منتدى هوازن

منتدى هوازن (http://www.hwazn.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب والبحوث (http://www.hwazn.com/vb/forumdisplay.php?f=119)
-   -   أطفال حكموا العالم (http://www.hwazn.com/vb/showthread.php?t=86048)

العيناوي 09-03-07 02:40 PM

أطفال حكموا العالم
 
مؤلفة هذا الكتاب د. عطيات أبوالعينين، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الآداب والفلسفة، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان «حرارة المشمش» ولها عدة دراسات منها «الاغتراب والشباب»، «الزواج والتوافق النفسي».


ويجمع عنوان كتابها الجديد «أطفال حكموا العالم» ما بين كلمتي «أطفال» التي تحوي بالبراءة والشفافية والحاجة إلى الرعاية والاحتماء في كنف الأسرة، و«حكموا العالم» وهي عبارة ذات دلالة وبعد سياسي خطير، فهي تدل على السيطرة والقوة والحزم في إدارة أمور أمم وشعوب في تلك الفترة المبكرة من عمر هؤلاء الحكام

والمؤلفة تعتبر الملك بيبي الثاني الذي جلس على عرش مصر وهو في السادسة من عمره، وظل يحكم حتى تجاوز المائة، ولم يحدث في بلاطه أي اضطراب، وقد يعزي هذا إلى أن «زاو» خاله ووزيره في نفس الوقت قد حافظ على استتباب الأمن في البلاد، ولعبت خالته «الملكة عنخي» دورًا كبيرًا معه في الحكم بعد موت أمه «الملكة مري»، وتكفلت عنخي بتربية بيبي والاهتمام به.


ويظهر الكتاب شخصية «خمارويه» الابن الأصغر لحاكم مصر أحمد بن طولون وهو مؤسس الدولة الطولونية المجيدة، وبالرغم من أن «خمارويه» لم يكن الابن الأول لابن طولون ولا الابن الأخير، فسعادته بخمارويه كانت لا حد لها، لأنه رزق به في نفس السنة التي تولى فيها أمور الحكم في مصر، وعمد بن طولون إلى تنشئة خمارويه تنشئة عسكرية خشنة، فتعلم في حداثة سنه الفروسية والمبارزة وفنون الحرب والقتال، فنشأ منذ طفولته صبيا ذا سطوة، لا يخشى أحدًا ويخشاه الجميع، حتى الوحوش والحيوانات المفترسة، وعندما حضرت أحمد بن طولون الوفاة، وتهيأ لاختيار من سيخلفه في حكم، لعبت الأقدار لصالح خمارويه، فقد خالف عباس الابن الأكبر لأحمد بن طولون أباه في أمر من الأمور فانقلب عليه وأودعه السجن، وخلع ولاية العهد على ابنه الأصغر خمارويه وتولى الحكم بعد أبيه وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره.


وكان خمارويه عنيدًا في حروبه، فإذا دخل حربا لا يعود منها مهزوما أبدا بل كان يعد العدة وينتظر اللحظة المناسبة التي يهاجم فيها على عدوه ويقضي عليه.


وقد عانى المصريون كثيرا بسبب مغامرات خمارويه الطفولية، التي حرم منها في أيام طفولته التي جعلته يصر على تحقيقها رغم كل شيء، بالإضافة إلى حروبه الكثيرة التي خاضها والتي دفعت بالشعب إلى الانهيار، وعجلت بنهاية أسرة ابن طولون ولم تبق من آثارها غير هذا الجامع الذي ما زال يحمل اسم صاحبه «جامع أحمد بن طولون» .


وتعتبر المؤلفة أن «توت عنخ أمون» ذلك الطفل لعبت الصدفة معه، فساقته إلى حكم البلاد وهو لم يزل في العاشرة من عمره، وذلك عندما قتل الملك «سمنخ كارع» الشقيق الأكبر للطفل الصغير توت عنخ آمون، وقد تعمد الجاني أن يقتل أخاه في ذلك الوقت بالذات وهو يعلم علم اليقين أن توت عنخ آمون ما زال صغيرًا لا شأن له بأمور الحكم، فيصير الحكم في يد آخرين، ويعتلي العرش دم جديد ليس من دماء الأسرة المالكة «أحفاد تحتمس العظيم» ويصبح توت عنخ آمون آخر أحفاد تحتمس العظيم ملكا للبلاد وبالرغم من اعتراض المحارب العظيم «حور محب» بسبب إنه مازال صغيرًا لا يقوى على أمور الحكم، كان رد الكاهن «آي» بخبث بأنه سيكون وصيا عليه حتى يشتد عوده ويصير رجلاً،وهكذا أصبح توت عنخ آمون ملكا للبلاد واعتلى العرش وهو طفل في العاشرة من عمره، فحرمه العرش من طفولته، كما يستمتع كل الأطفال في كل زمان ومكان، وظل الملك توت سنوات على عرش الحكم وكان الكاهن «آي» والقائد «حور محب» ما زالا يتنازعان فيما بينهما بغية الوصول إلى العرش،كل منهما يكيد للآخر وكان توت عنخ آمون مشغولاً بألعابه المفضلة وراح يحلم في يقظته ومنامه بذلك اليوم الذي سيكون له ولد يخلفه على عرش البلاد ووجد غايته في فتاة جميلة رقيقة «عنخي آتون» بالرغم من صغر سنها فإنها تسبق سنها، بكثير، ما إن وقعت عينا «توت» عليها حتى أحبها وتزوجها.


وبعد الزواج ظل توت عنخ آمون مشغولاً بهوايته المفضلة، الصيد والقنص، ملازما لزوجته الجميلة «عنخس» لا يفارقها ليلا ولا نهارا حتى في رحلاته ومغامراته وتمضي الأيام دون أن يرزق توت عنخ آمون بالطفل المنتظر، وبدأ الناس يتساءلون في قلق وشوق وقد طال انتظارهم لولي العهد بينما كان قلب الكاهن «آي» يرقص طربا، فلن يجلس على العرش سواه.


وتحقق ذلك للكاهن «آي» عندما دخلت «عنخي» غرفة الملك ذات صباح لتوقظه من نومه، لكن الملك الصغير لا يبدي حراكا، لقد مات توت غنخ آمون، دون أن يعلم كيف مات، وظل هذا السؤال، هل مات «توت عنخ آمون» أم قتل؟

وما زال الناس يتساءلون إلى يومنا هذا نفس السؤال، ولكن اكتشفت احدى البعثات الأثرية أن المومياء الصغيرة ضربة بآلة حادة خلف الرأس، ووجدا مع المومياء عددا من الآثار العظيمة، ليبقى اسم «توت عنخ آمون» خالدًا الى الأبد.


و يكشف لنا الكتاب عن ملك من الملوك الذين حكموا مصر وهو الحاكم بأمر الله حفيد المعز لدين الله الفاطمي - الثالث ممن حكموا مصر من الدولة الفاطمية بعد جده المعز وأبيه العزيز، وكانت خلافته متضادة بين شجاعة وإقدام وجبن وإحجام ومحبة للعلم وانتقام من العلماء وميل إلى الصلاح وقتل للصالحين ومزيج بين السخاء والبخل وله من الظواهر الشاذة والغريبة ما لا يحصى، فأقام يلبس الصوف سبع سنين وامتنع من دخول الحمام، وأقام سنين يجلس في الشمع ليلاً ونهارا،وأمر بقتل الكلاب ومنع بيع العنب ومنع أكل الملوخية ونهى عن بيع السمك، ومنع النساء من الخروج من بيوتهن ليلاً ونهارًا.


وكان الناس يخشونه ويضجون منه لمزاجه المنحرف، حتى أخته ست الملك ضاقت من تصرفات أخيها الحاكم بأمر الله، فأحضرت عبدين مخلصين لها يقومان على خدمتها ووهبت لكل منهما ألف دينار وأعطتهما إقطاعيات وخيلا وذلك لتنفيذ ما كانت تفكر فيه وهو قتل أخيها،وكان الحاكم في تلك الليلة يمارس هوايته المحببة إلى نفسه وهي النظر في النجوم، فرأى نجما في السماء يقطع نجما آخر، فانقبضت نفسه، وأحس بأن نهايته قد أوشكت بعد أن رأى بعينيه كراهية الناس، وبينما هو سائر على جبل المقطم إذا بالعبدين يعترضاه وسرعان ما قتلاه وحملاه سرا إلى أخته ست الملك، التي سرعان ما قامت بإحضار ابنه الظاهر لتولي أمر البلاد وعمره ستة عشر عاما بعد أن مهدت له عمته الأمور وأعادت ملك الدولة الفاطمية في مصر إلى سابق عهده.


ويبين الكتاب أن المستنصر لدين الله هو صاحب أطول مدة قضاها حاكم في الحكم في الدولة الإسلامية بداية من حكم الأمويين إلى عصرنا الحالي، وكانت بداية حكم المستنصر سعد ونصر وفتوحات، فهو الخليفة الوحيد من خلفاء الدولة الفاطمية أو غيرها ينادي باسمه في أسواق بغداد وذلك أن أحد أكابرة ************ه وهو الأمير البساسيري قد فتح له البلاد حتى بغداد وخطب له فيها، ولكن بعد ذلك بدأ أمر المستنصر في إدبار من وقوع الغلاء والوباء بديار مصر، وقاسي الناس الشدائد واختل أمر مصر، وانتهز الفرصة أحد ملوك بني حمدان وهو ناصر الدولة بن حمدان، وهيأ له الشيطان فكرة الاستيلاء على مصر لكي يملك بها العالم بعد أن رأى ضعف حالها وعدم قدرة ملكها المستنصر على قيادة مصر، فقام بإرسال الهدايا إلى الخليفة المستنصر فبرقت عينا الطفل ومال إليها وإلى صاحبها ناصر الدولة لكن أمير الجيوش بدر الجمالي بما لديه من خبرة وحنكة لم يرقه تقرب ناصر الدولة من المستنصر بل إنه أشار على الخليفة رفض هدايا ناصر الدولة.


وهكذا استعمل ناصر الدولة بن حمدان المكيدة والخداع وأخذ يقترب من المستنصر ويلح عليه في زيارة مصر والعيش فيها حتى سمح له، وتمكن بن حمدان من دخول مصر وقد مهدت له الأمور أولاً لكثرة أتباعه وزاد من عطاء الجند حتى نفدت الخزائن وزادت الأسعار أكثر مما هي عليه وحالف بن حمدان الأتراك سرًا على المستنصر وعلم المستنصر بما فعل،فبعث إلى أمير الجيوش بدر الجمالي واستطاع بدر الدين الجمالي من تحقيق الانتصار والأمن بمصر وأخذ في إصلاح أمورها وقتل الخائنين وانفرد أمير الجيوش بدر الجمالي بالأمر كأنه هو الحاكم الفعلي، أما المستنصر الذي تولى طفلاً وظل في الحكم إلى أن صار شيخا فلم يكن له غير الاسم ودام في الخلافة ولم يبق للمستنصر في الحكم أمر ولا نهي إلا الركوب في العيدين.


وفي ختام الكتاب تؤكد الكاتبة أن تحتمس الثالث الملقب بنابليون الشرق القديم، هو في الحقيقة بطل ملوك الأسرة الثامنة عشرة التي امتد حكمها قرابة مائة وخمسين عاما، كان سياسيا بارعا ورجل دولة محنكا، لعب دورا هائلاً في تاريخ مصر ويكفيه فخرا أنه لا يذكر اسم إمبراطورية مصر القديمة إلا ويذكر معها اسم «تحتمس الثالث».


وبعد أن تولى تحتمس الثالث أمور البلاد حتى بدأ في تنظيم الجيش تنظيما عسكريا من ناحية التسليح والتدريب حتى أصبح الجيش المصري من أقوي جيوش العالم في عصره، كما أنشأ أسطولاً حربيا يعتبر فريدًا في العالم آنذاك، وبسط تحتمس نفوذه حتى بلدة «ني» على نهر الفرات بشمال العراق وعلى فلسطين، كما امتد جنوبا حتى السودان وفي عهده أصبحت طيبة أعظم إمبراطوريات العالم القديم كله، ولقب بنابليون الشرق لانتصاراته العظيمة، وضرب أي حصار تعرض له جيشه حتى لقبه المؤرخون بهذا اللقب.


* الكتاب: أطفال حكموا العالم


* تأليف: د. عطيات أبوالعينين


* الناشر: مكتبة الأسرة القاهرة 2006


* الصفحات: 182 صفحة من القطع الكبير

OCEAN 09-03-07 02:41 PM

شكراً العيناوي...

بدر السنجاري 01-04-07 12:03 PM

يعطيك العافيه اخوي

خالد مرزوق 24-05-07 08:42 AM

مشكوور

قصة غرام 21-09-07 10:58 AM

مشكور على الجهد المبذول

وتقبل مروري


اخوك
قصة غرام

العيناوي 21-09-07 03:46 PM

العفو يا قصة غرام..

شاكر لك مرورك..

SmoOoKi 14-10-07 06:21 PM

شكرا لك

م_الميع 25-10-07 12:30 AM

جزاك الله خير


الساعة الآن 05:49 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar