدولية التابعة لها كمنظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو ) واليونسكو ، والبنك الدولي ، ومنظمة العمل الدولية ، وعملت جاهدة من خلال نشاطها الدولي على نصرة القضايا العربية بعامة ومن بينها القضية الفلسطينية.

- صدر برعايته أول دستور كويتي ، وصدق الأمير عليه في 11/11/1962، ويشمل هذا الدستور إلى جانب تحديد شكل الدولة ونظام الحكم بها ، اختصاصات السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ومبادئ اجتماعية وسياسية تتضمن حقوق الأفراد ، والحريات العامة ، والفصل بين السلطات مع تعاونها.




الشيخ صباح السالم الصباح

[ 1385 – 1398هـ ] [ 1965 - 1977 م ]


سار على نهج سلفه ، فمضت نهضة البلاد بخطي سريعة في كافة الميادين العلمية والصحية والعمرانية والاقتصادية ، فأنشئ الكثير من المدارس وافتتحت في عهده جامعة الكويت، وأنشئت مجموعة من المستشفيات للرعاية الصحية ، ووضع حجر الأساس لكثير من الصناعات الوطنية ، ونالت مساكن ذوي الدخل المحدود، و الرعاية السكنية للمواطنين عناية خاصة من سموه.

وبتوجيهاته وقفت الكويت إلى جانب شقيقاتها العربيات خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967م ، وشاركت بجيشها ودماء أبنائها في المعركة.

وكان لحضوره مؤتمر قمة الخرطوم أثر كبير في تصفية الأجواء العربية ودعم الدول المتضررة بالعدوان اقتصاديا حتى تزول آثاره ، وساند في المجال السياسي والعالمي القضايا العربية وعلي رأسها قضية فلسطين ، وعمل على وحدة الصف العربي في مواقف كثيرة ، ولا سيما في مواجهة الخطر الصهيوني الذي كان يمثل هجمة استعمارية شرسة على بعض البلاد العربية.




>>> يتبع ،،،

دمـــ الوردــوع 06-11-04 01:08 AM

الشيخ جابر الاحمد الصباح

[ 1398 هـ ] [ 31/12/1977 ]


تولى الإمارة في 31/12/1977م ، وقاد البلاد مستثمرا خبرته السابقة بالشؤون المالية ، والتدبير المحكم في استثمارات الكويت داخل البلاد وخارجها ، واتصاله الفاعل والمؤثر الذي خدم القضايا الرئيسية للوطن والأمتين العربية والإسلامية.

في ضوء سياسته الرامية إلى وحدة الصف العربي ، ودعم القوي السياسية والاقتصادية بمنطقة الخليج والجزيرة العربية انعقد مؤتمر القمة الأول لدول مجلس التعاون الخليجي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1981م لتحقيق التكامل السياسي والأمني والاقتصادي بين دول المنطقة ، ودعم مواقفها تجاه قضايا الحق والتنمية والسلام ، ولا يزال هذا المؤتمر حتى يومنا هذا يعقد في موعده سنويا في دولة من دول الخليج ، ويمثل الخطوة الواعدة على طريق التكامل العربي ، ووحدته الاقتصادية والسياسية المأمولة.

وفي عهده عقد مؤتمر القمة الإسلامي بدولة الكويت ، واختير رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي خلال دورة كاملة ( الدورة الخامسة ) أسهم خلالها بإبراز دور المنظمة على المستوى العالمي ، وعمل على ترسيخ الكثير من قانون تنظيمها.

كان له دور فعال ومؤثر في حشد القوى العالمية والدولية لنصرة الحق الكويتي ، وإعادة الكويت دولة حرة مستقلة ذات سيادة على أرضها ، حين فاجأ النظام العراقي العالم باحتلال الكويت عام 1990.

عمل مــع الأشـــقـاء والأصــدقــاء من دول العــالم على تحرير الكويت وتطهير أرضها من براثــن العـدوان ، الذي اجتمعت على ضرورة القضاء عليه بإرادة المجتمع الدولي وبشكل لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر . وكان لقدرته على استثمار الكفايات والقوي الوطنية خارج الوطن آنذاك ، وإرسال الوفود الشعبية والرسمية إلى دول العالم كافة - الأثر الواضح في شرح قضية الكويت وبيان عدالتها في مواجهة الإعلام العراقي الزائف ، والدعاوي الباطلة.

استطاع أن يقود من خلال تنظيم محكم العمل السياسي خارج البلاد ، و المقاومة الكويتية داخلها ، وتوفير الأموال اللازمة لدعم النشاط المكثف والمتصل لكل منهما ، فضلا عن رعاية المواطنين الكويتيين داخل الكويت وخارجها على نحو حفظ لهم كرامتهم ، ووفر لهم متطلبات الحياة ، أعانهم على الصمود وتحمل آلام البعد والفراق عن الأهل والوطن في الخارج ، وقسوة الاحتلال وبشاعة جرائمه في النفس والمال والممتلكات العامة والخاصة في الداخل.

وكان لهذه الجهود أثرها في دعم وحدة المواطنين وإكسابهم الصلابة والقوة والصمود ، فاجتمعت كلمة أبناء الكويت خلف قيادتها الشرعية على نحو أذهل العدو والصديق ، وكشف عن معدن الشعب الكويتي وتلاحمه في الشدائد والأزمات ، وظهر ذلك واضحا في أمرين:

- رفض الصامدين في الداخل أي مظهر من مظاهر التعاون مع سلطات الاحتلال ، والتضحيات البالغة التي قامت بها المقاومة الكويتية ضد المحتل.

- تكاتف القوي الوطنية بفئاتها المختلفة خلف حكومتها الشرعية في مؤتمر جدة ، ومساندتها في نضالها المشروع لتحرير البلاد من المعتدي الآثم.

وبعد تحرير الكويت قاد الجهود المكثفة ، لإعادة إعمارها وإزالة آثار العدوان عليها في فترة قياسية لا تقارن بأي حال مع التقديرات العالمية التي وضعتها وتوقعتها المؤسسات المتخصصة العالمية.

واستمر جهده بعد تحرير الكويت في حركة دائبة تستهدف الإعمار والبناء وتنشد الأمن والسلام ، و تؤمن بالتعاون الدولي وسيلة لحياة إنسانية كريمة.




][®][^][®][نبذة تاريخية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه][®][^][®][


سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت هو أحد أولئك القادة الذين تفانوا في عطائهم ، وفي خدمة وطنهم وشعبهم ، فأحبه الجميع وتمسكوا به قائدا وزعيما للدولة ، وراعيا للمجتمع في أصعب الأوقات ، وأحلك المراحل التي مرت بها الكويت في تاريخها المعاصر.

وهنا نسجل لسمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حاكما لمناطق النفط ، ورئيسا لدائرة المالية ، فوزيرا للمالية والاقتصاد ، ورئيسا لمجلس الوزراء ، ووليا للعهد ، فحاكما لدولة صغيرة في مساحتها وتعدادها السكاني ، كبيرة وعظيمة في أمانيها وتطلعاتها المستقبلية ، ونحن إذ نسجل لحقبة زمنية حققت فيها الكويت مقومات المجتمع المدني الديمقراطي ، والحياة العصرية بكل معطياتها وأسبابها الحضارية ، فإننا نتناول عهدا زاخرا وغنيا بالعطاء ، يقوم عليه صاحب السمو الشيخ جابرالأحمد الصباح أمير دولة الكويت المفدى ... عهد نوجز فيه فكر سموه ، وتعليمه ، وثقافته ، ودبلوماسيته ، وممارساته العملية في المجالات الإنسانية ، والوظيفية ، والقيادية ، وتطلعاته المستقبلية.

الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح
تعليمه ... قيادته ... فكره ... جهوده ... دبلوماسيته



تعليمه ... هو النجل الثالث للمغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم دولة الكويت الأسبق طيب الله ثراه ، والحاكم الثالث عشر من أسرة آل الصباح ، وثالث أمير لدولة الكويت منذ عهد الاستقلال.

فقد ولد سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في الكويت عام 1928م ، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية والأحمدية والشرقية ، وكان سموه مثالا للطالب المجد ، الحريص في تصرفاته ، والخلوق مع زملائه من الطلبة ... وإلى جانب تواضعه في علاقاته مع أقرانه من التلاميذ كانت تربطه علاقة احترام وود بأساتذته.

ونظرا لأن التعليم في الكويت آنذاك لم تكن قد اكتملت مراحله المتقدمة ، فقد أتاح له والده الشيخ أحمد الجابر الصباح الفرصة لان يتتلمذ على يد عدد من الأساتذة المتخصصين في مجالات مختلفة ومتعددة من المعرفة ، وقد ساعده ذلك كثيرا في حياته العملية فكان دائما على مستوى الحدث ، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ، كما أتاح له الفرصة لزيارة العديد من بلدان العالم التي بدأت تخطو خطوات واسعة وسريعة في نهضتها ، حيث رأى سموه عن كثب أحوال تلك المجتمعات وحياة شعوبها الحضارية ، وما وصلت إليه من تقدم وتطور شامل في شتى مجالات الحياة وميادينها ، والأخذ بأسباب التكنولوجيا الجديدة والتقنية الحديثة.

قيادته ... كان سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح قياديا حكيما في إدارة شؤون البلاد ، وقد استمد سموه تلك الحكمة من المخزون النضالي العظيم الذي خلفه الآباء والأجداد الذين ركبوا الصعاب واعتركوا المخاطر بشتى ألوانها ، ليحموا الكويت ، ويحافظوا على استقلالها ، ويكرسوا سيادتها ، وهي نعمة تتفيأ ظلها الأسرة الكويتية الواحدة.

فكره ... إن فكر سموه هو في الحقيقة محصلة نهائية لتجربة غنية وثرية ، ممزوجة بالرؤية الواقعية لما حولنا اليوم من سباق في شتى المجالات لاحتلال أحد المقاعد الأمامية في قطار العصر السريع نحو حضارة القرن الحادي والعشرين ، كما هو نتيجة لما استقصاه سموه وجمعه في أوقات وفترات زمنية متفاوتة ، ومواقع ظروف مختلفة ومتباينة ، بالإضافة إلى التاريخ الطويل من الممارسات العملية في العديد من المجالات المهنية والوظيفية والدبلوماسية ، والقيادية المختلفة ، فقد اكتسب سموه من خلالها رؤية واضحة لعالم اليوم ، وما يمكن أن يكون عليه عالم الغد.

جهوده ... لقد انصبت - ولا تزال - جهود سموه في تحقيق السلام ، والأمن والأمان ، وكفالة حقوق الإنسان ، وتدعيم الديمقراطية ، وحرية التعبير ، والتطور المستمر نحو مزيد من التحديث والرقي ، والدعوة إلى التنمية ، والأخذ بأسباب التقنية الحديثة.

دبلوماسيته ... تتضح ثمرة دبلوماسية سموه ، في إقامته لعلاقات الود والتفاهم والمصالح المتبادلة مع أغلب شعوب العالم ، تلك التي تجسدت بوضوح في الوقفة الرائعة لتلك الدول خلال فترة العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت ، كما اتضحت دبلوماسيته في تلاحم سموه مع قضايا المجتمع الدولي ، وبالأخص المتمثلة في تلك المجموعة من المنظومة الفكرية ، التي ألقاها في المحافل والقمم الدولية ، التي يحرص سموه دوما على أن يكون حضوره متميزا فيها.

ممارساته العملية والسياسية :

مرحلة ما قبل ولاية العهد :


1- تولى سموه رئاسة الأمن العام في مدينة الأحمدي :

بدأ سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفـظــه الله ورعاه حياته العملية في يناير عام 1949 م رئيسا للأمن العام في مدينة الأحمدي ، هذه المـديـنــة التـي جـســدت وشهدت انتقال المجتمع الكويتي من مرحلة صعبة عانى فيها الشعب الكويتي شظف العيش وقساوة الحياة ، إلى مرحلة تميزت بالرفاه الاجتماعي ، والتعامل مع أسباب الحضارة الحديثة.

وقد زودت هذه المرحلة سموه بخبرات إدارية واسعة ، ومعرفة ودراية بأمور فنية تختص بشؤون النفط واقتصادياته على وجه الخصوص ، مما جعل ذلك دوما محور اهتمام سموه ، وذلك لثقة سموه بأن هذه المادة الاستراتيجية هي عصب الحياة في الكويت حاضرا ومستقبلا.


2- تولى سموه رئاسة دائرة المالية :

في عام 1959م تولى سموه منصب رئيس دائرة المالية ، الذي جاء منسجما مع اهتمام سموه بشؤون النفط ، ومتساوقا مع تفكيره ، وتجاربه وخبراته التي اكتسبها حين كان رئيسا للأمن العام في مناطق النفط الأمر الذي جعل سموه ذا شأن ومكانة رفيعة في اقتصاديات النفط ومطالب المجتمع وحقوق الوطن لدى شركاته العاملة ، وبخاصة في الكويت.


3- تولى سموه أول منصب وزاري :

تم تعيين سموه في أول وزارة شكلت بعد الاستقلال ، وبالتحديد في 17/1/1962م عندما اختير سموه أول وزير للمالية والاقتصاد ، حيث استمر سموه على رأس هذا الجهاز خلال الفترة مـا بـيـن عام 1959-1965م ، وهنا يجدر بالذكر أن سموه قــد تولى بالإضافــة إلــى عمــله وزيـرا للجهاز المالي للدولة ، مهام نائب رئيس مجلس الوزراء ، كما ناب عن كل من سمو الأمير آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح السالم الصباح في أثناء غيابهما في الخارج.

وفي الفترة التي تولى فيها سمو الشيخ جابر الأحمد حقيبة الجهاز المالي حقق سموه جملة من الإنجازات الكبيرة والمهمة نورد أهمها فيما يلي :


1- إنشاء (بنك الائتمان) لتيسير الائتمان العقاري والزراعي والصناعي ، وذلك من أجل زيادة دخل كل من الدولة والمواطنين ، من حصيلة قيام الأفراد بإنشاء صناعات ، ومشروعات زراعية وعقارية ، وتأسيس الشركات المختلفة والمساهمة في رأسمالها.

2 - إصدار نقد كويتي لاستخدامه في التداول ، بدلا من النقد الهندي بغية عدم الارتباط بعملة دولة أخرى ، مما قد يؤثر سلبا في كيان الدولة.

3- إنشاء مؤسسة مهمة هي (مجلس النقد الكويتي) الذي أشرف على إصدار أوراق النقد والمسكوكات في الكويت.

4- إعداد النظام الخاص بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ، والذي باركه سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ عبد الله السالم الصباح ، برأسمال قدره 50,000,000 دينار كويتي ، ليكون دعامة من دعائم التنمية الاقتصادية في الدول العربية الشقيقة.




>>> يتبع ،،،

دمـــ الوردــوع 07-11-04 11:54 AM

الحياة الإجتماعية الكويتية

لقد كان للأسرة الكويتية قديماً نوع من الاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية وذلك نظراً لمساهمة الجميع لسد الحاجيات الأساسية للأسرة . حيث كان لزاماً على الرجل العمل بالخارج لكسب الرزق وتوفير المال والمأكل والمشرب ، في حين تكمن مسئوولية المرأة في الأمور الخاصة بالمنزل وتربية الأطفال.

إضافة إلى ذلك كان المجتمع يحكم الأسرة والأفراد ، بمعنى آخر كان كـل مــن الأسرة الموسعة الكبيرة والمسجد وكبــار الســن يعـملـون كسلطة أبوية تفض الخلافات التــي قد تنـشـأ بداخل الأسرة ، أو بين الزوج و زوجته ، أو حتى بين الأبوين والأولاد.

لقد تأثر الكويتيون والمجتمع الذي يعيشون فيه فترة ما قبل عصر النفط بعنصرين أساسيين من البيئة هما البحر و الصحراء ، حيث كان لهما الأثر الكبير في تكوين العادات والتقاليد بالإضافة إلى التركيبة الاجتماعية والبنية الاقتصادية للبلاد . لقد كانت مهنتا الغوص على اللؤلؤ والتجارة هما الرائجتين في ذلك الوقت . ففي موسم الغوص كان اللؤلؤ يستخرج من الخليج ثم يسوَّق عن طريق عملية المبادلة بالاحتياجات الاستهلاكية الأساسية للأفراد . كما كان للكويت مساهمة إنتاجية صغيرة خاصة بالزراعة وصيد الأسماك ورعي الأغنام ، تفتقر إلى وجود الفائض منها من الإنتاج . لذا كان الاهتمام المتزايد بعمليات التجارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

ينقسم الكويتيون إلى ثلاث مجموعات هي: " البدو" (وهم الذين يسكنون في الصحراء) ، "البحَّارين"، وفئة قليلة من المزارعين. وقد لعبت القبيلة والأسرة الموسعة الكبيرة دوراً في تأسيس المجتمع ونشأته ، وتوجيه أفراده ، ومساعدتهم اقتصادياًّ.

الحالة الاجتماعية :

تتكون الأسرة الكويتية التقليدية من الزواج الأحادي وأحياناً تتصف بتعدد الزوجات برئاسة جد الأسرة الكبيرة ، بالإضافة إلى الأولاد المتزوجين ، وزوجاتهم ، وأولادهم وكذلك الأعمام والعمات غير المتزوجـين.

إن المرتبة في داخل الأسرة تعتمد على العمر والجنس ، حيث أن الجد لديه الصلاحية لإدارة جميع الأمور ، كما أنه المتحدث بالنيابة عن جميع أفراد الأسرة . وفي حالة وفاته يقود الأسرة أكبر الأولاد المتزوجين فيأخذ بزمام جميع الأمور.

إن دور أفراد الأسرة مُعرَّف بشكلٍ واضح ، حيث أن لكل شخص مهمة عمل محددة . وفقاً للعادات والتقاليد تعلمت المرأة الكويتية بأن تكون زوجةً صالحةً وأماًّ ومربيةً فاضلةً ، حيث تنحصر مهمتها الأساسية في اهتمامها بزوجها وأولادها وأسرتها.

كان للمجتمع الكويتي وقفة مع تطلعات المرأة الخاصة بها وكانت الأسرة تقوم بإتمام عملية الزواج للأنثى في عمر صغير ، في حين أن الرجل يتمتع بالحرية الكاملة في عمل أي شيء يريده ، فهو من يذهب للعمل ويوفر المال والقوت للأسرة . وقد يختلف الروتين بالنسبة للمرأة في الأسرة الفقيرة ، فنجدها تذهب للسوق ، وتقوم بغسل الملابس على شاطئ البحر ، وتقوم بجلب الماء من السفن التي تحمله مباشرةً . بينما المرأة المنحدرة من أسرة غنية لم تكافح ولم تتحمل مشقة مثل هذه الأمور ، حيث لديها من يقوم بكل تلك الأعمال.

إن المجتمع الكويتي في مرحلة ما قبل عصر النفط يركز على الأسرة الكبيرة الممتدة ويحث على صلة القرابة ، في حين يقل التركيز على العلاقة بين الزوج والزوجة وأولادهما . ويمكننا القول بأن الأسرة الكبيرة الممتدة تجعل دور الفرد داخل إطار الأسرة دوراً ثانوياً.

يعود أمر الزواج والطلاق في الأسرة الكويتية لإطار الجماعة ، ويمكن الأخذ بقرار الفرد ولكن القرار الأخير يعود إلى كبير الأسرة . إن الزواج داخل المجتمع الكويتي يأتي عن طريق العادات والتقاليد والأعراف السائدة في البادية حيث نجد حتمية زواج ابن العم لابنة العم ونجد هذا الأمر في البادية والمدن كذلك . ولقد كان هذا الأمر إجباريا إلا إذا تملص ابن العم من هذه العملية.

وهناك أسباب كثيرة تدعو إلى مثل هذا الزواج ( زواج الأقارب ) وهي :ـ

1 - يشعر والد الفتاة بنوع من الربط والوثاق المتبادل بين العائلتين ، حيث يعزز مكانة الأسرة أو القبيلة بمثل هذا النوع من الزواج.

2 - نظراً لكون الزواج أُسري ، فسوف يفكر الرجل والمرأة مراراً قبل الشروع في الطلاق.

** يعتبر الزواج المدبر الخاصية الثانية للزواج الكويتي ، فغالباً ما تقوم والدة الرجل بالبحث عن فتاة مناسبة لابنها لكي يتزوجها. وبعد وقوع الاختيار تقوم بوصفها لابنها ، ومن ثم تبدأ إجراءات الزواج.

في الحقيقة إنه من الشائع في الزواج التقليدي أن العروس لا تعلم عن موعد الزفاف إِلاَّ قبل أسبوع من موعده ، وأحياناً في صباح ذات اليوم.

إلا أن هذه العادات قد تبدلت تماماً في الوقت الحاضر.



>>> يتبع

دمـــ الوردــوع 08-11-04 01:54 AM

الحياة الإجتماعية الكويتية
التعليم في الكويت قبل النفط


تقسيم نشأة التعليم في الكويت ما قبل عصر النفط إلى المراحل التالية :

1- مرحلة المسجد.

2- مرحلة المطوع والملا.

3- مرحلة نشأة مدرستي المباركية والأحمدية.

4- مرحلة إنشاء مجلس المعارف.

5- مرحلة البعثات الخارجية.

6- تعليم المرأة.


1- مرحلة المسجد :

أي مجتمع إسلامي لابد أن يكون بينه من يقرأ القرآن ليؤم المسلمين في الصلاة ويخطبهم في صلاة الجمعة والأعياد ويجيد قسمة المواريث وعقد الزواج. ويعلم الناس الفرائض وأمور الدين. وقد وجد المجتمع الكويتي المسلم في شخص محمد بن فيروز عالم الإحساء المشهور ضالته فطلب إليه المجيء إلى الكويت. فكان بذلك - بعد أن لبي الدعوة - أول عالــم عرفته الكويت وأول قاض وأول واعظ ومدرس ، وكان مسجد ابن بحر الذي انشيء قرب الساحل - وهذا غير المسجد الذي يحمل الاسم نفسه في وسط مدينة الكويت تقريبا بعد استقرار القوم - أول مدرسة اتخذ منها ابن فيروز مقرا لصلاته وخطبه ووعظه . وتوفي هذا العالم في عام 1722م ويرجع بناء المسجد الأول إلى عام 1670م مع بناء الكويت تقريبا ، وهذا أمر مطابق تماما لنشأة أي مدينة إسلامية حيث يبني قصر الإمارة ثم المسجد مركزا للمدينة.

بلغ عدد المساجد في الكويت في عام 1771م حسب رواية القاضي عبد الرحمن السويدي الذي لجأ إلى الكويت هربا من الطاعون في بغداد - 14 جامعا و مــسجدين. وذكــر أنه قرأ الحديث في ستة جوامع ، فكان يقرأ في الجامع يومين أو ثلاثة فيضيق من كثرة المستمعين فينتقلون إلى جامع أكبر ، حتى استقر الدرس في جامع ابن بحر وهو جامع كبير مطل على البحر.

برز في هذه المرحلة شيوخ وعلماء دين كان لهم تلاميذهم أشهرهم محمد بن فيروز وولده عبد الله وحفيده محمد المتوفى عام 1801م في الأحساء. كما شهدت الكويت علماء آخرين قدموا إليها من الأقطار المجاورة أبرزهم القاضي عبدالرحمن السويدي قاضي البصرة آنذاك ، وعرفت الكويت بعد ذلك عبد الجليل الطبطبائي في عام 1836م الذي توفي عام 1854م ومن بعده ابنه أحمد بن عبد الجليل الطبطبائي المتوفى عام 1878م وتتلمذ على يده ثلاثة من أوائل معلمي الكويت هم خالد العدساني ويوسف اليعقوب وعبد الوهاب الغرير، وجاء بعد هؤلاء الثلاثة جيل من المدرسين والعلماء أشهرهم سليمان خالد العدساني ، وعبد الله خلف الدحيان ، ومحمد جنيدل ، وأحمد محمد القطان ، ويوسف بن حمود ، ومحمد ابراهيم الغانم.


2- مرحلة المطوع أو الملا :


جاءت مرحلة التعليم المقصود وليس الطوعي على يد معلم متفرغ وفي مكان غير المسجد ، فكانت مرحلة مدارس المطوع أو الملا وهي أشبه بالكتاتيب في البلاد الأخرى ، وقد فرض تطور الحياة في الكويت واهتمام أهلها بالتجارة وسفرهم إلى أقطار بعيدة ضرورة تطور أساليب التعليم.

وهنا لجأ المجتمع إلى تنظيمه في عام 1887م عندما عرف ما سمي بالتعليم المقصود الذي بدأ الولد بموجبه يذهب في سن مبكرة إلى مكان خاص رغبة من ذويه ليتعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة على يد الملا أو المطوع في جزء من منزله مقابل أجر يتفق عليه حسب إمكانيات ولي أمر الطالب. وكان هذا المكان الخاص للتعليم يطلق عليه اسم "مدرسة" الملا أو المطوع ، وكان أساس التعليم بها دينيا وبذلك اصبح التعلم سببا من أسباب الرزق لبعض المتعلمين في المجتمع. وفي هذه المرحلة عرف أولياء الأمور أنواعا من الأجر الذي يدفع للملا أو المطوع وقد دفعوها عن طيب خاطر مع ضيق الحياة وشظفها وضعف الكسب فيها وكان منها :


الدخلة : عند تسجيل الطالب ولم تكن تزيد عما يساوي الآن 150 فلسا.


الخميسة : وهو أجر يدفع كل خميس ولا يزيد عما يعادل 40 فلسا.


النافلة : وهو ما يدفع للملا في المناسبات الدينية بقدر ما يتيسر من القمح والتمر.


العيدية : وهو مبلغ من المال يدفع حسب قدرة الطالب قبل العيد أو بعده.


الفطرة : وهي زكاة الفطر عند المسلمين يخرجها الصائم عن نفسه أو عمن يعول.


ختمة الجزء : رسوم يدفعها الطالب كلما ختم قسما من القرآن الذي جري تقسيمه حسب اصطلاح الملا الي 13 قسما ، ولم تتبع طري قة تجزئته إلى ثلاثين جزءا.


القطوعة : مبلغ يتفق عليه بين الملا وولي أمر الطالب يدفع عند ختم الولد للقرآن الكريم ولا يلتزم ولي الأمر بغيره من الرسوم.


الختمة : تدفع عند إنهاء الولد تلاوته للقرآن الكريم وقد تكون في سنة أو أكثر.


التحميدة : مبلغ يدفعه سكان الحي تطوعا كي يغطوا فيه نفقات من يختم القرآن الكريم من الطلاب الفقراء وترافقه مسيرة طلابية من الصبية يرددون التحميدة قائلين : الحمد لله الذي هدانا ، للدين والإسلام اجتبانا.

ومن الأمور التي اهتم بها الملا أو المطوع تعليم الخط وحسن أدائه وجماله لان صاحب الخط الجميل كان مطلوبا لدي التجار كي يعمل عندهم. كما كانت معرفة حسابات الغوص وكيفية تقسيم الدخل بين النواخذة (ربابنة السفن) والبحارة أمرا ضروريا ، رافقه معرفة حسابات الجص المستخدم في طلاء البيوت وبنائها ، ومعرفة حسابات الدهن (السمن) الذي كان سلعة أساسية في تجارة الكويت البرية مع ظهيرها البدوي في الصحراء المحيطة بها وبخاصة الظهير النجدي حيث عرفت التجارة مع هذا الظهير في تاريخ الكويت " بالمسابلة " نسبة إلى سبيل أي طريق.

من علماء الكويت الذين اهتموا بتعليم الناشئة في هذه المرحلة الملا قاسم وأخوه الملا عابدين 1883م والملا راشد الصقعبي ابن شرهان 1888م والسيد عبد الوهاب الحقان 1890م الذي تتلمذ على يديه الشيخ يوسف بن عيسي القناعي ، ومنهم الملا عبد الله بن خلف بن دحيان والملا حمادة وابنه قاسم والملا زكريا الانصاري ، الملا عثمان …. الخ والعدساني الأسرة التي اشتهرت بالقضاء في الكويت أبا عن جد.

أما تعليم الحساب بعملياته الأربع المعروفة فلم تعرفه الكويت إلا في عام 1892م عندما زارها الملا علي بن عمار وعمل محاسبا في ديوان الأمير. وبلغ عدد هذه المدارس التي كانت مشابهة للكتاتيب نحو 35 في عام 1935م منها 25 للبنين ، 10 للبنات.

وفي عام 1935م نفسه كان هناك مدرستان هما المباركية والأحمدية بهما حوالي 2500 طالب وطالبة إضافة إلى هذه الكتاتيب.



3- مرحلة نشأة مدرستي المباركية والأحمدية :

شهدت نهاية عام 1910م وبداية عام 1911م نقلة في تاريخ التعليم في الكويت ففي هذا العام كان الشيخ محمد بن جنيدل يقرأ قصة المولد النبوي للبرزنجي في ديوانية الشيخ يوسف بن عيسي القناعي. وما إن انتهي الشيخ جنيدل من قراءته حتى خطب الشيخ ياسين الطبطبائي في الحضور داعيا إياهم إلى الإقـتــداء برســول الله ( صلى الله عليه وسلم) ومعرفة سيرته وتعلمها وقال ما معناه : لا يمكن للقوم أن يتعلموا ما لم يكن لهم مدارس ومعلمون .. وطلب إليهم التعاون على فتح المدارس المفيدة ليبعدوا الأمية عن أنفسهم.

وكان ذلك الحديث أساس الفكرة التي التقطها الشيخ يوسف بن عيسي القناعي وبدأ في جمع التبرعات من الميسورين لفتح مدرسة جديدة. وقد استجاب هؤلاء ايما استجابه فجمع أهل الكويت 78 ألف روبية. وتم البناء.

وكانت الدفعة الاولي بالمدرسة 254 طالبا استقبلتهم يوم 22/12/1911م ، وصار للمدرسة مجلس من : حمد الخضير ، وشملان بن علي بن سيف ، وأحمد الحميضي.

وكان الشيخ يوسف أول مدير لها جاء بعده الشيخ يوسف بن حمود ومن بعده السـيد عـمـر الأزميري ، وكانـت طليـعـة المـدرسـيــن بها : الشيخ حافظ وهبة المصري ، عبد العزيز حمد المبارك الإحسائي ، نجم الدين الهندي ، عبدالرحمن العسعوسي ، عبد القادر البغدادي ، محمود الهيتي ، الشيخ محمد نوري ، محمود شوقي الايوبي ، أحمد بن خميس الخلف ، عبدالملك الصالح المبيض.

كان مستوى المباركية متواضعا تعني بالدروس الدينية وتنظيم الدفاتر التجارية وحساب الغوص والسفر. ثم أصبحت الحاجة ملحة إلى تقوية المدرسة وإدخال تعليم الإنجليزية ومواد أخرى إلى المناهج. ولما نوقش الأمر في ديوان السيد خلف باشا النقيب عام 1921م بحضور الشيخ عبدالعزيز الرشيد ، والشيخ يوسف بن عيسي ، اتفق على تأسيس مدرسة جديدة باكتتاب شعبي وتولي أمر الاكتتاب سلطان إبراهيم الكليب ، وفعلا وصل الاكتتاب السنوي إلى ثلاثة عشر ألف روبية.

وتعهد الشيخ أحمد الجابر حاكم البلاد آنذاك بدفع مبلغ ألفي روبية سنويا ، وتم إنشاء مدرسة "الأحمدية" بعد ضم مدرسة العامرية الخاصة إليها وعين عبدالملك الصالح ناظرا لها.

واهتمت الأحمدية بأساسيات القراءة والكتابة وعلوم الدين والحساب والهندسة والتاريخ والجغرافيا والتاريخ الطبيعي والرسم والصلصال والأناشيد والرياضة البدنية.

أصبحت المباركية والأحمدية أعلى من الكتاتيب في الدرجة والمنهج والمواد وأقرب إلى التنظيم التعليمي الحديث ، ومن آفاق هاتين المدرستين المباركية والأحمدية نبتت بذور الأفكار الحرة والآراء الناضجة وانتشرت أشعة مبادئ العلوم ، وعرفت الكويت في ظل وجودهما المؤسسات الفكرية والاجتماعية والأدبية الرائدة مثل الجمعية الخيرية التي أسسها خالد الفرحان عام 1913م ، المكتبة الأهلية (العامة) 1922م ، والنادي الأدبي 1924م.

كما شهدت الكويت في هذه الفترة بدايات المدارس الأهلية التي تعلم اللغة الإنجليزية منها مدرسة الإرسالية الأمريكية 1917م في بيت الربان بإدارة القس كالفرلي ويعاونه جرجس سلو ، ومدرسة إسماعيل كدو الخاصة. كما شهدت الكويت في هذه الفترة أيضا ما بين 1920 و 1923م توجه بعض الطلاب للدراسة على نفقتهم الخـاصة خــارج الكـــويت وعلى الأخص الهند ، منهم : محمد أحمد الغانم ، عبداللطيف محمد ثنيان الغـــانم ، عبدالعزيز الصقر ، محمد يوسف العدساني ، مبارك الساير ، أحمد مدوه.

ينبغي القول أن مدرستي الأحمدي والمباركية عاصرهما مدارس خاصة أكثر تقدما في مناهجها من الكتاتيب الاولي وأهمها : مدرسة الفلاح للملا زكريا الانصاري الذي أنشأها 1895م واستمرت حتى 1941 ، ومدرسة السعادة التي أنشأها شملان بن علي بن سيف عام 1924م على نفقته الخاصة لتعليم الأيتام وأبناء أسرته ، واستمرت حتى عام 1929م ومدرسة الملا مرشد التي افتتحت عام 1926م وأغلقت عام 1956م ومدرسة الملا عثمان عام 1930م وكذلك مدرسة الخنيني عام 1935م.



4- مرحلة إنشاء مجلس المعارف :

رأي نخبة من الكويتيين عام 1936م أن المدارس الموجودة لا تؤدي الفائدة المطلوبة للبلاد لا سيما وأن أخبار اتفاقية استخراج النفط أصبحت معروفة وكان لابد من الاستعداد لعصر النفط بعد أن كان عصر اللؤلؤ قد انتهى بعد استزراع اليابان له و بدء تسويقه على النطاق العالمي في أواخر العشرينات. أضف إلى ذلك أن الأزمة الاقتصادية العالمية امتدت آثارها إلى الكويت ولم يعد كثير من الأثرياء قادرين على التبرع للتعليم بسبب شح الموارد فاجتمع نفر من رجالات الكويت في بيت الشيخ يوسف بن عيسي القناعى ، منهم :

السيد علي السيد سليمان الرفاعي ، سليمان العدساني ، مشاري الحسن ، محمد الغانم ، نصف اليوسف ، عبدالله العسعوسي ، سلطان الكليب.

اقترح هؤلاء زيادة نسبة الجمارك إلى 5% على أن يكون 4% للدولة ، 0,5% لدائرة البلدية التي كانت قد أنشئت عام 1934م ، 0,5% للتعليم ، ووافق حاكم البلاد على ذلك.

تبع الخطوة هذه إصدار الشيخ أحمد الجابر قرارا بتشكيل مجلس للمعارف منتخب على غرار المجلس البلدي ، وقد تم انتخاب المجلس فعلا من بين أهل الحل والعقد وكانوا 12 شخصية برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح ، وتألف أول مجلس للمعارف من :

يوسف بن عيسي ، أحمد المشاري ، يوسف الحميضي ، عبدالله الصقر ، مشاري الحسن ، سلطان الكليب ، نصف اليوسف ، محمد الغانم ، سليمان العدساني ، يوسف العدساني ، علي سليمان الرفاعي ، مشعان الخضير.

استقدام المدرسين :

أما القرار الرئيسي الذي اتخذه المجلس فقد تمثل في الكتابة إلى السيد أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك وقائد ثورتها طالبا إليه إرسال أربعة مدرسين مؤهلين وعلى خلق حسن للعمل في مدارس الكويت وتمت الموافقة ووصلت أول بعثة من المدرسين العرب إلى الكويت في النصف الأول من رمضان عام 1355هـ وكانوا :

أحمد شهاب الدين ، جابر حديد ، محمد المغربي ، خميس نجم ، وبوصولهم بدأ النظام التربوي الحديث في الكويت.

وفي العام نفسه افتتح هاشم البدر مدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية وأخذتها منه معارف الكويت وتم فتح صف للتعليم التجاري.

وجاءت البعثة الثانية في العام الدراسي 38/1939م وكانت أربعة مدرسين من فلسطين أيضا.

لم يتوقف الأمر على المباركية والأحمدية ، وافتتح المجلس في عام 1939/1940م مدارس جديدة في القبلة والشرق وبعض القري وجزيرة فيلكا ، وأضيف إلى ميزانية المعارف واردات مصلحة النقل والتنزيل (حمال باشي) عام 1938م ، وجيء ببعثة جديدة من المدرسين كانوا خمسة مدرسين ، وفي عام 1939/1940م رفع الرسم المخصص من الجمارك إلى 1% .

شهد العام الدراسي 1942/1943م وصول بعثات المدرسين من مصر وسوريا لأول مرة بعد أن انتهت أعمال المدرسين الفلسطينيين وكانوا أربعة من مصر وأربعة من سوريا ، وظلت المباركية حجر الزاوية في التعليم وأولت اهتماما في هذا العام بالمكفوفين من الطلبة وخصصت لهم فصلا داخلها لتدريسهم القرآن وحفظه قبل أن ينتقلوا إلى المعهد الديني عند تأسيسه عام 1943م.

كان مقر مجلس المعارف عند إنشائه في إحدى غرف المدرسة المباركية وأصبح له ثلاث غرف في المدرسة نفسها عام 1941م وأصبح عددها أربع غرف في العام 1943/1944م ، واستقل المجلس في عام 1947م بمقر خاص له في بيت مؤجر في براحة السبعان بوسط الكويت ولم تقم المعارف ببناء مقر مستقل لها إلا في عام 1949م في شارع فهد السالم قرب مسجد الملا صالح حاليا وفي موقع بناية الراشد. وأصبح عدد المدارس التي يشرف عليها مجلس المعارف في العام الدراسي 45/1946م ، 12 مدرسة منها مدرسة ثانوية للبنين وسبع مدارس ابتدائية للبنين ، وأربع مدارس ابتدائية للبنات تضم 2815 طالبا و 820 طالبة يدرسهم 108 مدرسين ، وأربع وثلاثون مدرسة ، بعد أن كان عددهم ستمائة طالب في عام 1936م ، وفي العام الدراسي 39/1940م كان هناك ست مدارس للبنين في القري موزعة بين فيلكا ، الفنطاس ، أبو حليفة ، الفحيحيل ، الجهراء ، دمنة (السالمية).

والي جانب هذه المدارس عرفت الكويت المعهد الديني لتخريج أئمة المساجد والخطباء منذ عام 1943م ، والذي شهد نقلة واسعة في تاريخه في عام 1947م.

كما شهدت الكويت في عام 1938م إنشاء أول مدرسة أهلية تسير بنظام تعليمي حديث هي المدرسة الوطنية الجعفرية.

ميزانية التعليم في الكويت حتى عام 1946م:

تولى أولياء الأمور الإنفاق على أبنائهم قبل عام 1936م وكانوا يدفعون رسوما سنوية أشرنا إليها عند الحديث عن مرحلة المطوع أو الملا وأصبحت تدفع بطريقة أكثر تنظيما بعد إنشاء مدرستي المباركية والأحمدية أو "الكتاتيب" الاخرى في هذه الفترة إلا أن الفقراء كانوا يعفون من هذه الرسوم دائما. ولم يكن هناك أي ميزانية للتعليم قبل إنشاء مجلس المعارف في عام 1936م. وفي هذا العام بلغت الميزانية نتيجة تحصيل جمركي قدره 0.5% ما مقداره 63 ألف روبية هندية ( والروبية تعادل 75 فلسا كويتيا أي 25 سنتا ) لكن هذه الميزانية تطورت مع تطور أعداد الطلاب ومع ازدياد الدخل من ضريبة الجمارك ونصف دخل شركة التنزيل والتحميل (حمال باشي) كما كانت تسمي آنذاك.

وفي 1/10/1940م كان عدد مدارس التعليم الحكومي :

أربع مدارس للبنين داخل السور وهي المباركية ، الشرقية ، الأحمدية ، القبلية ، وثلاث مدارس للبنات وهي الوسطي ، القبلة ، الشرقية. وكان عدد الطلاب الذكور 1072 والإناث 275 تلميذة.

وست مدارس للملالي في القري وهي الجهره ، فيلكا ، دمنة (السالمية) ، الفحيحيل ، الفنطاس ، أبو حليفة. وكانت معظم المدارس في بنايات مستأجرة لا تزيد قيمة الإيجار للبناية عن 200 روبية سنويا. وقدمت الجمارك في هذا العام 50 ألف روبية وشركة حمال باشى عشرة آلاف روبية.

وعندما كانت المعارف تعاني العجز في دفع رواتب العطلة الصيفية للمدرسين كانت تستدين من الشيخ يوسف بن عيسي أو غيره من التجار أو من خزانة البلدية.

وكانت رواتب المدرسين آنذاك تتراوح ما بين 14 جنيها استرلينياً للمدير ، و13 جنيها استرلينا للمدرس المؤهل ، وما بين 3-5 جنيهات للمدرس غير المؤهل. أما في مدارس القرى فقد تراوح راتب الملا ما بين 15 روبية و 25 روبية في الشهر تدفعها المعارف.


الساعة الآن 09:47 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar